حديث: من واقع امرأته في رمضان فماذا عليه؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المظاهر يجامع قبل أن يكفر

عن سلمة بن صخر البياضي قال: كنتُ امرءًا أستكثرُ من النساء، لا أُرى رجلا كان يصيبُ من ذلك ما أُصيبُ، فلما دخل رمضان ظاهرتُ من امرأتي حتى يَنْسلخَ رمضانُ، فبينما هي تُحدِّثني ذاتَ ليلة انكشفَ لي منها شيءٌ، فوثبتُ عليها فواقعتُها، فلما أصبحتُ غدوتُ على قومي، فأخبرتهم خبري، وقلتُ لهم: سَلُوا لي رسولَ الله ﷺ فقالوا: ما كنا نفعلُ، إذًا يُنْزِل اللهُ فينا كتابًا، أو يكون فينا من رسول الله ﷺ قولٌ، فيبقى علينا عارُه، ولكن سوف نَسَلِّمُكَ بجريرتِك، اذهبْ أنتَ فاذكُرْ شأنَكَ لرسول الله ﷺ قال: فخرجتُ حتى جئتُه، فأخبرتُه الخبرَ، فقال رسولُ الله ﷺ: «أنت بذاك؟». قلت: أنا بذاك، وها أنا، يا رسولَ الله! صابرٌ لحكم الله عليَّ. قال: «فأعتِقْ رقبةً» قال، قلت: والذي بعثك بالحق! ما أصبحتُ أملكُ إلا رقبتي هذه، قال: «فصُمْ شهرين متتابعين» قال، قلتُ يا رسول الله! وهل دخل عليَّ ما دخل من البلاء إلا بالصوم؟ قال: «فتصدَّقْ أو أطعِمْ ستين مسكينا» قال، قلت: والذي بعثك بالحق! لقد بِتْنا ليلتنا هذه، ما لنا عشاءٌ، قال: «فاذهب إلى صاحب صدقة بني رُزيق فقل له، فليدفعها إليك، وأطعِمْ ستين مسكينًا. وانتفِعْ ببقيتها».

حسن: رواه أبو داود (٢٢١٣) وابن ماجه (٢٠٦٢) والترمذي مطولا (٣٢٩٩) ومختصرا (١١٩٨) وصحّحه ابن خزيمة (٢٣٧٨) والحاكم (٢/ ٢٠٣) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر فذكره.

عن سلمة بن صخر البياضي قال: كنتُ امرءًا أستكثرُ من النساء، لا أُرى رجلا كان يصيبُ من ذلك ما أُصيبُ، فلما دخل رمضان ظاهرتُ من امرأتي حتى يَنْسلخَ رمضانُ، فبينما هي تُحدِّثني ذاتَ ليلة انكشفَ لي منها شيءٌ، فوثبتُ عليها فواقعتُها، فلما أصبحتُ غدوتُ على قومي، فأخبرتهم خبري، وقلتُ لهم: سَلُوا لي رسولَ الله ﷺ فقالوا: ما كنا نفعلُ، إذًا يُنْزِل اللهُ فينا كتابًا، أو يكون فينا من رسول الله ﷺ قولٌ، فيبقى علينا عارُه، ولكن سوف نَسَلِّمُكَ بجريرتِك، اذهبْ أنتَ فاذكُرْ شأنَكَ لرسول الله ﷺ قال: فخرجتُ حتى جئتُه، فأخبرتُه الخبرَ، فقال رسولُ الله ﷺ: «أنت بذاك؟». قلت: أنا بذاك، وها أنا، يا رسولَ الله! صابرٌ لحكم الله عليَّ. قال: «فأعتِقْ رقبةً» قال، قلت: والذي بعثك بالحق! ما أصبحتُ أملكُ إلا رقبتي هذه، قال: «فصُمْ شهرين متتابعين» قال، قلتُ يا رسول الله! وهل دخل عليَّ ما دخل من البلاء إلا بالصوم؟ قال: «فتصدَّقْ أو أطعِمْ ستين مسكينا» قال، قلت: والذي بعثك بالحق! لقد بِتْنا ليلتنا هذه، ما لنا عشاءٌ، قال: «فاذهب إلى صاحب صدقة بني رُزيق فقل له، فليدفعها إليك، وأطعِمْ ستين مسكينًا. وانتفِعْ ببقيتها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة، ومراعيًا التنظيم والوضوح:


الحديث:

عن سلمة بن صخر البياضي قال: كنتُ امرءًا أستكثرُ من النساء، لا أُرى رجلا كان يصيبُ من ذلك ما أُصيبُ، فلما دخل رمضان ظاهرتُ من امرأتي حتى يَنْسلخَ رمضانُ، فبينما هي تُحدِّثني ذاتَ ليلة انكشفَ لي منها شيءٌ، فوثبتُ عليها فواقعتُها، فلما أصبحتُ غدوتُ على قومي، فأخبرتهم خبري، وقلتُ لهم: سَلُوا لي رسولَ الله ﷺ فقالوا: ما كنا نفعلُ، إذًا يُنْزِل اللهُ فينا كتابًا، أو يكون فينا من رسول الله ﷺ قولٌ، فيبقى علينا عارُه، ولكن سوف نَسَلِّمُكَ بجريرتِك، اذهبْ أنتَ فاذكُرْ شأنَكَ لرسول الله ﷺ قال: فخرجتُ حتى جئتُه، فأخبرتُه الخبرَ، فقال رسولُ الله ﷺ: «أنت بذاك؟». قلت: أنا بذاك، وها أنا، يا رسولَ الله! صابرٌ لحكم الله عليَّ. قال: «فأعتِقْ رقبةً» قال، قلت: والذي بعثك بالحق! ما أصبحتُ أملكُ إلا رقبتي هذه، قال: «فصُمْ شهرين متتابعين» قال، قلتُ يا رسول الله! وهل دخل عليَّ ما دخل من البلاء إلا بالصوم؟ قال: «فتصدَّقْ أو أطعِمْ ستين مسكينا» قال، قلت: والذي بعثك بالحق! لقد بِتْنا ليلتنا هذه، ما لنا عشاءٌ، قال: «فاذهب إلى صاحب صدقة بني رُزيق فقل له، فليدفعها إليك، وأطعِمْ ستين مسكينًا. وانتفِعْ ببقيتها».


1. شرح المفردات:


● أستكثر من النساء: أي كثير الجماع مع النساء، أو كثير الزواج منهن.
● ظاهرتُ من امرأتي: الظهار هو أن يقول الرجل لزوجته: "أنت علي كظهر أمي"، فيحرمها عليه حتى يكفر.
● حتى يَنْسلخَ رمضانُ: أي حتى ينتهي ويخرج.
● انكشفَ لي منها شيءٌ: أي بدا له منها شيءٌ أثار شهوته.
● فواقعتُها: أي جامعها.
● غدوتُ على قومي: أي ذهبت إليهم في الصباح.
● بجريرتِك: أي بذنبك وخطيئتك.
● صابرٌ لحكم الله: أي مستعد لقبول حكم الله وتنفيذه.
● أعتق رقبة: أي حرر عبدًا أو أمة.
● ستين مسكينًا: أي ستين فقيرًا محتاجًا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة الصحابي سلمة بن صخر البياضي رضي الله عنه، الذي كان شديد الرغبة في النساء، فلما دخل رمضان ظاهر من زوجته (أي حرمها عليه بقوله: "أنت علي كظهر أمي") حتى ينتهي الشهر، لكنه في إحدى الليالي انكشف له منها شيء فأثار شهوته، فجامعها في نهار رمضان، وهو صائم، مما يعد ذنبًا عظيمًا لأنه جمع بين الإفطار بالجماع والظهار.
عندما أصبح، ذهب إلى قومه وطلب منهم أن يسألوا رسول الله ﷺ عن الكفارة، لكنهم خافوا أن ينزل فيهم قرآن أو يكون فيهم قول من النبي ﷺ فيبقى عارًا عليهم، فنصحوه أن يذهب بنفسه.
ذهب سلمة إلى النبي ﷺ واعترف بذنبه، فسأله النبي: «أنت بذاك؟» تأكيدًا على صدقه، فأقر سلمة وقال إنه صابر لحكم الله. فعرض عليه النبي ﷺ الكفارة على التدرج:
1- عتق رقبة: لكن سلمة لم يكن يملك مالًا ليعتق عبدًا.
2- صيام شهرين متتابعين: لكن سلمة اعتذر لأن الصوم هو سبب بلائه (أي أنه كان صائمًا عندما وقع في الذنب).
3- إطعام ستين مسكينًا: لكن سلمة كان فقيرًا لا يملك طعامًا.
فأمره النبي ﷺ أن يذهب إلى صاحب صدقة بني رزيق (أي الشخص المسؤول عن توزيع الصدقات في قبيلته) ليأخذ منها ويطعم ستين مسكينًا، وينتفع هو بالباقي.


3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب الصدق والاعتراف بالذنب: سلمة لم يحاول إخفاء ذنبه، بل اعترف به وطلب التوبة.
● التدرج في الكفارات: شرع الله التيسير على العباد، فالكفارة تتدرج من العتق إلى الصيام إلى الإطعام حسب قدرة المذنب.
● رحمة النبي ﷺ وحكمته: لم يعنف سلمة، بل عاملَه برحمة وتفهم، وساعده في إيجاد حل لمشكلته.
● التيسير على الفقراء: أمر النبي ﷺ بأن يأخذ من الصدقة ليُطعم المساكين وينتفع هو أيضًا، مما يدل على مراعاة الظروف المادية.
● تحريم الظهار والجماع في نهار رمضان: الحديث يبين عظم هذه الذنوب وكيفية كفارتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الكفارة المذكورة في الحديث هي كفارة الظهار والجماع في نهار رمضان، وهي متدرجة كما ورد.
- الحديث يدل على أن الكفارة لا تجب إلا على القادر، فمن عجز عن واحدة انتقل إلى الأخرى.
- قول النبي ﷺ: «وانتفِعْ ببقيتها» يدل
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٢١٣) وابن ماجه (٢٠٦٢) والترمذي مطولا (٣٢٩٩) ومختصرا (١١٩٨) وصحّحه ابن خزيمة (٢٣٧٨) والحاكم (٢/ ٢٠٣) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وقال الترمذي: «حديث حسن قال محمد: سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر، وقال: ويقال: سلمة بن صخرٍ، ويقال: سلمان بن صخر» انتهى. وكذلك قال البخاري كما في العلل الكبير (١/ ٤٧٣).
ولكن رواه الترمذي (١٢٠٠) من وجه آخر عن علي بن المبارك، قال حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا أبو سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أن سلمان بن صخر الأنصاري - أحد بني بياضة - جعل امرأته عليه كظهر أمه، حتى يمضي رمضان. فلما مضى نصف من رمضان وقع عليها ليلًا. فأتى رسولَ الله ﷺ فذكر ذلك له فقال رسول الله ﷺ: «أَعتِقَ رقبة» قال: لا أجدها. قال: «فصُمْ شهرين متتابعين» قال: لا أستطيع قال: «أطعِمْ ستين مسكينا» قال: لا أجد. فقال رسول الله
ﷺ لفروة بن عمرو: «أعطه ذلك العرقَ» وهو مكتل يأخذ خمسة عشر صاعا أو ستة عشر صاعًا - إطعام ستين مسكينا. قال الترمذي: «هذا حديث حسن». والعمل على هذا عند أهل العلم في كفارة الظهار.
وقال الحاكم (٢/ ٢٠٤) بعد أن أخرجه من حديث يحيى بن أبي كثير وجعله شاهدا لحديث سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر: «صحيح على شرط الشيخين».
وللحديث طرق أخرى وقد رواه سعيد بن المسيب وسماك بن عبد الرحمن كلاهما عن سلمة بن صخر. انظر للمزيد كتاب الزكاة.
وفي الحديث دليل على أن المظاهر إن واقع أهله قبل أن يُكَفِّر تكفيه كفارة واحدة.
قال الترمذي: «والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وهو قول سفيان، ومالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. وقال بعضُهم: إذا واقع قبل أن يُكفّر فعليه كفارتان. وهو قول عبد الرحمن بن مهدي.

معلومات عن حديث: من واقع امرأته في رمضان فماذا عليه؟

  • 📜 حديث: من واقع امرأته في رمضان فماذا عليه؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من واقع امرأته في رمضان فماذا عليه؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من واقع امرأته في رمضان فماذا عليه؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من واقع امرأته في رمضان فماذا عليه؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب