حديث: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية قبل التسليم

عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده، قال: دخلتُ على النبي ﷺ وهو يُصَلِّي، وقد وضع يَده اليُسرى على فخذه اليُسرى، ووضع يده اليُمنى على فخذه اليُمنى، وقبض أصابعه، وبسط السبَّابة وهو يقول: «يا مُقَلِّبَ القلوب، ثبِّتْ قَلْبي على دينك».

حسن: رواه الترمذي (٣٥٨٧) عن عقبة بن مُكْرَم، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدثنا عبد الله بن مَعْدان، أخبرني عاصم بن كليب الجرميّ، عن أبيه، عن جدّه قال: فذكر الحديث وهو حديث حسن بطريقيه كما هو مذكور في كتاب الصلاة.

عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده، قال: دخلتُ على النبي ﷺ وهو يُصَلِّي، وقد وضع يَده اليُسرى على فخذه اليُسرى، ووضع يده اليُمنى على فخذه اليُمنى، وقبض أصابعه، وبسط السبَّابة وهو يقول: «يا مُقَلِّبَ القلوب، ثبِّتْ قَلْبي على دينك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، فيه هدي النبي ﷺ في صلاته ودعائه، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.

نص الحديث:


عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده، قال: دخلتُ على النبي ﷺ وهو يُصَلِّي، وقد وضع يَده اليُسرى على فخذه اليُسرى، ووضع يده اليُمنى على فخذه اليُمنى، وقبض أصابعه، وبسط السبَّابة وهو يقول: «يا مُقَلِّبَ القلوب، ثبِّتْ قَلْبي على دينك».
رواه الترمذي في سننه وقال: "هذا حديث حسن غريب"، وهو حسن.


1. شرح المفردات:


* يُصَلِّي: أي يؤدي الصلاة.
* فخذه: الجزء العلوي من الرجل.
* قبض أصابعه: جمعها وضمها.
* بسط السبَّابة: مدها ورفعها للإشارة.
* يا مُقَلِّبَ القلوب: أي يا من تقلب قلوب العباد وتصرفها كما تشاء.
* ثبِّتْ قَلْبي على دينك: أي اجعله ثابتًا راسخًا لا يزيغ عن طاعتك ودينك الحق.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي رضي الله عنه (جد عاصم بن كليب) هيئة النبي ﷺ في صلاته أثناء الجلوس، وخاصة عند التشهد، حيث كان:
* وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى: هذه هيئة الجلوس في الصلاة، حيث توضع اليد اليسرى على الفخذ أو الركبة اليسرى.
* وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى: وهذا أيضًا من هديه ﷺ في الجلوس.
* وقبض أصابعه، وبسط السبابة: هذه صفة الإشارة بالإصبع أثناء التشهد. فكان ﷺ يقبض أصابع يده اليمنى كافة (الخنصر والبنصر والوسطى) ويحلق الإبهام مع الوسطى أحيانًا (كما في روايات أخرى)، ويبسط السبابة فقط ويشير بها عند ذكر الله تعالى، مع تحريكها أحيانًا (كما في بعض الأحاديث) دلالة على التوحيد والإخلاص لله وحده لا شريك له.
* وهو يقول: «يا مُقَلِّبَ القلوب، ثبِّتْ قَلْبي على دينك»: هذا هو الدعاء الذي كان النبي ﷺ يردده في هذا الموطن. وهو يدل على أن القلب بيد الله تعالى يقلبه كيف يشاء، فكان ﷺ يسأل ربه أن يثبته على الحق والهداية، مع أنه معصوم ومؤيد بالوحي. وهذا من كمال تواضعه ﷺ وشدّة خوفه من الله تعالى.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان هدي النبي ﷺ في الصلاة: الحديث دليل على مشروعية وضع اليدين على الفخذين أثناء الجلوس في الصلاة، والإشارة بالسبابة عند التشهد. وهو من سنن الصلاة التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها.
2- الإكثار من الدعاء في الصلاة: الصلاة من أفضل أوقات الدعاء ومناجاة الله تعالى، خاصة في مواضع الخشوع مثل السجود وأثناء التشهد قبل السلام.
3- التعلق بالله والاستعانة به: يعلمنا النبي ﷺ أن القلب ليس بيد العبد، بل هو بيد الله تعالى يقلبه كما يشاء. فلا ينبغي للمؤمن أن يعجب بعمله أو يتكل على قوته، بل يجب أن يلجأ إلى الله دائمًا ليسدد خطاه ويثبته على الحق.
4- خوف النبي ﷺ من الله وتعليم الأمة: إذا كان النبي ﷺ وهو سيد الخلق وأكملهم إيمانًا يخاف على قلبه ويسأل ربه الثبات، فحري بنا نحن أن نكثر من هذا الدعاء ونخشى على أنفسنا من الزيغ والضلال.
5- التوحيد والإخلاص: الإشارة بالسبابة ترمز إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة. فالدعاء والعبادة كلها يجب أن تكون خالصة لله وحده.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الدعاء (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) من الأدعية الجامعة التي كان النبي ﷺ يكثر من قولها، وقد وردت في أحاديث أخرى بلفظ: «اللهم مُصَرِّفَ القلوب صَرِّف قلوبنا على طاعتك».
* يستحب للمسلم أن يقول هذا الدعاء في صلاته، خاصة في السجود وأثناء التشهد، وفي كل الأوقات، لأنه يعبر عن حاجة العبد الدائمة إلى تثبيت الله له.
* الحديث يدل على أن الإيمان يزيد وينقص، والقلب يتقلب، فمن أعظم نعم الله على العبد أن يثبته على الإيمان حتى الموت.
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يتوفانا على الإسلام والسنة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٥٨٧) عن عقبة بن مُكْرَم، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدثنا عبد الله بن مَعْدان، أخبرني عاصم بن كليب الجرميّ، عن أبيه، عن جدّه قال: فذكر الحديث وهو حديث حسن بطريقيه كما هو مذكور في كتاب الصلاة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 266 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة

  • 📜 حديث: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب