حديث: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقيَ من عذاب القبر

عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقاه الله فتنة القبرِ».

حسن: رواه الترمذي (١٠٧٤) عن محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي، قالا: حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو فذكر الحديثَ.

عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقاه الله فتنة القبرِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث في فضل الموت في يوم الجمعة أو ليلتها، وسأقوم بشرحه وبيان دروسه مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن، وهو حسن)


1. شرح المفردات:


● يَوْمَ الْجُمُعَةِ: اليوم المعروف الذي يكون بعد يوم الخميس، وفيه صلاة الجمعة.
● لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ: الليلة التي تسبق يوم الجمعة، أي من غروب شمس يوم الخميس إلى فجر يوم الجمعة.
● وَقَاهُ: حفظه وصانه وحماه.
● فِتْنَةَ الْقَبْرِ: الامتحان والاختبار الذي يجري للميت في قبره، وهو سؤال الملكين للميت عن ربه ودينه ونبيه، وما يلحق ذلك من عذاب القبر أو نعيمه.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المسلم إذا مات في وقت معين وهو يوم الجمعة أو ليلتها، فإن الله تعالى يحميه ويصونه من فتنة القبر وعذابه. وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، حيث خص هذا الوقت بمزية عظيمة.
والمراد بفتنة القبر:
هي ما يعرض على الميت في قبره من اختبار وامتحان بسؤال الملكين: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وفي ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ...» (متفق عليه). فمن نجا من هذه الفتنة فقد فاز، ومن لم ينجُ فإنه يعذب في قبره.
والوقاية من فتنة القبر تشمل:
تيسير جوابه على الأسئلة، وثباته عند السؤال، ونجاته من عذاب القبر وضغطته.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل يوم الجمعة وليلتها:
ليس فقط في الحياة بل حتى في الممات، فقد جعل الله تعالى الموت في هذا الوقت سببًا للوقاية من عذاب القبر.
2- عظم فتنة القبر:
إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الوقاية منها نعمة عظيمة تستحق أن يُتَمَنَّى حصول سببها.
3- كرم الله تعالى وفضله:
حيث يمنح عباده الأجر العظيم بسبب أوقات فاضلة، مع أن الميت قد لا يكون قد تعمد الموت في هذا الوقت، وهذا من فضل الله الواسع.
4- الحث على الاستعداد للآخرة:
والتأهب للموت بالإكثار من الطاعات، والابتعاد عن المعاصي، فإن الإنسان لا يدري في أي وقت يموت.
5- التعلق بأسباب النجاة:
والحرص على أوقات الفضائل، فإن الله قد يجعل فيها الخير الكثير.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- اختلف العلماء في تحديد وقت ليلة الجمعة: فقيل: من غروب شمس يوم الخميس إلى طلوع فجر يوم الجمعة، وقيل: من غروب شمس يوم الجمعة إلى طلوع فجر يوم السبت. والأول هو الأرجح لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ» مما يدل على الليلة السابقة ليومها.
- هذا الفضل عام لكل مسلم مات في هذا الوقت، لكن ينبغي أن لا يتكل الإنسان على ذلك ويترك العمل الصالح، فإن أسباب النجاة متعددة.
- ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى أن يوفقه للخير، وأن يحسن خاتمته، وأن يقيه فتنة القبر وعذاب النار.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وأن يحسن خاتمتنا، وأن يقينا فتنة القبر وعذاب النار.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٠٧٤) عن محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي، قالا: حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو فذكر الحديثَ.
قال الترمذي: «حسن غريبٌ، وهذا حديثٌ ليس إسناده بمتصلٍ، ربيعة بن سيف إنَّما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي، عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيفٍ سماعًا من عبد الله بن عمرو». هكذا في نسخة محمد فؤاد عبد الباقي، وفي نسخٍ أخرى: «غريبٌ» فقط. وهو الصحيح؛ لأنَّ الحسنَ والانقطاع لا يجتمعان.
أمَّا الحديث؛ فله طرق أخرى يتقوَّى بها، منها ما رواه الإمام أحمد من وجهين: أحدهما (٦٦٤٦): عن سريج، حدثنا بقية، عن معاوية بن سعيد، عن أبي قَبيل، عن عبد الله بن عمرو فذكره. وبقية مدلس وقد عنعن، لكن صرَّح بالتحديث في الوجه الثاني الذي رواه أحمد (٧٠٥٠) عن إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا بقية، حدَّثني معاوية بن سعيد التجيبي، سمعت أبا قبيل المصري يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكر الحديثَ.
وقد صرَّح بقية في هذا الإسناد بالتحديث، كما صرَّح في بقية الإسناد بالسماع، فزالت بذلك تهمة التدليس، وهذا إسناد حسن؛ فإنَّ أبا قَبيلٍ المصري هو حُيي بن هانئ، قال فيه أحمد وابن معين وأبو زرعة: «ثقة». وقال أبو حاتم: «صالح الحديث». وللحديث طرق أُخرى غير أنَّ ما ذكرته هو أصحُّها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر

  • 📜 حديث: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب