بسم الله فإن نسي في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

حصن المسلم | الدعاء قبل الطعام | بسم الله فإن نسي في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ (1).

‘When you are about to eat, you should say: Bismil-lah. …and if you forget to say it before starting, then you should say (when you remember): Bismil-lahi fee awwalihi wa-akhirih.
‘In the name of Allah in it’s beginning and end.


(1) (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَاماً فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بسمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ) أخرجه أبو داود، 3/ 347، برقم 3767، والترمذي، 4/ 288، برقم 1858، وانظر: صحيح الترمذي، 2/167 .

شرح معنى بسم الله فإن نسي في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

605- لفظ أبي داود عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكرِ اسْمَ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ أنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ» (1) .
606- ولفظ الترمذي: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ».
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَائِشَةَ لقَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ» (2) .
607- وفي رواية لأبي داود، عن أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِيٍّ رضي الله عنه (3) وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ، فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلاَّ لُقْمَةٌ، فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: «مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ ﻷ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ» (4) .
608- وفي رواية لابن حبان عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ في أَولِ طَعَامِهِ، فَلْيَقُلْ حِينَ يَذْكُرُ: بِسْمِ اللَّه فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ، فَإِنّهُ يَسْتَقْبِلُ طَعَاماً جَدِيداً، وَيَمْنَعُ الْخَبِيثَ مَا كان يُصِيبُ بِهِ» (5) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «إذا أكل أحدكم» أي: إذا قدم له الطعام ليأكل.
2- قوله: «طعامًا»: حلالًا وكذلك الشراب.
3- قوله: «فليقل»: ظاهر ذلك الوجوب لما يترتب على قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما زال الشيطان يأكل معه».
4- قوله: «بسم اللَّه» أي: متبركًا باسم اللَّه راجيًا أن ينفعني به، قال الخرشي : «بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ: لَعَلَّ الْفَائِدَةَ فِي ذَلِكَ لُحُوقُ بَرَكَتِهِ لِلْآكِلِ فِيمَا تَقَدَّمَ لَهُ فِي الْأَكْلِ» (6) ، وقال المباركفوري : «فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ: وَالْمَعْنَى فِي جَمِيعِ أَجْزَائِهِ، كَمَا يَشْهَدُ لَهُ الْمَعْنَى الَّذِي قَصَدَ بِهِ التَّسْمِيَةَ، فَلَا يُقَالُ ذِكْرُهُمَا يُخْرِجُ الْوَسَطَ، فَهُوَ كَقَوْلِهِ تعالى: (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) سورة مريم، الآية: 62 ، مع قوله ﻷ" (أُكُلُهَا دَائِمٌ) سورة الرعد، الآية: 35 ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: الْمُرَادُ بِأَوَّلِهِ النِّصْفُ الْأَوَّلُ، وَبِآخِرِهِ النِّصْفُ الثَّانِي، فَيَحْصُلُ الِاسْتِيفَاءُ، وَالِاسْتِيعَابُ» (7) .
5- قوله: «الخبيث»: الخَبيث، وَهُوَ الشَّيْطَانُ الذَّكر، ويَجْعَلُ الخَبائِثَ جَمْعًا للخَبيثة مِن الشَّيَاطِينِ،... » (8) .
6- قوله: «فإن نسي في أوله» أي: أنساه الشيطان أن يقول: بسم اللَّه، قال المباركفوري : «فَإِنْ نَسِيَ: - بِفَتْحِ النُّونِ، وَكَسْرِ السِّينِ الْمُخَفَّفَةِ- أَيْ: تَرَكَ نِسْيَانًا، «فِي أَوَّلِهِ» أَيْ: فَإِنْ نَسِيَ حِينَ الشُّرُوعِ فِي الْأَكْلِ، ثُمَّ تَذَكَّرَ فِي أَثْنَائِهِ أَنَّهُ تَرَكَ التَّسْمِيَةَ أَوَّلًا» (7) .
7- قوله: «بسم اللَّه في أوله وآخره»: قال ابن علان : «أوله وآخره»: «أي فيهما، والمراد جميع أجزاء الطعام» (9) .
8- قوله: «لو سمى لكفاكم»، قال ابن العربي : «أخبر أنه لم يسم هذا الأعرابي، فأكل الشيطان بيده منه، فارتقت البركة عنه، فلم يكفهم، ولو سمى لم يكن للشيطان مدخل، ولا للبركة عنها مزحل» (10) ، وقال ابن علان : «لو سمى لكفاكم) أي معه بأن يبارك فيه فتأكلون ويأكل ويكفي الجميع، لكن يترك التسمية عليه نزعت منه البركة حتى أكل في لقمتين» (11) .
9- قال ابن علان : «ما زال الشيطان يأكل معه، أي: في دوام تناوله الطعام، تاركاً التسمية فيه » (11) .
10- قوله: «بلقمتين»: قال ابن منظور : «واللُّقْمة: اسم لما يُهيِّئه الإِنسان للالتقام، واللَّقْمةُ أَكلُها بمرّة، تقول: أَكلت لُقْمة بلَقْمَتينِ، وأَكلت لُقْمَتين بلَقْمة» (12) .
وقال الأزهري : «واللقمة: اسم لما يهيئه الإنسان للألتقام، واللقمة: أكلها بمرة.
تقول أكلت لقمة بلقمتين، وأكلت لقمتين بلقمة
» (13) .
11- قوله: «استقاء ما في بطنه»: قال الخرشي : «أَيْ: خَارِجَ الْإِنَاءِ وَفِيهِ إشَارَةٌ إلَى أَنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ حَقِيقَةً» (6) ، وقال العظيم أبادر : «(اسْتَقَاءَ) أَيِ: الشَّيْطَانُ (مَا فِي بَطْنِهِ) أَيْ: مِمَّا أَكَلَهُ، وَالِاسْتِقَاءُ اسْتِفْعَالٌ مِنَ الْقَيْءِ، بِمَعْنَى الِاسْتِفْرَاغِ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ، أَوِ الْمُرَادُ الْبَرَكَةُ الذَّاهِبَةُ بِتَرْكِ التَّسْمِيَةِ، كَأَنَّهَا كَانَتْ فِي جَوْفِ الشَّيْطَانِ أَمَانَةً، فَلَمَّا سَمَّى رَجَعَتْ إِلَى الطَّعَامِ، قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ أَيْ صَارَ مَا كَانَ لَهُ وَبَالًا عَلَيْهِ مُسْتَلَبًا عَنْهُ بِالتَّسْمِيَةِ» (14) .

ما يستفاد من الحديث:

1- حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته أمور دينهم ودنياهم.
2- للتسمية قبل الطعام فوائد عظيمة منها البركة في الطعام ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه الذين شكوا أنهم يأكلون ولا يشبعون: «فاجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه» (15) .
3- التسمية على الطعام والشراب تطرد الشيطان وتدحره لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم اللَّه عليه» (16) فإن نسي التسمية أول الطعام ثم تذكرها جاء بها.
4- السنة في التسمية هو قول: «بسم اللَّه»، ولا تجزئ تسمية واحد عن الجميع، ولو قال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم فلا حرج؛ لأن الرحمن والرحيم اسمان من أسماء اللَّه الحسنى.
5- قال ابن القيم : «وَالصَّحِيحُ وُجُوبُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الْأَكْلِ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ لِأَصْحَابِ أحمد، وَأَحَادِيثُ الْأَمْرِ بِهَا صَحِيحَةٌ صَرِيحَةٌ، وَلَا مُعَارِضَ لَهَا، وَلَا إِجْمَاعَ يُسَوِّغُ مُخَالَفَتَهَا وَيُخْرِجُهَا عَنْ ظَاهِرِهَا، وَتَارِكُهَا شَرِيكُهُ الشَّيْطَانُ فِي طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ» (17) .
6- قال العلامة ابن عثيمين : «الإنسان إذا لم يسم الله على طعامه فإن الشيطان يأكل معه لحديث أمية بن مخشي أن رجلا أكل طعاما فلم يسم فلما بقى لقمة واحدة تذكر فسمى الله تعالى فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أن الشيطان كان يأكل معه فلما ذكر الله قاء الشيطان ما أكله وهذه من نعمة الله سبحانه وتعالى أن الشيطان يحرم أن يأكل معنا إذا سمينا في أول الطعام وكذلك إذا سمينا في آخره وقلنا بسم الله أوله وآخره فإن ما أكله يتقيؤه فيحرم إياه وفي الحديث دليل على أن الشيطان يأكل لأنه أكل من هذا الطعام فالشيطان يأكل ويشرب ويشارك الآكل والشارب إذا لم يسم الله تعالى على أكله وشربه» (18) .
7- لم يرد في أمر الكلام أثناء الطعام أمر ولا نهي فهو من المباحات ويكون الكلام حسب المصلحة التي تترتب عليه كإيناس ضيف أو إجابة سائل أو نحو ذلك، وكذلك إذا سكت طيلة أكله فلا شيء عليه.

1 أبو داود، برقم 3767، وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 9/ 521
2 الترمذي، برقم 1858، وابن ماجه، برقم 3264 وصححه الألباني في إرواء الغليل، برقم 1965
3 أمية بن مخشي الخزاعي، ويكنى أبا عبداللَّه، له صحبة، سكن البصرة، وأعقب بها، روى عن المثنى ابن عبدالرحمن بن مخشي وهو ابن أخيه له حديث واحد في التسمية على الأكل، رواه أبو داود، والنسائي، وأحمد، والحاكم. انظر: الاستيعاب، لابن عبد البر، 1/ 107، والإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر، 1/ 119
4 أخرجه أبو داود، برقم 3768، وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 9/ 521
5 صحيح ابن حبان، 12/ 12، وصححه الأرناؤوط صحيح ابن حبان، 11/ 12، والألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، 25/ 1370
6 شرح مختصر خليل للخرشي، 2/ 173
7 تحفة الأحوذي، 5/ 483
8 لسان العرب، 2/ 141، مادة (خبث)
9 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، 6/ 20
10 عارضة الأحوذي، 1/ 57
11 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 20
12 لسان العرب، 12/ 546، مادة (لقم)
13 تهذيب اللغة، للأزهري، 3/ 235، مادة (لقم)
14 عون المعبود، 10/ 173
15 أبو داود، كتاب الأطعمة، باب في الاجتماع على الطعام، برقم 3764، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 664
16 مسلم، كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامها، برقم 2017
17 زاد المعاد في هدي خير العباد، 2/ 362
18 شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، شرح الحديث رقم 814


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب