حديث: صيام رمضان بعشر أشهر والستة أيام بشهرين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل صيام ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان

عن ثوبان، أنّ رسول الله ﷺ قال: «صيام رمضان بعشر أشهر، وصيام الستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة يعني رمضان وستة أيام بعده».

صحيح: رواه ابن ماجه (١٧١٥)، وأحمد (٢٢٤١٢)، وابن خزيمة (٢١١٥)، وابن حبان (٣٦٣٥)، والطحاوي في «مشكله» (٢٣٤٨)، والبيهقي (٤/ ٢٩٣) كلّهم من حديث يحيى بن الحارث الذماريّ، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، فذكره واللفظ لابن خزيمة.

عن ثوبان، أنّ رسول الله ﷺ قال: «صيام رمضان بعشر أشهر، وصيام الستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة يعني رمضان وستة أيام بعده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه ثوبان رضي الله عنه -وهو مولى رسول الله ﷺ وكان من أهل العلم والعبادة- يبين لنا عظيم فضل الله تعالى على عباده، حيث يضاعف لهم الحسنات، ويجزيهم على القليل من العمل بالكثير من الأجر.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
* صيام رمضان بعشر أشهر: أي أن ثواب وأجر صيام شهر رمضان يعدل عند الله تعالى أجر صيام عشرة أشهر.
* وصيام الستة أيام بشهرين: أي أن صيام ستة أيام من شهر شوال بعد رمضان يعدل أجر صيام شهرين كاملين.
* فذلك صيام السنة: أي أن مجموع أجر صيام رمضان والستة من شوال يعادل أجر صيام سنة كاملة (اثني عشر شهراً).
* يعني رمضان وستة أيام بعده: هذه العبارة توضيحية من الراوي أو من بعض رواة الحديث لبيان المقصود بـ "صيام السنة".
2. شرح الحديث:
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضل عظيم من فضائل الله تعالى على أمة الإسلام، حيث جعل للأعمال الصالحة مضاعفات هائلة لا تقتصر على مقدار العمل نفسه، بل تضاعف بأضعاف كثيرة.
* فضل صيام رمضان: جعل الله تعالى أجر صيام شهر رمضان يكافئ أجر صيام عشرة أشهر. وهذا من فضل الله وكرمه، حيث أن الحسنة بعشر أمثالها، فشهر رمضان (30 يوماً) مضروباً في عشرة يصبح (300 يوم)، وهي تساوي عشرة أشهر قمرية (حيث الشهر القمري ≈ 29.5 يوم).
* فضل صيام ستة أيام من شوال: ثم جعل الله تعالى صيام ستة أيام من شهر شوال بعد عيد الفطر يكافئ أجر صيام شهرين كاملين. فستة أيام مضروبة في عشرة (مضاعفة الحسنة) تصبح ستين يوماً، وهي تساوي شهرين قمريين.
* المجموع: فإذا جمعنا الأجرين (عشرة أشهر + شهرين) أصبح المجموع أجر صيام اثني عشر شهراً، أي سنة كاملة. فكأن من صام رمضان وأتبعه بستة من شوال، فكأنه صام الدهر كله (أي السنة كلها).
3. الدروس المستفادة منه:
1- عظم كرم الله تعالى وفضله: حيث يضاعف الأجر لأهل طاعته فوق ما يتصورونه ويستحقونه.
2- الحث على المتابعة بين الطاعات: فليس المقصود انتهاء العبادة بانتهاء شهر رمضان، بل ينبغي للمسلم أن يواصل الطاعة بعدها، كما قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.
3- السنة المستحبة في صيام الستة: يستحب للمسلم أن يصوم هذه الأيام الستة في شهر شوال، سواء كانت متتابعة أو متفرقة. والأفضل المبادرة إلى صيامها بعد العيد مباشرة ليكون ذلك أبلغ في المتابعة وأسرع في الخروج من الخلاف في وجوب تتابعها.
4- الترغيب في تكملة النواقص: صيام هذه الأيام الستة كفارة للتقصير الذي قد يحصل في صيام رمضان، فكأنها جبر وتكميل لأجر الفريضة.
5- علامة على قبول الطاعة: من علامات قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها، فالمبادرة إلى صيام هذه الأيام بعد رمضان دليل على رغبة المسلم في الاستمرار في الخير وحسن عبوديته لله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* حكم صيام الستة: سنة مؤكدة وليست فرضاً، وذهب بعض العلماء إلى استحبابها بشدة حتى كادوا يوجبونها.
* وقت صيامها: من اليوم الثاني من شوال (بعد يوم العيد) إلى نهاية الشهر. ويحرم صيام يوم العيد نفسه.
* من فاته قضاء رمضان: على من upon عليه قضاء أيام من رمضان أن يبدأ بالقضاء أولاً، ثم يصوم الستة، لحديث: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». فالتعبير بـ "أتبعه" يشترط أن يكون الصيام التالي بعد إكمال صيام رمضان.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يوفقنا لطاعته وبلوغ مرضاته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٧١٥)، وأحمد (٢٢٤١٢)، وابن خزيمة (٢١١٥)، وابن حبان (٣٦٣٥)، والطحاوي في «مشكله» (٢٣٤٨)، والبيهقي (٤/ ٢٩٣) كلّهم من حديث يحيى بن الحارث الذماريّ، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، فذكره واللفظ لابن خزيمة.
ولفظ ابن ماجه: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها».
وإسناده صحيح، وأبو أسماء اسمه عمرو بن مرثد، وهو ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 15 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيام رمضان بعشر أشهر والستة أيام بشهرين

  • 📜 حديث: صيام رمضان بعشر أشهر والستة أيام بشهرين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صيام رمضان بعشر أشهر والستة أيام بشهرين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صيام رمضان بعشر أشهر والستة أيام بشهرين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صيام رمضان بعشر أشهر والستة أيام بشهرين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب