قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن النصر من عند الله في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]
جاهد نفسك قبل أن تجاهدَ عدوَّك؛ فإن مَن عَجَز عن مجاهدة نفسه فهو عن مجاهدة غيره أعجز. لا بدَّ للقائد أن يختبرَ إرادة جُنده، وقدرتَهم على إيثار الطاعات، والاستعلاء على الشهَوات، وتحمُّل التكاليف والابتلاءات. عدم القدرة على منع النفس عن رغَباتها في الأمور اليسيرة، دليلٌ على عدم ثباتها في المواقف الكبيرة. البلاء قد يكون امتحانًا بنعمة، وفتنة السرَّاء كثيرًا ما تجتال، انظر إلى القوم لم تكفِهم من النهر الذي نُهوا عنه غُرفة، ولا صبَروا على الصوم ساعة! لا تُقاس قوَّة الجيوش بالعَدَد والعُدَد فحسب، ولكن بالقلوب الصامدة، والعقائد الراسخة، والإرادات الجازمة. استحضار لقاء الله تعالى عند لقاء العدوِّ في الدنيا سببٌ لقوَّة العزيمة، واستمداد الصبر، ونيل معيَّة الله الخاصَّة المقتضية للنصر والتوفيق. التعلُّق بالآخرة سببُ الإقدام يومَ اشتداد القتال، والتعلُّق بالدنيا سببُ الإحجام عن مقارعة الأبطال، فمَن كان من أهل الآخرة كان أشجع، ومَن كان من أهل الدنيا كان أفجع. تسلَّح بالصبر ليكونَ الله معك، يقوِّيك ويثبِّتك ويؤنسك، ويمدُّك حين ينفَد زادك، ويجدِّد عزيمتك إن طال عليك المسير. |
﴿قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ﴾ [آل عمران: 13]
ليست العِبرةُ بالكثرة، فإن الغلَبة لأولياء الله المؤمنين وإن كانوا قلَّة، ولنا في التاريخ أصدقُ عِظة. فلتثِق الأمَّة بوعد الله، ولتأخُذ للأمر عُدَّته، ولا تقنَط إذا ما تأخَّر النصر أو أبطأ، فثَمَّة موعدٌ لا يتأخَّر، ولنستحضِر دومًا: ﴿وكان حقًّا علينا نصرُ المؤمنين﴾ . لا بدَّ من بصرٍ ينظر وبصيرةٍ تتدبَّر؛ لتتجلَّى العِبرة وتعيَها القلوب، فكم من عِبرةٍ تمضي والناسُ عنها غافلون! |
﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]
فلتُدرك الأمَّة المسلمة هذه الحقيقةَ الناصعة، لتعرفَ قيمتها، وتعلمَ أنها أُخرجت لتكونَ طليعةً للناس، تقودهم للخير، وتنأى بهم عن الشرِّ. لا بدَّ من الإيمان بالله وحدَه؛ ليوضعَ الميزان الصحيح للقيم، ويظهرَ التعريف الصريح للمعروف والمنكر. شرط خيريَّة الأمَّة أن تقومَ بهذا الواجب العظيم، فاجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واحذر أن تُؤتى الأمَّة من قِبَلك. حريٌّ بمَن تفضَّل الله عليه بنعمةٍ أن يرعاها، ويقومَ بواجب شُكرها، حتى لا يسلبَها منه، ويستبدلَ به غيرَه. |
﴿لَن يَضُرُّوكُمۡ إِلَّآ أَذٗىۖ وَإِن يُقَٰتِلُوكُمۡ يُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111]
متى ما تحقَّقت الأمَّة بالخيريَّة فلن يستطيعَ أعداؤها اجتثاثها، ولن ينالوا منها إلا ألمًا يسيرًا يذهب مع الأيَّام، وتبقى الأمَّة شامخةً ظاهرةً على الدوام. ليس لليهود من غلبةٍ على أهل الإيمان، حين تلتقي الصفوفُ في المَيدان، فأقصى ما يصلون به إليهم إنما هو الإضرارُ بالأذى. |
﴿وَإِذۡ غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 121]
من حُسن الإدارة والتدبير مشاركةُ القائد والمسؤول في تنظيم الفريق الذي يُديره، وترتيب مسؤوليَّاتهم، وتحديد أولويَّاتهم. يا له من موقفٍ رهيب يشهده الله تعالى؛ يسمع ما تقوله الأفواه والألسنة، ويعلم ما تهمِسُ به الضمائر والأفئدة! |
﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128]
لم يَكِل الله إلى أحدٍ من عباده مهما علا شأنُه شيئًا من أمر الثواب أو العذاب، فلا تعوِّل إلا على الله، ولا تتعلَّق إلا بحِماه. ليس لأحدٍ من الخلق أن يحكمَ على عواقب الناس ومآلاتهم في الآخرة، فإنَّ ذلك لله وحدَه. |
﴿إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160]
النصر والخِذلان بيد الله، فمنه يُلتمَس النصر، وبه يُستعاذ من الخِذلان، وإليه يكون التوجُّه، وعليه يكون التوكُّل. |
﴿وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 10]
طمأنة القلوبِ من أعظم العطايا، وقد أنزل اللهُ تعالى ملائكتَه من أجلها يوم التقاء عسكر الإيمان بعسكر الطغيان. لا تعلِّق قلبك بالأسباب، ألا ترى أنه مع وجود الاستجابة والمدَد فإن النصر لم يُنسَب إلا لله تعالى، فهو مصدرُه يتفضَّل به متى يشاء على مَن يشاء. لا تنتظر نصرَ الله من حيثُ تتوقَّع دائمًا، بل اسلُك سبُلَ نزوله، فإن الله بعزَّته إذا أنزل نصرَه لن يردَّه أحد، وبحكمته يُنزلُه متى يريد. |
﴿إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19]
الاستفتاح بالشرِّ عاقبتُه على صاحبه، فالبلاءُ موكَّلٌ بالمنطِق. لو عقَل الكافرُ لأقصرَ عن نُصرة باطله؛ لأنَّ العاقبة للمؤمنين الذين يُعاديهم، وليست له. لا تكون الكثرةُ سببًا للنصر إلا إذا تساوت مع القلَّة في الثبات والصبر والثقة بالله تعالى. الكثرة والقوَّة لن تُغنيا الكافرين، مادام الله مع عباده المؤمنين. نظرَ كثيرٌ من الناس اليوم إلى أهل الباطل فيئسوا من نصر الله لهم، في ظلِّ قوَّة عدوِّهم، وتناسَوا قوَّةَ الله، ومعيَّتَه للمؤمنين، ووعودَه بإظهار هذا الدين. |
﴿إِذۡ أَنتُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلۡقُصۡوَىٰ وَٱلرَّكۡبُ أَسۡفَلَ مِنكُمۡۚ وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡمِيعَٰدِ وَلَٰكِن لِّيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 42]
ذكَّر الله عبادَه المؤمنين بالمكان الذي كانوا فيه مع أعدائهم؛ ليتذكَّروا نعمتَه عليهم فيشكروه عليها، وكم نعمةٍ يذكِّر بها مكانُها! لو تأمَّلتَ كلَّ جزئيَّةٍ من جزئيَّات المعركة لوجَدتَّ فيها دَلالاتٍ عظيمةً على أن تدبير الله كان فوق كلِّ تدبير. إذا أراد الله قضاءَ أمرٍ هيَّأ له أسبابَه، ويسَّرها وقرَّبها، ولا يقفُ في طريق إرادته شيء. إن وقوع المعركة بين الحقِّ والباطل، واستعلاءَ سلطان الحقِّ في الواقع بعد استعلائه في الضمائر؛ يُعينُ على جلاء الحقِّ وإزالة اللَّبْس. إن الله تعالى رحيمٌ بعباده، يحبُّ لهم إقامةَ البيِّنة، فيقيمُها لهم؛ لئلَّا يعذِّبَهم، وهم معذورون بعدم وصول الحجَّة إليهم. كيف تَخفى على الله تعالى أعمالُ عباده وأقوالُهم، وهو السميعُ الذي وسعَ سمعُه جميعَ الأصوات، والعليمُ الذي يعلم السرَّ وأخفى؟! |
﴿إِذۡ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلٗاۖ وَلَوۡ أَرَىٰكَهُمۡ كَثِيرٗا لَّفَشِلۡتُمۡ وَلَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [الأنفال: 43]
ما ألطفَ تدبيرَه سبحانه لعباده المؤمنين! يسخِّرُ لنصرهم أسبابًا حتى في منامهم؛ ليَربِطَ على قلوبهم، ويورثَهم الإقدامَ على لقاء أعدائهم. لم تكن هذه الرؤيا من رسول الله ﷺ كرؤى غيره، بل كانت بِشارةَ حقٍّ من ربِّه؛ لأن رؤياه عليه الصلاة والسلام حقٌّ، وتأويلها حقٌّ. إن تهويلَ قوَّة العدوِّ له أثرٌ في إضعاف النفوس، وليست النفوس الضعيفة الخائرة في المعركة كالقويَّة، فمَن أراد نجاحًا فليقوِّ من العزائم، وليعزِّز من الثقة. ما يكونُ في الصدور ممَّا يدفعُ الناسَ عن الإقدام فاللهُ عليمٌ به وبعلاجِه، فينفث في الصدور ما يطمئنُها، ويزيل منها الخوفَ ويثبِّتها. |
﴿وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [الأنفال: 44]
جرت حكمةُ الله في ترتيب أمور الحياة على أسباب؛ ففي غزوة بدر قلَّل الله كلَّ فريقٍ في نظر الآخر؛ حتى يُتمَّ نصرَه لجنده المؤمنين، وهو قادرٌ على نصرهم بلا أسباب. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]
لقاء الأعداءِ في مَيدان الحرب يحتاج إلى ثباتٍ ومصابرة؛ لأن المسلم المقارعَ للعدوِّ يمثِّل مَن وراءه من المسلمين، وبثباته يعلو صرحُ الدين، ومثل ذا في ميادين الفكر. إذا كانت كثرةُ الذِّكرِ مطلوبةً والعبدُ أشغلُ ما يكون قلبًا، وأطيَشُ ما يكون لُبًّا، فما الذي ينبغي أن يكونَ عليه حالَ الرخاء؟! للهِ درُّ المحبِّ الذي لا ينسى محبوبَه جلَّ جلاله، وإن كان المحبُّ في خطر؛ ذلك أنه أغلى عليه من نفسه وأعزُّ، أليس في سبيله يجاهد؟ لولا أن ذكرَ الله والصلاةَ هما من أحبِّ الأعمال إلى الله لما أمر بهما عبادَه عند القتال. |
﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 62]
أيها المُحقُّ، إن خِفتَ مكرَ المبطِل بك، فثِق بالله ربِّك، فإنه يكفيك ذلك الكيد. في زمان الخداع ومكانه لا أنجى من التوكُّل على الله، وتعليقِ القلب به، مع العمل بالحسِّ الأمنيِّ المشروع والأخذ بالأسباب، وبذلك يأمَن المؤمنُ من مكر أهل الباطل. يتكفَّل اللهُ بنصر عباده المؤمنين بتدابيرَ خفيَّةٍ أو ظاهرة، فما أحسنَ الثقةَ بالله مع الأخذ بالأسباب لنيل ذلك التأييد العظيم! يا له من شرفٍ عالٍ للصحابة الكرام، وشهادةٍ عزيزة من الله لهم، بأن جعل تأييدَهم للرسول ﷺ عَقيبَ تأييد الله له! |
﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25]
عناية الله تعالى وتأييدُه لرسوله ﷺ وللمؤمنين بمعيَّته؛ أعظمُ شأنًا وأدنى إلى النصر من قوَّة أعدائهم الماديَّة، فمَن نال ذلك فقد رفرفَ الظفَرُ على رايته. التجرُّد لله تعالى، والصلةُ به سبحانه هي عُدَّة النصر التي لا تخذُل المؤمنين وإن قلَّ منهم العَدد والعَتاد، أو خذَلهم المالُ والإخوان والأولاد. قد تغُرُّ الكثرة أصحابَها، فيتهاونون في توثيق صِلة الاستنصار بالله، وتشغَلُهم عن سرِّ النصر في هذه الحياة، فيُهزمون. يربِّي الله عبادَه المؤمنين ببعض الجِراح، ليَسلَمَ جسدُ الإيمان، فالأجسام قد تَصِحُّ بالعِلَل. |
﴿ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [التوبة: 26]
ربَّما أنزل اللهُ من عندِه سكينةً على عبده، بلا أسبابٍ ولا مُقدِّمات، بل بمَحضِ تقديره وفضله. إذا امتحنَ اللهُ عبادَه بالهزيمة، فخضعوا له، استوجبوا منه العِزَّ؛ فإن خِلعةَ النصر إنما تكون مع وَلاية الذلِّ لله وحدَه. في حُنَين هُزم الكافرون بعد أن لاحَ لهم بريقُ النصر، ومن أشدِّ ما يكون على النفس وقعًا: حصولُ الهزيمة بعد الأمل العريض بالنصر. جزاء الكافرين وَخيم؛ فليس عذابُهم مقصورًا على الآخرة فحسب، ولكنَّهم يُعذَّبون قبل ذلك في الدنيا بأنواع العذاب، منها الهزيمةُ والقتل. |
﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [يونس: 103]
مهما طالَ زمنُ البلاءِ فلا بدَّ من يومٍ يأذنُ اللهُ فيه بالنجاة، وتكونُ تلك النجاةُ يومَها عظيمةَ الوقع على النفوس والحياة. يُدافع الله تعالى عن الذين آمنوا، وبحسَب ما يكون للعبد من الإيمانِ والعمل الصالح تحصُل له النجاةُ من المكارِه. |
﴿فِي بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [الروم: 4]
قد يطول أمدُ زهو المشركين أو يقصُر، ولكنَّ خِذلانهم آتٍ لا محالة. لا يكفي وجودُ أسباب النصر والهزيمة، بل لا بدَّ من موافقة قضاء الله تعالى وقدره؛ فإنَّ كل حادث وحالة ونشأة وعاقبة ونصر وهزيمة محكومةٌ بالقضاء والقدر. إنما النصر بيد الله، فمَن شاء نصره، ومَن شاء خذله؛ قويًّا كان أو ضعيفًا، فالخلقُ خلقه والأمر أمره، ولا يُسأل عمَّا يفعل سبحانه وتعالى. |
﴿بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 5]
قد يطول أمدُ زهو المشركين أو يقصُر، ولكنَّ خِذلانهم آتٍ لا محالة. لا يكفي وجودُ أسباب النصر والهزيمة، بل لا بدَّ من موافقة قضاء الله تعالى وقدره؛ فإنَّ كل حادث وحالة ونشأة وعاقبة ونصر وهزيمة محكومةٌ بالقضاء والقدر. إنما النصر بيد الله، فمَن شاء نصره، ومَن شاء خذله؛ قويًّا كان أو ضعيفًا، فالخلقُ خلقه والأمر أمره، ولا يُسأل عمَّا يفعل سبحانه وتعالى. |
﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]
كفى بمخالفة الرسُل إجرامًا أنها توجب انتقامَ الله تعالى وحلول عقابه! أوجب الله على نفسه الحقَّ والعدل، وحرَّم عليها الظلم؛ تفضُّلًا منه تعالى، فلا يتعالينَّ عظيمٌ من عظماء الناس عن أن يوجبَ على نفسه ما يكون من مقتضَيات الحقِّ والعدل. الإيمان مِعراجُ الوصول إلى النصر المأمول، فمَن أراد النصر فليحقِّق الإيمان الذي يرضاه الملك الديَّان. |
﴿وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ﴾ [الأحزاب: 26]
رُعب الكافرين من المؤمنين جنديٌّ من جنود الله لا تستعصي عليه الحصونُ المنيعة، ينصر الله به أولياءه، ويهزِم به أعداءه. لمَّا أراد العدوُّ إخافةَ المؤمنين وإذلالهم واستئصالهم انتصر الله تعالى لأوليائه، فأخاف عدوَّهم وأذلَّهم، وردَّهم خائبين. |
﴿وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 27]
ما أهونَ العبدَ حين يكفر بالله ويحارب أولياءه ودينه! فإن نفسه وما يملكه من دنيا وأعراض تصير رخيصةً لا قيمةَ لها، يورث الله عباده المؤمنين مُلكها وتصريفها. فلتطمئنَّ قلوب المؤمنين على مستقبل الإسلام الذي وعِدوا بنصره وإعزازه والتمكين له، فإنه وعدٌ من الله تعالى الذي يجعل بقوَّته وعزَّته من قلَّة المسلمين كثرة، ومن ضعفهم قوَّة. |
﴿وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضۡلٗا كَبِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 47]
إذا كان الله الكبير تعالى يبشِّر عباده بفضل يصفه بالكبير، فما ظنُّك بعظمة ذلك الفضل؟ ما أرجاها من آيةٍ في كتاب الله! يأمر الله نبيَّه ﷺ بأن يبشِّرَ الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم في روضات الجنَّات لهم ما يشاؤون عند ربهم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا ﴾ [الأحزاب: 57]
من لوازم الإيمان بالله تعظيمُ رسوله وتوقيره، وإبعاد الأذيَّة عنه وتنزيهه، فمَن آذاه فهو مُبعد عن رحمة الله في الدنيا والآخرة، وأعدَّ الله له العذاب المُهين، وهل يكون كذلك إلا الكافر؟! |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
البيعة الجاذبية الحب رب السماء والأرض الفحشاء الإعفاء الأسباط جنات النعيم اسم الله الأعلى شكر النعمة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب