صوم ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

حديث: صوم ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

عن أبي ذرّ، قال. أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نصوم من الشّهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

حسن: رواه الترمذي (٧٦١)، والنسائي (٢٤٢٦) - واللفظ له -، وابن خزيمة (٢١٢٨)، وابن حبان (٣٥٦٦) كلهم من طريق يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، قال: سمعت أبا ذر بالرّبذة يقول (فذكره).

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي ذرّ، قال. أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نصوم من الشّهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نَصُومَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامِ الْبِيضِ: ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ".
(رواه النسائي في "السنن الكبرى" وصححه الألباني)

1. شرح المفردات:

● أمرنا: طلب منا وأوصانا أمراً غير ملزم على سبيل الوجوب، بل على سبيل الاستحباب والترغيب.
● نصوم: نمتنع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
● الشهر: المقصود به كل شهر قمري من أشهر السنة الهجرية.
● أيام البيض: هي الأيام التي يكون القمر فيها مكتملاً ويكون ليلها "أبيض" مضيئاً بضوء القمر. وسُميت بذلك لأنها تبيضُّ ليلاً بنور القمر، وتبيضُّ نهاراً بنور الشمس.
● ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة: هي الأيام القمرية الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي.

2. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه أن النبي ﷺ حث أصحابه وأمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري، وهي الأيام التي يكتمل فيها جرم القمر ويصبح بدراً، وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
وهذا الأمر ليس للوجوب، بل هو من السنن المستحبة والنوافل التي يتقرب بها العبد إلى ربه، والتي ورد في فضلها أحاديث كثيرة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحث على صيام النوافل: يبين الحديث حرص الشريعة الإسلامية على استغلال الأوقات الفاضلة، وصيام النوافل هو من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي تجبر نقص الفرائض.
2- التيسير على الأمة: جعل النبي ﷺ هذه الأيام محددة ويسيرة (ثلاثة أيام فقط في الشهر)، مما يشجع المسلم على المداومة عليها دون مشقة، وتحقيق معنى المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلاً.
3- الاقتداء بالأنبياء: ورد أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر كان من هدي النبي داود عليه السلام، وهو من أفضَل الصيام، كما في الحديث: «أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا». (متفق عليه). وصيام ثلاثة أيام من كل شهر قريب من هذا المعنى.
4- الفوائد الصحية: توجد فوائد صحية لصيام هذه الأيام المتفرقة، حيث يُريح الجهاز الهضمي وينظف الجسم، وهو ما يتوافق مع الحكمة الإلهية في تشريع العبادات.
5- التعبد في أوقات الفضل: اختيار هذه الأيام بالذات (أيام البيض) يشير إلى استحباب التعبد في الأزمنة الفاضلة، التي خصها الله بمزيد من الفضل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم صيامها: صيام أيام البيض سنة مستحبة وليس بواجب، ومن صامها فله أجر عظيم، ومن تركها فلا إثم عليه.
● النية: يشرع للمسلم أن ينوي صيام هذه الأيام تقرباً إلى الله واتباعاً لسنة النبي ﷺ.
● الجمع بينها وبين صيام الاثنين والخميس: إذا صادف أن كان يوم الاثنين أو الخميس ضمن أيام البيض (13،14،15) فإنه يحصل للمسلم أجران: أجر صيام يوم الاثنين أو الخميس، وأجر صيام أيام البيض.
● للنساء: إذا صادفت هذه الأيام أيام الحيض أو النفاس، فإنه لا يجوز للمرأة الصيام فيهن، ويشرع لها قضاؤها إذا أرادت الأجر، لكن لا يجب عليها القضاء لأنها سنة.
● ثوابها: من داوم على صيامها كُتب له كمن صام الدهر كله، لأن الحسنة بعشر أمثالها، والثلاثة أيام × 10 = 30 يوماً (أي شهر كامل).
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٧٦١)، والنسائي (٢٤٢٦) - واللفظ له -، وابن خزيمة (٢١٢٨)، وابن حبان (٣٥٦٦) كلهم من طريق يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، قال: سمعت أبا ذر بالرّبذة يقول (فذكره).
وإسناده حسن من أجل يحيى بن سام وهو الضبي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، فيُحسَّن حديثه إنْ كان له أصل.
وقد حسنه الترمذي أيضا. وموسى بن طلحة هو ابن عبيد الله التيمي، ثقة جليل، يقال: إنه وُلد في عهد النبيّ ﷺ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صوم ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

📜 حديث: صوم ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صوم ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صوم ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صوم ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية