كيفية التحصين وطرد الشياطين من البيت و التخلص من الوسواس

حصن المسلم | دعاء طرد الشيطان ووساوسه | كيفية التحصين وطرد الشياطين من البيت و التخلص من الوسواس

بالْأَذْكَارُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ(1).

Recitation of the Quran and the authentic texts of remembrance and supplications. e.g.
‘Do not make your homes like the graveyards, indeed the devils flee from the house in which soorat Al-Baqarah has been read’ related by Muslim 1/539, also supplication and remembrance for the morning & evening, before sleep, when getting up, entering and leaving the toilet, entering and leaving the mosque, the recitation of ayat Al-kursiyy and the last two verses of soorat Al-Baqarah before sleeping, the athan…etc.


(1) (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة)، رواه مسلم، 1/ 539، برقم 780، ومما يطرد الشيطان أذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، وغير ذلك من الأذكار المشروعة، مثل: قراءة آية الكرسي عند النوم، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة، كانت له حرزاً من الشيطان يومه كله، وكذا الأذان يطرد الشيطان.

شرح معنى كيفية التحصين وطرد الشياطين من البيت و التخلص من الوسواس

ألفاظ الحديث: 478- لفظ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»(1) .
479- ولفظ أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَليَّ؛ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ»(2) .
480- وفي لفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى»(3) .
481- وفي رواية لمسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ أَحَالَ لَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ، فَإِذَا سَمِعَ الْإِقَامَةَ ذَهَبَ حَتَّى لَا يَسْمَعَ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ»(4) .
482- ولفظ الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَهُوَ ثَانِي رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحَرْسٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلاَّ الشِّرْكَ بِاللَّهِ» (5) .
483- ولأبي داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: «أَصَلَّيْتُمْ»؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: «قُلْ»، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ»، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»(6) .
484- ولأبي داود عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ َقال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُمْسِيَ».
قَالَ: فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِى سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ تَنْظُرُ إِليَّ؟ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ، وَلاَ كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِى أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي، غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَ»(7) .
485- ورواية للحاكم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَرِينُ تَمْرٍ، فَكَانَ يَجِدُهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِمِثْلِ الْغُلاَمِ الْمُحْتَلِمِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ، فَقَالَ: أَجِنِّيٌّ، أَمْ إِنْسِيٌّ؟ فَقَالَ: بَلْ جِنِّيٌّ، فَقَالَ: أَرِنِي يَدَكَ فَأَرَاهُ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ، وَشَعْرُ كَلْبٍ، فَقَالَ: هَكَذَا خَلْقُ الْجِنِّ، فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ أَشَدَّ مِنِّي، قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: أُنْبِئْنَا أَنَّكَ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَجِئْنَا نُصِيبُ مِنْ طَعَامِكَ، قَالَ: مَا يُجِيرُنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ : تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِذَا قَرَأْتَهَا غُدْوَةً أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُمْسِيَ، وَإِذَا قَرَأْتَهَا حِينَ تُمْسِي أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُصْبِحَ، قَالَ أُبَيٌّ فَغَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: صَدَقَ الْخَبِيثُ»(8) .
486- وللإمام أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سِرْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَمْكِنُوا الرِّكَابَ أَسْنَانَهَا، وَلَا تُجَاوِزُوا الْمَنَازِلَ، وإذا سِرْتُمْ فِي الْجَدْبِ، فَاسْتَجِدُّوا، وَعَلَيْكُمْ بِالدَّلْجِ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلَانُ، فَبَادَرُوا بِالْأَذَانِ، وَإِيَّاكُمْ وَالصَّلَاةَ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، وَالنُّزُولَ عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ، وَالسِّبَاعِ، وَقَضَاءِ الْحَاجَةِ، فَإِنَّهَا الْمَلَاعِنُ»(9) .
487- وللبزار عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص رضي الله عنه، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَغَوَّلَتْ لَنَا الْغُولُ، أَوْ إِذَا رَأَيْنَا الْغُولَ نُنَادِي بِالأَذَانِ»(10) .
488- ولفظ البيهقي عن الحسن أن عمر بعث رجلاً إلى سعد بن أبي وقاص، فلما كان ببعض الطريق عرضت له الغول، فلما قدم على سعد قصّ عليه القصة، فقال: ألم أقل لكم: إنا كنا إذا تغوّلت لنا الغول أن ننادي بالأذان؟ فلما رجع إلى عمر، فبلغ قريباً من ذلك المكان، عرض له يسير معه، فذكر ما قال له سعد، فنادى بالأذان، فذهب عنه، فإذا سكت عرض له، فإذا أذن ذهب عنه»(11) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «الأذكار وقراءة القرآن»: قال العيني: «...وقد يطلق ذكر اللَّه ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه اللَّه تعالى، أو ندب إليه، كقراءة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسة العلم، والتنفل بالصلاة»(12) ، قال الراغب الأصفهاني : «القِرَاءَةُ: ضمّ الحروف، والكلمات بعضها إلى بعض في التّرتيل، و... لا يقال للحرف الواحد إذا تفوّه به قراءة، والْقُرْآنُ في الأصل مصدر، نحو: كفران ورجحان.
قال اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾(13) ، قال ابن عباس: إذا جمعناه، وأثبتناه في صدرك فاعمل به، وقد خصّ
»(14) .
2- قوله: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا»، أي تكن البيوت والمنازل التي تعيشون فيها كالقبور التي ينام فيها الأموات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «يَعْنِي: أَنَّ الْقُبُورَ مَوْضِعُ الْمَوْتَى، فَإِذَا لَمْ تُصَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَمْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا كُنْتُمْ كَالْمَيِّتِ، وَكَانَتْ كَالْقُبُورِ»(15) .
وقال الإمام ابن القيم : «لا تجعلوا بيوتكم قبوراً أي: لا تتركوا الصلاة في بيوتكم حتى تجعلوها كالقبور التي لا يُصلَّى فيها... نهي لهم أن يجعلوها بمنزلة القبور التي لا يصلى فيها »(16) .
3- قوله: «وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا» أي لاتجعلوه مكانا تعتادونه غب أوقات مخصوصة كالأعياد المعروفة، قال الإمام ابن القيم : «وكذلك نهيه لهم أن يتخذوا قبره عيداً، نهي لهم أن يجعلوه مجمعاً كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصلاة؛ بل يُزار قبره صلوات اللَّه وسلامه عليه، كما كان يزوره الصحابة رضوان اللَّه عليهم على الوجه الذي يرضيه، ويحبه صلوات اللَّه وسلامه عليه»(17) .
4- قوله: «وصّلُّوا عليَّ»: الصلاة من اللَّه على نبيه هي الثناء عليه في الملأ الأعلى أي: عند الملائكة المقربين(18) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «فقولك اللهم صلِّ على محمد، يعني: اللهمّ أثنِ عليه في الملأ الأعلى، ومعنى أثنِ عليه، يعني: اذكره بالصفات الحميدة، والملأ الأعلى هم الملائكة، فكأنك إذا قلت: اللهم صل على محمد، كأنك تقول: يا ربِّ صِفْه بالصفات الحميدة، واذكره عند الملائكة حتى تزداد محبتهم له، ويزداد ثوابهم بذلك، هذا معنى اللهم صلى على محمد»(19) .
5- قوله: «لم يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ»: أي: يهلكه ويبطل عمله(20) ، ويجعله حرزاً أي: حفظاً له من كل مكروه(21) ،أوتعويذاً منه الشيطان الرجيم(21) ، أي: يهلكه، ويبطل عمله في ذلك اليوم إلا الشرك، أي وإن وقع منه؛ فإنه في حصن التوحيد، فلا يستقيم لمذنب أن يحل ويهتك حرمة اللَّه؛ فإذا خرج عن حرم التوحيد أدركه الشرك لا محالة»(21) .
6- مفردات سورة الإخلاص(22) :﴿قُلْ﴾ قولاً جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، ﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ أي: المقصود في جميع الحوائج، ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ لكمال غناه، و﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ لا في أسمائه، ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، فهي سورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
7- مفردات سورة الفلق(23) : ﴿قل﴾ متعوذًا، و﴿أَعُوذُ﴾ أي: ألجأ، وأعتصم، ﴿بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ أي: فالق الحب والنوى والإصباح، ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ أي: جميع ما خلق اللَّه، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها من شرها، ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾ أي: من شر ما يكون في الليل، ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ أي: ومن شر السواحر، يستعن على سحرهن بالنفث في عقد يسحرن بها، ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ والحاسد، هو الذي يحبّ زوال النعمة عن المحسود، ويسعى في زوالها، فيستعاذ باللَّه من شره، ويدخل فيه العاين، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
8- مفردات سورة الناس(22) : هذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها، وهو دائمًا يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه، وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، وبألوهية الذي خلقهم لأجلها، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾.
9- قوله: «تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» أي: أن هاتين السورتين ( المعوذتين) كافيتان للحفظ من كل الشرور، يقول الإمام ابن قيم الجوزية : يصف هاتين السورتين ويرى أن فيهما: «بيان عظيم منفعتهما، وشدة الحاجة، بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنهما أحد قط، وأن لهما تأثيراً خاصاً في دفع السحر، والعين، وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس، والطعام، والشراب، واللباس» (24) .
10- قوله: «لَيْلَةِ مَطَرٍ»: أي: ماطرة(25) أي كثيرة المطر.
11- قوله: «والفالج»: قال ابن الأثير : «هُوَ دَاءٌ مَعْرُوفٌ يُرْخِي بَعْضَ البَدَن»(26) ، وفي التعريف المعاصر: «شللٌ نصفيّ؛ شللٌ يصيب أحدَ شِقيّ الجسْم طولاً، فيُبْطل إحساسَه، وحركتَه (أُصيب بالفالج فصار قعيدَ المنزل)»(27) .
12- قوله: «والفجأة»: أي: البلاء الذي يأتي بغتة، قال الطيبي : «فجئه الأمر، وفجأه فجاءة، وفجأة - بالضم والمدّ- فاجأه، ومفاجأة إذا جاءه بغتة من غير تقدم سبب، وقيده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مدٍّ على المرة» (28) ، وقال القاري : «وفيه إشارة إلى أن المراد بالفجأة ما يُفجأ به، والمصدر بمعنى المفعول، وهو أعمّ من أن يكون بالمد وغيره، فقول الطيبي: قيّده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم على المرة مراده ضبط اللفظة، لا حقيقية معناها من الوحدة، فتنبه من نوم الغفلة، ثم قول ابن حجر: إنه يُفهم من ذلك انتفاء التدريج بالأولى هو خلاف الأولى، إذ دليل فهو مسكوت عنه، وإنما خُصّ هذا لأنه أفظع، وأعظم، فكأنه قال: لم تصبه بليةٌ عظيمةٌ لأن المؤمن لا يخلو عن علةٍ، أو قلةٍ، أو ذلّةٍ، هذا ويمكن أن تكون هذه الرواية، وهي المخصوصة بمضرة الفجأ، مفسَّرة، ومبينة لمفهوم المضرَّة المذكورة في الرواية المتقدمة، أو المراد بنفي المضرّة عدم الجزع، والفزع في البلية جمعاً بين الأدلة النقلية، والعقلية حتى يصبح، ومن قاله، أي: تلك الكلمات حين يصبح، لم تصبه فجأة بلاء بالوجهين، حتى يمسي، وفي الغايتين، أعني: حتى يصبح، وحتى يمسي، إيماءً إلى أن ابتداء الحفظ من الفجأة، والمضرَّة عقيب قول القائل: في أي جزء من أجزاء أوائل الليل أو النهار، بل وفي سائر أثنائهما، ودعوى ابن حجر، وجزمه بأنه لو قال أثناء النهار، أو الليل، ولم يقل من أول الليل أو أول النهار، لا يحصل له تلك الفائدة، لا دليل عليه مع أن الإثبات في وقت لا يدل على النفي في آخر»(29) .
13- قوله: «بسم اللَّه»: أي: بسم اللَّه أستعيذ، وبه أتحصن، والباء للاستعانة، قال الإمام ابن كثير : «من قدّره باسم، تقديره: باسم اللَّه ابتدائي، ومن قدره بالفعل أمرًا، وخبرًا نحو: أبدَأ ببسم اللَّه، أو ابتدأت ببسم اللَّه، فكلاهما صحيح ... فالمشروع ذكر اسم اللَّه في كل أمر، تبركًا، وتيمنًا، واستعانة على الإتمام والتقبل»(30) .
14- قوله: «مع اسمه»: أي: من تعوذ باسم اللَّه صادقًا لا تضره مصيبة، قال القاري : «أَيْ: أَسْتَعِينُ أَوْ أَتَحَفَّظُ مِنْ كُلِّ مُؤْذٍ بِاسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ، أَيْ: مَعَ ذِكْرِ اسْمِهِ، بِاعْتِقَادٍ حَسَنٍ، وَنِيَّةٍ خَالِصَةٍ»(31) .
15- قوله: «في الأرض ولا في السماء »: أي: لا يضره أحد من أهل الأرض، ولا يأتيه الضرر من جهة السماء كخسف، أو ريح، أو حجارة من السماء، أو غير ذلك، قال القاري : «أَيْ: مِنَ الْبَلَاءِ النَّازِلِ مِنْهَا»(31) .
16- قوله: «وهو السميع»: أي: السميع لأقوال عباده، وخلقه، قال ابن الأثير : «السَّمِيعُ: وَهُوَ الَّذِي لَا يَعزُب عَنْ إدْراكه مَسْمُوعٌ، وَإِنَّ خَفي ... وفَعِيل مِنْ أَبْنِيَةِ المُبالغة»(32) ، وقال العلامة السعدي : «السميع لسائر الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات»(33) .
17- قوله: «العليم»: أي: العليم بأفعالهم، لا تخفى عليه خافية، قال ابن الأثير : «هُوَ الْعَالِمُ المُحيطُ عِلْمُه بِجَمِيعِ الأشْياء: ظاهِرها، وباطِنها، دَقِيقِها، وجَلِيلِها، عَلَى أتَمِّ الإمْكان، وفَعِيل مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ»(34) ، وقال العلامة السعدي : «الْعَلِيمُ: بما في الضمائر، وأكنته السرائر»(33) .
18- قوله: «الحي» أي: ذو الحياة الكاملة، المتضمنة لجميع صفات الكمال.
19- قوله: «القيوم»: القائم بنفسه، والقائم على غيره.
20- قوله: «لا تأخذه سنة ولا نوم»: السِّنَة: النعاس، وهي مقدمة النوم.
21- قوله: «له ما في السموات وما في الأرض»: أي: هو المالك، وما سواه مملوك، وهو الخالق، وغيره مخلوق، فالكل له عبد.
22- قوله: «من ذا الذي يشفع عنده»: الشفاعة: هي التوسط للغير بجلب منفعة، أو دفع مضرة.
23- قوله: «إلا بإذنه»: تصح الشفاعة بإذن اللَّه، ورضا اللَّه عن الشافِع والمشفوع له.
24- قوله: «يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم»: يعلم علماً، «وما بين أيديهم» أي: المستقبل، «وما خلفهم» الماضي.
25- قوله: «ولا يحيطون» أي: لا يحيط الخلق؛ لأنهم عاجزون، «من علمه إلا بما شاء» وذلك وفق حكمته.
26- قوله: «وسع كرسيه السموات والأرض»: أي: أن كرسيه محيط بالسموات والأرض، وأكبر منهما(35) .
27- قوله: «ولا يؤوده حفظهما» أي: لا يشق عليه ذلك.
28- قوله: «العلي»: بذاته، وقدره، وقهره لجميع المخلوقات.
29- قوله: «العظيم»: الذي يتصاغر كل شيء أمام عظمته، وكبريائه.
30- قوله: «جَرِينُ تَمْرٍ»: هو موضع تَجْفيف التَّمْرِ(36) .
31- قوله: «الْغُلاَمِ الْمُحْتَلِمِ»: أي: البالغ المُدْرِك(37) .
32- قوله: «نُصِيبُ مِنْ طَعَامِكَ»: أصابَ الإنسانُ من المال وغيره: أي: أخَذَ وتَناول، ومنه الحديث: «يُصيبون ما أصاب الناسُ»(38) أي: ينالُون ما نالُوا(39) .
33- قوله: «مَا يُجِيرُنَا مِنْكُمْ»: أي: يحول بيننا وبينكم، وينجينا منكم(40) .
34- قوله: «إِذَا قَرَأْتَهَا غُدْوَةً»: الغَدْوَةُ: سير أوّل النهار نَقِيض الرَّواح(41) .
35- قوله: «صَدَقَ الْخَبِيثُ»: الشَّيطان قَد يَصدُق بِبَعضِ ما يَصدُق بِهِ المُؤمِن(42) .
36- قوله: «فاستجدوا»، أي: أسرعوا في سيركم(43) .
37- قوله: «إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان»: قال ابن الأثير: «الغُولُ: أحَدُ الغِيلَان، وَهِيَ جِنْس مِن الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ، كَانَتِ العَرب تَزْعُم أَنَّ الغُول فِي الفَلاة تَتَرَاءَى لِلنَّاسِ فتَتَغَوَّلُ تَغَوُّلًا: أَيْ تَتَلَوّن تلَوُّنا فِي صُوَر شَتَّى، وتَغُولُهم أَيْ: تُضِلُّهم عَنِ الطَّرِيقِ وتُهْلِكهم أي ادفعوا شرها بذكر اللَّه تعالى»(44) .
38- قوله: «الخصب»: قال ابن الأثير: «وَهُوَ ضِدُّ الْجَدْبِ.
أَخْصَبَتِ الْأَرْضُ، وأَخْصَبَ الْقَوْمُ، وَمَكَانٌ مُخْصِبٌ وخَصِيبٌ
»(45) .
39- قوله: «الركاب أسنانها»: قال في النهاية: «إِذَا مَشَقت مِنْهُ مَشقا صَالحا.
ويُجمع السِّنُّ بِهَذَا الْمَعْنَى أَسْنَاناً، ثُمَّ تُجْمع الْأَسْنَانُ أَسِنَّة، مِثْلُ كِنٍّ وأكْناَن وأكنَّة، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «الْمَعْنَى أعْطُوها مَا تَمْتَنع بِهِ من النّحر؛ لأن صاحبها إذا أحسن رعيتها سمنَت وحَسُنت فِي عَيْنِهِ فيَبْخَل بِهَا مِنْ أَنْ تُنْحر، فشَبه ذَلِكَ بالأسِنَّة فِي وُقُوعِ الامتناع بها
»(46) .
40- قوله: «الدلج»: قال ابن الأثير: «هُوَ سَيْر اللَّيْلِ.
يُقال أَدْلَجَ بالتَّخفيف إِذَا سَار مِنْ أَوَّلِ اللَّيْل، وادَّلَجَ- بِالتَّشْدِيدِ- إِذَا سارَ مِنْ آخِرِهِ.
والاسْم منْهُما الدُّلْجَة والدَّلْجَة، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ
»(47) .
41- قوله: «تطوى بالليل»: قال ابن الأثير: تقَرّب ويسَهّل السَّيْر، حَتَّى لَا تَطُولَ، فكأنَّها قَدْ طُوِيَتْ، أَيْ تُقْطَع مسافَتُها بسرعة، لأنَّ الْإِنْسَانَ فِيهِ أنشطُ مِنْهُ فِي النَّهار، وأقدرُ عَلَى المَشْي والسَّير لعدَمِ الحرِّ وَغَيْرِهِ(48) .
42- قوله: «جواد الطريق»: قال ابن الأثير: «الجَوَادّ: الطُّرُق، وَاحِدُهَا جَادَّة، وَهِيَ سَواء الطَّرِيقِ ووسَطه.
وَقِيلَ هِيَ الطَّريق الْأَعْظَمُ الَّتِي تجْمع الطُّرُق وَلَا بُدّ مِنَ الْمُرُورِ عَلَيْهَا
»(49) .
43- قوله: «الملاعن»: قال في النهاية: «جَمْع مَلْعَنَة، وَهِيَ الفَعْلة الَّتِي يُلْعَن بِهَا فاعِلُها، كَأَنَّهَا مَظِنَّة لِلَّعْن وَمَحَلٌّ لَهُ، وهِي أَنْ يَتَغَوّط الإنْسانُ عَلَى قارِعة الطَّرِيقِ، أَوْ ظِلّ الشَّجَرَةِ، أَوْ جانِب النَّهْر، فَإِذَا مَرَّ بِهَا النَّاسُ لَعَنُوا فاعِلَها»(50) .

ما يستفاد من الحديث:

1- تقدم ذكر فضائل الذكر، وفوائده في أول هذا الكتاب من الآيات، والأحاديث الدالة على فضل الذكر، وفوائده.
2- تدل هذه الأحاديث على أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل القبور، ومع ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذه عيداً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «ووجه الدلالة أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى عن اتخاذه عيداً، فقبر غيره أولى بالنهي كائناً من كان، ثم قرن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً» أي لا تعطلوها عن الصلاة فيها، والدعاء، والقراءة، فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحريها عند القبور، وهذا عكس ما يفعله المشركون من النصارى، ومن تشبه بهم»(51) .
3- قال الإمام ابن قيم الجوزية : «عقب النهي عن اتخاذه عيداً بقوله: «وصلّوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» يشير بذلك إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيداً، وقد حرف هذه الأحاديث بعض من أخذ شبهاً من النصارى بالشرك، وشبهاً من اليهود بالتحريف، فقال: هذا أمر بملازمة قبره، والعكوف عنده، واعتياد قصده وانتيابه، ونهي أن يجعل كالعيد الذي إنما يكون في العام مرة أو مرتين، فكأنه قال: لا تجعلوه بمنزلة العيد الذي يكون من الحول إلى الحول، واقصدوه كل ساعة وكل وقت، وهذا مراغمة ومحادة للَّه، ومناقضة لما قصده الرسول صلى الله عليه وسلم، وقلب للحقائق، ونسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التدليس والتلبيس بعد التناقض، فقاتل اللَّه أهل الباطل أنى يؤفكون، ولا ريب أن من أمر الناس باعتياد أمر وملازمته، وكثرة انتيابه بقوله: لا تجعلوه عيداً، فهو إلى التلبيس وضد البيان أقرب منه إلى الدلالة والبيان؛ فإن لم يكن هذا تنقيصاً، فليس للتنقيص حقيقة فينا، كمن يرمي أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم وحزبه بدائه ومصابه، وينسل كأنه بريء، ولا ريب أن ارتكاب كل كبيرة بعد الشرك أسهل إثماً، وأخف عقوبة من تعاطي مثل ذلك في دينه، وسنته، وهكذا»(52) .
4- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «... وَقَدْ تَوَاتَرَ عَنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا نَزَلَتْ بِهِمْ الشَّدَائِدُ كَحَالِهِمْ فِي الْجَدْبِ وَالِاسْتِسْقَاءِ، وَعِنْدَ الْقِتَالِ، وَالِاسْتِنْصَارِ، يَدْعُونَ اللَّهَ وَيَسْتَغِيثُونَهُ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْبُيُوتِ، وَلَمْ يَكُونُوا يَقْصِدُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا غَيْرِهِ مِنْ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ»(53) .
5- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : أيضاً: «فَلَا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي؛ وَلِهَذَا اتَّفَقَ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ عَلَى أَنَّهُ لَا يُشْرَعُ بِنَاءُ الْمَسْجِدِ عَلَى الْقُبُورِ، وَلَا تُشْرَعُ الصَّلَاةُ عِنْدَ الْقُبُورِ؛ بَلْ كَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ الصَّلَاةُ عِنْدَهَا بَاطِلَةٌ»(54) .
6- وقال الشيخ الشنقيطي : هذا «يدل على أن القبر ليس موضعاً للصلاة، قال العلماء: نهى عن الصلاة في القبور لأمورٍ؛ فإن الأمر قد يعلل بعللٍ كثيرة، فقالوا: منها: خوف الشرك، وهذا أعظمها وأجلها؛ لأن الصلاة على القبر قد تؤدي إلى تعظيمه وإجلاله إلى درجةٍ قد تصل بالمرء إلى الصلاة لصاحب القبر والعياذ باللَّه، وقيل: نهى عن الصلاة فيها حتى لا يشابه اليهود والنصارى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعنهم عند موته»(55) .
7- وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله ما يقارب مائة فائدة من فوائد الذكر، وقد ذكرت هذه الفوائد بعد فضل مجالس الذكر، وحلقات العلم في آخر فضل الذكر.
والأدلة على ذلك كثيرة من القرآن والسنة الصحيحة، فلتراجع في مواضعها من هذا الكتاب(56) وغيره.

1 مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، برقم 780
2 أبو داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور، برقم 2044، وأحمد، 14/ 403، برقم 8804، والبيهقي في شعب الإيمان، 3/491، برقم 4162، وصحح إسناده العلامة الألباني، برقم 1780، وحسنه محققو المسند، 14/ 403
3 البخاري، كتاب الأذان، باب فضل التأذ ين، برقم 608، ومسلم، كتاب الصلاة، باب فضل الأذين، وهرب الشيطان عند سماعه، برقم 19-(389)
4 مسلم، كتاب الصلاة، باب فضل الأذين، وهرب الشيطان عند سماعه، برقم 16-(389)
5 رواه الترمذي، برقم 3474، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 321
6 أبو داود، برقم 5082، وغيره، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 182
7 أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم، 5088، والترمذي، كتاب كتاب الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، برقم 3388، وابن ماجه، برقم 3869، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا انتهى إلى قوم فجلس إليهم، برقم 10178، وأحمد، برقم 446، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح، برقم 3868، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/ 332، وصحيح الترمذي، برقم 2698، وصحيح الجامع الصغير، برقم 5745، وحسّن إسناده العلامة ابن باز / في تحفة الأخيار، ص39
8 أخرجه الحاكم، 1/ 562، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 273
9 مسند أحمد، 22/ 178، برقم 14277، وهذا لفظه، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، الأمر بالأذان إذا تغولت الغيلان، وعمل اليوم والليلة لابن السني، ص 471، برقم 532، وقال محققو المسند، 22/ 179: «صحيح لغيره دونَ قوله: «وإذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان»، ورجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من جابر»، وهذه الزيادة التي ذكرها المحققون هي التي استشهد بها العلماء مقرين لها، ومنهم: الإمام النووي في الأذكار النووية، 1/ 282، وشرحه على صحيح مسلم، 14/ 217، والحافظ ابن حجر في فتح الباري، 10/ 159، والإمام ابن باز في مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، 25/ 93، والعلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين، شرح الحديث: 1457
10 مسند البزار، 1/ 219، برقم 1247، قال الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/ 134: «رواه البزاز ورجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب»
11 دلائل النبوة للبيهقي، 7/ 104
12 عمدة القاري، 23/ 26
13 سورة القيامة، الآيتان: 17- 18
14 المفردات في غريب القرآن، 2/ 668، مادة (قرأ)
15 الفتاوى الكبرى، لشيخ الإسلام ابن تيمية، 3/ 73
16 حاشية ابن القيم على سنن ابي داود، 6/ 22
17 حاشية ابن القيم على سنن ابي داود، 6/ 23
18 صحيح البخاري، قبل الحديث رقم 4797
19 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1397
20 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 225، مادة (ثنا)، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/ 64
21 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/ 64
22 انظر: تفسير السعدي، ص 937
23 تفسير السعدي، ص 937
24 بدائع الفوائد، لابن القيم، 2/ 426
25 انظر: شرح السيوطي لسنن النسائي، 2/ 15
26 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 469، مادة (فلج)
27 معجم اللغة العربية المعاصرة، 3/ 1738، مادة (فلج)
28 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1878
29 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 8/ 260
30 تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 1/ 121
31 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/ 1659
32 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 401، مادة (سمع)
33 تفسير السعدي، ص 518
34 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 292، مادة (علم)
35 شرح الواسطية ابن عثيمين، ص 171
36 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 237، مادة (جرن)
37 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 432، مادة (حلم)
38 روى أحمد في المسند، 44/ 148، برقم 26/ 725، عن أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم «إِنَّ السُّوءَ إِذَا فَشَا فِي الْأَرْضِ فَلَمْ يُتَنَاهَ عَنْهُ، أَرْسَلَ اللَّهُ سبحانه وتعالى بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ»، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ؟ قَالَتْ: قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَقْبِضُهُمُ اللَّهُ سبحانه وتعالى إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرِضْوَانِهِ، أَوْ إِلَى رِضْوَانِهِ وَمَغْفِرَتِهِ»، وضعفه محققو المسند، وفي لفظ آخر في موضوع آخر لمسلم، برقم 1061 عن عبد اللَّه بن زيد: «فَبَلَغَهُ أَنَّ الأَنْصَارَ يُحِبُّونَ أَنْ يُصِيبُوا مَا أَصَابَ النَّاسُ»
39 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 56، مادة (صوب)
40 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 312، مادة (جور)
41 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 345، مادة (غدو)
42 فتح الباري، 4/ 489
43 انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير، 1/ 106
44 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 396، مادة (غول)
45 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 36، مادة (جدب)
46 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 411، مادة (ركب)
47 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 129، مادة (دلج)
48 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 146، مادة (طوي)
49 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 245، مادة (جدد).
50 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 255، مادة (لعن)
51 اقتضاء الصراط المستقيم، ص 323
52 إغاثة اللهفان، 1/ 192
53 الفتاوى الكبرى (2/ 431)
54 مجموع الفتاوى (3/ 398)
55 شرح زاد المستقنع للشنقيطي، 35/ 11
56 حاشية حديث المتن رقم 143


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 28, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب