حديث: اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررتُ وما أعلنت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأذكار أعقاب الصلوات المفروضة وأدبارها

عن علي بن أبي طالب قال: كان النبي ﷺ إذا سلَّم من الصلاة قال: «اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ، وما أخرتُ، وما أسررتُ، وما أعلنت، وما أسرفتُ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت».

صحيح: رواه أبو داود (١٥٠٩) عن عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب فذكره.

عن علي بن أبي طالب قال: كان النبي ﷺ إذا سلَّم من الصلاة قال: «اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ، وما أخرتُ، وما أسررتُ، وما أعلنت، وما أسرفتُ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أذكار ختام الصلاة، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد السلام من الصلاة:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».


١. شرح المفردات:


● قَدَّمْتُ: ما فعلته في الماضي من الذنوب والمعاصي.
● أَخَّرْتُ: ما سأفعله في المستقبل من الذنوب، أو ما أخَّرته من الطاعات ولم أؤدِّه.
● أَسْرَرْتُ: ما فعلته من الذنوب في الخفاء.
● أَعْلَنْتُ: ما فعلته من الذنوب جهارًا.
● أَسْرَفْتُ: ما تجاوزت فيه الحدَّ في المعصية، أو أنفقت فيه مالاً في غير حق.
● أَنْتَ الْمُقَدِّمُ: أنت الذي تقدم من تشاء بالخير والفضل.
● أَنْتَ الْمُؤَخِّرُ: أنت الذي تؤخر من تشاء بحكمتك وعدلك.


٢. شرح الحديث:


هذا الدعاء جامع لاستغفار المسلم من جميع أنواع الذنوب والخطايا، وهو يعبِّر عن كمال التذلل والافتقار إلى الله تعالى بعد الانتهاء من الصلاة، التي هي أعظم العبادات وأقربها إلى الله.
● «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ»: طلب المغفرة شاملاً للذنوب الماضية والمستقبلية، اعترافًا بعجز الإنسان عن الإحاطة بذنوبه، وسؤالاً لسَتْرها ومغفرتها.
● «وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ»: طلب المغفرة للذنوب سواء كانت سرًا أم علانية، فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
● «وَمَا أَسْرَفْتُ»: الاعتراف بالتقصير والتجاوز في الحقوق، سواء في المعاصي أو في الإنفاق والبذخ بغير حق.
● «وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي»: إقرار بعلم الله المحيط، وأن العبد لا يعلم جميع ذنوبه وتفاصيلها، لكن الله يعلمها جميعًا، فيسأله المغفرة حتى للذنوب التي لا يتذكرها أو لا يعلمها.
● «أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ»: هذا من أسماء الله الحسنى، وهو إقرار بقدرة الله المطلقة وتصرفه في خلقه، فيقدم من يشاء بالخير والهداية، ويؤخر من يشاء بحكمته.
● «لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»: ختم الدعاء بالتوحيد، وهو أعظم ذكر، وفيها اعتراف بالعبودية والانكسار بين يدي الله وحده لا شريك له.


٣. الدروس المستفادة:


١- الاستغفار بعد الصلاة: ينبغي للمسلم أن يداوم على هذا الدعاء بعد كل صلاة، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
٢- الشعور بالتقصير: حتى بعد أداء الصلاة – وهي أعظم الطاعات – يشعر المسلم بالتقصير ويطلب المغفرة، فلا يغتر بعمله.
٣- الاعتراف بعلم الله: الإقرار بأن الله أعلم بذنوب العبد من نفسه، فيسأله المغفرة على وجه الافتقار.
٤- شمولية المغفرة: هذا الدعاء يشمل طلب المغفرة لجميع الذنوب: صغيرها وكبيرها، قديمها وجديدها، سِرِّها وعلانيتها.
٥- ختم الدعاء بالتوحيد: مما يزيد في قبول الدعاء، لأن التوحيد هو أساس المغفرة والقبول.


٤. فوائد إضافية:


- هذا الدعاء بعد السلام من الصلاة، وهو من الأذكار الواردة في ختام الصلاة.
- ينبغي للمسلم أن يقول هذا الدعاء بخشوع وتضرع، مع استحضار قلبه ومعاني الكلمات.
- فيه تربية للقلب على المراقبة، فالله يعلم السر وأخفى.
أسأل الله أن يتقبل منا الصلاة والأعمال، وأن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، إنه هو الغفور الرحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٠٩) عن عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب فذكره.
ورواه أيضًا (٧٦١) من وجه آخر عن الأعرج به في آخر حديث طويل وفيه: ويقول عند انصرافه من الصلاة: «اللَّهم اغفر لي ما قدمت ...» فذكر نحوه.
وورد في صحيح مسلم (٧٧١: ٢٠١): أن النبي ﷺ كان يقول ذلك بين التشهد والتسليم، وفي رواية أخرى: وإذا سلّم.
فيُحمل هذا على أنه كان يقول مرة بين التشهد والتسليم، وأخرى بعد التسليم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 276 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررتُ وما أعلنت

  • 📜 حديث: اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررتُ وما أعلنت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررتُ وما أعلنت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررتُ وما أعلنت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررتُ وما أعلنت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب