اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي

حصن المسلم | دعاء الركوع | اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي

اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي، [وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي] (1).

Allahumma laka rakaAAt, wabika amant, walaka aslamt, khashaAAa laka samAAee, wabasaree, wamukhkhee, waAAathmee, waAAasabee, wamas-taqalla bihi qadamee.
‘O Allah, unto You I have bowed, and in You I have believed, and to You I have submitted. My hearing, sight, mind, bones, tendons and what my feet carry are humbled before You.


(1) مسلم، 1/ 534، برفم 771، والأربعة إلا ابن ماجه: أبو داود، برقم 760، ورقم 761، والترمذي، برقم 3421، والنسائي، برقم 1049، وما بين المعقوفين لفظ ابن خزيمة، برقم 607، وابن حبان، برقم 1901.

شرح معنى اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

139- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ»، وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ: «اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي»، وَإِذَا رَفَعَ، قَالَ: «اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»، وَإِذَا سَجَدَ، قَالَ: «اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»، هذا لفظ مسلم (1) .
140- ولفظ ابن خزيمة: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَكَعَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، أَنْتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي، وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمَيَّ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، جَمِيعُهُمَا لَفْظًا وَاحِدًا، غَيْرُ أَنَّ مُحَمَّدًا، قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَقَالَ: «وَعِظَامِي» (2) .
141- ولفظ ابن حبان: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، أَنْتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي، وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (3) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهم لك ركعت»: الركوع الانحناء في الظهر، والمقصود منه تعظيم اللَّه عز وجل، وفيه يجتمع التعظيم القولي والفعلي، قال العيني : «تأخير الفعل [ركعت] للاختصاص، والركوع: الميلان والخرور، يقال: ركعت النخلة إذا مالت، وقد يذكر ويراد به الصلاة من إطلاق اسم الجزء على الكل» (4) .
2- قوله: «وبك آمنت»: معنى الإيمان باللَّه هو التصديق الجازم بوجود اللَّه، وأنه لم يسبق بضد، ولم يعقب به، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن، وتوحيده بإلهيته، وربوبيته، وأسمائه ،وصفاته، والإيمان بما أنزل من الكتب، وأرسل من الرسل والإيمان بكل ما أخبر به سبحانه وتعالى، قال البيضاي : «وبك آمنت: أي: صدقت, أو بك آمنت نفسي من عذابك» (5) ، والإيمان: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.
3- قوله: «ولك أسلمت»: معنى الإسلام هو الاستسلام للَّه بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، مع الخلوص التام من الشرك (6) ، قال اللَّه تعالى: ﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ سورة الحج، الآية: 34 .
قال ابن الملقن : «أي: استسلمت، وانقدت لأمرك، ونهيك، وسلمت، ورضيت، وأطعت، من قولهم: أسلم فلان لفلان: إذا انقاد، وعطف عليه» (7) .
4- قوله: «خشع لك سمعي وبصري»: الخشوع في الصلاة هو حضور القلب بين يدي اللَّه، وهذا يترتب عليه سكون الحركات، وقلة الالتفات، وتدبر الأقوال، والأفعال، و على قدر الخشوع يكون الأجر، وقال ابن الأثير : «خشع: الخشوع: الخضوع والذل (8) ، وقال الرافعي : «يمكن أن يراد به: خشعت لك بجملتي أجزائي: كالعظام، والشعر، وصفاتي: كالسمع، والبصر، وبأصول أعضائي: كالعظم، والعصب، وبزوائدها كالشعر، وبالبادي مني، وهو البشرة، وبالباطن كالمخ والعظم» (9) .
قوله: «ومخي وعظمي وعصبي»: قال العيني : «وأما تخصيص المخ والعظم والعصب فلأن ما في أقصى قعر البدن المخ، ثم العظم، ثم العصب؛ لأن المخ يمسكه العظم، والعظم يمسكه العصب، وسائر أجزاء البدن مركبة عليها...وأما انقياد السمع، فالمراد به قبول سماع الحق، والإعراض عن سماع الباطل، وأما انقياد البصر فالمراد به صرف نظره إلى كل ما ليس فيه حرمة، والاعتبار به في المشاهدات العلوية والسفلية، وأما انقياد المخ، والعظم، والعصب، فالمراد به انقياد باطنه كانقياد ظاهره؛ لأن الباطن إذا لم يوافق الظاهر لا يكون انقياد الظاهر مفيداً معتبراً، وانقياد الباطن عبارة عن تصفيته عن دنس الشرك والنفاق، وتزيينه بالإخلاص والعلم والحكمة، وترك الغل، والغش، والحقد، والحسد، والظنون، والأوهام الفاسدة، ونحو ذلك من الأشياء التي تخبث الباطن، وانقياد الظاهر عبارة عن استعمال الجوارح بالعبادات، كل جارحة بما يخصها من العبادة التي وضعت لها» (10) .
5- قوله: «وما استقلت به قدمي»: أي: جميع بدني، وهو من باب عطف العام على الخاص، وقال الإمام النووي : «أي: قامت به وحملته ومعناه جميع جسمي وإنما أتى بهذا بعد قوله خشع سمعي وبصري وعظامي وشعري وبشري للتوكيد» (11) .

ما يستفاد من الحديث:

1- من علامات التوفيق استعمال الجوارح في طاعة اللَّه، وكفها عن المعاصي التي بها تزول النعم، كما أن شكرها يبارك في النعمة الموجودة ويأتي بالنعمة المفقودة.
2- تدبر هذه الأذكار وأمثالها يبعث في القلب خشية اللَّه، ومراقبته، ويزيد الإيمان عند المسلم؛ لأن الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، وهو يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة.
3- خص النبي صلى الله عليه وسلم من الحواس السمع والبصر؛ لأن أكثر الآفات تقع بهما، فإذا خشعتا قلت الهواجس والوساوس، وخص المخ والعظم والعصب؛ لأن سائر أجزاء البدن مركبة عليها، فإذا حصل الانقياد لها كان الباقي من باب أولى، وهذا انقياد باطن كما أن خشوع السمع والبصر انقياد ظاهر (12) .

1 مسلم، برقم 771
2 صحيح ابن خزيمة، 1/ 306، برقم 607
3 صحيح ابن حيان، 5/ 228، برقم 1901، وصححه محقق ابن حبان، والألباني في التعليقات الحسان، 6/ 1221، برقم 1898
4 شرح أبي داود للعيني، 3/ 362
5 تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة للبيضاوي، 1/ 360
6 انظر: 200 سؤال وجواب في العقيدة للحكمي، ص
7 التوضيح لشرح الجامع الصحيح، 9/ 20
8 جامع الأصول، 4/ 194
9 شرح مسند الشافعي، 1/ 336
10 شرح أبي داود للعيني، 3/ 363
11 تحرير ألفاظ التنبيه، للنووي، ص 67
12 انظر العلم الهيب للإمام العيني، ص 280، 281


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب