Allahummagh-fir lee, warhamnee, wahdinee, wajburnee, waAAafinee, warzuqnee warfaAAnee. ‘O Allah, forgive me, have mercy upon me, guide me, enrich me, give me health, grant me sustenance and raise my rank.
(1) أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي: أبو داود، 1/ 231، برقم 850، والترمذي، برقم 284، و285، وابن ماجه، برقم 898، وانظر: صحيح الترمذي، 1/90، وصحيح ابن ماجه، 1/148 .
شرح معنى اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وعافني وارزقني وارفعني
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
174- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي»، وهذا لفظ أبي داود (1) . 175- ولفظ الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي» (2) . 176- ولفظ ابن ماجه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي، وَارْفَعْنِي» (3) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «اللَّهم اغفر لي»: المغفرة، هي: ستر الذنب، والعفو عنه، مأخوذ من المِغْفر الذي يكون على رأس الإنسان عند الحرب يتقي به السهام، قال ابن منظور: «أَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، وَالسَّتْرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ: أَي: سَتَرَهَا... وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ ... وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا... والغَفْرُ، والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ، والعفوُ عَنْهَا» (4) . 2- قوله: «وارحمني»: طلب رحمة اللَّه عز وجل التي بها حصول المطلوب، وبالمغفرة زوال المرهوب، وهذا إذا جمع بين المغفرة والرحمة. أما إذا فرقت المغفرة عن الرحمة فإن كل واحدة منهما تشمل الأخرى (5) . 3- قوله: «واهدني»: أي لصالح الأعمال والتي يشترط فيها الإيمان باللَّه عز وجل والإخلاص له، والمتابعة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال العيني : «أي: أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق به» (6) . 4- قوله: «واجبرني»: الجبر يكون من النقص، والمعنى هو سؤال اللَّه أن يتجاوز عن الإسراف في الذنوب والقصور في الطاعة، قال ابن الأثير : «أيْ: أغْنِني، مِنْ جَبَر اللَّهُ مُصِيبتَه: أَيْ ردَّ عَلَيْهِ مَا ذَهَب مِنْهُ وَعَوَّضَه،. وأصْلُه مِنْ جَبْر الكَسْر» (7) . 5- قوله: «وعافني»: دعاء برفع البلاء إن كان موجودًا، ودفعه إن كان مفقودًا، وهو شامل لأمراض القلوب والأبدان، والمعافاة من كل سوء في الدنيا والآخرة، وقال البجيرمي : «وَعَافِنِي: أَيْ: مِنْ بَلَاءِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» (8) . 6- قوله: «وارزقني»: أي رزقًا حلالًا أستعين به على أمور حياتي، ورزقًا في الطاعة ينفعني يوم القيامةفالرزق رزقان: رزق الحلال، ورزق الإيمان، والعمل الصالح، والتوفيق لذلك، وكل ذلك بطلب من اللَّه عز وجل، وقال العلامة ابن عثيمين : «ارزقني: يعني الرزق الذي يقوم به البدن: من الطعام، والشراب، واللباس، والمسكن، وغير ذلك، والرزق الذي يقوم به القلب، وهو العلم النافع، والعمل الصالح، وهذا يشمل هذا وهذا، فالرزق نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به القلب، والدين، والإنسان إذا قال: ارزقني، فهو يسأل اللَّه هذا وهذا» (9) . 7- قوله: «وارفعني»: في الدنيا بالعلم النافع، والعمل الصالح، وأن أكون للمتقين إمامًا، وفي الآخرة بإصابتي للفردوس الأعلى، قال ابن منظور: «رفع: فِي أَسْماء اللَّهِ تَعَالَى: الرافِعُ: هُوَ الَّذِي يَرْفَعُ المؤْمن بالإِسعاد، وأَولياءَه بالتقْرِيب، والرَّفْعُ: ضِدُّ الوَضْع، رَفَعْته فارْتَفَع، فَهُوَ نَقيض الخَفْض فِي كُلِّ شَيْءٍ، ... وأَنه اللَّه يَرْفَعُ القِسط وَهُوَ العَدل، فيُعْلِيه عَلَى الجَوْرِ وأَهله، وَمَرَّةً يخْفِضه فيُظهر أَهلَ الْجَوْرِ عَلَى أَهل الْعَدْلِ ابْتلاءً لِخَلْقِهِ، وَهَذَا فِي الدُّنْيَا والعاقبةُ لِلْمُتَّقِينَ. وَيُقَالُ: ارْتَفَعَ الشيءُ ارْتِفاعاً بِنَفْسِهِ إِذا عَلا... وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ: أَي: بَعْضِهَا فَوْقَ بَعْضٍ، وَيُقَالُ: نِسَاءٌ مَرْفُوعات أَي مُكَرَّمات، مِنْ قَوْلِكَ إِن اللَّهَ يَرْفَع مَنْ يَشاء ويَخْفِضُ، ورفَعَ السَّرابُ الشَّخْصَ يَرْفَعُه رَفْعاً: زَهاه» (10) .
ما يستفاد من الحديث:
1- مشروعية قول هذا الذكر في الجلسة بين السجدتين في الصلاة. 2- ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الاطمئنان في صلاته كلها، وأن ذلك كان هو هديه الدائم في الصلاة، ومحافظته على الواجبات والمستحبات. 3- هذا الدعاء من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام؛ لأنه جمع فيه أصول السعادة في الدنيا والآخرة، فتأمل. 4- جاء هذا الدعاء في صحيح مسلم (11) ، أو قريبًا من لفظه، ولكن ليس بين السجدتين. حيث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول اللَّه كيف أقول حين أسأل ربي عز وجل؟ قال: «قل: اللَّهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني»، ويجمع أصابعه إلا الإبهام، «فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك»، وكذلك كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعلم الرجل إذا أسلم الصلاة، ثم يأمره بهؤلاء الكلمات: «اللَّهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني» (12) . 5- الهداية لها أربع مراتب: أ – الهداية العامة: وهي هداية كل مخلوق لمصالحه التي بها يصلح أمره ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾سورة الأعلى، الآية: 3 . ب – هداية البيان والدلالة وهي حجة اللَّه على خلقه ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾سورة فصلت، الآية: 17 . ج - هداية التوفيق والإلهام، قال اللَّه عز وجل: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾سورة القصص، الآية: 56 . د – الهداية إلى الجنة يوم القيامة ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾سورة الأعراف، الآية: 43 .
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .