حديث: تشهد الصلاة: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر ما ورد من صيغ التشهد

عن القاسم بن محمد، أنّ عائشة زوج النبيّ ﷺ كانت تقول إذا تشهدتْ: «التحيات الطيبات، الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم».

صحيح: رواه مالك في الصلاة (٥٩، ٦٠) عن عبد الرحمن بن القاسم، ويحيى بن سعيد الأنصاري كلاهما عن القاسم بن محمد، قال (فذكر الحديث).

عن القاسم بن محمد، أنّ عائشة زوج النبيّ ﷺ كانت تقول إذا تشهدتْ: «التحيات الطيبات، الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مالك في "الموطأ" وغيره، يروي لنا صفة تشهد السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وهي من كانت أعلم الناس بسنن النبي ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:


● التشهد: هو الذكر الذي يُقال في الجلوس الأخير من الصلاة، وهو ركن من أركان الصلاة.
● التحيات: جمع تحية، وهي إشارة إلى كل تعظيم وإجلال وبقاء لله تعالى.
● الطيبات: جمع طيبة، وهي الإشارة إلى كل قول أو فعل طيب خالص من الشوائب.
● الصلوات: جمع صلاة، وهي هنا الدعاء والعبادة الخالصة لله.
● الزاكيات: جمع زاكية، من الزكاء والنماء والطهارة، أي الخالصة النقية المقبولة.
● السلام عليك أيها النبي: تحية وتكريم للنبي ﷺ.
● عباد الله الصالحين: يشمل جميع الأنبياء والملائكة والصديقين والشهداء والصالحين من عباد الله.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث هيئة تشهد السيدة عائشة رضي الله عنها، والذي يبدو أنه كان تشهداً تاماً كانت تقوله أحياناً، وليس هو التشهد المشهور الذي نعرفه (التشهد الأخير) بعينه، بل فيه زيادة في الثناء على الله تعالى.
● "التحيات الطيبات، الصلوات الزاكيات لله": هذا ثناء عظيم على الله تعالى، حيث تُخَصُّه سبحانه بكل تعظيم دائم (التحيات)، وكل قول أو فعل طيب (الطيبات)، وكل دعاء وعبادة (الصلوات)، وكل ما يزكو وينمو ويطهر (الزاكيات). فهو إقرار بأن كل كمال وجمال وعظمة هي من الله وله.
● "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله": هذا هو أصل العقيدة والإيمان، وهو شهادة التوحيد والرسالة، والتي هي أساس قبول كل عمل.
● "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته": هذا خطاب للنبي ﷺ في حياته، وبعد وفاته يكون تحية وتكريماً له. وفيه جمع بين السلام (التحية) والرحمة (الرأفة) والبركات (الخير الكثير الدائم).
● "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين": هنا تدعو للمصلين جميعاً ولجميع عباد الله الصالحين في السماوات والأرض، مما يعمق معنى الأخوة في الإيمان.
● "السلام عليكم": تحية ختامية، وقد تكون إشارة إلى انتهاء التشهد والاستعداد للتسليم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- جواز التنوع في صيغ الذكر والدعاء: فالسيدة عائشة رضي الله عنها، وهي من هي علمًا وفضلاً، كانت تقول هذا الذكر، مما يدل على أن هناك هامشاً للتنوع في أدعية الصلاة والأذكار ما دامت متضمنة لمعاني الثناء على الله والصلاة على النبي ﷺ.
2- إظهار التعظيم لله تعالى: بدأ التشهد بثناء عظيم على الله، مما يعلمنا أن نقدم الثناء على الله قبل دعائنا.
3- الشهادة بالتوحيد والرسالة: فهي جوهر الإيمان وشرط قبول الأعمال.
4- الصلاة على النبي ﷺ: وهي من حقوق النبي ﷺ على أمته في الصلاة وغيرها.
5- الدعاء للمؤمنين جميعاً: في قولها "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" إشارة إلى شمولية الدعاء لجميع الصالحين، مما ينمي أواصر المحبة والإخاء بين المؤمنين.
6- الاقتداء بأمهات المؤمنين: فالسيدة عائشة كانت من أفقه الناس وأعلمهم بسنة النبي ﷺ، فاقتداؤها بهديها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا التشهد يختلف قليلاً في صيغته عن التشهدين المشهورين (تشهد ابن مسعود وتشهد ابن عباس) اللذين وردا في الصحيحين. وهذا يدل على أن النبي ﷺ علم أصحابه أكثر من صيغة للتشهد، وأن الأمر فيه سعة.
- جمهور العلماء على أن التشهد الوارد في الأحاديث الصحيحة (مثل تشهد ابن مسعود: "التحيات لله...") هو الأفضل، ولكن من قال بصيغة أخرى مما ثبت عن الصحابة جاز ذلك، خاصة إذا كان قصداً للتنوع أحياناً.
- يستحب للمسلم أن يحفظ الصيغ الواردة في التشهد وأن يأتي بها تارةً بعد أخرى، اقتداءً بالسلف الصالح وتنويعاً في العبادة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (٥٩، ٦٠) عن عبد الرحمن بن القاسم، ويحيى بن سعيد الأنصاري كلاهما عن القاسم بن محمد، قال (فذكر الحديث).
قال البيهقي بعد أن رواه من طريق مالك: وروي عن محمد بن صالح بن دينار، عن القاسم بن محمد مرفوعًا. والصحيح موقوف.
ولا خلاف بين أهل العلم على أن المصلي بالخيار من هذه التشهدات يختار ما يشاء، وإنما الخلاف في الأفضلية.
فاختار أكثر أهل العلم تشهد ابن مسعود، ومن هؤلاء: سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي.
وذهب الشافعي إلى تشهد ابن عباس. وذهب مالك إلى تشهد عمر بن الخطاب لأنه علّمه الناس على المنبر. انظر شرح السنة (٣/ ١٨٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 248 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تشهد الصلاة: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات

  • 📜 حديث: تشهد الصلاة: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تشهد الصلاة: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تشهد الصلاة: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تشهد الصلاة: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب