حديث: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإيلاء

عن عبد الله بن عمر كان يقول في الايلاء الذي سمى الله: «لا يحلُّ لأحد بعد الأجل إلا أن يُمْسِك بالمعروف، أو يعزم الطلاق كما أمرَ اللهُ عز وجل».

صحيح: رواه البخاري في الطلاق (٥٢٩٠) عن قتيبة، حدثنا الليث، عن نافع، أن ابن عمر كان يقول: وعنه أيضا قال: إذا مضتْ أربعةُ أشهرٍ يُوقَفُ حتى يطلّق، ولا يقع عليه الطلاق حتى يُطلِّق.

عن عبد الله بن عمر كان يقول في الايلاء الذي سمى الله: «لا يحلُّ لأحد بعد الأجل إلا أن يُمْسِك بالمعروف، أو يعزم الطلاق كما أمرَ اللهُ ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول في الإيلاء الذي سمى الله: «لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدَ الْأَجَلِ إِلَّا أَنْ يُمْسِكَ بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُعْزِمَ الطَّلَاقَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ».


1. شرح المفردات:


● الْإِيلَاءُ: هو أن يحلف الزوج على ترك جماع زوجته لمدة معينة أو مطلقة (أي بدون تحديد مدة)، وهو من الأمور التي ذكرها الله تعالى في سورة البقرة.
● الْأَجَلِ: المدة التي حددها الشارع للزوج الذي حلف على ترك جماع زوجته، وهي أربعة أشهر كما جاء في القرآن.
● يُمْسِكَ بِالْمَعْرُوفِ: أي يعود إلى معاشرة زوجته بالمعروف والعدل والإحسان، كما أمر الله.
● يُعْزِمَ الطَّلَاقَ: أي يُصمم على الطلاق ويوقعه وفقًا لأحكام الشريعة.


2. شرح الحديث:


هذا الأثر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يشرح حكم الإيلاء الذي ذكره الله تعالى في قوله:
{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226-227].
● معنى الإيلاء: هو حلف الزوج على عدم جماع زوجته، إما لغضب أو خصام، وقد جعل الله لهذا الحلف أجلًا هو أربعة أشهر.
● بعد انقضاء الأجل: إذا مضت الأربعة أشهر ولم يعد الزوج إلى جماع زوجته، فإنه لا يحل له أن يستمر في هذا الحلف؛ بل يجب عليه أحد أمرين:
1- أَنْ يُمْسِكَ بِالْمَعْرُوفِ: أي يعود إلى معاشرة زوجته كما كان، بالمعروف والعدل والإحسان، فيفِيء إلى ما كان عليه.
2- أَوْ يُعْزِمَ الطَّلَاقَ: فإن لم يرد العودة إلى الجماع، وجب عليه أن يطلقها طلاقًا شرعيًا، ولا يجوز له أن يبقيها معلقة بدون جماع ولا طلاق.


3. الدروس المستفادة منه:


● العدل والرحمة في المعاشرة: الشريعة جاءت لتحقيق العدل بين الزوجين، وعدم جواز تعطيل حقوق الزوجة بالحلف أو التعنت.
● التقيد بأحكام الله: يجب على المسلم أن يلتزم بما شرعه الله، ولا يتجاوز الحدود التي بينها الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
● تحريم الظلم: لا يجوز للزوج أن يظلم زوجته بحرمانها من حقها في المعاشرة بدون سبب شرعي، وإذا أراد تركها فليطلقها بإحسان.
● أهمية الفيئة والرجوع إلى الحق: إذا حلف الإنسان على شيء ثم تبين له أن الأولى الرجوع، فإن الرجوع خير من التمادي في الغي.


4. معلومات إضافية:


- الإيلاء من المسائل التي تندرج تحت باب الأيمان والنذور في الفقه الإسلامي.
- إذا حلف الزوج على ترك الجماع أكثر من أربعة أشهر، فإنه يعتبر آيلًا، ويترتب عليه أحكام الإيلاء.
- إذا لم يعد الزوج إلى الجماع بعد انقضاء الأربعة أشهر، فإن القاضي يلزمه إما بالفيئة (العودة إلى الجماع) أو بالطلاق.
- هذا الحكم يدل على عناية الإسلام بحقوق المرأة وعدم جواز تعطيل حياتها الزوجية بدون وجه حق.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطلاق (٥٢٩٠) عن قتيبة، حدثنا الليث، عن نافع، أن ابن عمر كان يقول: وعنه أيضا قال: إذا مضتْ أربعةُ أشهرٍ يُوقَفُ حتى يطلّق، ولا يقع عليه الطلاق حتى يُطلِّق.
رواه البخاري أيضا (٥٢٩١) وقال: ويُذكر ذلك عن عثمان، وعلي، وأبي الدرداء، وعائشة، واثنتي عشر رجلًا من أصحاب النبي ﷺ.
يعني: إذا مضتْ أربعة أشهر يُوقف، فإما أن يَفيء أي يجامع، وإما أن يُطلِّق. وبه قان جمهور أهل العلم منهم: مالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وغيرهم.
وقال الثوري وأهل الكوفة: إذا مضت أربعةُ أشهر فهي تطليقة بائنة.
والإيلاء: الحلف، جمعه ألايا، وهو أن يحلِف ألا يدخل على أهله شهرًا فجعل الله المدة القصوى أربعة أشهر، وفي خلال هذه المدة إما أن يرجع عن حلفه ويُكفر، أو يطلق. فإنه لا يجوز له أن يجعل المرأة معلقة، لا يُجامعها ولا يُطلقها. فإن رفض الأمرين فإن القاضي يُطلق عليه، أو يفسخ.

معلومات عن حديث: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق

  • 📜 حديث: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يحل لأحد بعد الأجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم الطلاق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب