يقرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك

حصن المسلم | أذكار النوم | يقرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك

يَقْرَأُ (الم) تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، و(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)(1).

‘The Prophet (Peace Be Upon Him) never used to sleep until he had recited Soorat As-Sajdah (chapter 32) and Soorat Al-Mulk (chapter 67).


(1) الترمذي، برقم 3404، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 707، وانظر: صحيح الجامع 4/255 .

شرح معنى يقرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

375- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بِتَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَبِتَبَارَكَ»، هذا لفظ الترمذي(1) .
376- ولفظ النسائي عن جابر رضي الله عنه أيضاً: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنَامُ كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ»(2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «يقرأ»: قال ابن الأثير : «القِراءة...الْأَصْلُ فِي هَذِهِ اللفَّظة الجمعُ، وكلُّ شَيْءٍ جَمعْتَه فَقَدَ قَرَأْتَه... وَقَدْ يُطْلق عَلَى الصَّلَاةِ؛ لأنَّ فِيهَا قِراءة، تَسْمِيةً لِلشَّيْءِ بِبَعْضِهِ، وَعَلَى القِراءة نفْسِها»(3) .
2- قوله: «ألم تنزيل السجدة»: أي: سورة السجدة، قال السعدي : «يخبر تعالى أن هذا الكتاب الكريم، أنه تنزيل من رب العالمين، الذي رباهم بنعمته، ومن أعظم ما رباهم به، هذا الكتاب، الذي فيه كل ما يصلح أحوالهم، ويتمم أخلاقهم»(4) .
3- قوله: «تبارك الذي بيده الملك»: أي: بسورة الملك، قال السعدي : «أي: تعاظم، وتعالى، وكثر خيره، وعم إحسانه، من عظمته أن بيده ملك العالم العلوي والسفلي، فهو الذي خلقه، ويتصرف فيه بما شاء»(5) .
4- قوله: «كل ليلة»: أي: في كل ليلة من الليالي(6) ، قال الصنعاني : «في ليله»(7) .
5- قوله: «لا ينام»: أي: إن ذلك كان من جملة هديه صلى الله عليه وسلم قبل النوم، قال الطيبي : «كان لا ينام حتى يقرأ»: حتى غاية، لاينام: ويحتمل أن يكون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأ، وأن يكون (لا ينام) مطلقاً حتى يقرأ، المعنى لم يكن من عادته النوم قبل القراءة، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان، ولو قيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهما بالليل لم يفد هذه الفائدة»(8) .

ما يستفاد من الحديث:

1- استحباب قراءة سورتي: السجدة، وتبارك قبل النوم، إضافة إلى ما مضى من السور التي جاء فيها النص.
2- قراءة هاتين السورتين قبل النوم ترسِّخان عند المسلم عقيدة التوحيد؛ لما اشتملتا عليه من الأدلة الواضحة على ذلك، وغيرها من مسائل الاعتقاد.
3- مما كان يقرؤه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل نومه أيضًا: سورتي: الزمر، وبني إسرائيل وهي سورة الإسراء؛ لحديث: عَائِشَةُ ل: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الزُّمَرَ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ»(9) ، وهذا فيه دليل على ما كان عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من تمام العبودية للَّه؛ ليكون إمامًا لأتباعه يقتدون به في ذلك.
4- جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن سورة الملك: «هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر»(10) أي: تنجي صاحبها من عذاب القبر.
وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: «إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر اللَّه له، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك»(11) .

1 لترمذي، برقم 3404، وصححه الألباني في صحيح الجامع، 4873
2 النسائي في الكبرى، برقم 10542، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 4873
3 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 30، مادة (قرأ)
4 تفسير السعدي، ص 653
5 تفسير السعدي، ص 875
6 شرح صحيح البخاري لابن بطال، 4/ 155
7 التنوير شرح الجامع الصغير، 8/ 510
8 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 5/ 1668
9 الترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب حدثنا صالح بن عبد الله، برقم 2920، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 641
10 الترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضائل سورة الملك، برقم 2890، ودلائل النبوة للبيهقي، 7/ 41، والمعجم الكبير للطبراني، 12/ 174، برقم 12801، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة الكاملة، برقم 1140: بلفظ: «المانعة من عذاب القبر».
11 الترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضائل سورة الملك، برقم 2891، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في عدد الآي، برقم 1400، ومسند أحمد، 13/ 353، برقم 7975، وحسنه لغيره محققو المسند، وحسنه لغيره أيضاً الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 1474

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب