حديث: سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقال في الركوع والسجود

عن حذيفة أنه صلَّى مع النبي ﷺ فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم» وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى» وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها، فسأل، ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ.

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٢) من طريق الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صِلة بن زفر، عن حذيفة فذكره.

عن حذيفة أنه صلَّى مع النبي ﷺ فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم» وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى» وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها، فسأل، ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننهما، وغيرهم، وصححه عدد من أهل العلم، وهو من أحاديث صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه كنوز من الأدب والعبادة.

أولاً. شرح المفردات:


● «سبحان ربي العظيم»: (سبحان) تعني التنزيه والتقديس لله تعالى من كل نقص، و(ربي) أي الذي رباني بنعمه، و(العظيم) صفة لله تعالى تدل على عظمته وجلاله.
● «سبحان ربي الأعلى»: (الأعلى) صفة لله تعالى تدل على علوه المطلق على كل خلقه.
● «ما مر بآية رحمة إلا وقف عندها، فسأل»: أي كلما قرأ آية فيها ذكر رحمة الله تعالى توقف وطلب من الله أن ينعم عليه بها.
● «ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ»: أي كلما قرأ آية فيها ذكر عذاب الله تعالى توقف واستعاذ بالله منه.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً، فيبين لنا هديه عليه الصلاة والسلام في الصلاة، والذي ينقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:
1- التسبيح في الركوع والسجود: كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على ذكر الله تعالى في أركان الصلاة، فيقول في حالة الانحناء والتعظيم لله (الركوع): «سبحان ربي العظيم»، تنزيهاً لله تعالى وتعظيماً له. ويقول في حالة السجود، وهي أعلى درجات الخضوع والذل لله تعالى: «سبحان ربي الأعلى»، تنزيهاً لله تعالى على علوه المطلق فوق كل خلقه. وهذا الذكر مشروع في كل ركوع وسجود في الصلاة.
2- الوقوف عند آيات الرحمة والمسألة: كان من هديه صلى الله عليه وسلم التدبر الكامل لقراءة القرآن في الصلاة. فإذا مر بآية تتحدث عن رحمة الله الواسعة، مثل قوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}، كان يتوقف مؤقتاً ويسأل الله تعالى من فضله أن يشمله بتلك الرحمة، فيقول مثلاً: "اللهم إني أسألك من رحمتك".
3- الوقوف عند آيات العذاب والتعوذ: وإذا مر بآية فيها تخويف أو وعيد أو عذاب، مثل آيات النار أو عذاب القبر، كان يتوقف ويستعيذ بالله تعالى من ذلك العذاب، فيقول مثلاً: "أعوذ بالله من النار" أو "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر".

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- أهمية الذكر في الصلاة: الحديث يدل على مشروعية الإكثار من ذكر الله في الركوع والسجود بهذه الصيغة المأثورة، وأنها من سنن النبي صلى الله عليه وسلم التي ينبغي للمسلم المحافظة عليها.
2- الخشوع والتدبر في الصلاة: يبين الحديث أعلى درجات الخشوع والتدبر، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم حاضر القلب تماماً مع ما يقرأ، متأثراً به، متفاعلاً مع معانيه.
3- تفاعل القلب مع القرآن: ليس المقصود من تلاوة القرآن مجرد تحريك الشفاه، بل التفاعل مع معانيه. فالآيات التي تذكر الرحمة تبعث على الرجاء والطمع في فضل الله، والآيات التي تذكر العذاب تبعث على الخوف والهرب إلى الله.
4- الجمع بين الخوف والرجاء: في صلاة واحدة، بل في ركعة واحدة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين حالتي الرجاء (عند آية الرحمة) والخوف (عند آية العذاب). وهذا هو حال العبد المؤمن الذي يعبد الله بين الخوف والرجاء.
5- تعليم الأمة: كان هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم ليعلم أصحابه ومن بعدهم كيف يصلون، وكيف يتعاملون مع كتاب الله تعالى، فهي سنة عملية يعلمنا فيها أدب التلاوة والمناجاة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- يستحب للإمام والمنفرد أن يفعل هذا (أي الوقوف للدعاء والتعوذ) في الصلاة السرية والجهرية، ولكن من غير تطويل يشق على المأمومين.
- هذه الأفعال (السؤال عند الرحمة والتعوذ عند العذاب) مستحبة وليست واجبة، فمن فعلها فحسن، ومن لم يفعلها فصلاته صحيحة.
- ينبغي للمسلم أن يحاول تطبيق هذا الأدب الرفيع ولو في صلاته المنفردة، أو في قيام الليل، حتى يعيش مع معاني القرآن ويتأثر بها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبلين على صلاتهم، الخاشعين فيها، المتدبرين لكتاب ربهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٢) من طريق الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صِلة بن زفر، عن حذيفة فذكره.
وأما ما ورد من تحديد قوله: «سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى» ثلاث مرات في أحاديث عقبة، وابن مسعود، وحذيفة، وجبير بن مطعم، وأبي بكرة، وأبي مالك الأشعري، فكلها ضعيفة. والكلام عليها مبسوط في كتاب الصلاة.
ولذا قال ابن القيم في «كتاب الصلاة» (ص ٢٠١): «ربما مكث قدر ما يقول القائل عشر مرات، وربما مكث فوق ذلك، ودونه». أي أنه لا يرى تحديد المرات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 227 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود

  • 📜 حديث: سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب