سمع الله لمن حمده

حصن المسلم | دعاء الرفع من الركوع | سمع الله لمن حمده

سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ (1).

SamiAAal-lahu liman hamidah ‘May Allah answer he who praises Him.’ This supplication is to be made while rising.


(1) البخاري مع الفتح، 2/ 282، برقم 796.

شرح معنى سمع الله لمن حمده

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

144- عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلاَئِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، هذا لفظ البخاري (1) .
145- وفي لفظ لمسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «آمِينَ» (2) .
146- وفي لفظ آخر لمسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ: آمِينَ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ.
فَوَافَقَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
» (3) .
147- وفي لفظ للبخاري عَن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: «رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ»، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ: «وَلَكَ الحَمْدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلاَةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الجُلُوسِ» (4) .
148- وفي لفظ آخر عند مسلم عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ يَقُولُ: وَهُوَ قَائِمٌ «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الْمَثْنَى بَعْدَ الْجُلُوسِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَبُو هُرَيْرَةَ «إِنِّي لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» (5) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «سمع اللَّه لمن حمده»: أي أجاب دعاء من حمده، ومعنى يسمع اللَّه لكم يستجب دعاءكم (6) .
2- قوله: «لمن حمده»: الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، وقال ابن الأثير : «في أسماء اللّه تعالى: الحميد، أي: المحمود على كل حال، والحمد والشكر مُتَقاربان، والحمد أعَمُّها، لأنَّك تحمَد الإنسان على صِفاته الذَّاتيَّة، وعلى عطائه، ولا تَشْكُره على صِفاته، والشُّكر فيه إظهار النّعْمة، والإشادة بها؛ ولأنه أعم منه، فهو شُكْر وزيادة» (7) .
3- قوله: «من وافق قوله قول الملائكة»، ومن وافق تأمينه تأمين الملائكة معناه: وافقهم في وقت التأمين، فأمّن مع تأمينهم، فهذا هو الصحيح، والصواب، وحكى القاضي عياض قولاً أن معناه: وافقهم في الصفة، والخشوع، والإخلاص، واختلفوا في هؤلاء الملائكة، فقيل: هم الحفظة، وقيل غيرهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «فوافق قوله قول أهل السماء» (8) ، وأجاب الأولون عنه بأنه إذا قالها الحاضرون من الحفظة، قالها من فوقهم حتى ينتهي إلى أهل السماء(9) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الذكر حال الرفع من الركوع، فلا يقال قبل الرفع، أو بعده.
2- هذا الذكر يقوله المصلي إذا كان إمامًا، أو كان يصلي منفردًا، أما المأموم فيقول: «ربنا ولك الحمد...».
3- يُسن عند قول هذا الذكر رفع اليدين حذو المنكبين، كما يفعل عند تكبيرة الإحرام (10) .
4- قال ابن القيم /: «فعل السمع يراد به أربعة معانٍ: الأول: سمع الإدراك ودليله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا...﴾ سورة المجادلة، الآية: 1 .
وقوله: ﴿لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا...﴾ سورة آل عمران، الآية: 181 .
الثاني: سمع فهم وعقل: ودليله قوله: ﴿لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا﴾ سورة البقرة، الآية: 104 .
فليس المراد سمع مجرد الكلام بل سمع الفهم والعقل ومنه قوله: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ سورة البقرة، الآية: 285 .
الثالث: سمع إجابة وإعطاء ما سئل ودليله: «سمع اللَّه لمن حمده
».
الرابع: سمع قبول وانقياد ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ﴾ سورة المائدة، الآية: 41 .
أي قابلون له ومنقادون غير منكرين (11) .

1 البخاري، برقم 796
2 مسلم، برقم 409
3 مسلم، برقم 74- (410)
4 البخاري، كتاب الأذان، باب التكبير إذا قام من السجود، برقم 789
5 مسلم، كتاب الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة إلا رفعه من الركوع، برقم 392
6 شرح النووي على صحيح مسلم، 4/ 121
7 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 435، مادة (حمد)
8 أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب التسميع والتحميد والتأمين، برقم 410
9 شرح النووي على صحيح مسلم، 4/ 130
10 انظر البخاري، كتاب الأذان، باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء، برقم 735، من حديث ابن عمر
11 بدائع الفوائد لابن القيم، 2/75، 76


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب