حديث: اللَّهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأذكار أعقاب الصلوات المفروضة وأدبارها

عن أم سلمة كان النبي ﷺ يقول بعد صلاة الفجر: «اللَّهم! إني أسألك رزقا طيبا، وعلما نافعا، وعملا متقبلا».

صحيح: رواه الطبراني في الصغير (١/ ٢٦٠) عن عامر بن إبراهيم بن عامر الأصبهاني، حدثنا أبي، عن جدي عامر بن إبراهيم، عن النعمان بن عبد السلام، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن الشعبي، عن أم سلمة فذكرته.

عن أم سلمة كان النبي ﷺ يقول بعد صلاة الفجر: «اللَّهم! إني أسألك رزقا طيبا، وعلما نافعا، وعملا متقبلا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رُوي عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:

الحديث:


عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي ﷺ كان يقول بعد صلاة الفجر: «اللَّهم! إني أسألك رزقا طيبا، وعلما نافعا، وعملا متقبلا».

1. شرح المفردات:


● اللهم: يا الله، وهي صيغة نداء ودعاء.
● رزقًا طيبًا: الرزق الحلال الخالص من الشبهات والآثام، الذي يعين على طاعة الله ولا يشغل عنها.
● علمًا نافعًا: العلم الذي ينتفع به صاحبه في دينه ودنياه، ويورث الخشية من الله، ويدعو إلى العمل الصالح.
● عملًا متقبلًا: العمل الصالح الذي يوفق له العبد، ويوافق السنة، ويُقبل عند الله تعالى بشرطه أن يكون خالصًا لوجهه، صوابًا على سنة نبيه.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يداوم على هذا الدعاء بعد صلاة الفجر، وهو وقت تُفتح فيه أبواب السماء وتستجاب فيه الدعوات، وفي هذا بيان لأهمية الدعاء بعد الصلوات عمومًا، وبعد صلاة الفجر خصوصًا.
● "اللهم إني أسألك رزقًا طيبًا": سؤال الله الرزق الحلال؛ لأن الرزق الطيب سبب لقبول الدعاء والعمل، وهو أساس العيش الكريم الذي يعين على الطاعة، ويبعد عن سخط الله.
● "وعلمًا نافعًا": طلب العلم النافع الذي يهدي إلى الحق، ويفرق بين الحلال والحرام، ويُصلح القلب والعبادة، فليس كل علم ينفع، بل ما كان نافعًا في الدنيا والآخرة.
● "وعملًا متقبلًا": سؤال الله القبول؛ فليس كل عمل يُقبل، بل ما وافق الشرع وأُخْلص فيه النية لله، وفي هذا تعليم للأمة أن تسأل الله القبول بعد العمل، فالعبرة بالقبول لا بمجرد الفعل.

3. الدروس المستفادة:


● الحث على الدعاء بعد الصلاة: خاصة صلاة الفجر، لما فيه من أوقات الاستجابة.
● طلب الرزق الحلال: فهو أساس العبادة والقرب من الله، والرزق الطيب بركة في المال والوقت والعمر.
● الاهتمام بالعلم النافع: كعلم التوحيد، والفقه، والقرآن، والسنة، وما يعين على صلاح الدنيا والآخرة.
● الحرص على عمل صالح مقبول: بأن يكون خالصًا لله، موافقًا للسنة، فكم من عامل عمل ولم يُقبل منه!
● التأسي بالنبي ﷺ: في اختيار الأدعية الجامعة للخير، والمواظبة عليها في الأوقات الفاضلة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد وابن ماجه، وهو حسن.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على هذا الدعاء وأمثاله، ويجتهد في تحري الرزق الحلال، والسعي في طلب العلم النافع، والإخلاص في العمل.
- الدعاء بعد الصلاة من المواطن التي يرجى فيها القبول، فيستحب الإكثار من الدعاء عقيب الصلوات.
أسأل الله أن يرزقنا الرزق الطيب، والعلم النافع، والعمل المتقبل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الصغير (١/ ٢٦٠) عن عامر بن إبراهيم بن عامر الأصبهاني، حدثنا أبي، عن جدي عامر بن إبراهيم، عن النعمان بن عبد السلام، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن الشعبي، عن أم سلمة فذكرته.
وقال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا النعمان، تفرد به عامر.
قال الأعظمي: عامر والنعمان ثقتان من رجال التقريب، فلا يضر تفردهما. واختلف في سماع الشعبي من أم سلمة والصحيح سماعه منها كما هو مبسوط في محله من الجامع. وعلى هذا فلا غبار في صحة إسناده.
وتوبع الشعبي أيضًا فقد رواه ابن ماجه (٩٢٥)، وأحمد (٢٦٦٠٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠٢) كلهم من طريق موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة.
ورجال الإسناد ثقات إلا مولى أم سلمة فإنه لم يسم. وقد قال ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٣٣١): «ولأم سلمة موال وثقوا».
وسماه الدارقطني في الأفراد في روايته لهذا الحديث بأنه «عبد الله بن شداد» وهو ابن الهاد الليثي ثقة من رواة الجماعة، وهو ممن يروي عن أم سلمة، ويروي عنه موسى بن أبي عائشة، ولكن - كما قال الحافظ - إن كان عبد الله بن شداد هو الليثي فيبعد أن يكون مولى لأم سلمة، فلعل الراوي عنه وهم في قوله: «مولى أم سلمة» ظنا منه بأن عبد الله بن شداد مولى لها.
وفي الباب عن مسلم بن الحارث التميمي عن رسول الله ﷺ أنه أسرّ إليه قال: «إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللَّهم! أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم مِتَّ في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إن متَّ في يومك كتب لك جوار منها».
رواه أبو داود (٥٠٧٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٢٥٣)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٤٣٤) كلهم من طريق عبد الرحمن بن حسان الفلسطيني، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه مسلم بن الحارث التميمي فذكره.
والسياق لأبي داود، ورواية الطبراني مطولة، وجاء أيضًا عند أبي داود (٥٠٨٠) بطوله.
ووقع الاختلاف على عبد الرحمن بن حسان هل هو يروي عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه. أو عن مسلم بن الحارث بن مسلم، عن أبيه.
وصحح البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم أنه هو مسلم بن الحارث هو صحابي هذا الحديث. وابنه الحارث بن مسلم مجهول لا يعرف.
وقد تكلم ابن حجر في ترجمة مسلم بن الحارث من تهذيب التهذيب كلاما طويلا، وأشار إلى أن ابن حبان أخرجه في صحيحه ثم قال: «وتصحيح مثل هذا في غاية البعد لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 289 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا

  • 📜 حديث: اللَّهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب