‘AAabdullah Ibn AAamr (Peace Be Upon Him) reported that a man asked the Prophet (Peace Be Upon Him): ‘Which Islam is the best?’. He (Peace Be Upon Him) replied: Feed (the poor), and greet those whom you know as well as those whom you do not.
شرح معنى التأكيد على إلقاء السلام على من تعرف ومن لم تعرف من المسلمين
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
884- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (1) . 885- وعن عبد اللَّه بن سلام رضي الله عنه قال: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ: قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثًا، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ، لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ، عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» (2) . 886- وعَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ :، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْنَا نَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَلَمَّا رَكَعَ النَّاسُ، رَكَعَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَكَعْنَا مَعَهُ، وَنَحْنُ نَمْشِي، فَمَرَّ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ رَاكِعٌ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، سَأَلَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: لِمَ قُلْتَ حِينَ سَلَّمَ عَلَيْكَ الرَّجُلُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، إِذَا كَانَتِ التَّحِيَّةُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ» (3) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: « أيُّ الإسلام خير؟»: أي: أيُّ خصاله، وأموره، وأحواله، أكثر خيرًا، وأعظم أجرًا؟ قال الإمام النووي رضي الله عنه: «قَوْلُهُ: «أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ»: مَعْنَاهُ: أَيُّ خِصَالِهِ، وَأُمُورِهِ، وَأَحْوَالِهِ، قَالُوا: وَإِنَّمَا وَقَعَ اخْتِلَافُ الْجَوَابِ فِي خَيْرِ الْمُسْلِمِينَ لِاخْتِلَافِ حَالِ السَّائِلِ، وَالْحَاضِرِينَ، فَكَانَ فِي أَحَدِ الْمَوْضِعَيْنِ: الْحَاجَةُ إِلَى إِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ أَكْثَرُ، وَأَهَمُّ؛ لِمَا حَصَلَ مِنْ إِهْمَالِهِمَا، وَالتَّسَاهُلِ فِي أُمُورِهِمَا، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَفِي الْمَوْضِعِ الْآخَرِ إِلَى الْكَفِّ عَنْ إِيذَاءِ الْمُسْلِمِينَ» (4) ، وقال الإمام ابن رجب الحنبلي : «ومراده: الإسلام التام الكامل، وهذه الدرجة في الإسلام فضل، وليست واجبة، إنما هي إحسان، وأما سلامة المسلمين من اللسان واليد فواجبة، إذا كانت من غير حق، فإن كانت السلامة من حق كان - أيضاً - فضلا» (5) . 2- قوله: «تطعم الطعام»: أي: لأهلك وأضيافك، وممن يحتاج إليه، قال ابن منظور : «الطَّعامُ: اسمٌ جامعٌ لِكُلِّ مَا يُؤكَلُ، وَقَدْ طَعِمَ يَطْعَمُ طُعْماً، فَهُوَ طاعِمٌ إِذَا أَكَلَ أَو ذاقَ» (6) . 3- قوله: « وتقرأ السلام»: أي: تسلم على المسلمين، وتفشيه سرًّا وجهرًا، قال الفيروزأبادي : «وقرأ عليه السلام: أبلغه، كأقرأه، ولا يقال: أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوباً» (7) ، وقال ابن الملقن : «قالَ أبو حاتم: تقول: اقرأ عليه السلامَ، وأقرئه الكتاب، ولا تقول: أقرئه السلام إلا في لغة سوء، إلا أن يكون مكتوبًا، فتقول: أقرئه السلام أي: اجعله يقرؤه» (8) . 4- قوله: «على من عرفت ومن لم تعرف»: أَيْ: تُسَلِّمُ عَلَى كُلِّ مَنْ لَقِيتَهُ، عَرَفْتَهُ أَمْ لَمْ تَعْرِفْهُ، وَلَا تَخُصَّ بِهِ مَنْ تَعْرِفُهُ كَمَا يَفْعَلُهُ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ إِنَّ هَذَا الْعُمُومَ مَخْصُوصٌ بِالْمُسْلِمِينَ، فَلَا يُسَلَّمُ ابْتِدَاءً عَلَى كَافِرٍ» (4) .
ما يستفاد من الحديث:
1- الجواب يختلف باختلاف الأحوال، فقد كان المسلمون في بداية أمرهم في أشدَّ الحاجة إلى هذه الخصال المذكورة في حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه، والحاصل أنه كلما تساهل الناس في أمر من أمور الدين جاء الحث عليها. 2- الحث على إطعام الطعام، والجود، والاعتناء بنفع المسلمين، واجتماع كلمتهم، وإخلاص ذلك كله للَّه، لا مصانعة، ولا ملقًا (9) . 3- التأكيد على إلقاء السلام على من تعرف، ومن لم تعرف من المسلمين، وعدم تخصيص السلام بمن تعرفه؛ لأن ذلك يوغر قلوب بقية الناس، كما أنه من علامات الساعة الصغرى. 4- من السنة إذا قال أحد لأحد: سلم لي على فلان – أن يبلغه ذلك، وأن يقول المُبلغ: عليك وعليه السلام، والدليل على ذلك قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعائشة: «يا عائش هذا جبريل يقرئُك السلام» (10) فقالت: وعليه السلام ورحمة اللَّه وبركاته، وقول أنس رضي الله عنه عندما جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة، فقال: «إن اللَّه يقرئ خديجة السلام» فقالت: إن اللَّه هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام، ورحمة اللَّه وبركاته» (11) . 5- السلام المسنون الثابت في الأحاديث الصحيحة نهايته إلى «وبركاته»، وقد جاء في الرد على السلام زيادة: «ومغفرته» في حديث رواه البخاري في التاريخ الكبير (12) ، ولعل هذه الزيادة تدخل في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾سورة النساء، الآية: 86 . 6- قال الإمام النووي : في بعض الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وليس كذلك: «قَدْ يُسْتَشْكَلُ الْجَمْعُ بينها مَعَ مَا جَاءَ فِي مَعْنَاهَا، مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ جَعَلَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ الأفضل الإيمان باللَّه، ثم الجهاد، ثُمَّ الْحَجُّ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: الْإِيمَانُ، والجهاد، وفي حديث ابن مَسْعُودٍ: الصَّلَاةُ، ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الْجِهَادُ، وَتَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»، وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ»، وَصَحَّ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»، وَأَمْثَالُ هَذَا فِي الصَّحِيحِ كَثِيرَةٌ، وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْجَمْعِ بَيْنَهَا، فَذَكَرَ الْإِمَامُ الْجَلِيلُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَلِيمِيُّ الشَّافِعِيُّ، عَنْ شَيْخِهِ الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ الْمُتْقِنِ أَبِي بَكْرٍ الْقَفَّالُ الشَّاشِيُّ الْكَبِيرُ... أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَهَا بِوَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ ذَلِكَ اخْتِلَافُ جَوَابٍ جَرَى عَلَى حَسَبِ اخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ، وَالْأَشْخَاصِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يُقَالُ: خَيْرُ الْأَشْيَاءِ كَذَا، وَلَا يُرَادُ بِهِ خَيْرُ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَالْأَشْخَاصِ، بَلْ فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ،... الوجه الثَّانِي: أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ كَذَا، أَوْ مِنْ خَيْرِهَا، أَوْ مِنْ خَيْرِكُمْ مَنْ فَعَلَ كَذَا، فَحُذِفَتْ مِنْ، وَهِيَ مُرَادَةٌ، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ أَعْقَلُ النَّاسِ (13) .
2
أخرجه الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب حدثنا محمد بن بشار، برقم 2485، وابن ماجه، كتاب الأطعمة، باب إطعام الطعام، برقم 3251، واللفظ له، وبنحوه في ابن ماجه برقم 1334، وأحمد، 39/ 201، برقم 23784، وصححه محققو المسند، والألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 5690
3
مسند أحمد، 6/ 179، برقم 3664، والطبراني في الكبير، 9/ 297، برقم 9491، وحسنه محققو المسند، والألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 648
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .