تفسير : ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب [ ص: 43]

التفسير الميسر : ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى

فكشفنا عنه ضره وأكرمناه ووهبنا له أهله من زوجة وولد، وزدناه مثلهم بنين وحفدة، كل ذلك رحمة منَّا به وإكرامًا له على صبره، وعبرة وذكرى لأصحاب العقول السليمة؛ ليعلموا أن عاقبة الصبر الفرج وكشف الضر.

المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار

فاستجبنا له، فكشفنا ما به من ضر، وأعطيناه أهله، وزدناه عليهم مثلهم من البنين والحفدة رحمة منا به، وجزاءً له على صبره، وليتذكر أصحاب العقول الراجحة أن عاقبة الصبر الفرج والثواب.

تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 43

«ووهبنا له أهله ومثلهم معهم» أي أحيا الله له من مات من أولاده ورزقه مثلهم «رحمة» نعمة «منا وذكرى» عظة «لأولي الألباب» لأصحاب العقول.

تفسير السعدي : ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى

{ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ } قيل: إن اللّه تعالى أحياهم له { وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ } في الدنيا، وأغناه اللّه، وأعطاه مالا عظيما { رَحْمَةً مِنَّا } بعبدنا أيوب، حيث صبر فأثبناه من رحمتنا ثوابا عاجلا وآجلا.
{ وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ }- أي: وليتذكر أولو العقول بحالة أيوب ويعتبروا، فيعلموا أن من صبر على الضر، أن اللّه تعالى يثيبه ثوابا عاجلا وآجلا، ويستجيب دعاءه إذا دعاه.

تفسير البغوي : مضمون الآية 43 من سورة ص

" ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمةً منا وذكرى لأولي الألباب "

التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية

ثم بين- سبحانه - أنه بفضله وكرمه لم يكتف بمنح أيوب الشفاء من مرضه، بل أضاف إلى ذلك أن وهب له الأهل والولد فقال-تبارك وتعالى-: وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ، رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ.
والآية الكريمة معطوفة على كلام مقدر يفهم من السياق أى: استجاب أيوب لتوجيهنا، فاغتسل وشرب من الماء، فكشفنا عنه ما نزل به من بلاء، وعاد أيوب معافى، ولم نكتف بذلك بل وهبنا له أهله.
ووهبنا له مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ أى: بأن رزقناه بعد الشفاء أولادا كعدد الأولاد الذين كانوا معه قبل شفائه من مرضه، فصار عددهم مضاعفا.
وذلك كله رَحْمَةً مِنَّا أى من أجل رحمتنا به وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ أى: ومن أجل أن يتذكر ذلك أصحاب العقول السليمة، فيصبروا على الشدائد كما صبر أيوب، ويلجئوا إلى الله-تبارك وتعالى- كما لجأ، فينالوا منا الرحمة والعطاء الجزيل.
قال الآلوسى ما ملخصه: قوله: وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ الجمهور على أنه-تبارك وتعالى- أحيا له من مات من أهله، وعافى المرضى، وجمع له من تشتت منهم، وقيل- وإليه أميل- وهبه من كان حيا منهم، وعافاه من الأسقام، وأرغد لهم العيش فتناسلوا حتى بلغ عددهم عدد من مضى، ومثلهم معهم، فكان له ضعف ما كان، والظاهر أن هذه الهبة كانت في الدنيا .

ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى: تفسير ابن كثير

ولهذا قال تعالى : { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب } قال الحسن وقتادة : أحياهم الله تعالى له بأعيانهم وزادهم مثلهم معهم .
وقوله : { رحمة منا } أي: به على صبره وثباته وإنابته وتواضعه واستكانته { وذكرى لأولي الألباب } أي: لذوي العقول ليعلموا أن عاقبة الصبر الفرج والمخرج والراحة .

تفسير القرطبي : معنى الآية 43 من سورة ص

قوله تعالى : ووهبنا له أهله ومثلهم معهم تقدم في ( الأنبياء ) الكلام فيه .
رحمة منا أي نعمة منا .
وذكرى لأولي الألباب أي عبرة لذوي العقول .