﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾
[ هود: 38]
سورة : هود - Hud
- الجزء : ( 12 )
-
الصفحة: ( 226 )
And as he was constructing the ship, whenever the chiefs of his people passed by him, they made a mockery of him. He said: "If you mock at us, so do we mock at you likewise for your mocking.
ويصنع نوح السفينة، وكلَّما مر عليه جماعة من كبراء قومه سخروا منه، قال لهم نوح: إن تسخروا منا اليوم لجهلكم بصدق وعد الله، فإنا نسخر منكم غدًا عند الغرق كما تسخرون منا.
ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن - تفسير السعدي
تفسير الآيتين 38 و 39 :ـفامتثل أمر ربه، وجعل يصنع الفلك { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ } ورأوا ما يصنع { سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا } الآن { فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ } نحن أم أنتم.
وقد علموا ذلك، حين حل بهم العقاب.
تفسير الآية 38 - سورة هود
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من : الآية رقم 38 من سورة هود

ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن - مكتوبة
الآية 38 من سورة هود بالرسم العثماني
﴿ وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ ﴾ [ هود: 38]
﴿ ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ هود: 38]
تحميل الآية 38 من هود صوت mp3
تدبر الآية: ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن
لا يَعدَمُ صاحبُ الحقِّ جوابًا يُلجِمُ به أهلَ الباطل، فمَن أراد الحُجَّةَ أُعطيت له، ومَن أراد السُّخريَّةَ فلينتظر من الله عاقبةً تَشفي صدورَ المؤمنين، فإنه يدافعُ عن أوليائه المتَّقين.
وجاء التعبير بالفعل المضارع مع أن الصنع كان في الماضي: استحضارا لصورة الصنع، حتى لكأن نوحا- عليه السلام- يشاهد الآن وهو يصنعها.
ثم بين- سبحانه - موقف قومه منه وهو يصنعها وقال: وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ....والسخرية: الاستهزاء.
يقال: سخر فلان من فلان وسخر به، إذا استخف به وضحك منه.
أى: امتثل نوح لأمر ربه، فطفق يصنع الفلك، فكان الكافرون من قومه كلما مروا به وهو يصنعها استهزءوا به، وتعجبوا من حاله، وقالوا له على سبيل التهكم به، يا نوح صرت نجارا بعد أن كنت نبيا، كما جاء في بعض الآثار.
وهنا يرد عليهم نوح بقوله: إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ.
أى قال نوح لهم: إن تسخروا منى ومن أتباعى اليوم لصنعنا السفينة، وتستجهلوا منا هذا العمل، فإنا سنسخر منكم في الوقت القريب سخرية محققة في مقابل سخريتكم الباطلة.
قال الإمام الرازي: وقوله إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فيه وجوه:الأول: التقدير: إن تسخروا منا في هذه الساعة فإنا نسخر منكم سخرية مثل سخريتكم إذا وقع عليكم الغرق في الدنيا والخزي في الآخرة.
الثاني: إن حكمتم علينا بالجهل فيما نصنع فإنا نحكم عليكم بالجهل فيما أنتم عليه من الكفر والتعرض لسخط الله وعذابه، فأنتم أولى بالسخرية منا.
الثالث: إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم، واستجهالكم أقبح وأشد، لأنكم لا تستجهلون إلا لأجل الجهل بحقيقة الأمر، والاغترار بظاهر الحال، كما هو عادة الأطفال .
قال زيد بن أسلم : مكث نوح - صلى الله عليه وسلم - مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ، ومائة سنة يعملها .
وروى ابن القاسم عن ابن أشرس عن مالك قال : بلغني أن قوم نوح ملئوا الأرض ، حتى ملئوا السهل والجبل ، فما يستطيع هؤلاء أن ينزلوا إلى هؤلاء ، ولا هؤلاء أن يصعدوا إلى هؤلاء فمكث نوح يغرس الشجر مائة عام لعمل السفينة ، ثم جمعها ييبسها مائة عام ، وقومه يسخرون ; وذلك لما رأوه يصنع من ذلك ، حتى كان من قضاء الله فيهم ما كان .
وروي عن عمرو بن الحارث قال : عمل نوح سفينته ببقاع دمشق ، وقطع خشبها من جبل لبنان .
وقال القاضي أبو بكر بن العربي : لما استنقذ الله سبحانه وتعالى من في الأصلاب والأرحام من المؤمنين أوحى الله إليه " أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فاصنع الفلك " قال : يا رب ما أنا بنجار ، قال : بلى فإن ذلك بعيني ، فأخذ القدوم فجعله بيده ، وجعلت يده لا تخطئ ، فجعلوا يمرون به ويقولون : هذا الذي يزعم أنه نبي صار نجارا ; فعملها في أربعين سنة .
وحكى الثعلبي وأبو نصر القشيري عن ابن عباس قال : اتخذ نوح السفينة في سنتين .
زاد الثعلبي : وذلك لأنه لم يعلم كيف صنعة الفلك ، فأوحى الله إليه أن اصنعها كجؤجؤ الطائر .
وقال كعب : بناها في ثلاثين سنة ، والله أعلم .
المهدوي : وجاء في الخبر أن الملائكة كانت تعلمه كيف يصنعها .
واختلفوا في طولها وعرضها ; فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - ( كان طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسون ، وسمكها ثلاثون ذراعا ; وكانت من خشب الساج ) .
وكذا قال الكلبي وقتادة وعكرمة كان طولها ثلاثمائة ذراع ، والذراع إلى المنكب .
قاله سلمان الفارسي .
وقال الحسن البصري : إن طول السفينة ألف ذراع ومائتا ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع .
وحكاه الثعلبي في كتاب العرائس .
وروى علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : ( قال الحواريون لعيسى - عليه السلام - : لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة يحدثنا عنها ، فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب فأخذ كفا من ذلك التراب ، قال أتدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : هذا كعب حام بن نوح قال فضرب الكثيب بعصاه وقال : قم بإذن الله ، فإذا هو قائم ينفض التراب من رأسه ، وقد شاب ; فقال له عيسى : أهكذا هلكت ؟ قال : لا بل مت وأنا شاب ; ولكنني ظننت أنها الساعة فمن ثم شبت .
قال : أخبرنا عن سفينة نوح ؟ قال : كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع ، وكانت ثلاث طبقات : طبقة فيها الدواب والوحش ، وطبقة فيها الإنس ، وطبقة فيها الطير .
وذكر باقي الخبر على ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى ) .
وقال الكلبي فيما حكاه النقاش : ودخل الماء فيها أربعة أذرع ، وكان لها ثلاثة أبواب ; باب فيه السباع والطير ، وباب فيه الوحش ، وباب فيه الرجال والنساء .
ابن عباس جعلها ثلاث بطون ; البطن الأسفل للوحوش والسباع والدواب ، والأوسط للطعام والشراب ، وركب هو في البطن الأعلى ، وحمل معه جسد آدم - عليه السلام - معترضا بين الرجال والنساء ، ثم دفنه بعد ببيت المقدس ; وكان إبليس معهم في الكوثل .
وقيل : جاءت الحية والعقرب لدخول السفينة فقال نوح : لا أحملكما ; لأنكما سبب الضرر والبلاء ، فقالتا : احملنا فنحن نضمن لك ألا نضر أحدا ذكرك ; فمن قرأ حين يخاف مضرتهما سلام على نوح في العالمين لم تضراه ; ذكره القشيري وغيره .
وذكر الحافظ ابن عساكر في التاريخ له مرفوعا من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قال حين يمسي صلى الله على نوح وعلى نوح السلام لم تلدغه عقرب تلك الليلة .
قوله تعالى " وكلما " ظرف .
مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال الأخفش والكسائي يقال : سخرت به ومنه .
وفي سخريتهم منه قولان :أحدهما : أنهم كانوا يرونه يبني سفينته في البر ، فيسخرون به ويستهزئون ويقولون :يا نوح صرت بعد النبوة نجارا .
الثاني : لما رأوه يبني السفينة ولم يشاهدوا قبلها سفينة بنيت قالوا : يا نوح ما تصنع ؟ قال : أبني بيتا يمشي على الماء ; فعجبوا من قوله وسخروا منه .
قال ابن عباس : ( ولم يكن في الأرض قبل الطوفان نهر ولا بحر ) ; فلذلك سخروا منه ; ومياه البحار هي بقية الطوفان .
قال إن تسخروا منا أي من فعلنا اليوم عند بناء السفينة .
فإنا نسخر منكم كما تسخرون غدا عند الغرق .
والمراد بالسخرية هنا الاستجهال ; ومعناه إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلوننا .
شرح المفردات و معاني الكلمات : ويصنع , الفلك , كلما , مر , ملأ , قومه , سخروا , قال , تسخروا , نسخر , تسخرون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- فيعذبه الله العذاب الأكبر
- ليوم عظيم
- وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون
- إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
- أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون
- فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون
- إني إذا لفي ضلال مبين
- قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى
- سيهزم الجمع ويولون الدبر
- وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من
تحميل سورة هود mp3 :
سورة هود mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة هود
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Tuesday, April 1, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب