متى نقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح

حصن المسلم | دعاء الركوع | متى نقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح

سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ (1).

Subboohun quddoos, rabbul-mala-ikati warrooh.
‘Perfect and Holy (He is), Lord of the angles and the Rooh (i.e. Jibra-eel).


(1) مسلم، 1/ 353، برقم 487، وأبو داود، 1/ 230، برقم 872.

شرح معنى متى نقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

136- عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ (1) ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنه، نَبَّأَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ»، هذا لفظ مسلم (2) .
137- وفي لفظ للإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»، ثُمَّ شَكَّ يَحْيَى فِي ثَلَاثٍ (3) .
138- ولفظ أبي داود: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ» (4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «سبوح قدوس»: سبوح: أي المبرأ، والمنزه عن النقائص والشريك، وكل ما لا يليق به سبحانه وتعالى، وقوله: «قدوس»: أي المُطهر من كل ما لا يليق به عز وجل؛ لأنه يُسبَّح، وُيقدَّس، وهو المستحق لذلك، قال القاضي عياض : «وقوله: «سُبَّوحٌ قدوس»: بضم السين والقاف فيهما وفتحهما أيضًا، فسبوح من البراءة من النقائص والشريك: وما لا يليق بالإلهية والتنزيه عن ذلك، وقدوس من التطهير عما لا يليق به، ومنه الأرض المقدسة، وهو بمعنى سُبّوح، قال الهروي: وجاء في التفسير: القدوس: المباركَ» (5) .
2- قوله: «رب الملائكة»: قال القرطبي صاحب المفهم: «أي: مالكهم وخالقهم ورابّهم؛ أي: مصلح أحوالهم» (6) .
وقال العلامة ابن عثيمين : «رب الملائكة، وهم جند اللَّه عز وجل عالم لا نشاهدهم» (7) .
3- قوله: «والروح»: هو جبريل ؛ وهذا كقوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ سورة القدر، الآية: 4 .
وقال ابن الأثير: «والروح : قيل : هو اسم ملك من الملائكة عظيم الشأن والخلق ، وقيل : هو اسم جبريل ، وقيل: هو روح الخلائق التي بها حياتهم وبقاؤهم» (8) .

ما يستفاد من الحديث:

1- الكون كله مسبح لخالقه ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ سورة الجمعة، الآية: 1 ، وهذا التسبيح إما بلسان الحال، أو لسان المقال.
2- إثبات أن القدوس من أسماء اللَّه التي تعرّف بها إلى عباده، وهذا الاسم هو صفة للَّه يستحقها لذاته، قال ابن القيم: هذا ومن أوصافه القدوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمن (9) 3- في الحديث بيان لربوبية اللَّه للملائكة عمومًا، وإنما خص جبريل لأنه أفضلهم، فهو الروح الأمين؛ لقوله عز وجل: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ سورة الشعراء، الآية: 193 ، وهو أيضًا روح القدس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن روح القدس قد نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب...» (10) .
4- ذكر الملائكة والروح بعد قوله: «سبوح قدوس» إشارة إلى تسبيح الملائكة لخالقهم ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ سورة البقرة، الآية: 30، وقال اللَّه عز وجل: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ سورة الأنبياء، الآية: 20، وهذا بيان لجلال سلطان اللَّه، وسعة ملكه، وكمال علمه سبحانه وتعالى.
5- ليس معنى تنزيه اللَّه هو تعطيل صفاته، ونفي معاني أسمائه، كما قال أهل البدع؛ لأن تنزيه أهل السنة ليس فيه تعطيل، وإثباتهم ليس فيه تشبيه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ سورة الشورى، الآية: 11.

1 مطرف بن عبد اللَّه بن الشِّخِّير - بكسر الشين المعجمة، وتشديد الخاء المعجمة المكسورة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم راء- العامري الحَرَشي - بمهملتين مفتوحتين، ثم معجمة-: أبو عبد اللَّه البصري، ثقة، عابد، لَهُ فَضْلٌ، وَوَرَعٌ، وَعَقْلٌ، وَأَدَبٌ، مات سنة خمس وتسعين. انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، 4/ 177، ترجمة (77)، وتقريب التهذيب، لابن حجر، ص 534.
2 مسلم، برقم 487
3 أحمد، 42/ 388، برقم 25606، وصحح إسناده محققو المسند
4 أبو داود، برقم 872، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 775
5 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 2/ 402
6 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 21
7 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1427
8 جامع الأصول، لابن الأثير، 4/ 192
9 النونية، 2/233
10 ابن أبي شيبة (7/79 ، رقم 34332، وهناد في الزهد، 1/281، برقم 494، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، 10/ 27، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، 1/ 199، برقم 2085، وهو من حديث أبي أمامة رضي الله عنه

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب