حديث: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر ما ورد من صيغ التشهد

عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري أنه سمع عمر بن الخطاب يعلِّم النّاس التّشهد
على المنبر، فيقول: «قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله».

صحيح: رواه مالك في الصلاة (٥٧) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.

عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري أنه سمع عمر بن الخطاب يعلِّم النّاس التّشهد
على المنبر، فيقول: «قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام البخاري في "صحيحه"، وغيرهما، وهو من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


* عَلَّمَ النَّاسَ التَّشَهُّدَ: أي علّمهم صيغة التشهد الذي يُقال في الصلاة.
* التَّحِيَّاتُ: جمع تحية، وهي التعظيم والتبجيل والثناء، وكل ما يُحيّى به الملوك والعظماء. وهنا إشارة إلى أن كل أنواع التعظيم والتبجيل لله وحده.
* الزَّاكِيَاتُ: جمع زاكية، من الزكاء والزيادة والنماء، أو من الزكاة بمعنى الطهارة. فالمقصود: كل طاعة طاهرة زاكية نامية فهي لله خالصة.
* الطَّيِّبَاتُ: جمع طيبة، وهي الأقوال الطيبة، والأعمال الصالحة، والأمور النظيفة من كل شرك ورياء.
* الصَّلَوَاتُ: جمع صلاة، والمقصود هنا الدعوات والعبادات كلها، أو الصلوات المفروضة خاصة. وجمعت للتعظيم.
* السَّلَامُ: هو السلامة من الآفات والنقائص، وهو أيضًا تحية أهل الجنة. وقوله "السلام عليك" دعاء بأن يسلمك الله من كل مكروه.
* وَبَرَكَاتُهُ: البركات: جمع بركة، وهي الخير الكثير الثابت الدائم.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر عبد الرحمن بن عبد القاري رضي الله عنه أنه سمع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وهو على منبر رسول الله ﷺ يعلم الناس صيغة التشهد في الصلاة، وهي كالتالي:
1- "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ": نُخبر ونقرّ بأن كل تعظيم وتبجيل وإجلال لا يستحقه إلا الله تعالى وحده، فهو المستحق للكمال المطلق.
2- "الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ": كل عمل صالح طاهر يزكو وينمو ويُقبل فهو خالص لله تعالى، لا نريد به إلا وجهه.
3- "الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ": كل قول أو فعل طيب لا شوائب فيه من شرك أو معصية فهو لله تعالى.
4- "الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ": كل دعاء وعبادة وخصوصًا الصلوات المفروضة فهي خالصة لله وحده.
* (هذه الجمل الأربع هي ثناء على الله تعالى وإخبار عن إخلاص العبادة له وحده).
5- "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ": هذا خطاب للنبي ﷺ بعد الثناء على الله، وهو دعاء له بالسلامة من كل آفة، وحلول رحمة الله وبركاته عليه. وهذا من أدب الصحابة مع النبي ﷺ، حيث يخاطبونه في الصلاة كما كانوا يخاطبونه في الحياة، تأسياً بقوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
6- "السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَىٰ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ": ندعو لأنفسنا ولجميع عباد الله الصالحين في الأرض والسماء بالسلامة والرحمة. وهذا يدل على خلق الإسلام الجماعي، حيث يدعو المسلم لإخوانه المؤمنين.
7- "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ": نُقرّ ونشهد شهادة الحق واليقين بأنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، فهي كلمة التوحيد والإخلاص.
8- "وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ": نُقرّ ونشهد بأن محمداً ﷺ هو عبد الله ورسوله، فلا يُغالى فيه فيُرفع فوق منزلته كعبد، ولا يُجفى فيه فيُنتقص من قدره كرسول. فهي كلمة الاعتدال والاتباع.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية تعليم الناس أمور دينهم على المنابر: وهذا من سنن الخلفاء الراشدين، حيث جعلوا المنبر وسيلة للتعليم والإرشاد.
2- عناية الصحابة بالسنة وتعليمها: فقد كان عمر رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين يحرص على تعليم الناس أدق细节 الصلاة، وهي صيغة التشهد.
3- بيان صيغة التشهد في الصلاة: وهذا التشهد هو أحد الصيغ الثابتة عن النبي ﷷ (ويُعرف بتشهد عمر)، وقد جاءت صيغ أخرى صحيحة، وأمر النبي ﷺ بتحري الصواب فيها.
4- آداب مخاطبة النبي ﷺ: حيث يجمع الخطاب بين الإجلال له ﷺ باعتباره رسول الله، والاعتراف بمنزلته كعبد لله، فيقال: "السلام عليك أيها النبي" ولا يقال: "نحييك" أو ما شابه ذلك.
5- إخلاص العبادة لله وحده: فالصيغة تبدأ بإفراد الله تعالى بالتحيات والزاكيات والطيبات والصلوات، وهو تأكيد على أساس الدين وهو التوحيد.
6- الدعاء للمؤمنين: من خلال قول "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، مما يُربي في المسلم
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (٥٧) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.
ورواه أيضًا عبد الرزاق (٢/ ٢٠٢) وعنه البيهقي (٢/ ١٤٤) عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكر نحوه.
قال معمر: كان الزهري يأخذ به ويقول: علَّمه الناس على المنبر، وأصحاب رسول الله ﷺ متوافرون لا ينكرونه، قال معمر: وأنا آخذ به. قال عبد الرزاق: وأنا آخذ به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 247 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله

  • 📜 حديث: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب