حديث: النبي ﷺ: إن الشهر تسع وعشرون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإيلاء

عن الزهري قال: إن النبي ﷺ أقسم أن لا يدخل على أزواجه شهرًا، قال الزهري: «فأخبرني عروة، عن عائشة قالت: لما مضت تسعٌ وعشرون ليلة أعُدُّهن، دخل عليّ رسول الله ﷺ قالت: بدأ بي. فقلت: يا رسول الله! إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرًا، وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن فقال: «إن الشهر تسع وعشرون».

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١٠٨٣) عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري فذكره.

عن الزهري قال: إن النبي ﷺ أقسم أن لا يدخل على أزواجه شهرًا، قال الزهري: «فأخبرني عروة، عن عائشة قالت: لما مضت تسعٌ وعشرون ليلة أعُدُّهن، دخل عليّ رسول الله ﷺ قالت: بدأ بي. فقلت: يا رسول الله! إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرًا، وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن فقال: «إن الشهر تسع وعشرون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره من أئمة الحديث، يحمل في طياته دروسًا عظيمة وفوائد جليلة، سأشرحها لكم وفق النقاط التالية:

1. شرح المفردات:


● أقسم: حلف ونذر.
● شهرًا: المدة الزمنية المعروفة، والتي تكون عادة ثلاثين يومًا، ولكنها قد تكون تسعة وعشرين.
● أعُدُّهن: أحصيهن وأحسب عددهن.
● بدأ بي: ابتدأ دخوله بي، مما يدل على فضلها ومكانتها.

2. شرح الحديث:


وقع خلاف بين النبي ﷺ وزوجاته أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهن-، فغضب عليهن وأقسم أن لا يدخل عليهن شهرًا كاملًا، أي أن يعتزلهن هذا الوقت. وكان ذلك في غرفة خاصة به، ولم يكن ذلك طلاقًا أو فراقًا، بل كان هجرًا مؤقتًا للضرب في الأرض وإصلاح الحال.
وبعد أن مضت تسع وعشرون ليلة، دخل النبي ﷺ على عائشة -رضي الله عنها- أولاً، فتعجبت من ذلك لأنها كانت تحسب الأيام، فقالت: إنك حلفت أن لا تدخل علينا شهرًا، وقد دخلت بعد تسع وعشرين ليلة فقط، فرد عليها النبي ﷺ بأن الشهر قد يكون تسعة وعشرين يومًا، فلم يحنف في يمينه، بل وفى به تمامًا.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز الهجر بين الزوجين للضرورة: وذلك عند وجود خلاف أو مشكلة تحتاج إلى تهذيب النفوس وضبط المشاعر، ولكن بشرط ألا يتجاوز الهجر أربعة أشهر، كما في حال الإيلاء.
● دقة النبي ﷺ في الوفاء باليمين: فقد برَّ بيمينه تمامًا، ولم يدخل إلا بعد انقضاء المدة التي حددها، معتبرًا أن الشهر تسع وعشرون يومًا.
● مكانة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: حيث بدأ بها، مما يدل على فضلها ومحبة النبي ﷺ لها.
● أن الشهر القمري قد يكون تسعة وعشرين يومًا: وهذا من دقة الشرع في حساب الأوقات والشهور، وهو الأساس في التقويم الهجري.
● فقه النساء ودقتهن: فقد كانت عائشة -رضي الله عنها- تحسب الأيام بدقة، مما يدل على وعيها وفهمها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الإيلاء" في الفقه الإسلامي، وهو أن يحلف الرجل أن لا يقرب زوجته فوق أربعة أشهر، فإن مضت ولم يرجع يحكم عليه بالرجوع أو الطلاق.
- الهجر في الإسلام ليس مطلقًا، بل له ضوابط، ومنها ألا يزيد على أربعة أشهر، وأن يكون للضرورة، وألا يؤدي إلى ضرر أكبر.
- قصة اعتزال النبي ﷺ لأزواجه وردت في سياق حديث الإفك، وقصة تخييره بين الدنيا والآخرة، مما يدل على أن الحياة الزوجية حتى للنبي ﷺ قد تمر بفترات اختبار وامتحان.
نسأل الله أن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها، وأن يصلح ذات بيننا، ويؤلف بين قلوبنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (١٠٨٣) عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري فذكره.
قول الزهري أوله مرسل، وآخره متصل. ووصله أيضا ابن ماجه (٢٠٥٩) وأحمد (٢٤٧٤٣) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن أبي الرجال قال: سمعت أبي، يحدث عن عمرة، عن عائشة
قالت: «إن رسول الله ﷺ حلف أن لا يدخل على نسائه شهرًا ....».
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الرجال فإنه حسن الحديث. وأما أبوه فهو ثقة.
وأما ما روي عن عائشة قالت: «آلى رسول الله ﷺ من نسائه، وحرّم، فجعل الحرام حلالًا، وجعل في اليمين كفارة» فهو ضعيف.
رواه الترمذي (١٢٠١) وابن ماجه (٢٠٧٢) وصححه ابن حبان (٤٢٧٨) والبيهقي (٧/ ٣٥٢) كلهم من طريق مسلمة بن علقمة، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة فذكرته.
وإسناده ضعيف من أجل مسلمة بن عَلْقمة فقد اختلف فيه، والجمهور على تضعيفه وقالوا: له أحاديث مناكير عن داود بن أبي هند، وقالوا: وهذا منها.
وأعله الترمذي بالمخالفة فقال: حديث مسلمة بن عَلْقمة عن داود، رواه علي بن مسهر وغيره، عن داود، عن الشعبي، أن النبي ﷺ مرسلًا، وليس فيه عن مسروق، عن عائشة وقال: وهذا أصح من حديث مسلمة بن علقمة.
وقال: «والإيلاء هو أن يحلف الرجل أن لا يقرب امرأته أربعة أشهر فأكثر».
وكذلك لا يصحُّ ما ذكر من سبب إيلاء النبي ﷺ، أن زينب ردَّت عليه هديّتَه، وهو ما رواه ابن ماجه (٢٠٦٠) عن سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حارثة بن محمد، عن عمرة، عن عائشة: «أن رسول الله ﷺ إنما آلى، لأن زينب ردت عليه هديته. فقالت عائشة: لقد أقمأتك، فغضب ﷺ فآلى منهن».
حارثة بن محمد وهو: ابن عبد الرحمن بن أبي الرجال، ضعيف جدًّا.
وقوله: «أقمأتك»: أي أحقرتك.

معلومات عن حديث: النبي ﷺ: إن الشهر تسع وعشرون

  • 📜 حديث: النبي ﷺ: إن الشهر تسع وعشرون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ: إن الشهر تسع وعشرون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ: إن الشهر تسع وعشرون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ: إن الشهر تسع وعشرون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب