صيام يوم عاشوراء وفضلُه على الأيام

حديث: صيام يوم عاشوراء وفضلُه على الأيام

عن ابن عباس، وسُئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: «ما علمتُ أنّ رسولَ الله ﷺ صام يومًا يطلبُ فضله على الأيام إلّا هذا اليوم، ولا شهرًا إلّا هذا الشهر - يعني رمضان -».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (٢٠٠٦)، ومسلم في الصيام (١١٣٢) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، به، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر الثابت عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يرويه الإمام البخاري في صحيحه، وهو كلام نفيس يبين مكانة يوم عاشوراء وصيامه.

أولاً. شرح المفردات:

● يطلب فضله: يقصد به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتقد فضل صوم ذلك اليوم ويقصده ويتحراه لثوابه الخاص.
● إلا هذا اليوم: يقصد يوم عاشوراء (العاشر من محرم).
● إلا هذا الشهر: يقصد شهر رمضان المبارك.

ثانياً. شرح الحديث والمعنى الإجمالي:

يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما في هذا الأثر أنه عندما سُئل عن حكم ومكانة صيام يوم عاشوراء، أجاب بأنه لا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار وتحرى صيام يوم معين طوال العام لفضيلة خاصة متفق عليها إلا يوم عاشوراء. وكذلك، لم يخصص شهراً كاملاً للصيام يتحرى فضله على غيره من الشهور إلا شهر رمضان.
وهذا لا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم أي أيام أخرى لها فضل، كيوم عرفة أو أيام البيض، بل المقصود أنه لم يصم يوماً يبحث عن فضله الخاص ويميزه بهذه الصورة إلا يوم عاشوراء، مما يدل على عظم مكانة صيام هذا اليوم ومنزلته في الشريعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:

1- مشروعية صوم يوم عاشوراء وتأكيده: الحديث دليل قاطع على تأكيد صوم يوم عاشوراء وأنه سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- تميز يوم عاشوراء: يفهم من كلام ابن عباس أن ليوم عاشوراء فضلاً عظيماً وميزة خاصة بين أيام السنة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بالصيام تحرياً لهذه الفضيلة.
3- مكانة شهر رمضان: يقيس ابن عباس فضل يوم عاشوراء بفضل شهر رمضان، مما يعطي إشارة إلى عظمة الأجر المترتب على صيامه، وإن كان صوم رمضان فريضة وصوم عاشوراء سنة.
4- فقه الصحابي ودقته: يظهر لنا من خلال الجواب مدى علم ابن عباس رضي الله عنهما ودقته في نقل السنة، حيث لم يذكر فضلاً إلا بما يعلمه ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5- الحث على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يحث المسلم على الاهتمام بهذه السنة والعمل بها، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يتحراها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● فضل صوم عاشوراء: ورد في صحيح مسلم أن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة الماضية.
● تاريخه: كان صومه مفروضاً قبل فرضية رمضان، ثم نسخ وجوبه وبقي استحبابه.
● كيفية صيامه: الأفضل صيام اليوم التاسع مع العاشر (يوم عاشوراء) مخالفة لليهود، كما جاء في السنة. فمن صام العاشر فقط فصومه صحيح وأجره ثابت، لكن صيام التاسع معه أفضل.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (٢٠٠٦)، ومسلم في الصيام (١١٣٢) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، به، فذكره. واللفظ لمسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيام يوم عاشوراء وفضلُه على الأيام

📜 حديث: صيام يوم عاشوراء وفضلُه على الأيام

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صيام يوم عاشوراء وفضلُه على الأيام

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صيام يوم عاشوراء وفضلُه على الأيام

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صيام يوم عاشوراء وفضلُه على الأيام

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية