حديث: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأذكار أعقاب الصلوات المفروضة وأدبارها

عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى النبي ﷺ فقالوا: ذهب أهلُ الدثور من الأموال بالدرجات العُلى وَالنعيم المقيم: يُصلَّون كما نُصلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فَضلٌ من أموالٍ يَحُجُّون بها ويعتمِرون، ويُجاهدونَ ويتصدَّقون. قال رسول الله ﷺ: «ألا أُحدِّثُكم بأمر إن أخذتُم به أدركتم من سَبقَكم، ولم يُدرِككم أحد بعدَكم، وكنتم خير من أنتم بينَ ظهرانَيه، إلا مَن عَمِلَ مِثلَه، تُسبِّحُونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ»، فاختلَفْنا بَيننا: فقال بعضُنا: نُسبِّحُ ثلاثًا وثلاثين، ونحمدُ ثلاثًا وثلاثين، ونكبِّرُ أربعًا وثلاثين. فرجعتُ إليه، فقال: تقول سبحانَ الله، والحمدُ لله، واللهُ أكبر، حتى يكونَ منهنَّ كلّهنَّ ثلاثٌ وثلاثون».

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٨٤٣)، ومسلم في المساجد (٥٩٥) كلاهما من طريق معتمر، عن عبيد الله، عن سُميٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره، واللفظ للبخاري.

عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى النبي ﷺ فقالوا: ذهب أهلُ الدثور من الأموال بالدرجات العُلى وَالنعيم المقيم: يُصلَّون كما نُصلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فَضلٌ من أموالٍ يَحُجُّون بها ويعتمِرون، ويُجاهدونَ ويتصدَّقون. قال رسول الله ﷺ: «ألا أُحدِّثُكم بأمر إن أخذتُم به أدركتم من سَبقَكم، ولم يُدرِككم أحد بعدَكم، وكنتم خير من أنتم بينَ ظهرانَيه، إلا مَن عَمِلَ مِثلَه، تُسبِّحُونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ»، فاختلَفْنا بَيننا: فقال بعضُنا: نُسبِّحُ ثلاثًا وثلاثين، ونحمدُ ثلاثًا وثلاثين، ونكبِّرُ أربعًا وثلاثين. فرجعتُ إليه، فقال: تقول سبحانَ الله، والحمدُ لله، واللهُ أكبر، حتى يكونَ منهنَّ كلّهنَّ ثلاثٌ وثلاثون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث الشريف:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي ﷺ فقالوا: ذهب أهلُ الدثور من الأموال بالدرجات العُلى وَالنعيم المقيم: يُصلَّون كما نُصلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فَضلٌ من أموالٍ يَحُجُّون بها ويعتمِرون، ويُجاهدونَ ويتصدَّقون. قال رسول الله ﷺ: «ألا أُحدِّثُكم بأمر إن أخذتُم به أدركتم من سَبقَكم، ولم يُدرِككم أحد بعدَكم، وكنتم خير من أنتم بينَ ظهرانَيه، إلا مَن عَمِلَ مِثلَه، تُسبِّحُونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ»، فاختلَفْنا بَيننا: فقال بعضُنا: نُسبِّحُ ثلاثًا وثلاثين، ونحمدُ ثلاثًا وثلاثين، ونكبِّرُ أربعًا وثلاثين. فرجعتُ إليه، فقال: تقول سبحانَ الله، والحمدُ لله، واللهُ أكبر، حتى يكونَ منهنَّ كلّهنَّ ثلاثٌ وثلاثون».

شرح المفردات:


● أهل الدثور: أصحاب الأموال الكثيرة.
● الدرجات العلى: المنازل الرفيعة في الجنة.
● النعيم المقيم: النعيم الدائم الذي لا ينقطع.
● بين ظهرانيه: بين أظهر الناس، أي في زمانكم.
● تسبحون: تقولون "سبحان الله".
● تحمدون: تقولون "الحمد لله".
● تكبرون: تقولون "الله أكبر".

شرح الحديث:


يشكو الفقراء إلى النبي ﷺ أن الأغنياء يحصلون على أجر إضافي بسبب أموالهم التي ينفقونها في الطاعات كالحج والعمرة والجهاد والصدقة، بينما لا يستطيع الفقراء ذلك مع تساويهم في الصلاة والصيام.
فأرشدهم النبي ﷺ إلى عملٍ عظيمٍ يعوضهم عن ذلك الفضل، بل ويجعلهم يلحقون بمن سبقهم من الأغنياء في الأجر، ولا يلحقهم أحد بعدهم في الفضل، ويكونون خير الناس في زمانهم إلا من عمل مثل عملهم.
هذا العمل هو الذكر بعد كل صلاة مفروضة بـ:
- تسبيح الله (سبحان الله) 33 مرة
- تحميد الله (الحمد لله) 33 مرة
- تكبير الله (الله أكبر) 33 مرة
وقد حصل اختلاف بين الصحابة في كيفية распреде العدد، فبين النبي ﷺ أن المجموع يكون 99 ذكرًا، بتوزيع متساوٍ: 33 تسبيحة + 33 تحميدة + 33 تكبيرة.

الدروس المستفادة:


1- عدل الله تعالى: حيث جعل للفقراء طريقًا يعوضون به ما فاتهم من الأجر بسبب فقرهم.
2- فضل الذكر: فبأذكار بسيطة يمكن نيل أجر عظيم يوازي أجر الإنفاق في سبيل الله.
3- التيسير على الأمة: فلم يكلِّفهم النبي ﷺ بما يشق عليهم، بل أرشدهم إلى عمل سهل وميسور.
4- مشروعية الذكر الجماعي بعد الصلاة: كما يفعل الكثير من المسلمين اليوم.
5- حرص الصحابة على الفهم الصحيح: حيث راجعوا النبي ﷺ للتوضيح عندما اختلفوا.

معلومات إضافية:


- هذا الذكر يعرف بـ "تسبيحات الصلاة" أو "أذكار المساء"
- يستحب أن يختم المائة بقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
- وردت صيغ أخرى للذكر بعد الصلاة، لكن هذه الصيغة من أفضلها
- يجوز أن يقول الذكر سرًا أو جهرًا، لكن بدون إزعاج للمصلين
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٨٤٣)، ومسلم في المساجد (٥٩٥) كلاهما من طريق معتمر، عن عبيد الله، عن سُميٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره، واللفظ للبخاري.
زاد مسلم: قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله ﷺ فقالوا: سمع إخوانُنا أهلُ الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله. فقال رسول الله ﷺ: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاءُ». وهذه الزيادة مرسلة، وقد رويت موصوله من وجه آخر، وقد حكم مسلم بإدراجها.
وقوله: «الدُثور» بضم المهملة والمثلثة، جمع دَثْر بفتح ثم سكون، وهو اليال الكثير.
وقوله: «فاختلفنا بيننا» القائل هو سمي.
وقوله: «فرجعت إليه» أي إلى أبي صالح كما يدل عليه بعض روايات مسلم.
وخلاصة القول: أن قوله «ثلاثًا وثلاثين» يحتمل أن يكون المجموع للجميع، فإذا وزع كان لكل واحد إحدى عشرة، وهو الذي فهمه سهيل بن أبي صالح كما رواه مسلم، ولكن لم يتابع سهيل على ذلك. والأظهر أن المراد أن المجموع لكل فرد فرد - يعني تُسبح الله ثلاثًا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وتكبر الله أربعًا وثلاثين، تكملة لمائة. وهذا الذي تشهد له الأحاديث الأخرى.
والخلف بمعنى بعد التسليم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 279 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم

  • 📜 حديث: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب