حديث: اللَّهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقال في الركوع والسجود

عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ في حديث طويل قال: كان النبي ﷺ
يقول إذا ركع: «اللَّهم! لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سَمعِي وبَصَرِي، ومُخِّي وعَظْمِي وعصبي».
وإذا رفع قال: «اللَّهم! ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد».
وإذا سجد يقول: «اللَّهم! لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وَجْهِي لِلذِي خلقَه، وصوَّره، وشقَّ سَمْعَه، وبصرَه، تبارك الله أحسنُ الخالقين».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧١: ٢٠١) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا يوسف الماجشون، حدثني أبي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب فذكره.

عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ في حديث طويل قال: كان النبي ﷺ
يقول إذا ركع: «اللَّهم! لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سَمعِي وبَصَرِي، ومُخِّي وعَظْمِي وعصبي».
وإذا رفع قال: «اللَّهم! ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد».
وإذا سجد يقول: «اللَّهم! لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وَجْهِي لِلذِي خلقَه، وصوَّره، وشقَّ سَمْعَه، وبصرَه، تبارك الله أحسنُ الخالقين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين. هذا الحديث العظيم الذي رواه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يصف لنا جزءاً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، وهو شامل لعبادة الجوارح والقلب معاً.

أولاً. شرح المفردات:


● خَشَعَ: الخشوع هو الخضوع والتذلل لله تعالى مع السكون والطمأنينة.
● سَمْعِي وَبَصَرِي: حاستا السمع والبصر.
● مُخِّي: هو الدماغ الذي هو مركز الإدراك والفكر.
● عَظْمِي: العظام التي هي هيكل الجسم.
● عَصَبِي: الأعصاب التي تربط أجزاء الجسم وتنقل الإشارات.
● مِلْءَ: ملأ، أي تمام ما فيها وكماله.
● صَوَّرَهُ: أعطاه شكله وهيئته المميزة.
● شَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ: فتح له منافذ السمع والبصر وجعلهما يعملان.


ثانياً. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء يتعلق بركن من أركان الصلاة:
1. الدعاء في الركوع:
«اللَّهُمَّ! لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي».
● "اللهم لك ركعتُ": إخلاص العبادة لله وحده، فالسجود والركوع لا يكون إلا له سبحانه.
● "وبك آمنتُ": اعتراف بالاعتقاد القلبي والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
● "ولك أسلمتُ": استسلام وانقياد بالجوارح لأمر الله ونهيه، وهو معنى الإسلام.
● "خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي": هنا يخصص المسلم خشوع جوارحه كلها لله. فليس القلب فقط هو الذي يخشع، بل كل جزء في الجسد يشهد بوحدانية الله ويعبده. السمع لا يسمع إلا ما أحل الله، والبصر لا ينظر إلا إلى ما أباح الله، والعقل (المخ) لا يفكر إلا في ما يرضي الله، والعظام والأعصاب (وهي رمز لبقية الجسد) تنقاد في عبادتها لخالقها.
2. الدعاء عند الرفع من الركوع (في الاعتدال):
«اللَّهُمَّ! رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ».
- هذا ثناء عظيم على الله تعالى، يعترف العبد فيه أن الله مستحق للحمد كله، حمداً لا يحصيه إلا الله نفسه. فهو يملأ السموات والأرض وما بينهما، بل ويملأ كل ما شاء الله من خلقه. وهو توسع في الثناء يدل على عظمة المُثْنَى عليه (الله تعالى) وضآلة العبد وقلة حمدمه أمام نعم الله التي لا تُعد ولا تُحصى.
3. الدعاء في السجود:
«اللَّهُمَّ! لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ».
● "لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت": تأكيد على إخلاص العبادة والانقياد كما في الركوع، لأن السجود هو أعلى مراتب الخضوع.
● "سجد وجهي للذي خلقه": اعتراف بالعبودية والملكية، فالله هو الذي خلق هذا الوجه وهو الذي يستحق أن يسجد له.
● "وصوره": الله هو الذي أعطى هذا الوجه صورته البشرية الجميلة المتناسبة.
● "وشق سمعه وبصره": الله هو الذي فتح له منافذ السمع والبصر وأنعم عليه بهاتين النعمتين العظيمتين.
● "تبارك الله أحسن الخالقين": ثناء على الله تعالى، فاسمه "تبارك" يدل على كثرة خيره وبركته، وهو أحسن الخالقين فلا أحد يخلق كخلقه، ولا أحد يصوّر كتصويره.


ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- إخلاص العبادة لله: التصريح في الركوع والسجود بأن العبادة كلها (ركوعاً وسجوداً وإيماناً واستسلاماً) هي لله وحده.
2- شُمولية العبادة: الإسلام ليس مجرد شعائر، بل هو استسلام لله بالقلب (الإيمان) والجوارح (الإسلام) وجميع الأعضاء (السمع، البصر، العقل، الجسد).
3- الخشوع في الصلاة: الحديث يربط بين هيئة الصلاة (الركوع والسجود) وبين خشوع القلب والجوارح، لتصبح الصلاة صلاة حقيقية يظهر أثرها على المصلي.
4- كمال الثناء على الله: تعليم للأمة كيف تثني على ربها ثناءً يليق بجلاله وعظمته، باستخدام أعلى صيغ العموم والكمال ("ملء السموات والأرض").
5- التفكر في نعم الله: الدعاء في السجود يوجه المسلم إلى التفكر في أعظم النعم: نعمة الخلق والتصوير و
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧١: ٢٠١) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا يوسف الماجشون، حدثني أبي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب فذكره.
ورواه أحمد (٩٦٠)، وصحّحه ابن خزيمة (٦٠٧)، وابن حبان (١٩٠١) كلهم من طريق عبد الله بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج به دعاء الركوع فقط، وزاد بعد قوله «عصبي»: «وما استقلت به قدمي لله رب العالمين». وإسناده صحيح.
وأما ما رواه النسائي (١١٢٨) من طريق ابن حمير، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر وذكر آخر قبله عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن محمد بن مسلمة فذكر نحوه. فهو معلول.
والمحفوظ عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب كما قال الدارقطني في العلل (٣٢٠٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 229 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت

  • 📜 حديث: اللَّهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب