قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن القضاء والقدر في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاۗ وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلۡأٓخِرَةِ نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَاۚ وَسَنَجۡزِي ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145]
مَن قدَّر الله موتَه فسيموت ولو بغير سببٍ ظاهر، ومن أراد بقاءه فسيعيش ولو أتى للموت كلَّ سبب. الخوف والحِرص والجُبن لا تطيل أجلًا، والشجاعة والثبات والإقدام لا تقصِّر عمرًا. على قَدر همَّتك تنال من مطلوبك، فاتَّجر مع ربِّك، ولا تُلهِك عنه تجارةٌ لا تعود منها مهما اجتهدتَّ إلا ببعض جناح بعوضة. حسبُ الشاكرين أن جزاءهم عند الله الكريم، وأعظِم به من جزاء، وليعلم العبدُ أن الجزاء على قَدر الشُّكر، فطُوبى للشاكرين. |
﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]
مَن ظنَّ بأن الله لا ينصُر رسوله، ولا يؤيِّده وحزبَه، فقد ظنَّ بالله ظنَّ السوء، ونسبَه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله، وذلك من علامات النفاق وخِصال المنافقين. كم تنطوي نفوسٌ على سوء ظنٍّ بالله، ويخطِر لها أن لو كانت المقاديرُ بأيديها، والشرائع من صُنع عقولها، ولكنَّ الأمر بفضل الله أحكمُ وأهدى. أمر هذا الدِّين كلُّه لله وحدَه، وما على العبد إلا أن يؤدِّيَ واجباته، ويفيَ بعهوده، ويسلِّمَ الأمر بعد ذلك للحكيم العليم. كلَّما أُصبتَ بمصيبةٍ فجعلَت نفسُك تلومك وتقول: لو فعلتَ كذا لما كان ذا. . فقل لها: لو كنتِ في دارك لبرَزتِ إلى مصائبك، فلا مفرَّ من القدَر. ليس كالمِحنة مِـحَكٌّ يكشف ما تخفيه النفوس، فينفي عنها الزَّيفَ والرِّياء، ويُبرزها على حقيقتها بلا طِلاء. دَع عنك الرهبةَ ممَّا يُضمره المنافقون، وما يتربَّص به الأعداء الحاقدون، فإن الله به عليم، فتوكَّل على الجليل العظيم، فهو حسبُك ونعم الوكيل. |
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]
لكلِّ أمَّةٍ أجل، فدُولٌ تَدول، وأجيالٌ تَزول، ولا يبقى منها إلا العمل. الآجال مواقيتُ لا تُؤخَّر لإرضاء الناس، ولا تُقدَّم لأمانيِّ أعاديهم، بل اللهُ يقدِّرها بعلمه، ويقضي فيها بحكمته ومشيئته. |
﴿قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]
لو تأمَّل المؤمن في الآية لهانت عليه مصيبتُه، فإنه سبحانه قال (لنا) ولم يقل: (علينا). ما يُصيب اللهُ جلَّ شأنُه مؤمنًا بمصيبةٍ إلا كانت له لا عليه، فهي من الله نعمةٌ تستحقُّ الشكر، ولو تزيَّت بلَبوس نقمة. كيف يسخَط المؤمنُ من قضاءٍ قضاه الله له، وهو مولاه الذي يتولَّاه برعايته، ويمدُّ إليه فضلَ عنايته. المنافق لا يتوكَّل إلا على الأسباب الدنيويةِ واللذَّاتِ الفانية، أمَّا المؤمنُ فيسلِّم نفسَه لله وحدَه، ولا يعترضُ عليه. |
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3]
لو شاءَ اللهُ تعالى لخلقَ خلقَه في أقلَّ من طَرفةِ عين، لكن له سبحانه في خلقه حِكمة، نعلم منها التأنِّيَ وإحكامَ الأمور وإتقانَ الأعمال. سبحانه من إلهٍ مستوٍ على عرشه! لا يزالُ يدبِّرُ أمرَ خلقِه كلَّ حين في سماواته وأرضه. كما لا مدبِّرَ مع الله جلَّ شأنه منذ أن بدأَ الخلق؛ فإنه لا شفيعَ معه دون إذنه يوم الحساب. الأمرُ كلُّه للهِ وحدَه، فهو تعالى يُلهِمُ الداعيَ الدعاءَ فيستجيبُ له، ويأذنُ للشافعِ بالشفاعة فيقبلُ شفاعتَه. ألا يتوجَّهُ الناسُ بالعبادةِ إلى مَن أوجد هذا الكونَ العظيم، ثمَّ بعثَ إليهم برحمته هذا النبيَّ الكريم ﷺ؛ يحذِّرُهم ويُبشِّرُهم؟! |
﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ﴾ [يونس: 49]
إنَّ خير الخلق لا يملك لنفسه شيئًا، فكيف بسواه؟ فعلِّق قلبَك بالله وحدَه توكُّلًا واستعانة، وتوجُّهًا واستغاثة، ولا ترجُ سواه لرفع النوازل، فإنه وحدَه القادر على كلِّ شيء. لا يستطيعُ أحدٌ تغييرَ أجَلِ الله، ولو ساعةً، تقديمًا أو تأخيرًا، فمهما حاولَ الهربَ لتأخيره، أو تجرَّأَ لاستعجاله أدركهُ أجلُه المقدَّرُ في حِينه. |
﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [يونس: 99]
إذا لم يُرِد اللهُ تعالى أن يشرحَ قلبَ عبدٍ للإيمان، فلا أحدَ يقدرُ على هدايته، ومخالفةِ الله في إرادته. الكارهُ للإيمان لا يُقبلُ إيمانُه عند الله، ما دام قلبُه منطويًا على الكفر، غيرَ راغبٍ في الإيمان. |
﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [يونس: 100]
الكفـر رجسٌ يُدنِّسُ النفوسَ والأحـــوال، ويُخبِّــثُ الأقــوالَ والأعمـال. لا ينبغي لذي عقلٍ أن يُنكرَ دلائلَ الحق، فإنها بلغَت رتبةً عالية من البيان والإيضاح. |
﴿۞ وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ كُلّٞ فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ﴾ [هود: 6]
لا تخَف على نفسك من ذهابِ الرزق، فإن رزقَك قد ضُمِنَ لك، ولكن خَف عليها من انحرافك عن طريقِ النجاة، فإن النجاةَ لم تُضمَن لك. ما من حركةٍ لمخلوقٍ من مخلوقاتِ اللهِ ولا سكَنةٍ، إلا وهي عند الله مكتوبة، فالسعيدُ من راقبَ حركاتِه وسكَناتِه. |
﴿يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ ﴾ [الرعد: 39]
عن عمرَ بن الخطَّاب أنه قال، وهو يطوف بالبيت ويبكي: (اللهم إن كنتَ كتبتَ عليَّ شِقوةً أو ذنبًا فامحُه؛ فإنك تمحو ما تشاءُ وتُثبِت، وعندك أمُّ الكتاب، فاجعله سعادةً ومغفرة). |
﴿وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٞ مَّعۡلُومٞ ﴾ [الحجر: 4]
ليَحذَر الكافرون من إمهال الله لهم؛ فإن لهم عند الله قدَرًا معلومًا، ولا يستبطئوا ذلك؛ فإن له أجلًا موقوتًا. |
﴿مَّا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ ﴾ [الحجر: 5]
ليَحذَر الكافرون من إمهال الله لهم؛ فإن لهم عند الله قدَرًا معلومًا، ولا يستبطئوا ذلك؛ فإن له أجلًا موقوتًا. |
﴿وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ ﴾ [الحجر: 21]
إن رزقَ الله لعباده يدعو كلَّ عاقل إلى شكر هذا الربِّ الكريم، وعبادته دون شريك، ولكن أكثرَ الناس نظروا إلى الرزق، ولم ينظروا إلى الرازق الذي يملك الخزائن بعزَّته، ويتصرَّف فيها بحكمته. |
﴿وَإِن مِّن قَرۡيَةٍ إِلَّا نَحۡنُ مُهۡلِكُوهَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَوۡ مُعَذِّبُوهَا عَذَابٗا شَدِيدٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا ﴾ [الإسراء: 58]
يا من لا يزال سادرًا في غفلته، مسرفًا على نفسه بمعصية ربِّه، بادِر إلى الإنابة قبل حلول العقوبة، وذهابِ زمان المهلة. طول الأمل للأفراد والقرى جهلٌ بالشرع وبالتاريخ، والعاقل مَن أدرك أن الأيام دُوَل، وأن القرى التي تُعمَر اليوم قد تُهدَم غدًا. |
﴿مَا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 43]
كلُّ أمَّة من الأمم السابقة المكذِّبة كان لها أجلٌ لهلاكها، وميقاتٌ لعقوبتها، ولو كانت آمنت ما عُوقبت، ففي ذلك عبرةٌ لمَن جاء بعدها. |
﴿ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا ﴾ [الفرقان: 2]
سبحان مَن ملكَ السماواتِ والأرضَ، وانفرد في تدبيرهما وتصريف شؤون مَن فيهما! أفيستحقُّ بعد هذا أن يُعبدَ غيره؟! كيف يكون له ولدٌ أو شريك وهو المالك وغيرُه مملوك، وهو القاهر وغيره مقهور، وهو الغنيُّ وكلُّ ما سِواه مفتقرٌ إليه؟! فمَن كان كذلك لم يجُز أن يُجعلَ له ندٌّ، ولا معه معبود. تدبَّر ما تراه في خلق الله تعالى تجد كل مخلوق قد أُعطيَ ما يليق به ويناسبه من الخلق، مما يدل على علمه تعالى وقدرته، ومشيئته وحكمته. |
﴿يُرِيدُ أَن يُخۡرِجَكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِۦ فَمَاذَا تَأۡمُرُونَ ﴾ [الشعراء: 35]
لما صَعقَت فرعونَ حُججُ موسى لم يعُد عنده مجنونًا مَهينًا يستهزئ به، بل صار ساحرًا عليمًا يحذِّر منه! أهل الباطل في كلِّ زمان يستبدلون التهمَ لأهل الحقِّ استبدالَ الثياب، كلَّما بَلِيَت تُهمة ولم يعد لها رواجٌ أتَوا بتهمة جديدة رجاءَ نفوقها بين الناس. خوف الطاغية على مُلكه جعله يستشير عبيدَه بعد أن كان يتألَّه عليهم، وينسُب الأرض إليهم بعد أن كان لا يراهم شيئًا! |
﴿فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ ﴾ [الشعراء: 57]
استدرجهم البغيُ والغرور، والعصيان والفجور، فخرجوا للقضاء على موسى ومَن معه في صلَف وعُجب، فكان خروجهم خروجًا من النعمة الوارفة التي كانوا فيها إلى النقمة التي آلوا إليها. |
﴿قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ ﴾ [الشعراء: 96]
اجتمعوا في النار على العَداء والمنازعة بعدما كانوا يجتمعون في الدنيا على الولاء والمتابعة، حتى وردوا جميعًا دار الندامة. |
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ ﴾ [النمل: 74]
مَن علمَ النيات والدوافع الباطنة، فإنه لا تخفى عليه أعمال أهلها المعلنة، وذلك هو الرب العليم جل جلاله، الذي هو أهلٌ لأن يُعبد ويُخشى، ويراقَب في الباطن والظاهر. |
﴿وَمَا مِنۡ غَآئِبَةٖ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ ﴾ [النمل: 75]
جلَّ الله تعالى الذي أحاط بكل شيء علمًا في سمائه وأرضه، وأثبت ذلك كله في كتابه، وما كتابة أعمال عباده في ذلك الكتاب إلا مظهر من مظاهر عدله سبحانه وتعالى. |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ﴾ [سبأ: 3]
ما أشنعَ التكذيبَ بأمرٍ يردُّ الله تعالى على المكذبين به ردًّا عظيمًا، حتى يُقسمَ بنفسه المقدَّسة على ذلك! لو تفرَّقت العظام وتمزقت الأجسام، فإن الله تعالى عالمَ الغيب يعلم أين ذهبت وأين تفرَّقت، فيجمعها من أيِّ مكان صارت فيه، ويُرجعها إليه، فسبحان مَن لا تخفى عليه خافية! الله تعالى وحده أحاط علمًا بالجزئيَّات والكليَّات، والعظائم والمُحقَّرات، وأثبتها في كتاب مبين، وبعد ذلك يكون الجزاء على أعمال العباد بالثواب أو العقاب. |
﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَٰجٗاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ﴾ [فاطر: 11]
سبحان مَن يخلُق من الشيء اليسير الخلقَ الكبير، فمن ترابٍ كان أصل الإنسان، ومن نطفةٍ جاء هذا المخلوق بعد ذلك في كلِّ زمان. الزواج هو السبيل النقيُّ الذي جعله الله تعالى كفيلًا باستمرار النوع الإنساني. توقَّف قليلًا، واسرح بخيالك وتفكَّر كم من أنثى من آدميٍّ أو جانٍّ أو حيَوان في هذه الحال تحمل، وأخرى تضع، وثالثة تُجهض! كل هذا مغمورٌ في سَعة علم الله تعالى. قال عطاءٌ الخُراسانيُّ: (لا يذهب من عمُرِ إنسانٍ يومٌ ولا شهرٌ ولا ساعة إلا ذلك مكتوبٌ محفوظ معلوم). مَن كان كلُّ شيء عليه يسيرًا فهو المستحقُّ أن يكونَ هو المعبودَ حقًّا لا غيره. |
﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]
الأرزاق والآجال أقدارٌ سابقة، كتبها الله تعالى في اللوح المحفوظ، لا تتبدَّل ولا تتغيَّر، وفي ليلة القدر يُفصَل ما يتعلَّق بالسنة منها إلى الكتَبة من الملائكة، فيُميت مَن يشاء، ويَرزُق مَن يريد، سبحانه من إله حكيم عليم. |
﴿وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَآ أَشۡيَاعَكُمۡ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ ﴾ [القمر: 51]
إنه والله لإنذارٌ صريحٌ شديد؛ كما أهلكنا المجرمين السابقين سنُهلك كلَّ من تسوِّل له نفسُه محادَّةَ الله ورسوله، وقد أعذَر من أنذَر. |
﴿وَكُلُّ شَيۡءٖ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ ﴾ [القمر: 52]
مَن تيقَّن أن الله يُحصي عليه أعماله كلَّها في كتاب حفيظ، نشط للصَّالحات، وعاش في حذَر من المعاصي والسيِّئات. |
﴿وَكُلُّ صَغِيرٖ وَكَبِيرٖ مُّسۡتَطَرٌ ﴾ [القمر: 53]
مَن تيقَّن أن الله يُحصي عليه أعماله كلَّها في كتاب حفيظ، نشط للصَّالحات، وعاش في حذَر من المعاصي والسيِّئات. |
﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ﴾ [الحديد: 22]
سبقَ قضاء الله بكلِّ ما كان ويكون، فلا تذهَب نفسُك حسرةً وكمدًا، بل أطفئ نارَ مواجعك ببَرد اليقين، واخضع لأمر الله بالرِّضا والتسليم. الإيمانُ بالقدَر والتسليمُ له عن رضًا وطِيب خاطر، بَلسَمٌ لنفس المسلم يشفيها من أدوائها. |
﴿وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ ﴾ [الحشر: 3]
العذاب لازمٌ لليهود ومن سارَ سيرتَهُم في تكذيب الأنبياء، والكَيد للأتقياء، فإن فاتهم منه شيءٌ أصابهم منه آخَر. لئن تأخَّرَت عقوبةُ الله للمُحادِّين له ولدينه، إنه يوشكُ أن تصيبَهم عقوبةٌ أخرى، فليترقَّب المؤمنون ذلك. ما يحلُّ بأعداء الله في الدنيا من عقاب وعذاب، إنما هو عذابٌ معجَّل أهوِنْ به من عذاب، ولهم ما هو أقسى وأدهى يومَ الحساب. |
﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [التغابن: 11]
قال عَلقَمة: (هو الرجُل تصيبه المصيبةُ فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم). إن الله يعلم ما يُصيب عبدَه المؤمنَ من بلاء فيصبِّره ويثبِّت جَنانه، ويجازيه عن ذلك بما أعدَّه من كرامة للصَّابرين. لا يبلغ العبدُ اليقينَ حتى يعلمَ علمًا جازمًا أن ما أصابه لم يكن ليُخطئَه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبَه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وما وقعَ عليك فلن تدفعَه، وما ليس بواقع عليك فلن تجلبَه. إن رُمتَ راحةَ البال وطُمَأنينةَ الفؤاد فلتوطِّن نفسَك على الرِّضا بقضاء الله والتسليم لقدَره، مع الصَّبر والثبات. قال إبراهيمُ الحَربيُّ تلميذ الإمام أحمد: (أجمع عقلاءُ كلِّ ملَّة أنه مَن لم يجرِ مع القدَر لم يهنأ بعَيشه). ليس كالإيمان قائدٌ يقود صاحبَه إلى المبرَّات في أحواله كلِّها؛ «فإن أصابته سرَّاءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له». |
﴿وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ﴾ [الطلاق: 3]
ليس الرزقُ محصورًا بما يأتيك من مال، ولكنَّ كلَّ خير يصيبك في دينك ودنياك، وكلَّ شرٍّ يُصرَف عنك هو من رزق الله، وأعظمُ الرزق رزق القلب. سنَّةٌ بيِّنة لذوي الأبصار: مَن توكَّل على غير الله وَكَلَه الله إليه فزلَّ وضلَّ؛ لأنه لا يعلم الخيرَ والمصالح ويوفِّق إليها إلا هو سبحانه. كيف يبتئسُ مَن علم أن الله مالكٌ لكلِّ شيء، ومتصرِّفٌ بكلِّ شيء، وجاعلٌ لكلِّ شيء قدرًا وأجلًا؟ |
﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا ﴾ [الطلاق: 12]
يدرك العاقلُ المتأمِّل في أحكام الله أنَّ الذي أنزل هذه الشريعةَ المُحكَمة لا بدَّ أنه ربٌّ عظيم حكيم، كاملٌ في قدرته وصفاته. شعورُ الإنسان بعلم الله المطلَق، واستحضارُ أنه تعالى خبيرٌ بكلِّ شيء هو الضمانُ لرهافة الإحساس، ومراقبة الله في الخلَوات والجلَوات. إن الله الذي أنزل إليكم أحكامَ الطلاق وغيرَها، قد أحاط بكلِّ شيء علمًا، فهو أعلم بما يُصلح شؤونكم، ويُقيم أمركم، فلا تتعدَّوا حدودَه. |
﴿يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ﴾ [نوح: 4]
بادروا بالطاعات؛ فإن الله يبسُط في أجَل العبد إمهالًا له حتى يتوبَ ويُصلح، فإذا جاء الأجلُ بطَلَ العمل، ولا ينفع حينئذٍ تحسُّر ولا ندم. |
﴿قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا ﴾ [الجن: 25]
كلُّ آتٍ قريب، وإنَّ القيامة آتيةٌ يقينًا؛ فهي أقربُ إلينا ممَّا نظن، أفلا نعدُّ لها عُدَّةً من توبةٍ نصوح، وعملٍ صالح مَرضيّ؟ |
﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ﴾ [الجن: 26]
إنه إعلانٌ صريح عن تحرير العقل البشريِّ من الأوهام، ومن مزاعم ادِّعاء الغيب؛ لنكفــرَ بخُرافـــات المخرِّفين، وبأساطير الأوَّلين والآخرين. |
﴿إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ﴾ [الجن: 27]
إنه إعلانٌ صريح عن تحرير العقل البشريِّ من الأوهام، ومن مزاعم ادِّعاء الغيب؛ لنكفــرَ بخُرافـــات المخرِّفين، وبأساطير الأوَّلين والآخرين. |
﴿لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا ﴾ [الجن: 28]
لم يألُ رسُلُ الله في تبليغ رسالة السماء، برغم ما لاقَوا من صدٍّ وعَداء، وفي هذا حثٌّ للعلماء، على الصَّبر واحتمال البلاء. قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما: (أحصى الله ما برَأ، وعرَف عددَ ما ذرَأ، فلم يَفُته علمُ شيء، حتى مثاقيلُ الذرِّ والخردَل)؛ ﴿وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلمًا﴾ . |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الأمثال العبر التاريخية في أنباء القرى الصحبة الصالحة الاستقامة اسم الله الوهاب خلق الذكر والأنثى غض البصر وحفظ الفرج اسم الله الكبير أحكام الجهاد سوء الظن
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب