ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ

حديث: ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ

عن أبي هريرة قال رسول الله ﷺ لرجل: «ما تقول في الصلاة؟» قال: أتشهَّدُ ثم أسألُ الله الجنةَ، وأعوذ به من النار. أما والله! ما أُحْسِنُ دَندنتك ولا دندنة معاذ. فقال: «حولها نُدَنْدِنُ».

صحيح: رواه ابن ماجه (٩١٠، ٣٨٤٧)، وصحّحه ابن خزيمة (٧٢٥)، وابن حبان (٨٦٨) كلهم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه كاملًا:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ لرجل: «مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟» قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، أَمَا وَاللَّهِ! مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ».
(رواه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وصححه الألباني)

١. شرح المفردات:

● أتشهد: أي أقول التشهد في الصلاة (التحيات لله... إلخ).
● أسأل الله الجنة: أي أدعو الله تعالى بأن يمنحني الجنة.
● أعوذ به من النار: أي ألتجئ إلى الله وأستجير به من عذاب النار.
● دندنتك: الدندنة في الأصل هي الهمهمة والترنم، والمقصود هنا طريقة الدعاء والمناجاة الخاصة بالنبي ﷺ والتي كان يدعو بها في صلاته.
● دندنة معاذ: أي طريقة الدعاء والمناجاة التي كان يدعو بها معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة العلماء.
● حولها نُدَنْدِنُ: أي أن دعاءنا وهمهمتنا ومناجاتنا في الصلاة تدور حول هذا المعنى نفسه (أي سؤال الجنة والاستعاذة من النار).

٢. شرح الحديث:

السياق والمناسبة:
سأل النبي ﷺ رجلاً من أصحابه عما يقوله في صلاته، خاصة في مواضع الدعاء مثل السجود أو بعد التشهد، ليعلمه ويرشده.
رد الرجل:
أجاب الرجل بأنه بعد أن يفرغ من التشهد، ينتقل إلى الدعاء، فيسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار. ثم أقر بكل تواضع بأنه لا يجيد الدعاء بتلك الطريقة البلاغية العميقة التي يدعو بها النبي ﷺ أو الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه. وقوله "أما والله" هو قسم للتأكيد على صدق اعترافه وعدم تكلُّفه.
رد النبي ﷺ:
طمأنه النبي ﷺ بقوله: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ»، أي أن جوهر دعاء النبي ﷺ ومعاذ وأهل العلم والإيمان يدور حول هذا المحور نفسه: طلب الجنة والنجاة من النار، وإن اختلفت صيغ الألفاظ وطول الدعاء أو قصره. فالمقصود الأصلي واحد.

٣. الدروس المستفادة والعبر:

1- جواز اختصار الدعاء في الصلاة: الحديث دليل على أن الدعاء في الصلاة لا يشترط فيه الإطالة أو البلاغة، بل يجوز الاقتصار على جوامع الدعاء، مثل قول: "اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار".
2- التواضع وعدم التكلف: اعتراف الرجل بعدم إحسانه للدعاء مثل غيره هو تواضع جم، وعدم تكلُّف لما لا يحسنه. وهذا أدب عظيم في التعلم.
3- أهمية سؤال الجنة والاستعاذة من النار: الحديث يرفع من شأن هذا الدعاء العظيم، ويبين أنه لبُّ المناجاة وغاية المطلب، حتى أن دعاء النبي ﷺ كان يدور حوله.
4- التيسير على الأمة: في رد النبي ﷺ تيسير على المسلمين وطمأنة لهم بأن المقصود هو جوهر الدعاء ومعناه، وليس بالضرورة الصيغة المحددة أو الإطالة.
5- تنوع أساليب العبادة: يبين الحديث أن للعبادة مساحات من التنوع، فلكل شخص حاله وطريقته في مناجاة ربه، ما دامت within الأصول الشرعية.
6- الحث على التعلم: سؤال النبي ﷺ كان لغرض التعليم والتوجيه، مما يشير إلى أهمية سؤال العلماء وطلب الهداية في أمور الدين.

٤. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في أذكار الصلاة والدعاء فيها، ويستحب للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء بعد التشهد وقبل السلام.
- بعض العلماء استدل به على فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه وعلمه وعبادته، حيث ضرب النبي ﷺ بدعائه المثل.
- الحديث يدل على أن الإخلاص وصدق الطلب أهم من طول الدعاء أو فصاحة لفظه.
- يمكن الجمع بين هذا الدعاء المختصر والأدعية الأخرى الواردة في السنة، فيدعو الإنسان بما شاء من الخير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٩١٠، ٣٨٤٧)، وصحّحه ابن خزيمة (٧٢٥)، وابن حبان (٨٦٨) كلهم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 259 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ

📜 حديث: ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية