فنحن أحق وأولى بموسى منكم

حديث: فنحن أحق وأولى بموسى منكم

عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ قدم المدينة، فوجد اليهود صيامًا، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله ﷺ: «ما هذا اليوم الذي تصومونه؟» فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه. فقال رسول الله ﷺ: «فنحن أحقُّ وأولى بموسى منكم» فصامه رسول الله ﷺ وأمر بصيامه.

متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (٢٠٠٤)، ومسلم في الصيام (١١٣٠: ١٢٨) من طريق أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما:

الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله ﷺ قدم المدينة، فوجد اليهود صيامًا، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله ﷺ: «ما هذا اليوم الذي تصومونه؟» فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه. فقال رسول الله ﷺ: «فنحن أحقُّ وأولى بموسى منكم» فصامه رسول الله ﷺ وأمر بصيامه.

1. شرح المفردات:

● قدم المدينة: أي وصل إلى المدينة المنورة بعد هجرته من مكة.
● صيامًا: أي صائمين، في حالة صوم.
● عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● أنجى الله فيه موسى: خلص الله ونَجَّى نبيه موسى وقومه بني إسرائيل.
● غرَّق فرعون وقومه: أهلك الله فرعون وجنوده بإغراقهم في البحر.
● شكرًا: تعبيرًا عن الشكر لله على النعمة والنجاة.
● أحق وأولى بموسى: نحن أولى بالاقتداء بنبي الله موسى واتباع هديه منكم.

2. شرح الحديث:

لما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من المحرم (يوم عاشوراء)، فسألهم عن سبب صيامهم هذا اليوم، فأخبروه أنهم يصومونه لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه نبيهم موسى وقومه من فرعون، وأغرق فرعون وجنوده، فصامه موسى شكرًا لله، وهم يقتدون به.
فأجابهم النبي ﷺ بأن المسلمين أحق بموسى من اليهود، لأن موسى رسول من عند الله، والمسلمون يتبعون جميع الأنبياء ويؤمنون بهم، بخلاف اليهود الذين كفروا بنبينا محمد ﷺ وكذبوه، فكانوا غير جديرين بالانتساب الحقيقي لموسى. ثم صام النبي ﷺ هذا اليوم وأمر المسلمين بصيامه.

3. الدروس المستفادة:

1- مشروعية صوم عاشوراء: صوم هذا اليوم سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، وفضله عظيم، حيث يكفر ذنوب سنة ماضية كما في الحديث: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (رواه مسلم).
2- الاقتداء بالأنبياء: المسلم يقتدي بجميع الأنبياء والرسل، ويؤمن بهم جميعًا، وهذا من كمال الإيمان.
3- الشكر على النعم: الصوم من أعظم العبادات التي يُشكر الله بها على نعمه، كما فعل موسى عليه السلام.
4- الحكمة في التشريع: النبي ﷺ لم يرفض ما وجده من اليهود لمجرد أنهم يفعلونه، بل استفسر عن الحكمة، ثم قرر ما يراه مناسبًا للشرع.
5- أفضلية الأمة الإسلامية: قوله ﷺ: «نحن أحق بموسى منكم» يدل على أن هذه الأمة هي ورثة الأنبياء والحق، وأحق باتباعهم من غيرها.

4. معلومات إضافية:

- كان صوم عاشوراء واجبًا في بداية الإسلام، ثم نُسخ بفرضية صوم رمضان، وصار سنة مؤكدة.
- يُستحب صوم يوم قبله أو يوم بعده (التاسع مع العاشر) مخالفة لليهود، كما قال النبي ﷺ: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» (رواه مسلم).

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصوم (٢٠٠٤)، ومسلم في الصيام (١١٣٠: ١٢٨) من طريق أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره. واللفظ لمسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فنحن أحق وأولى بموسى منكم

📜 حديث: فنحن أحق وأولى بموسى منكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فنحن أحق وأولى بموسى منكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فنحن أحق وأولى بموسى منكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فنحن أحق وأولى بموسى منكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية