اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما

حصن المسلم | الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام | اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (1).

Allahummagh-fir lee ma qaddamtu, wama akhkhart, wama asrartu wama aAAlant, wama asraftt, wama anta aAAlamu bihi minnee, antal-muqaddimu wa-antal-mu-akhkhiru la ilaha illa ant.
‘O Allah, forgive me for those sins which have come to pass as well as those which shall come to pass, and those I have committed in secret as well as those I have made public, and where I have exceeded all bounds as well as those things about which You are more knowledgeable. You are Al-Muqaddim and Al-Mu-akhkhir. None has the right to be worshipped except You.’ Meaning of Al-Muqaddim and Al-Mu-akhkhir: Allah puts forward and favours whom He wills from amongst His creation just as He defers and holds back whom He wills in accordance to His wisdom. E.g. Favouring man over the rest of creation, favouring the Prophets over the rest of mankind, favouring Muhammad (Peace Be Upon Him) over all the Prophets and Messengers…etc.


(1) مسلم، 1/ 534، برقم 771.

شرح معنى اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

217- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ»، وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ: «اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي»، وَإِذَا رَفَعَ، قَالَ: «اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»، وَإِذَا سَجَدَ، قَالَ: «اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» (1) .
218- وفي لفظ آخر عند مسلم: عن علي رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «وَجَّهْتُ وَجْهِي»، وَقَالَ: «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»، وَقَالَ: وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»، وَقَالَ: «وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ»، وَقَالَ: وَإِذَا سَلَّمَ، قَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ» إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَقُلْ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ (2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «وَمَا أسررت، وَمَا أعلنت»: أَي: وَمَا أخفيت، وما أعلنت: أَي: وَمَا أظهرت، أَو الْمَعْنى: مَا حدثت بِهِ نَفسِي وَمَا تحرّك بِهِ لساني» (3) .
1- قوله: «اللَّهم اغفر لي»: «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ» (4) ، و«اغفر لي»: قال ابن منظور : «َالْمَغْفِرَة: تَغْطِيَة الذَّنب وكل مَا غطى فقد غفر وَمِنْه: المغفر.
«الغَفُورُ الغَفّارُ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ، ... وَمَعْنَاهُمَا: السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، الْمُتَجَاوِزُ عَنْ خَطَايَاهُمْ وَذُنُوبِهِمْ... غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً: سَتَرَهُ.
وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ ... وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا
» (5) .
2- قوله: «ما قدمت»: أي ما وقع مني من الذنوب الماضية، قال الطيبي : «أي: جميع ما فرط مني» (6) ، وقال القاري : «وَمَا قدم: مَا مضى، وَمَا أخر: مَا يسْتَقْبل» (3) .
3- قوله: «وما أخرت»: أي: من الذنوب اللاحقة، والتقصير في الطاعة، وقال القاري : «وَمَا أخرت عَنهُ أَمر الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، بالإشفاق، وَالدُّعَاء إِلَى اللَّه تَعَالَى، وَالرَّغْبَة إِلَيْهِ أَن يغْفر مَا يكون من غَفلَة تعتري الْبشر، وَمَا قدم: مَا مضى، وَمَا أخر: مَا يسْتَقْبل» (3) .
4- قوله: «وما أسررت»: أي: من الذنوب التي لم يطلع عليها غيرك، ولم أراعِ نظرك إليّ عنده، قال العيني : «أَي: وَمَا أخفيت... مَا حدثت بِهِ نَفسِي وَمَا تحرّك بِهِ لساني» (3) .
5- قوله: «وما أعلنت»: أي: من الذنوب التي وقعت على أعين الناس، وقل حيائي منك، وقال العيني : «وما أعلنت: أَي: وَمَا أظهرت، أَو الْمَعْنى: مَا حدثت بِهِ نَفسِي وَمَا تحرّك بِهِ لساني» (3) .
6- قوله: «وما أسرفت»: أي: أكثرت من الذنوب، ومن السعي في مساخط علام الغيوب (7) .
7- قوله: «وما أنت أعلم به مني»: لأن علم اللَّه شامل، ومحيط بخلاف علم العبد القاصر؛ فإن اللَّه يعلم ما كان، وما هو كائن، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، وقال العلامة ابن القيم : «وحقيقة الأمر أن العبد فقير إلى اللَّه من كل وجه، وبكل اعتبار، فهو فقير إليه من جهة ربوبيته له، وإحسانه إليه، وقيامه بمصالحه وتدبيره له، وفقير إليه من جهة إلهيته، وكونه معبوده، وإلهه، ومحبوبه الأعظم الذي لا صلاح له، ولا فلاح، ولا نعيم ولا سرور، إلا بأن يكون أحب شيء إليه ... وفقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء؛ فإنه إن لم يعافه منها هلك ببعضها، وفقير إليه من جهة عفوه عنه، ومغفرته له... والعبد هو الفقير المحتاج إليه، المضطر إليه بكل وجه، وبكل اعتبار فرحمته للعبد خير له من عمله؛ فإن عمله لا يستقل بنجاته، ولا سعادته، ولو وكل إلى عمله لم ينج به البتة... فهو يدأب في التقرب إليه بجهده، ويستفرغ في ذلك وسعه، وطاقته، ولا يعدل به سواه في شيء من الأشياء، ويؤثر رضا سيده على إرادته وهواه، بل لا هوى له، ولا إرادة إلا فيما يريد سيده ويحبه، وهذا يستلزم علوماً وأعمالاً، وإرادات وغرائم لا يعارضها غيرها» (8) .
8- قوله: «أنت المقدم وأنت المؤخر »: أي: إنك تقدم من تشاء من خلقك إلى رحمتك بتوفيقه، وتؤخر من تشاء من خلقك عن ذلك لخذلانه ، وقال العلامة السعدي : «المقدم والمؤخر من أسمائه الحسنى المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على اللَّه إلا مقروناً بالآخر؛ فإن الكمال من اجتماعهما، فهو تعالى المقدم لمن شاء، والمؤخر لمن شاء بحكمته، وهذا التقديم يكون كونياً، كتقديم بعض المخلوقات على بعض، وتأخير بعضها على بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها، والشروط على مشروطاتها... وهذان الوصفان وما أشبههما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين باللَّه ،واللَّه متصف بهما، ومن صفات الأفعال؛ لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها، وأفعالها، ومعانيها، وأوصافها، وهي ناشئة عن إرادة اللَّه وقدرته، فهذا هو التقسيم» (9) .
9- قوله: «لا إله إلا أنت»: أي : لا معبود بحقٍّ غيرك، ولا معروف بهذه المعرفة سواك (10) ، قال الطيبي : «إثبات للإلهية المطلقة للَّه تعالى على سبيل الحصر، بعد إثبات الملك له» (6) .

ما يستفاد من الحديث:

1- شدة إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم على ربه في الدعاء وإظهار الافتقار إليه في كل الأحوال.
2- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بالقول، والعمل، وهذا أبلغ في البيان، وهذا الدعاء كما بين الحديث هو من آخر ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم بين التشهد والتسليم.
3- من أسماء اللَّه الحسنى أسماء متقابلة، لا يجوز إفراد أحدهما عن الآخر، كما في المقدم والمؤخر، وكذلك المعز المذل، والخافض الرافع، والقابض الباسط، والمعطي المانع، والنافع الضار، قال القرطبي بعد أن ذكر حديث ابن عباس (11) ، ولا يجوز الدعاء بأحدهما دون الآخر.
4- المسلم الصادق يقدم ما أمره اللَّه به، ويسابق في الخيرات، ومن تراخى وتكاسل أخّره اللَّه عن الرفعة يوم يلقاه.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم اللَّه» (12) ، وهذا وإن كان في صفوف الصلاة، إلا أنه يصلح للعموم في أمور الدين واللَّه تعالى أعلم.

1 مسلم، برقم 201- (771)
2 ممسلم برقم 202- (771)
3 عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 7/ 167
4 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
5 لسان العرب، 5/ 25، مادة (غفر)
6 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 3/ 990
7 انظر: تفسير السعدي، ص 727
8 شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ص 118
9 تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي، ص 238
10 المفهم، لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 7/ 33
11 البخاري، برقم 1120
12 مسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها...، برقم 438

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب