سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

حصن المسلم | فضل التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير | سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ (1).

Aboo Hurayrah (Peace Be Upon Him) reported that the Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) said:’(There are) Two words, (which are ) light on the tongue, heavy on the Scale and beloved to The Most Gracious: Subhanal-lahi wabihamdih, wasubhanal-lahil-AAatheem.
‘ How perfect Allah is and I praise Him. How perfect Allah is, The Supreme.


(1) وقال صلى الله عيه وسلم: \"كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن\"، البخاري، 7/ 168، برقم 6404، ومسلم، 4/ 2072، برقم 2694.

شرح معنى سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

1034- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» (1).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «كلمتان»: خبر وما بعدها صفة والمبتدأ سبحان اللَّه وبحمده إلى آخر الكلام وجاء تقديم الخبر تشويقًا، وقال ابن هبيرة : «كلمتان: وهي كلمات، فالمعنى: أنهما جملتان، والعرب تسمي القصيدة كلمة، فتقول: قلت في كلمتي كذا، كما يعنون القصيدة» (2).
2- قوله: «خفيفتان على اللسان»: أي: يسهل قولهما بسهولة ويسر، قال الطيبي : «شبه سهولة جريان الكلمتين على اللسان بما يخف على الحامل من بعض الأمتعة، فلا يتعبه كالشيء الثقيل، فذكر المشبه به وأراد المشبه، وأما الثقل فعلى الحقيقة عند علماء أهل السنة؛ إذ الأعمال تتجسم حينئذ، والخفة والسهولة من الأمور النسبية» (3)، وقال ابن هبيرة : «ويجوز أن يكون معنى قوله: (خفيفتان على اللسان): أن كل كلمتين من هاتين الجملتين خفيفة على اللسان» (2).
3- قوله: «ثقيلتان في الميزان»: أي: لعظم أجرهما يوم القيامة، قال ابن هبيرة : «في هذا الحديث أن الكلم في الميزان لا يكون عن كثرة حروفها، ولكن عن عظم معناها؛ فإن «سبحان اللَّه وبحمده، سبحان اللَّه العظيم»، إنما ثقلتا في الميزان من حيث إن معناهما أجل عظيم» (2)، وقال البيهقي : «فَالْإِيمَانُ بِالْمِيزَانِ وَاجِبٌ بِمَا ذَكَرْنَا، ثُمَّ كَيْفِيَّةُ الْوَزْنِ فَقَدْ قِيلَ: تُوضَعُ صُحُفُ الْحَسَنَاتِ فِي إِحْدَى كِفَّتَيِ الْمِيزَانِ، وَصُحُفُ السَّيِّئَاتِ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى ثُمَّ تُوزَنُ وَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُحْدِثَ اللَّهُ تَعَالَى أَجْسَامًا مُقَدَّرَةً بِعَدَدِ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ بِحَيْثُ يَتَمَيَّزُ إِحْدَاهُمَا مِنَ الْأُخْرَى، ثُمَّ تُوزَنُ كَمَا تُوزَنُ الْأَجْسَامُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَمَا وَرَدَ بِهِ خَبَرُ الصَّادِقُ نُؤْمِنُ بِهِ وَنَحْمِلُهُ عَلَى وَجْهٍ يَصِحُّ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ» (4).
4- قوله: «حبيبتان إلى الرحمن»: لأنهما يتضمنان التنزيه، والتحميد، والتعظيم له عز وجل، وإنما خص الرحمن من الأسماء للتنبيه على سعة رحمته تعالى، قال ابن هبيرة : « قوله: «حبيبتان إلى الرحمن»؛ فلأجل أنهما جمعتا بين التنزيه والتعظيم، فالتنزيه: ناف لكل ما لا يجوز، والتعظيم: لكل ما لا يجب» (5)، وقال الحافظ ابن حجر : «وَقَوله حبيبتان فِيهِ حث على ذكرهمَا لمحبة الرَّحْمَن إيَّاهُمَا» (6).
5- قوله: «سبحان اللَّه»: أي: له الكمال المطلق وهو منزه عن كل عيب ونقص، قال ابن الأثير : «التسبيح: التنزيه، والتقديس، والتبرئة من النقائص، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعاً ... ، فمعنى سبحان اللَّه: تنزيه اللَّه» (7).
6- قوله: «وبحمده»: أي: بتوفيقك، وإعانتك ياربي سبحتك، قال الإمام ابن القيم : نَزَّه اللَّه «عما يصفه به الواصفون، وسَلَّمَ على المرسلين لسلامة ما وصفوه به من كل نقص وعيب، وحمد نفسه» (8).
7- قوله: «العظيم»: أي: عظيم في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، قال البيهقي : «العظيم هو ذو العظمة، والجلال، ومعناه ينصرف إلى عظم الشأن، وجلالة القدر، دون العظيم الذي هو من نعوت الأجسام» (9)، وقال العلامة ابن عثيمين : «العظيم» فهذا الاسم، والعظمة هي الوصف، والعظمة وصف للعظيم نفسه، لا تتعدى إلى غيره» (10).

ما يستفاد من الحديث:

1- جواز إطلاق كلمة أو كلمتان على الكلام، وهذا مثل كلمة الإخلاص، وكلمة الشهادة (11).
2- الإشارة إلى أن سائر التكاليف شاقة على النفس، أما هذه الكلمات، فهي سهلة مع كونها تثقل الميزان، وهذا دليل على أن العبد قد يبلغ بالعمل اليسير الذي فيه إخلاص لَّله عز وجل، ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يبلغه غيره، وقد أتي بأكثر منه، ولكنه لم يحقق شروط القبول.
3- إثبات أن الأعمال توزن يوم القيامة بميزان حقيقي وقد ختم البخاري صحيحه بهذا الحديث تحت باب قال فيه: باب: قول اللَّه تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ (12)، وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن (13).
4- جواز السجع في الدعاء، وأن النهي عنه محمول على ما كان فيه نوع تكلف، أو تضمن أمورًا باطلة، أما ما جاء من غير قصد، فلا شيء فيه.
5- هذه الكلمات الطيبات من أسباب محبة اللَّه لعبده؛ لأن اللَّه إذا أحب العمل ،وحث عليه، أحب فاعله، وأثابه، وهي امتثال لقول اللَّه عز وجل: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ (14).
6- إثبات صفة المحبة للَّه تعالى على الوجه اللائق به سبحانه، لا يشبه في ذلك أحداً من خلقه، والأدلة على ذلك كثيرة، فمن ذلك قوله عز وجل: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (15)، وقوله: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ (16)، فهو عز وجل المستحق أن يحب لذاته، وكل محبة يجب أن تكون فيه، وكذا كل أعمال العبد يجب أن تكون فيما يحبه اللَّه تعالى.
7- قال المناوي : «وفيه حث على المواظبة عليها، وتحريض على ملازمتها، وتعريض بأن سائر التكاليف صعبة شاقة على النفس ثقيلة، وهذه خفيفة سهلة عليها، مع أنها تثقل في الميزان ثقل غيرها من التكاليف، فلا يتركوها، إذ روي في الآثار أنه سئل عيسى : ما بال الحسنة تثقل، والسيئة تخف؟ فقال: لأن الحسنة حضرت مرارتها، وغابت حلاوتها، فلذلك ثقلت عليكم، فلا يحملنكم ثقلها على تركها، فإن بذلك ثقلت الموازين يوم القيامة، والسيئات حضرت حلاوتها، وغابت مرارتها، فخفت عليكم، فلا يحملنكم على فعلها خفتها، فإن بذلك خفت الموازين يوم القيامة» (17).

1 البخاري، برقم 6682، ومسلم، برقم 2694
2 الإفصاح عن معاني الصحاح، 7/ 156.
3 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1820.
4 الاعتقاد للبيهقي، ص 211.
5 الإفصاح عن معاني الصحاح، 7/ 157.
6 فتح الباري لابن حجر، 1/ 473.
7 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 330، مادة (سبح)
8 جلاء الأفهام لابن القيم، ص: 170
9 الأسماء والصفات للبيهقي، ص 60.
10 أسماء اللَّه وصفاته، وموقف أهل السنه منها، ص 14.
11 انظر: فتح الباري، 13/ 638.
12 سورة الأنبياء، الآية: 47.
13 انظر الحديث، رقم 7563 في صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول اللَّه تعالى: ﴿ونضع الموازين القسط ليوم القيامة﴾.
14 سورة الحجر، الآية: 98.
15 سورة البقرة، الآية: 195.
16 سورة آل عمران، الآية: 31.
17 فيض القدير، 5/ 40.

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب