حديث: اللَّهم ربنا ولك الحمد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللَّهم! ربنا ولك الحمد».

صحيح: رواه النسائي (١٠٦٠) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق - وهو في المصنف (٢٩١٢) -، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللَّهم! ربنا ولك الحمد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللَّهُمَّ! رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ».
[متفق عليه: رواه البخاري ومسلم]


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


* رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ: أي عند الاعتدال من الركوع والقيام منه، وهو ما يسمى بـ "الاعتدال" أو "قوله: سمع الله لمن حمده" للإمام والمنفرد.
* اللَّهُمَّ: يا الله. (أداة نداء).
* رَبَّنَا: يا ربنا، ومربينا ومدبر أمورنا جميعاً.
* وَلَكَ الْحَمْدُ: والحمد كله لك وحدك، لا شريك لك.

# 2. شرح الحديث:


يصف أبو هريرة رضي الله عنه - وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث ● هيئة دائمة ومستقرة للنبي ﷺ في صلاته، باستخدامه لكلمة (كَانَ) التي تفيد الدوام والاستمرار.
فكان من هديه ﷺ الثابت أنه بعد أن يرفع ظهره من وضعية الركوع، ويستوي قائماً، يقول هذا الدعاء العظيم: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ».
وهذا الذكر مقترن بما يسبقه من قول الإمام أو المنفرد: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» عند الرفع من الركوع، ثم يقول بعد استقراره قائماً: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ». وفي رواية أخرى في الصحيحين: «حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ».
فيكون مجموع ما يقال في هذا الموطن:
* «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» (عند الرفع).
* ثم «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ» (في حالة الاعتدال والوقوف).

# 3. الدروس المستفادة والفَوائد:


* مشروعية هذا الذكر: الحديث دليل على مشروعية هذا القول في الصلاة بعد الرفع من الركوع، وهو من واجبات الصلاة عند جمهور العلماء، ومن تركها عامداً بطلت صلاته، ومن تركها سهواً يسجد للسهو.
* إثبات صفة الرفع لله تعالى: قوله ﷺ «سَمِعَ اللَّهُ» فيه إثبات صفة السمع لله تعالى كما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل.
* إخلاص العبادة لله: قوله «وَلَكَ الْحَمْدُ» فيه توحيد لله تعالى وإخلاص الحمد له وحده، واعتراف العبد بأن كل نعمة فهي من الله وحده.
* التواضع لله والافتقار إليه: في قوله «رَبَّنَا» يتضرع العبد إلى ربه، معترفاً بربوبيته تعالى وحده وأنه المُربي بالنعم.
* اتباع السنة النبوية: الحديث يدل على وجوب متابعة النبي ﷺ في أقواله وأفعاله في الصلاة، فهي توقيفية لا مجال للرأي فيها.
* استحباب الإتيان بالذكر الوارد: ينبغي للمصلي أن يحرص على الأذكار الواردة في الصلاة بنصها كما جاءت عن النبي ﷺ، فهي أكمل وأفضل.
* الجمع بين الخوف والرجاء: في هذا الموطن يجمع العبد بين الخوف (في الركوع) والرجاء (في الرفع والثناء على الله).

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الذكر قول للجميع؛ للإمام والمأموم والمنفرد. لكن الإمام يقول: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ويقول المأموم والمنفرد: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» عند الاعتدال.
* جاءت صيغ أخرى لهذا الذكر في أحاديث صحيحة، فيستحب للمسلم أن يقولها جميعاً أحياناً لتحصيل الأجر واتباع السنة، مثل:
* «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ».
* «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».
* «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ».
* هذا الموضع من الصلاة موطن إجابة دعاء، فيستحب للعبد أن يزيد من الدعاء فيه بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٠٦٠) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق - وهو في المصنف (٢٩١٢) -، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 240 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم ربنا ولك الحمد

  • 📜 حديث: اللَّهم ربنا ولك الحمد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهم ربنا ولك الحمد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهم ربنا ولك الحمد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهم ربنا ولك الحمد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب