1. التفسير الميسر
  2. تفسير الجلالين
  3. تفسير السعدي
  4. تفسير البغوي
  5. التفسير الوسيط
تفسير القرآن | باقة من أهم تفاسير القرآن الكريم المختصرة و الموجزة التي تعطي الوصف الشامل لمعنى الآيات الكريمات : سبعة تفاسير معتبرة لكل آية من كتاب الله تعالى , [ سبأ: 16] .

  
   

﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾
[ سورة سبأ: 16]

القول في تفسير قوله تعالى : فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل ..


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

التفسير الميسر : فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين


فأعرضوا عن أمر الله وشكره وكذبوا الرسل، فأرسلنا عليهم السيل الجارف الشديد الذي خرَّب السد وأغرق البساتين، وبدَّلناهم بجنتيهم المثمرتين جنتين ذواتَيْ أكل خمط، وهو الثمر المر الكريه الطعم، وأثْل وهو شجر شبيه بالطَّرْفاء لا ثمر له، وقليل من شجر النَّبْق كثير الشوك. ذلك التبديل من خير إلى شر بسبب كفرهم، وعدم شكرهم نِعَمَ الله، وما نعاقب بهذا العقاب الشديد إلا الجَحود المبالغ في الكفر، يجازى بفعله مثلا بمثل.

المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار


فأعرضوا عن شكر الله والإيمان برسله، فعاقبناهم بتبديل نعمهم نقمًا، فأرسلنا عليهم سيلًا جارفًا خرّب سدهم وأغرق مزارعهم، وبدّلناهم ببُسْتَانَيْهم بُسْتَانَين مُثْمرين بالثمر المر، وفيهما شجر الأثل غير المثمر، وشيء قليل من السِّدْر.

تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 16


«فأعرضوا» عن شكره وكفروا «فأرسلنا عليهم سيل العرم» جمع عرمة وهو ما يمسك الماء من بناء وغيره إلى وقت حاجته، أي سيل واديهم الممسوك بما ذكر فأغرق جنتيهم وأموالهم «وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي» تثنية ذوات مفرد على الأصل «أُكُلٍ خَمْطِ» مرِّ بشع بإضافة أكل بمعنى مأكول وتركها ويعطف عليه «وأثل وشيء من سدر قليل».

تفسير السعدي : فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين


فأعرضوا عن المنعم, وعن عبادته, وبطروا النعمة, وملوها، حتى إنهم طلبوا وتمنوا, أن تتباعد أسفارهم بين تلك القرى, التي كان السير فيها متيسرا.{ وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } بكفرهم باللّه وبنعمته, فعاقبهم اللّه تعالى بهذه النعمة, التي أطغتهم, فأبادها عليهم, فأرسل عليها سيل العرم.أي: السيل المتوعر, الذي خرب سدهم, وأتلف جناتهم, وخرب بساتينهم، فتبدلت تلك الجنات ذات الحدائق المعجبة, والأشجار المثمرة, وصار بدلها أشجار لا نفع فيها, ولهذا قال: { وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ }- أي: شيء قليل من الأكل الذي لا يقع منهم موقعا { خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ } وهذا كله شجر معروف, وهذا من جنس عملهم.

تفسير البغوي : مضمون الآية 16 من سورة سبأ


( فأعرضوا ) قال وهب : فأرسل الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيا فدعوهم إلى الله وذكروهم نعمه عليهم وأنذروهم عقابه فكذبوهم ، وقالوا : ما نعرف لله - عز وجل - علينا نعمة فقولوا لربكم فليحبس هذه النعم عنا إن استطاع ، فذلك قوله تعالى : ( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم ) و " العرم " : جمع عرمة ، وهي السكر الذي يحبس به الماء .
وقال ابن الأعرابي : " العرم " السيل الذي لا يطاق ، وقيل: كان ماء أحمر ، أرسله الله عليهم من حيث شاء ، وقيل: " العرم " : الوادي ، وأصله من العرامة ، وهي الشدة والقوة .
وقال ابن عباس ، ووهب ، وغيرهما : كان ذلك السد بنته بلقيس ، وذلك أنهم كانوا يقتتلون على ماء واديهم ، فأمرت بواديهم فسد بالعرم ، وهو المسناة بلغة حمير ، فسدت بين الجبلين بالصخر والقار وجعلت له أبوابا ثلاثة بعضها فوق بعض ، وبنت من دونه بركة ضخمة وجعلت فيها اثني عشر مخرجا على عدة أنهارهم يفتحونها إذا احتاجوا إلى الماء ، وإذا استغنوا سدوها ، فإذا جاء المطر اجتمع إليه ماء أودية اليمن ، فاحتبس السيل من وراء السد فأمرت بالباب الأعلى ففتح فجرى ماؤه في البركة ، فكانوا يسقون من الباب الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث الأسفل فلا ينفذ الماء حتى يثوب الماء من السنة المقبلة فكانت تقسمه بينهم على ذلك ، فبقوا على ذلك بعدها مدة فلما طغوا وكفروا سلط الله عليهم جرذا يسمى الخلد فنقب السد من أسفله فغرق الماء جناتهم وخرب أرضهم .
قال وهب : وكان مما يزعمون ويجدون في علمهم وكهانتهم أنه يخرب سدهم فأرة ، فلم يتركوا فرجة بين حجرين إلا ربطوا عندها هرة فلما جاء زمانه وما أراد الله - عز وجل - بهم من التغريق أقبلت فيما يذكرون فأرة حمراء كبيرة إلى هرة من تلك الهرر فساورتها حتى استأخرت عنها الهرة ، فدخلت في الفرجة التي كانت عندها فتغلغلت في السد فثقبت وحفرت حتى أوهنته للسيل ، وهم لا يدرون بذلك فلما جاء السيل وجد خللا فدخل فيه حتى قطع السد ، وفاض على أموالهم فغرقها ودفن بيوتهم الرمل ، ففرقوا وتمزقوا حتى صاروا مثلا عند العرب ، يقولون : صار بنو فلان أيدي سبأ وأيادي سبأ ، أي : تفرقوا وتبددوا ، فذلك قوله تعالى : ( فأرسلنا عليهم سيل العرم )( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط ) قرأ العامة بالتنوين ، وقرأ أهل البصرة : " أكل خمط " بالإضافة ، الأكل : الثمر ، والخمط : الأراك وثمره يقال له : البرير ، هذا قول أكثر المفسرين .
وقال المبرد والزجاج : كل نبت قد أخذ طعما من المرارة حتى لا يمكن أكله فهو خمط .
وقال ابن الأعرابي : الخمط : ثمر شجرة يقال له فسوة الضبع ، على صورة الخشخاش يتفرك ولا ينتفع به ، فمن جعل الخمط اسما للمأكول فالتنوين في " أكل " حسن ، ومن جعله أصلا وجعل الأكل ثمرة فالإضافة فيه ظاهرة ، والتنوين سائغ ، تقول العرب : في بستان فلان أعناب كرم ، يترجم الأعناب بالكرم لأنها منه .
( وأثل وشيء من سدر قليل ) فالأثل هو الطرفاء ، وقيل: هو شجر يشبه الطرفاء إلا أنه أعظم منه ، والسدر شجر معروف ، وهو شجر النبق ينتفع بورقه لغسل الرأس ويغرس في البساتين ، ولم يكن هذا من ذلك ، بل كان سدرا بريا لا ينتفع به ولا يصلح ورقه لشيء .
قال قتادة : كان شجر القوم من خير الشجر فصيره الله من شر الشجر بأعمالهم .

التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية


ثم بين- سبحانه - ما أصابهم بسبب جحودهم وبطرهم فقال: فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ، وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ، وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ.
والعرم: اسم للوادي الذي كان يأتى منه السيل.
وقيل: هو المطر الشديد الذي لا يطاق.
فيكون من إضافة الموصوف إلى الصفة.
أى: أرسلنا عليهم السيل الشديد المدمر.
ويرى بعضهم أن المراد بالعرم: السدود التي كانت مبنية لحجز الماء من خلفها، ويأخذون منها لزروعهم على قدر حاجتهم، فلما أصيبوا بالترف والجحود تركوا العناية بإصلاح هذه السدود، فتصدعت، واجتاحت المياه أراضيهم فأفسدتها، واكتسحت مساكنهم، فتفرقوا عنها، ومزقوا شر ممزق، وضربت بهم الأمثال التي منها قولهم: تفرقوا أيدى سبأ.
وهو مثل يضرب لمن تفرق شملهم تفرقا لا اجتماع لهم معه.
وهذا ما حدث لقبيلة سبأ، فقد تفرق بعضهم إلى المدينة المنورة كالأوس والخزرج، وذهب بعضهم إلى عمان كالأزد، وذهب بعضهم إلى الشام كقبيلة غسان.
وقوله: ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ الأكل: هو الثمر، ومنه قوله-تبارك وتعالى-: فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ أى: ثمرها.
والخمط: هو ثمر الأراك أو هو النبت المر الذي لا يمكن أكله.
و {الأثل} هو نوع من الشجر يشبه شجر الطرفاء.
أو هو نوع من الشجر كثير الشوك و {السدر} هو ما يعرف بالنبق.
أو هو نوع من الثمار التي يقل الانتفاع بها.
والمعنى: فأعرض أهل سبأ عن شكرنا وطاعتنا ...
فكانت نتيجة ذلك، أن أرسلنا عليهم السيل الجارف، الذي اجتاح أراضيهم، فأفسد مزارعهم، وأجلاهم عن ديارهم، ومزقهم شر ممزق.. وبدلناهم بالجنان اليانعة التي كانوا يعيشون فيها، بساتين أخرى قد ذهبت ثمارها الطيبة اللذيذة، وحلت محلها ثمار مرة لا تؤكل، وتناثرت في أماكنهم الأشجار التي لا تسمن ولا تغنى من جوع، بدلا من تلك الأشجار التي كانت تحمل لهم ما لذ وطاب، وعظم نفعه.
فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن الجحود والبطر، يؤديان إلى الخراب والدمار، وإلى زوال النعم وتحويلها إلى نقم.

فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين: تفسير ابن كثير


وقوله : { فأعرضوا } أي: عن توحيد الله وعبادته وشكره على ما أنعم به عليهم ، وعدلوا إلى عبادة الشمس ، كما قال هدهد سليمان : { وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون } [ النمل : 22 ، 24 ] .
وقال محمد بن إسحاق ، عن وهب بن منبه : بعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا .
وقال السدي : أرسل الله إليهم اثني عشر ألف نبي ، والله أعلم .
وقوله : { فأرسلنا عليهم سيل العرم } : قيل : المراد بالعرم المياه . وقيل : الوادي . وقيل : الجرذ . وقيل : الماء الغزير . فيكون من باب إضافة الاسم إلى صفته ، مثل : " مسجد الجامع " . و " سعيد كرز " حكى ذلك السهيلي .
وذكر غير واحد منهم ابن عباس ، ووهب بن منبه ، وقتادة ، والضحاك; أن الله ، عز وجل ، لما أراد عقوبتهم بإرسال العرم عليهم ، بعث على السد دابة من الأرض ، يقال لها : " الجرذ " نقبته - قال وهب بن منبه : وقد كانوا يجدون في كتبهم أن سبب خراب هذا السد هو الجرذ فكانوا يرصدون عنده السنانير برهة من الزمان ، فلما جاء القدر غلبت الفأر السنانير ، وولجت إلى السد فنقبته ، فانهار عليهم .
وقال قتادة وغيره : الجرذ : هو الخلد ، نقبت أسافله حتى إذا ضعف ووهى ، وجاءت أيام السيول ، صدم الماء البناء فسقط ، فانساب الماء في أسفل الوادي ، وخرب ما بين يديه من الأبنية والأشجار وغير ذلك ، ونضب الماء عن الأشجار التي في الجبلين عن يمين وشمال ، فيبست وتحطمت ، وتبدلت تلك الأشجار المثمرة الأنيقة النضرة ، كما قال الله وتعالى : { وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط } .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخراساني ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : وهو الأراك ، وأكلة البرير .
{ وأثل } : قال العوفي ، عن ابن عباس : هو الطرفاء .
وقال غيره : هو شجر يشبه الطرفاء . وقيل : هو السمر . فالله أعلم .
وقوله : { وشيء من سدر قليل } : لما كان أجود هذه الأشجار المبدل بها هو السدر قال : { وشيء من سدر قليل } ، فهذا الذي صار أمر تينك الجنتين إليه ، بعد الثمار النضيجة والمناظر الحسنة ، والظلال العميقة والأنهار الجارية ، تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل . وذلك بسبب كفرهم وشركهم بالله ، وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل; ولهذا قال :

تفسير القرطبي : معنى الآية 16 من سورة سبأ


قوله تعالى : فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل .
قوله تعالى : ( فأعرضوا ) يعني عن أمره واتباع رسله بعد أن كانوا مسلمين قال السدي ووهب : بعث إلى أهل سبأ ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم .
قال القشيري : وكان لهم رئيس يلقب بالحمار ، وكانوا في زمن الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم .
وقيل : كان له ولد فمات فرفع رأسه إلى السماء فبزق وكفر ; ولهذا يقال : أكفر من حمار .
وقال الجوهري : وقولهم ( أكفر من حمار ) هو رجل من عاد مات له أولاد فكفر كفرا عظيما ، فلا يمر بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر ، فإن أجابه وإلا قتله .
ثم لما سال السيل بجنتيهم تفرقوا في البلاد ; على ما يأتي بيانه .
ولهذا قيل في المثل : ( تفرقوا أيادي سبأ ) .
وقيل : الأوس والخزرج منهم .
فأرسلنا عليهم سيل العرم و ( العرم ) فيما روي عن ابن عباس : السد ؛ فالتقدير : سيل السد العرم .
وقال عطاء : ( العرم ) اسم الوادي .
قتادة : ( العرم ) وادي سبأ ; كانت تجتمع إليه مسايل من الأودية ، قيل من البحر وأودية اليمن ; فردموا ردما بين جبلين وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض ، فكانوا يسقون من الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث على قدر حاجاتهم ; فأخصبوا وكثرت أموالهم ، فلما كذبوا الرسل سلط الله عليهم الفأر فنقب الردم .
قال وهب : كانوا يزعمون أنهم يجدون في علمهم وكهانتهم أنه يخرب سدهم فأرة فلم يتركوا فرجة بين صخرتين إلا ربطوا إلى جانبها هرة ; فلما جاء ما أراد الله تعالى بهم أقبلت فأرة حمراء إلى بعض تلك الهرر فساورتها حتى استأخرت عن الصخرة ودخلت في الفرجة التي كانت عندها ونقبت السد حتى أوهنته للسيل وهم لا يدرون ; فلما جاء السيل دخل تلك الخلل حتى بلغ السد وفاض الماء على أموالهم فغرقها ودفن بيوتهم .
وقال الزجاج : ( العرم ) اسم الجرذ الذي نقب السكر عليهم ، وهو الذي يقال له الخلد - وقاله قتادة أيضا - فنسب السيل إليه لأنه بسببه .
وقد قال ابن الأعرابي أيضا : ( العرم ) من أسماء الفأر .
وقال مجاهد وابن أبي نجيح : ( العرم ) ماء أحمر أرسله الله تعالى في السد فشقه وهدمه .
وعن ابن عباس أيضا أن ( العرم ) المطر الشديد .
وقيل ( العرم ) بسكون الراء .
وعن الضحاك كانوا في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام .
وقال عمرو بن شرحبيل : ( العرم ) المسناة ; وقاله الجوهري ، قال : ولا واحد لها من لفظها ، ويقال واحدها عرمة .
وقال محمد بن يزيد : ( العرم ) كل شيء حاجز بين شيئين ، وهو الذي يسمى السكر ، وهو جمع عرمة .
النحاس : وما يجتمع من مطر بين جبلين وفي وجهه مسناة فهو العرم ، والمسناة هي التي يسميها أهل مصر الجسر ; فكانوا يفتحونها إذا شاءوا فإذا رويت جنتاهم سدوها .
قال الهروي : المسناة الضفيرة تبنى للسيل ترده ، سميت مسناة لأن فيها مفاتح الماء .
وروي أن العرم سد بنته بلقيس صاحبة سليمان عليه الصلاة والسلام ، وهو المسناة بلغة حمير ، بنته بالصخر والقار ، وجعلت له أبوابا ثلاثة بعضها فوق بعض ، وهو مشتق من العرامة وهي الشدة ، ومنه : رجل عارم ، أي شديد ، وعرمت العظم أعرمه وأعرمه عرما إذا عرقته ، وكذلك عرمت الإبل الشجر أي نالت منه .
والعرام بالضم : العراق من العظم والشجر .
وتعرمت العظم تعرقته .
وصبي عارم بين العرام ( بالضم ) أي شرس .
وقد عرم يعرم ويعرم عرامة ( بالفتح ) .
والعرم العارم ; عن الجوهري .
قوله تعالى : وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وقرأ أبو عمرو ( أكل خمط ) بغير تنوين مضافا .
قال أهل التفسير والخليل : الخمط الأراك .
الجوهري : الخمط ضرب من الأراك له حمل يؤكل .
وقال أبو عبيدة : هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة .
الزجاج : كل نبت فيه مرارة لا يمكن أكله .
المبرد : الخمط كل ما تغير إلى ما لا يشتهى .
واللبن خمط إذا حمض .
والأولى عنده في القراءة ذواتي أكل خمط بالتنوين على أنه نعت ل ( أكل ) أو بدل منه ; لأن الأكل هو الخمط بعينه عنده ، فأما الإضافة فباب جوازها أن يكون تقديرها ذواتي أكل حموضة أو أكل مرارة .
وقال الأخفش : والإضافة أحسن في كلام العرب ; نحو قولهم : ثوب خز .
والخمط : اللبن الحامض ، وذكر أبو عبيد أن اللبن إذا ذهب عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه فهو سامط ; وإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط وخميط ، فإن أخذ شيئا من طعم فهو ممحل ، فإذا كان فيه طعم الحلاوة فهو فوهة .
وتخمط الفحل : هدر .
وتخمط فلان أي غضب وتكبر .
وتخمط البحر أي التطم .
وخمطت الشاة أخمطها خمطا : إذا نزعت جلدها وشويتها فهي خميط ، فإن نزعت شعرها وشويتها فهي سميط .
والخمطة : الخمر التي قد أخذت ريح الإدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد .
ويقال هي الحامضة ; قاله الجوهري .
وقال القتبي في أدب الكاتب .
يقال للحامضة خمطة ، ويقال : الخمطة التي قد أخذت شيئا من الريح ; وأنشد :عقار كماء النيء ليست بخمطة ولا خلة يكوي الشروب شهابها( وأثل ) قال الفراء : هو شبيه بالطرفاء إلا أنه أعظم منه طولا ; ومنه اتخذ منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وللأثل أصول غليظة يتخذ منه الأبواب ، وورقه كورق الطرفاء ، الواحدة أثلة والجمع أثلات .
وقال الحسن : الأثل الخشب .
قتادة : هو ضرب من الخشب يشبه الطرفاء رأيته بفيد .
وقيل هو السمر .
وقال أبو عبيدة : هو شجر النضار .
النضار : الذهب .
والنضار : خشب يعمل منه قصاع ، ومنه : قدح نضار .
وشيء من سدر قليل قال الفراء : هو السمر ; ذكره النحاس .
وقال الأزهري : السدر من الشجر سدران : بري لا ينتفع به ولا يصلح ورقه للغسول وله ثمر عفص لا يؤكل ، وهو الذي يسمى الضال .
والثاني : سدر ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العناب .
قال قتادة : بينما شجر القوم من خير شجر إذ صيره الله تعالى من شر الشجر بأعمالهم ، فأهلك أشجارهم المثمرة وأنبت بدلها الأراك والطرفاء والسدر .
القشيري : وأشجار البوادي لا تسمى جنة وبستانا ولكن لما وقعت الثانية في مقابلة الأولى أطلق لفظ الجنة ، وهو كقوله تعالى : وجزاء سيئة سيئة مثلها .
ويحتمل أن يرجع قوله ( قليل ) إلى جملة ما ذكر من الخمط والأثل والسدر .

﴿ فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ﴾ [ سبأ: 16]

سورة : سبأ - الأية : ( 16 )  - الجزء : ( 22 )  -  الصفحة: ( 430 )

English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: إن المتقين في جنات ونعيم
  2. تفسير: قلوب يومئذ واجفة
  3. تفسير: فروح وريحان وجنة نعيم
  4. تفسير: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله
  5. تفسير: ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا
  6. تفسير: فيومئذ وقعت الواقعة
  7. تفسير: أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا
  8. تفسير: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب
  9. تفسير: قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون
  10. تفسير: ثم كلا سيعلمون

تحميل سورة سبأ mp3 :

سورة سبأ mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة سبأ

سورة سبأ بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة سبأ بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة سبأ بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة سبأ بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة سبأ بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة سبأ بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة سبأ بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة سبأ بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة سبأ بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة سبأ بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب