اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني

حصن المسلم | دعاء الاستفتاح | اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني

اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْماءِ وَالْبَرَدِ (1).

Allahumma baAAid baynee wabayna khatayaya kama baAAadta baynal-mashriqi walmaghrib, allahumma naqqinee min khatayaya kama yunaqqath-thawbul-abyadu minad-danas, allahummagh-silnee min khatayaya biththalji walma/i walbarad.
‘O Allah, distance me from my sins just as You have distanced The East from The West, O Allah, purify me of my sins as a white robe is purified of filth, O Allah, cleanse me of my sins with snow, water, and ice.


(1) البخاري، 1/ 181، برقم 744، ومسلم، 1/ 419، برقم 598.

شرح معنى اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

104- عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً - فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ»، هذا لفظ البخاري (1) .
105- ولفظ مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ» (2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «إِسكاتَةً»: - بِكَسر أَوَّله - بِوزن إِفعالَة: مِنَ السُّكُوتِ، وهُو مِنَ المَصادِرِ الشّاذَّةِ، نَحو: أُثبِتُهُ إِثباتَة، قالَ الخَطّابِيّ: مَعناهُ: سُكُوت يَقتَضِي بَعدَهُ كَلامًا مَعَ قِصَرِ المُدَّةِ فِيهِ، وسِياق الحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَرادَ السُّكُوت عَن الجَهرِ، لا عَن مُطلَقِ القَولِ، أَو السُّكُوتَ عَن القِراءَةِ لا عَن الذِّكر (3) .
2- قوله: «هُنَيَّة» - بِتَشْدِيدِ الْيَاء غَيْر مَهْمُوز -: وَفِي بَعْض الروايات: (هُنَيْهَة) - بِتَخْفِيفِ الْيَاء، وَزِيَادَة هَاء -: أَيْ شَيْئًا يَسِيرًا (4) .
3- قوله: «اللهم باعد»: والمراد بالمباعدة محو ما مضى من الذنوب السابقة، وعدم الوقوع في ذنوب لاحقة، قال ابن منظور : «اللهم: بِمَعْنَى: يَا أَلله، وَالْمِيمُ الْمُشَدَّدَةُ عِوَضٌ مِنْ يَا ... » (5) .
4- قوله: «بيني وبين خطاياي»: جمع خطيئة، وهو الذنب وهو ما له تبعة دنياوية، أو أخراوية (6) .
قال الصنعاني : «أي باعد بيني وبين جزائها، ويحتمل حل بيني وبين مواقعة الذنوب بألطافك، حتى لا أقربها» (7) .
5- قوله: «كما باعدت بين المشرق والمغرب» أي: باعد بيني وبين الذنوب ما أحييتني، وإنما عبر بذلك لاستحالة التقاء المشرق والمغرب، قال الصنعاني : «أي: لا يبقى لها اتصال بي كما لا يتصل المشرق بالمغرب» (7) .
6- قوله: «اللهم نقني»: هو مجاز عن زوال الذنوب ومحو آثارها، قال ابن الأثير : «التَّنْقِية: وهو إفراد الجَيِّد من الرَّديء» (8) .
7- قوله: «من خطاياي»: قال الطيبي : «الخطايا: الصغائر» (9) ، وقال العيني : «قوله: خطاياي جمع خطيئة، وأصل خطاياي خطائتي على وزن فعائل» (10) .
8- قوله: «الثوب الأبيض»: إنما خص النبي صلى الله عليه وسلم الثوب الأبيض؛ لأنه يظهر فيه من الدنس ما لا يظهر في غيره، قال ابن الأثير : «إشباع في بيان التطهير، وتأكيد له» (11) ؛ لأن التنقية هي تنظيف الإنسان من ذنوبه وخطاياه، كما يُفعل ذلك بالثوب الذي دنسته الأدناس، والأقذار، وإذا كان الثوب بلون أبيض فتظهر فيه الأقذار أوضح ما يكون، خلاف غيره من الألوان، فـ«التَّنْقِية: وهو إفراد الجَيِّد من الرَّديء» (8) .
9- قوله: «الدنس»: - بفتح الدال والنون -: والمراد به الأدران، والأوساخ فـ«الدَّنَسُ فِي الثِّيَابِ: لَطْخُ الْوَسَخِ وَنَحْوِهِ، حَتَّى فِي الأَخلاق، ...ودَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فَعَلَ ما يَشِينُه» (12) .
10- قوله: «اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبَرَد»: البرد: هو حَبّ الغمام (13) ، قال الحافظ ابن حجر : «جَعَلَ الخَطايا بِمَنزِلَةِ النّار لِكَونِها تُؤَدِّي إِلَيها، فَعَبَّرَ عَن إِطفاء حَرارَتها بِالغَسلِ تَأكِيدًا فِي إِطفائِها، وبالَغَ فِيهِ بِاستِعمالِ المُبَرِّدات تَرَقِّيًا عَن الماء إِلَى أَبرَد مِنهُ، وهُو الثَّلج، ثُمَّ إِلَى أَبرَد مِنهُ، وهُو البَرَد، بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَد يَجمُد ويَصِير جَلِيدًا، بِخِلافِ الثَّلج فَإِنَّهُ يَذُوب» (14) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الدعاء وغيره من أدعية الاستفتاح الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفريضة والنافلة على حد سواء.
2- حرص الصحابة رضي الله عنهم على تتبع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها؛ ليحققوا بذلك حسن الاقتداء به في كل الأمور.
3- ذكر الماء والثلج والبرد: هو لطلب المبالغة في التطهر من الذنوب، والمعنى: كما جعلتها سببًا لحصول الطهارة فاجعلها سببًا لحصول المغفرة.
4- قال بعض السلف – رحمهم اللَّه تعالى -: لما كانت الذنوب لها حرارة ووهج وهي سبب لحرارة العذاب ناسب أن تغسل بما يبردها ويطفي حرارتها وهو الثلج والماء والبرد.
5- الثوب الذي يتكرر غسله بثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النظافة وهكذا كتكرار طلب المغفرة بقولنا: ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا﴾ سورة البقرة، الآية: 286.
.
6- قال الكرماني فيما نقله الحافظ في الفتح (15) : يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاث إشارة إلى الأزمنة الثلاث.
فالمباعدة للمستقبل، والتنقية للحال، والغسل للماضي، واللَّه تعالى أعلم.
7- لا يستفتح بأي نوع من الاستفتاحات في صلاة الجنازة؛ لأنها مبنية على التخفيف فلا ركوع فيها ولا سجود ولا تشهد (16) .

1 البخاري، برقم 744
2 مسلم، برقم 598
3 فتح الباري، 2/ 229
4 شرح النووي على صحيح مسلم، 10/ 125
5 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
6 انظر: العلم الهيب، ص 258
7 التنوير شرح الجامع الصغير، 3/ 136
8 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5 / 110، مادة (نقي).
9 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 4/ 1120
10 عمدة القاري شرح صحيح البخاري (33/ 123)
11 جامع الأصول، 4/ 345
12 لسان العرب، 6 / 88، مادة (دنس).
13 مختار الصحاح، ص 19، مادة (برد).
14 فتح الباري، لابن حجر، 11/ 178
15 فتح الباري، 2/ 286
16 انظر: الشرح الممتع للشيخ/ ابن عثيمين، 3/ 53

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب