﴿ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾
[ الأعراف: 4]

سورة : الأعراف - Al-Araf  - الجزء : ( 8 )  -  الصفحة: ( 151 )

And a great number of towns (their population) We destroyed (for their crimes). Our torment came upon them (suddenly) by night or while they were sleeping for their afternoon rest.


وكم من قرية : كثيراً من القرى أهكلنا
بأسنا : عذابنا
بياتاً : بائتين أو ليلاً و هو نائمون
هم قآئلون : مستريحون نصف النهار (القيلولة)

وكثير من القرى أهلكنا أهلها بسبب مخالفة رسلنا وتكذيبهم، فأعقبهم ذلك خزي الدنيا موصولا بذلِّ الآخرة، فجاءهم عذابنا مرة وهم نائمون ليلا ومرة وهم نائمون نهارًا. وخَصَّ الله هذين الوقتين؛ لأنهما وقتان للسكون والاستراحة، فمجيء العذاب فيهما أفظع وأشد.

وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون - تفسير السعدي

ثم حذرهم عقوباته للأمم الذين كذبوا ما جاءتهم به رسلهم، لئلا يشابهوهم فقال: { وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا }- أي: عذابنا الشديد { بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ }- أي: في حين غفلتهم، وعلى غرتهم غافلون، لم يخطر الهلاك على قلوبهم.
فحين جاءهم العذاب لم يدفعوه عن أنفسهم، ولا أغنت عنهم آلهتهم التي كانوا يرجونهم، ولا أنكروا ما كانوا يفعلونه من الظلم والمعاصي.

تفسير الآية 4 - سورة الأعراف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا : الآية رقم 4 من سورة الأعراف

 سورة الأعراف الآية رقم 4

وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون - مكتوبة

الآية 4 من سورة الأعراف بالرسم العثماني


﴿ وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ  ﴾ [ الأعراف: 4]


﴿ وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون ﴾ [ الأعراف: 4]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأعراف Al-Araf الآية رقم 4 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 4 من الأعراف صوت mp3


تدبر الآية: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون

إن مصارعَ الغابرين خيرُ مذكِّرٍ وخيرُ منذر؛ يستصحبُها القرآنُ ويجعلُها مطارقَ مُوقِظةً للقلوب البشرية الغافلة.
لا ينبغي لعاقلٍ أن يأمنَ صفوَ الليالي، ولا مواتاةَ الأيام، بل عليه أن يَلزمَ حصنَ الطاعة والحذر، ففي القرون الدوارس لمَن ادَّكرَ مُعتبَر.

ثم ساق لهم بعد ذلك على سبيل الإنذار والتخويف جانبا من العذاب الذي نزل بمن سبقوهم بسبب ظلمهم وعنادهم فقال-تبارك وتعالى-:وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ.
كم هنا خبرية بمعنى كثر.
وهي في محل رفع على الابتداء والجملة بعدها خبرها، ومِنْ قَرْيَةٍ تمييز.
والقرية تطلق على مكان اجتماع الناس.
وبأسنا: أى عذابنا وعقابنا.
وبياتا: أى ليلا ومنه البيت لأنه يبات فيه.
يقال: بات يبيت بيتا وبياتا.
وقائلون من القائلة وهي القيلولة وهي نوم نصف النهار.
وقيل: هي الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر وإن لم يكن معها نوم.
ودعواهم، أى: دعاؤهم واستغاثتهم بربهم أو قولهم.
والمعنى: وكثيرا من القرى الظالمة أردنا إهلاكها، فنزل على بعضها عذابنا في وقت نوم أهلها بالليل كما حصل لقوم لوط، ونزل على بعضها في وقت استراحة أهلها بالنهار كما حصل لقوم شعيب، فما كان منهم عند ما باغتهم العذاب في وقت اطمئنانهم وراحتهم إلا أن اعترفوا بذنوبهم وقالوا على سبيل التحسر والندم وطمعا في الخلاص: إنا كنا ظالمين.
فهاتان الآيتان الكريمتان توضحان بأجلى بيان أن هلاك الأمم سببه بغيها وفسادها وانحرافها عن الطريق المستقيم، وتلك سنة الله التي لا تختلف في أى زمان أو مكان.
وأن الظالمين عند ما يفاجئون بالعقوبة يتحسرون ولا يستطيعون إنكار ما ارتكبوه من جرائم ومنكرات ولكن ذلك لن ينفعهم لأن ندمهم وتحسرهم قد فات وقته، وكان الأجدر بهم أن يتوبوا من ذنوبهم عند ما جاءتهم النذر، وقبل حلول العذاب.
ولذا قال ابن كثير: قال ابن جرير: في هذه الآية الدلالة الواضحة في صحة ما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: «ما هلك قوم حتى يعذروا عن أنفسهم» .
وأَوْ في قوله: فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ للتنويع، أى أن بعضهم جاءهم عذابنا ليلا وبعضهم جاءهم نهارا عند استراحتهم.
وإنما خص هذان الوقتان بنزول العذاب، لأنهما وقتا غفلة ودعة واستراحة، فيكون نزول العذاب فيهما أشد وأوجع.
ومن العبر التي نأخذها من هاتين الآيتين أن العاقل هو الذي يحافظ على أداء الأوامر واجتناب النواهي، ولا يأمن صفو الليالى، ورخاء الأيام، بل يعيش حياته وصلته بربه مبنية على الخوف والرجاء فإنه فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ.
قوله تعالى : وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلونقوله تعالى : وكم من قرية أهلكناها كم للتكثير ; كما أن رب للتقليل .
وهي في موضع رفع بالابتداء ، و أهلكنا الخبر .
أي وكثير من القرى - وهي مواضع اجتماع الناس - أهلكناها .
ويجوز النصب بإضمار فعل بعدها ، ولا يقدر قبلها ; لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله .
ويقوي الأول قوله : وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح ولولا اشتغال " أهلكنا " بالضمير لانتصب به موضع " كم " .
ويجوز أن يكون أهلكنا صفة للقرية ، و " كم " في المعنى هي القرية ; فإذا وصفت القرية فكأنك قد وصفت " كم " يدل على ذلك قوله تعالى : وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا فعاد الضمير على " كم " على المعنى ; إذ كانت الملائكة في المعنى .
فلا يصح على هذا التقدير أن يكون " كم " في موضع نصب بإضمار فعل بعدها .
فجاءها بأسنا فيه إشكال للعطف بالفاء .
فقال الفراء : الفاء بمعنى الواو ، فلا يلزم الترتيب .
وقيل : أي وكم من قرية أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا ; كقوله : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
وقيل : إن الهلاك .
واقع ببعض القوم ; فيكون التقدير : وكم من قرية أهلكنا بعضها فجاءها بأسنا فأهلكنا الجميع .
وقيل : المعنى وكم من قرية أهلكناها في حكمنا فجاءها بأسنا .
وقيل : أهلكناها بإرسالنا ملائكة العذاب إليها ، فجاءها بأسنا وهو الاستئصال .
والبأس : العذاب الآتي على النفس .
وقيل : المعنى أهلكناها فكان إهلاكنا إياهم في وقت كذا ; فمجيء البأس على هذا هو الإهلاك .
وقيل : البأس غير الإهلاك ; كما ذكرنا .
وحكى الفراء أيضا أنه إذا كان معنى الفعلين واحدا أو كالواحد قدمت أيهما شئت ; فيكون المعنى وكم من قرية جاءها بأسنا فأهلكناها ; مثل : دنا فقرب ، وقرب فدنا ، وشتمني فأساء ، وأساء فشتمني ; لأن الإساءة والشتم شيء واحد .
وكذلك قوله : اقتربت الساعة وانشق القمر .
المعنى - والله أعلم - انشق القمر فاقتربت الساعة .
والمعنى واحد .
بياتا أي ليلا ; ومنه البيت ، لأنه يبات فيه .
يقال : بات يبيت بيتا وبياتا .
أو هم قائلون أي أو وهم قائلون ، فاستثقلوا فحذفوا الواو ; قاله الفراء .
وقال الزجاج : هذا خطأ ، إذا عاد الذكر استغني عن الواو ، تقول : جاءني زيد راكبا أو هو ماش ، ولا يحتاج إلى الواو .
قال المهدوي : ولم يقل بياتا أو وهم قائلون لأن في الجملة ضميرا يرجع إلى الأول فاستغني عن الواو .
وهو معنى قول الزجاج سواء ، وليس " أو " للشك بل للتفصيل ; كقولك : لأكرمنك منصفا لي أو ظالما .
وهذه الواو تسمى عند النحويين واو الوقت .
و قائلون من القائلة وهي القيلولة ; وهي نوم نصف النهار .
وقيل : الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر وإن لم يكن معها نوم .
والمعنى جاءهم عذابنا وهم غافلون إما ليلا وإما نهارا .


شرح المفردات و معاني الكلمات : وكم , قرية , أهلكناها , فجاءها , بأسنا , بياتا , قائلون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ما زاغ البصر وما طغى
  2. وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم
  3. قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا
  4. من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله
  5. وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون
  6. ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون
  7. رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم
  8. الذين هم عن صلاتهم ساهون
  9. يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينـزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما
  10. يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب