حسبنا الله ونعم الوكيل

حصن المسلم | دعاء لقاء العدو وذي السلطان | حسبنا الله ونعم الوكيل

حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (1).

Hasbunal-lahu waniAAmal-wakeel.
‘Allah is sufficient for us, and how fine a trustee (He is).


(1) البخاري، 5/ 172، برقم 4563.

شرح معنى حسبنا الله ونعم الوكيل

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

433- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾(1) »(2) .
434- وفي لفظ آخر للبخاري: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ بقَالَ: «كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»(3) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «حسبنا اللَّه» أي: هو كافينا، وناصرنا، ومتولي أمورنا، قال في النهاية: «في أسماء اللّه تعالى: «الحَسِيب» هو الكافي، فعِيل بمعنى مُفْعِل، من أحْسَبَني الشيءُ: إذا كَفاني، وأحْسَبْتُهُ، وحَسَّبْتُه –بالتّشْديد- أعْطَيْتَه ما يُرْضِيه، حتى يقول حَسْبني»(4) ، وقال شيخ الإسلام في تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (5) : «وَمَعْنَى ذَلِكَ عِنْدَ جَمَاهِيرِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ أَنّ،َ اللَّهَ وَحْدَهُ حَسْبُك، وَحَسْبُ مَنِ اتَّبَعَك مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، كَمَا بُسِطَ ذَلِكَ بِالْأَدِلَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ عليهم الصلاة والسلام هُمْ الْوَسَائِطُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ فِي أَمْرِهِ، وَنَهْيِهِ، وَوَعْدِهِ، وَوَعِيدِهِ، فَالْحَلَالُ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالدِّينُ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»(6) .
وقال الفيومي: (حَسِبْتُ) زيداً قائماً (أَحْسَبُهُ) (حِسْبَانًا) بالكسر بمعنى ظننت، ويقال: (حَسْبُكَ) درهم، أي كافيك، و(أَحْسَبَنِي) الشيء بالألف أي كفاني، و(الحَسَبُ) بفتحتين ما يعدّ من المآثر، وهو مصدر (حَسُبَ) وزان شرُف شرفاً، وكرُم كرماً، ورجل (حَسِيبٌ) كريم بنفسه، وأما المجد والشرف فلا يوصف بهما الشخص إلا إذا كانا فيه، وفي آبائه، وقال الأزهري (الحَسَبُ) الشرف الثابت له ولآبائه، (فَالحَسَبُ) الفعال له ولآبائه مأخوذ من الحساب، وهو عَدُّ المناقب لأنهم كانوا إذا تفاخروا حسب كلّ واحد مناقبه و مناقب آبائه(7) .
وقال الإمام الطبري: «وأصل «الحسيب» في هذا الموضع عندي، «فعيل» من «الحساب» الذي هو في معنى الإحصاء، يقال منه: «حاسبت فلانًا على كذا وكذا»، و«فلان حاسِبُه على كذا»، و«هو حسيبه»، وذلك إذا كان صاحبَ حِسابه.
وقد زعم بعض أهل البصرة من أهل اللغة: أن معنى «الحسيب» في هذا الموضع، الكافي، يقال منه: «أحسبني الشيء يُحسبني إحسابًا»، بمعنى كفاني، من قولهم: «حسبي كذا وكذا، وهذا غلط من القول وخطأ.
وذلك أنه لا يقال في «أحسبني الشيء
»(7) ، وقال شيخ الإسلام: «أَيْ اللَّهُ وَحْدَهُ حَسْبُك، وَحَسْبُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوك، وَمَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ وَالْمُؤْمِنِينَ حَسْبُك، فَقَدْ ضَلَّ، بَلْ قَوْلُهُ مِنْ جِنْسِ الْكَفَرَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ هُوَ حَسْبُ كُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ، والحسب الْكَافِي»(8) .
2- قوله: «ونِعْمَ»: كلمة مدح وثناء.
قال الفيروزأبادي: «ونعم اللَّه تعالى بك، كسمع، ونعمك وأنعم بك عيناً: أقرّ بك عين من تحبه، أو أقر عينك بمن تحبه، ونعم عين، ونعمة ونعام ونعيم بفتحهن، ونعمى ونعامى ونعام ونعم ونعمة بضمهن، ونعمة ونعام بكسرهما، وينصب الكل بإضمار الفعل، أي : أفعل ذلك إنعاماً لعينك، وإكراماً»(9) .
3- قوله: «الوكيل»: أي: المُفوض إليه تدبير عباده والقائم بمصالحهم(10) .
وقال شيخ الإسلام: «ونهى أن يتخذ من دونه وكيلاً؛ لأن المخلوق لا يستقل بجميع حاجات العبد، والوكالة الجائزة أن يوكل الإنسان في فعل يقدر عليه، فيحصل للموكل بذلك بعض مطلوبه، فأما مطالبه كلها، فلا يقدر عليها إلا اللَّه، وذلك الذي يوكله لا يفعل شيئاً إلا بمشيئة اللَّه عز وجل وقدرته، فليس له أن يتوكل عليه، وإن وكله بل يعتمد على اللَّه في تيسير ما وكله فيه، فلو كان الذي يحصل للمتوكل على اللَّه يحصل، وإن توكل على غيره، أو يحصل بلا توكل؛ لكان اتخاذ بعض المخلوقين وكيلاً أنفع من اتخاذ الخالق وكيلاً، وهذا من أقبح لوازم هذا القول الفاسد، قال اللَّه تعالى: ﴿يا أيها النبي حسبك اللَّه ومن اتبعك من المؤمنين﴾(5) ، أي: اللَّه كافيك، وكافي من اتبعك من المؤمنين، فلو كانت كفايته للمؤمنين المتبعين للرسول؛ سواء اتبعوه أو لم يتبعوه، لم يكن للإيمان، واتباع الرسول، ثم أثر في هذه الكفاية، ولا كان لتخصصهم بذلك معنى، وكان هذا نظير أن يقال: هو خالقك وخالق من اتبعك من المؤمنين، ومعلوم أن المراد خلاف ذلك»(11) .
4- قوله: «قالها إبراهيم، وقالها محمد»: قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: «إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام هما خليلان للَّه عز وجل، قال اللَّه ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا﴾(12) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّه قد اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً»(13) ، والخليل معناه الحبيب الذي بلغت محبته الغاية، ولا نعلم أن أحداً وصف بهذا الوصف، إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم، فهما الخليلان، ... لكن الخلة لا نعلم أنها ثبتت إلا لمحمد وإبراهيم، وعلى هذا فنقول: الصواب أن يقال: إبراهيم خليل اللَّه، ومحمد خليل اللَّه، وموسى كليم اللَّه، على أن محمداً قد كلمه اللَّه سبحانه وتعالى بدون واسطة»(14) .
5- قوله: «قالها إبراهيم حينما ألقي في النار» وذلك أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام دعا قومه إلى عبادة اللَّه وحده لا شريك له، وأبوا وأصروا على الكفر والشرك، فقام ذات يوم على أصنامهم، فكسرها، وجعلهم جذاذاً إلا كبير لهم، فلما رجعوا وجدوا آلهتهم قد كسرت، فانتقموا، والعياذ باللَّه، لأنفسهم، فقالوا: ماذا نصنع بإبراهيم؟ ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ﴾ انتصاراً لآلهتهم ﴿ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾(15) ، فأوقدوا ناراً عظيمة جداً، ثم رموا إبراهيم في هذه النار، ويقال: إنهم لعظم النار لم يتمكنوا من القرب منها، وأنهم رموا إبراهيم فيها بالمنجنيق من بعد، فلما رموه قال: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾(1) ، فما الذي حدث؟ قال اللَّه تعالى: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾(16) ، برداً ضد حر، وسلاماً ضد هلاك؛ لأن النار حارة ومحرقة مهلكة، فأمر اللَّه هذه النار أن تكون برداً وسلاماً عليه، فكانت برداً وسلاماً»(14).
أما الخليل الثاني الذي قال: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾(1) ، فهو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين رجعوا من أحد، قيل لهم: إن الناس قد جمعوا لكم، يريدون أن يأتوا إلى المدينة، ويقضوا عليكم، فقالوا: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾(1) ، قال اللَّه: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾(17) ، فينبغي لكل إنسان رأى من الناس جمعاً، أو عدواناً، عليه أن يقول: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾، فإذا قال هكذا كفاه اللَّه شرهم، كما كفى إبراهيم ومحمداً عليهما الصلاة والسلام، فاجعل هذه الكلمة دائماً على بالك، إذا رأيت من الناس عدواناً عليك، واللَّه الموفق»(14).

ما يستفاد من الحديث:

1- الابتلاء سنة كونية وهو طريق التمكين، قال الشافعي: لا يُمَكَّنُ الرجل حتى يبتلى وقد تكرر للأنبياء جميعًا عليهم السلام.
2- شدة بلاء أبي الأنبياء إبراهيم صلى الله عليه وسلم لما فارق قومه وتبرأ مما يعبدون من دون اللَّه وإظهار كرامته عند ربه لما ألقاه قومه في النار فكانت بردًا وسلامًا.
3- تمام اليقين في نصر اللَّه وتأيده عند سيد الخلق ومن كان معه من الصحابة الكرام لما حدث لهم ما حدث في غزوة أحد، ثم عادوا إلى المدينة وخوفهم الناس من أبي سفيان ومَنْ معه، فندبهم إلى الخروج إلى «حمراء الأسد» فخرجوا – على ما بهم من الجراح – فلم يزدهم ذلك إلا إيمانًا وتوكلًا على اللَّه(18) .
قال شيخ الإسلام: «فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ عِنْدَ تَخْوِيفِهِمْ بِالْعَدُوِّ لَمْ تَكُنْ عِنْدَ آيَةٍ نَزَلَتْ فَازْدَادُوا يَقِينًا وَتَوَكُّلًا عَلَى اللَّهِ وَثَبَاتًا عَلَى الْجِهَادِ وَتَوْحِيدًا بِأَنْ لَا يَخَافُوا الْمَخْلُوقَ ؛ بَلْ يَخَافُونَ الْخَالِقَ وَحْدَهُ»(19) .
4- وقال أيضاً: «يَتَضَمَّنُ الْأَمْرَ بِالرِّضَا وَالتَّوَكُّلِ، وَالرِّضَا وَالتَّوَكُّلُ يَكْتَنِفَانِ الْمَقْدُورَ، فَالتَّوَكُّلُ قَبْلَ وُقُوعِهِ، وَالرِّضَا بَعْدَ وُقُوعِهِ؛ وَلِهَذَا «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِك الْغَيْبَ، وَبِقُدْرَتِك عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَشْيَتَك فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُك كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَأَسْأَلُك الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُك نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُك قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُك بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ وَأَسْأَلُك لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِك، وَأَسْأَلُك الشَّوْقَ إلَى لِقَائِك مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زينا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ» رَوَاهُ أَحْمَد، وَالنَّسَائِي مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ(20) »(21) .
5- قال ابن القيم رحمه الله: والتوكل أقسام: أ-توكل اختيار: ويكون ذلك مع وجود السبب المفضي إلى المراد، فإن كان السبب مأمورًا به ذم على تركه وإن قام بالسبب وترك التوكل ذم على ذلك أيضًا.
ب-توكل إجبار: بحيث لا يجد العبد ملجأ إلا التوكل بعد أن ضاقت عليه الأسباب، وهذا لا يتخلف عنه الفرج والتيسير البتة.
ج- أما أعظم التوكل: هو التوكل على اللَّه في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وجهاد أهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم.
وهذا يكون بالقلب أولًا ثم باللسان(22) .
د- «فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا أُمِرَ بِهِ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِينًا بِاَللَّهِ عَلَى ذَلِكَ فَيَكُونُ قَدْ تَرَكَ الْعِبَادَةَ وَالِاسْتِعَانَةَ عَلَيْهَا بِتَرْكِ التَّوَكُّلِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَيْضًا وَآخَرُ يَتَوَكَّلُ بِلَا فِعْلٍ مَأْمُورٍ وَهَذَا هُوَ الْعَجْزُ الْمَذْمُومُ»(23) .
هـ - «فَنَهَى الْمُؤْمِنِينَ عَنْ خَوْفِ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ وَأَمَرَهُمْ بِخَوْفِهِ وَخَوْفُهُ يُوجِبُ فِعْلَ مَا أَمَرَ بِهِ وَتَرْكَ مَا نَهَى عَنْهُ وَالِاسْتِغْفَارَ مِنْ الذُّنُوبِ وَحِينَئِذٍ يَنْدَفِعُ الْبَلَاءُ وَيَنْتَصِرُ عَلَى الْأَعْدَاءِ فَلِهَذَا قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه لَا يَخَافَنَّ عَبْدٌ إلَّا ذَنْبَهُ .
وَإِنْ سُلِّطَ عَلَيْهِ مَخْلُوقٌ فَمَا سُلِّطَ عَلَيْهِ إلَّا بِذُنُوبِهِ فَلْيَخَفْ اللَّهَ وَلْيَتُبْ مِنْ ذُنُوبِهِ الَّتِي نَالَهُ بِهَا مَا نَالَهُ(24) .
6- في هذا الحديث لفظ «الحسيب
»، وله معنيان: أ – الكافي أي: كافي المتوكلين عليه.
ب – المحاسب أي: المجازي عباده على ما فعلوه من خير أو شر(25) .
وأن من أسماء اللَّه الحسنى كذلك: «الوكيل»، وله معانٍ ثلاثة: أ – الكفيل: لقوله: ﴿لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً﴾(26) أي: كفيلًا بما وعدك.
ب – الكافي: لقوله: ﴿أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا﴾(27) ، يقال: ربًّا ويقال: كافيًا.
جـ - الحفيظ: لقوله: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾(28) .
أي: أن اللَّه على كل ما خلق من شيء رقيب حفيظ(29) .
قال القرطبي رحمه الله: فيجب على كل مؤمن أن يعلم أن كل ما لابد له منه فاللَّه سبحانه وتعالى هو الوكيل والكفيل المتوكل بإيصاله إلى العبد، إما بنفسه، فيخلق له الشبع والري، كما يخلق الهداية في القلوب، أو بواسطة ملك أو غيره يوكل به(30) .
7- «حَسْبُنَا اللَّهُ أَيْ: كَافِينَا اللَّهُ فِي دَفْعِ الْبَلَاءِ وَأُولَئِكَ أُمِرُوا أَنْ يَقُولُوا: حَسْبُنَا فِي جَلْبِ النَّعْمَاءِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَافٍ عَبْدَهُ فِي إزَالَةِ الشَّرِّ وَفِي إنَالَةِ الْخَيْرِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ وَرَجَاهُ خُذِلَ مِنْ جِهَتِهِ وَحُرِمَ(31) .
8- ما ذكره بعض أهل التفسير أن إبراهيم لما ألقي في النار موثقًا جاءه جبريل عليه السلام، فقال يا إبراهيم: أما لك حاجة؟ قال: أما منك فلا.
قال جبريل: فسل ربك.
قال إبراهيم: علمه بحالي يغنيه عن سؤالي، وهذا لا يصحّ، وقد قال الألباني: لا أصل له، وهو من الإسرائيليات، قال ابن تيمية: موضوع، وإلا فالأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم أشد الناس دعاءً لله في السراء فكيف بالضراء(32) .

1 سورة آل عمران، الآية: 173
2 البخاري، برقم 4563
3 البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾برقم 4564
4 النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 381، مادة (حسب)
5 سورة الأنفال، الآية: 64
6 تفسير الطبري، 8/ 591
7 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1 / 134، مادة (حسب)
8 مجموع الفتاوى، لابن تيمية، 26/ 158
9 القاموس المحيط، ص: 1501، مادة (نعم)
10 تفسير السعدي، ص 157
11 رسالة في تحقيق التوكل، ص: 89
12 سورة النساء، الآية: 125
13 مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القــبور، واتخاذ الصور فيها، والنهي عن اتخاذ القبور مساجد، برقم 532
14 شرح رياض الصالحين، لابن العثيمين، شرح الحديث رقم 76
15 سورة الأنبياء، الآية: 68
16 سورة الأنبياء، الآية: 69
17 سورة آل عمران، الآية: 174
18 شرح رياض الصالحين، لابن العثيمين: شرح الحديث رقم 76
19 مجموع الفتاوى، 7/ 228
20 النسائي، برقم 1304، وأحمد، برقم، 18325، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/281
21 مجموع الفتاوى، 10/ 37
22 انظر: الفوائد، لابن القيم، ص 86
23 مجموع الفتاوى، لابن تيمية، 8/ 177
24 مجموع الفتاوى، لابن تيمية، 8/ 164
25 تفسير السعدي، ص 878
26 سورة المزمل، الآية: 9
27 سورة الإسراء، الآية: 2
28 سورة الزمر، الآية: 62
29 انظر: النهج الأسمى للنجدي 12/ 27
30 الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، للقرطبي، 1/ 507، وانظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية، 8/ 164
31 مجموع الفتاوى، لابن تيمية، 8/ 165
32 سلسلة الأحاديث الضعيفة، ص 21


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب