قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن مصير الكفار في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ﴾ [آل عمران: 12]
إنما الأعمال بخواتيمها، وخاتمة الكفَّار الخِزيُ والخَسار، مهما كسَبوا من جَولات وجَولات، ولعَذابُ الآخرة أشدُّ وأَنكى. يا له من وعيدٍ للكفَّار المارقين، ومن بِشارةٍ للمؤمنين المتَّقين؛ إنكم ما استقمتُم على الحقِّ وثبَتُّم لفائزون منصورون، وإن الطغاة لمهزومون مدحورون، وإن غدًا لناظره قريب! |
﴿وَلَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِۚ إِنَّهُمۡ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلَّا يَجۡعَلَ لَهُمۡ حَظّٗا فِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 176]
مَن استجابَ لله فإنما نفسَه نفَع، ومن كفرَ فإنما نفسَه بخَع، فلا تحزن على من اختار سبيلَ الشيطان، وسارعَ في الكفر والعصيان. إذا رأيتَ الله تعالى يتابع نعمَه على عبدٍ من عباده وهو مسارعٌ إلى معاصيه، فاعلم أنه قد هانَ عليه أمرُه؛ فإن الإعطاء والإمهال، لا يَعنيان الرضا والإهمال. لمَّا كان إسراعُهم إلى الكفر عظيمًا، ظانِّين عظمةَ ما أسرعوا إليه؛ تلقَّاهم في النهاية عذابٌ عظيم؛ جزاءَ ما اجترحوا من ذنبٍ عظيم. |
﴿قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُل لِّلَّهِۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 12]
الإقرار بوجود الله ومُلكه يَلزمُ منه الإقرارُ بوَحدانيَّته وانفراده. إذا كانت رحمةُ الله في الدنيا لا تُحصى مظاهرُها، وهي رحمةٌ واحدة، فكيف رحمتُه بعباده يومَ المَعاد، وهي تسعٌ وتسعون رحمة؟! كتب الله على نفسِه الرحمة، ولم يكتبها عليه أحد؛ فضلًا منه وكرما، ورأفةً بعباده وحِلما. لو شاء اللهُ لحاسب كلَّ أحدٍ من خلقه وحدَه دون ذلك الجمع، ولكنَّه جمعَ الخلقَ كلَّهم في صعيدٍ واحد؛ تشريفًا لأهل طاعته بين الخلائق بثوابه، وإذلالًا لأهل معصيته بعقابه. الإيمان بطاقةُ النجاة بين يدَي الله تعالى، فمَن أضاعها فقد خسر خسرانًا مبينًا. |
﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنفال: 55]
إن الكفرَ بالله يحُطُّ صاحبَه في مرتبةٍ أدنى من مرتبة عجماوات الدوابِّ؛ لأن فيها منافعَ للناس، وهو لا نفعَ منه، بل شرٌّ وشؤم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ ﴾ [يونس: 7]
لتكُن هِمَّتُك عالية، وغايتُك المَرجُوَّة سامية، فلا تَرضَ لنفسك بحياةٍ ناقصةٍ مكدَّرةٍ زائلةٍ، بل اطلب لها حياةً باقيةً، صافيةً كاملة. البهجةُ بالحياة الدنيا والرضا بها والتوغُّل في مُلهِياتها يَصرِف عن الاستعداد للآخرة بمقدارِ ذلك الابتهاج والرضا واللهو. إن رجاءَ لقاءِ الله واستشعارَ الانتقالِ إليه يزهِّدُ العبدَ في الدنيا ويرغِّبُه في الآخرة. مَن لا يخاف اللهَ دأبُه الغَفلةُ عن آيات ربِّه التي فيها نَجاتُه وسعادته، لكنَّه ليس بغافل عن الشهَوات والشبُهات التي فيها هلاكه وشقاؤه! |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [يونس: 8]
مَن رضيَ بالدنيا وحدَها لم يعمل للآخرة عملًا، فصارت أعماله سببًا لدخوله النار وبقائه فيها. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [هود: 18]
كلُّ الخلائقِ ستُعرَضُ على ربِّها، ولكن يا لِخِزيِ مَن كذَب على ربِّه الذي أحسنَ إليه، وبيَّنَ له السُّبُل، وأرسل إليه الرسُل! ما أشقَّه من موقفٍ يومَ يُطردُ من رحمة اللهِ ناسٌ هم أحوجُ ما يكونون فيه إلى رحمته! |
﴿ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [هود: 19]
إن كان من الظلم التعدِّي على حقوق الخلق، فإن من أعظم الظلم أن يتعدَّى المرءُ على حقوق الخالقِ تعالى، بصدِّ الناس عن سبيله، ورفض الاستقامة فيها. بلغَ الغايةَ في الكفر، والنهايةَ في الضلال، مَن صدَّ عن سبيل الله، وابتغى الزيغَ في شرعه. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ ﴾ [هود: 20]
حين يُمهل الله العصاةَ في الدنيا وهو قادرٌ على عقابهم، فذاك منذرٌ بمضاعفةِ العذاب عليهم يومَ القيامة. إن عذابَ اللهِ عذابٌ عظيم، فكيف إذا ضوعفَ هذا العذاب؟ الموفَّقُ حقًّا من أعانه اللهُ برحمته على سماع الحق، وأنارَ بصيرتَه حتى يراه، والمخذولُ من منعَه توفيقَه حتى امتنعَ عن قَبول الحق. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [هود: 21]
ماذا كسَبَ مَن خسر نفسَه عند ربِّه وأضاعها وأوردها المهالك؟ يا لها من حسرةٍ أن يُضيعَ المرء ما كان يؤمِّلُ نفعَه، ويكتشفُ أن ما كان يعوِّلُ عليه ما هو إلا هُراء، وكذبٌ وافتراء! |
﴿لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ ﴾ [هود: 22]
لا يُقارَنُ أخسرُ الخاسرين بخاسرٍ، فكيف يُقارَن بمَن بلغَ الدرجاتِ العُلا في الجنان والرضوان؟! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَا يَهۡدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النحل: 104]
مَن آمنَ بالحقِّ حقَّ الإيمان انقادَ إليه، فهداه إلى الرُّشد في الأفعال والأقوال، ونجَّاه يومَ القيامةِ من الأهوال. |
﴿إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ﴾ [النحل: 105]
أعظم أنواعِ الكذبِ ما كانَ منه على الحقِّ عزَّ وجلَّ، ولو آمنَ باللهِ تعالى عبدٌ لعظَّمه، وعظَّم قولَه أن يُفترى عليه. المؤمن لا يركبُ مركبَ الكذب؛ لأنه يرجو ثوابَ الله ويخشى عقابَه، ومَن لم يكن كذلك سهُلَ عليه امتطاءُ صهوةِ الفِرى. |
﴿وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلٗا ﴾ [الكهف: 55]
ما يمنع كثيرًا من الأمم من الإيمان إلا الطغيانُ والاستكبار، وما يحُول بينها وبين الاستغفار إلا الإباء والإصرار، على كبائر الآثام والأوزار. |
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ خَيۡرٞ مَّقَامٗا وَأَحۡسَنُ نَدِيّٗا ﴾ [مريم: 73]
ليست الهدايةُ لمَن كان أحسنَ حالًا؛ قوةً أو مالًا، جاهًا أو جمالًا، بل هي نورٌ يقذفه الله تعالى في قلب مَن يشاء من عباده؛ ضعيفٍ أو قوي، فقيرٍ أو غني. |
﴿وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأۡتِينَا فَرۡدٗا ﴾ [مريم: 80]
يأتي الإنسانُ يوم المعاد لا مالَ يغنيه، ولا قوة تحميه، ولا ولد يصحبه، ولا جاه يرفعه، بل يترك ذلك كله في الدنيا، ويَرِد الآخرة وحيدًا فقيرًا. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [النور: 39]
لتكن عنايتُك بصحة عملك وإخلاصك فيه بالغة؛ لتجد ثوابه يوم القيامة حاضرًا غير غائب، مقبولًا غير حابط. كلُّ عمل لا يزكِّيه الإيمان هو أشبه بالميتة، لا يؤكل لحمها وإن كانت من أطيب الحيوان لحمًا! ما من صاحب باطل يرجو من باطله أن ينفعَه يومًا ما إلا وجده خائنًا له في وقت هو أحوج ما يكون إليه. إذا كان الظمآن ينتهي أمرُه عند رؤية السراب بخيبة الأمل فإن الكافر بعد النصَب والتعب سيجد مع خيبة الأمل هذه جزاء وافيًا لا تخفيفَ فيه، فما أعظمَها من خيبة! ما أشقى العاطلَ من العمل الصالحِ حين لقاء ربه، يوم يلاقيه وهو له بالمرصاد، ليجزيه جزاء عمله السيئ كاملًا غير منقوص! |
﴿أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ ﴾ [النور: 40]
ما أشبهَ تلاطمَ الشكوك والشبهات والعلوم الفاسدة في القلوب المظلمة التي تراكمت عليها سحب الغَيِّ والهوى والباطل بتلاطم أمواج البحر ومن فوقها سحاب مظلم! لمَّا كان الجهل والكفر والظلم والهوى ظلماتٍ بعضُها فوق بعض، كان المتقلِّب فيها منغمسًا في ظلمات القول والعمل، والمدخل والمخرج والمصير. |
﴿لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]
الاستقرار النفسيُّ مطلوب للداعية، فلا يصل به الحرصُ على صلاح المدعوِّين إلى الحدِّ الذي يُهلك فيه نفسه همًّا وغمًّا وأسفًا وحزنًا على عدم استجابتهم. |
﴿إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ ﴾ [الشعراء: 4]
لو شاء الله تعالى لأنزل آيات يُذعن لها الناس مُكرَهين، لكن حكمته تعالى قضت ألا يحملَ عباده على الإيمان به إلا طائعين. |
﴿وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ مُحۡدَثٍ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهُ مُعۡرِضِينَ ﴾ [الشعراء: 5]
إعراض الكافرين عن القرآن الكريم هو إعراضٌ منهم عن رحمته، والعاقل مَن يتوخَّى مواضعَ رحمة ربِّه فيتعرَّض لها. |
﴿فَقَدۡ كَذَّبُواْ فَسَيَأۡتِيهِمۡ أَنۢبَٰٓؤُاْ مَا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الشعراء: 6]
إعراضٌ فتكذيبٌ فاستهزاءٌ، دركاتٌ بعضها أسفل من بعضٍ، يتدلى صاحبها من واحدة إلى أخرى حتى يصل به الانحدار إلى قعر الشقاء. من أسباب وقوع الوعيد الاستهزاءُ به، وتلك مَهلَكة لا يلقي نفسه فيها سوى مَن نزَع من قلبه تعظيمَ وحي ربِّه، وأصرَّ على تكذيبه به حتى خفَّ على لسانه الهُزء به. |
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَمۡ أَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ ﴾ [الشعراء: 7]
كلما نظر المؤمن إلى مشاهد هذا الكون تنبه إلى بدائع صنع الله تعالى المبثوثة فيه، فلا يزال يستشعر عظمة الخالق كلما وقعت عيناه على روائع هذا الخلق. |
﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 8]
مَن تأمَّل في نبات الأرض كيف أنشأه الله بعد أن لم يكن رأى آيةً لله دالَّة على إمكانيَّة البعث، ولكن الآية مهما عظمت لا تنفع المُعرض. |
﴿كَذَٰلِكَ سَلَكۡنَٰهُ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الشعراء: 200]
الإجرام سببٌ من الأسباب التي تجعل الكفر يُتشرَّب في القلوب، فكأنه بعد ذلك في ملازمته إيَّاها يجري فيها فلا يفارقها. |
﴿مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ ﴾ [الشعراء: 207]
ليس كل مَن أُوتي متاعًا يُغبط عليه، فكم من أُناسٍ غرَّهم ما آتاهم الله وأساؤوا استخدام النعم، فكانت وبالًا عليهم! أين تلك المتعُ والنعم؟ وأين السلطانُ والحشَم؟ وأين الأموالُ والدنيا العريضة عند نزول عذاب الله تعالى؟ فهل أغنت عن أهلها شيئًا؟ |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ ﴾ [النمل: 4]
حينما تخلو القلوب من الإيمان بالآخرة تُقبل على المعاصي فتستحسنها كأنها طاعات، وتكره القرُبات كأنها لديها سيئات! ما من مُعرضٍ عن منهج الله سبحانه وتعالى إلا وهو متخبِّطٌ خبطَ مَن لا بصيرة له، فلا تراه ذا رأي سديد، ولا عمل رشيد. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ ﴾ [النمل: 5]
أيُّ خسارة للمرء أعظم من خسارته لنفسه في الآخرة، حينما أرداها في سوء العذاب في الدنيا؟! |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلۡنَحۡمِلۡ خَطَٰيَٰكُمۡ وَمَا هُم بِحَٰمِلِينَ مِنۡ خَطَٰيَٰهُم مِّن شَيۡءٍۖ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ﴾ [العنكبوت: 12]
يعرِض الإسلام فساد تصوُّر الكفار للتبعية والجزاء، ويقرر حكم الله تعالى فيه بما يحقق العدل في أجلى مظاهره. قد ترى من الناس مَن يقول لصاحبه مشجعًا إياه على فعل القبائح: افعل هذا وإثمه في عنقي! فبئس الضمان، وبئست الاستجابة. إذا كانت الأوزار يشِقُّ على المرء ثقلها، حتى ما يكاد يطيق حملها، فكيف بمَن سيحمل أثقاله وأثقالَ من أغواه وأضلَّه؟ قال رسول الله ﷺ: (مَن سَنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر مَن عمل بها من بعده، من غير أن يَنقُص من أوزارهم شيء). بئست عاقبةُ أولئك الذين يزيِّنون للناس طريق الغَواية، ويكذِبون عليهم حين دعوتهم إليه، فهم بما فعلوا آثمون، حاملون أوزار مَن يُضلُّون، مؤاخَذون بما كانوا يفترون. يا ويلَ دعاةَ الضلال من سؤال يوم القيامة! فإن سؤالهم أكيد، والعذابَ من بعده شديد، فهل أعدُّوا له الجوابَ الذي ينجيهم؟ |
﴿وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13]
يعرِض الإسلام فساد تصوُّر الكفار للتبعية والجزاء، ويقرر حكم الله تعالى فيه بما يحقق العدل في أجلى مظاهره. قد ترى من الناس مَن يقول لصاحبه مشجعًا إياه على فعل القبائح: افعل هذا وإثمه في عنقي! فبئس الضمان، وبئست الاستجابة. إذا كانت الأوزار يشِقُّ على المرء ثقلها، حتى ما يكاد يطيق حملها، فكيف بمَن سيحمل أثقاله وأثقالَ من أغواه وأضلَّه؟ قال رسول الله ﷺ: (مَن سَنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر مَن عمل بها من بعده، من غير أن يَنقُص من أوزارهم شيء). بئست عاقبةُ أولئك الذين يزيِّنون للناس طريق الغَواية، ويكذِبون عليهم حين دعوتهم إليه، فهم بما فعلوا آثمون، حاملون أوزار مَن يُضلُّون، مؤاخَذون بما كانوا يفترون. يا ويلَ دعاةَ الضلال من سؤال يوم القيامة! فإن سؤالهم أكيد، والعذابَ من بعده شديد، فهل أعدُّوا له الجوابَ الذي ينجيهم؟ |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحۡمَتِي وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [العنكبوت: 23]
شتَّان بين المؤمن والكافر، فالمؤمن لا يزال يطمع في رحمة ربِّه في دنياه وآخرته، والكافر لا يسترحم اللهَ في دنياه، ولا يطمع في رحمته حين يرى ما أُعدَّ له في أُخراه. مَن رحمه الله في الدنيا بتوفيقه لطاعته كان من أهل رحمته في الآخرة، ومَن سخط عليه الله في حياته كان من اليائسين من رحمته يوم لقائه. لا نجاةَ من الخلود في العذاب للكافر بآيات الله ولقائه، اليائسِ من رحمته، وأما المؤمن -وإن دخل النار بذنوبه- فقد تدركه رحمة الله، فيخرج منها لحسن رجائه بربه. |
﴿وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥٓۚ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [لقمان: 23]
لا تحزن إن تجرأ قومٌ على دعوة الحق وحاربوها، فإن مرجعهم إلى الله تعالى فيجازيهم، وهو الذي لا تخفى عليه ما تُكنه ضمائرهم. |
﴿وَٱلَّذِينَ يَسۡعَوۡنَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ ﴾ [سبأ: 38]
لن يفلح الساعون في إبطال آيات الله تعالى مهما بالغوا في سعيهم ومكرهم إذا كان عذاب الله تعالى ينتظرهم ملازمًا لهم ومحيطًا بهم. |
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٌ ﴾ [فاطر: 7]
كن من أهل الإيمان الصادق، والعمل الصالح الخالص، وأبشر بمغفرة ربِّك وأجره الكبير لك. |
﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا ﴾ [فاطر: 39]
هذه الحياة يدبِّرها الله، أعمارها وآجالها بيده، فيخلق لها أجيالًا متتابعة، يخلُف بعضُها بعضًا إلى أن ينتهيَ كلُّ خلق في الأرض ويزول، ولا يبقى إلا الحيُّ القيُّوم. مَن تأمَّل في مسيرة الحياة بالأحياء؛ أرحامٌ تدفع وأرض تبلع، وأمَّة تَعقُب أمَّة؛ أيقن أن الحياة الدنيا إلى فناء، فليس لأحد فيها بقاء، فالمغرور مَن انخدع بها، ونسي ما بعدها. اعلم أيها الإنسانُ أن وِزرَ معصيتك على نفسك لا على غيرها، فارحم نفسَك اليوم بالطاعة، قبل أن تعذِّبَها غدًا نتيجةُ المعصية. كلَّما استمرَّ المرء على انحرافٍ وضلالةٍ، ازداد عند الله بغضًا وخسارة، بخلاف المؤمن الذي كلَّما ازداد طاعةً وعمرًا، ازداد عند الله حبًّا وأجرًا. لو لم يكن الكفر مستوجبًا لشيء سوى مَقْت الله تعالى لكفى ذلك في قبحه، ولو لم يستوجب شيئًا سوى الخسار لكفى ذلك في البعد عنه والحذر منه. |
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ﴾ [يس: 45]
يثير المولى في قلوب عباده الخوف، ويحذِّرهم موجبات الغضب، وهي محيطةٌ بهم من أمامهم ومن ورائهم، ولكن لا تجد أكثرهم مستجيبين. |
﴿وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ ﴾ [يس: 46]
إنها آياتُ الله البيِّنات، وحُججه الواضحات الجليَّات، تَعرِض للمستكبرين صباحَ مساءَ، فلا تزيدهم إلا إعراضًا وبُعدًا. |
﴿وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ ﴾ [ص: 27]
مَن أساء الظنَّ بربِّه وبكماله وحكمته فلا يلومنَّ إلا نفسَه؛ ﴿وذلكُم ظنُّكمُ الذي ظننتُم بربِّكم أرداكُم فأصبحتُم منَ الخاسرين﴾ . |
﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ ﴾ [ص: 28]
العقل السليم يوقنُ أنه لا بدَّ من مَعاد وجزاء، يُثيب الله فيه المؤمنين الأتقياء، ويعاقب المفسدين الأشقياء. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ ﴾ [فصلت: 41]
ما أبأسَ حالَ مَن لم يَرفع بالقرآن رأسًا؛ إيمانًا وذكرًا وعملًا! تراه في الدنيا يَخبِط على غير هدًى، ويوم القيامة يرى باطلَ عمله مُحضرًا. وكيف لا يكون القرآن عزيزًا، وقد حفظه ربُّه من التغيير والتبديل، وجعله بصحَّة معانيه حِصنًا حصينا، وبرِفعةِ بيانه صرحًا مَكينا؟! اتلُ أيُّها المسلم كتابَ ربِّك بعينَي فؤادك وقلبك، وتدبَّر مقاصدَ آياته وعِظاته، تجد فيه ما تجيش له النفسُ، تعظيمًا لحكمة الله، وحمدًا على نعمته. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 8]
كتب الله على الكافرين التعاسة، فانقطع بذلك الأملُ وخاب الرجاء، ولو طرقوا أبوابَ السعادة الدنيويَّة كلَّها لن يدركوا إلا التعب. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 9]
قَبول وحي الله تعالى وحبُّه والرضا به والعملُ به هو عين الإيمان بالكتاب، فمَن كرهه لمخالفته لهواه -ولو قَبِله- فإن ذلك لا ينفعه حتى يُحبَّه ويرضى به ظاهرًا وباطنًا. |
﴿۞ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا ﴾ [محمد: 10]
هكذا يسير المؤمنُ في دروب الحياة، متأمِّلًا ما يعرض أمامه، مستلهمًا الدروسَ من كلِّ حادثة، فيجد عِبرًا تثبِّته على الطريق المستقيم. إذا أظلم القلبُ عن مشاهدة ضياء الآيات، وما فيها من عظات، لجَّ في ظلمات المعاصي. وعدٌ صادق -ولا يُخلِف الله وعده- لكلِّ مَن كفر به وحارب رسُله، أن سُنَّته فيهم ماضية كما أهلكَ مَن كان قبلهم. مَن كان اللهُ مولاه فهو في كَنَف القويِّ يدفع عنه، فلا قلقَ يساوره، ولا مَخاوفَ تلاحقه. إذا قطع الله حبله عن عبد فإنه لن تنفعَه الإنس والجنُّ ولو اجتمعوا لنفعه، فهو مُضيَّع عاجز خاسر ولو اجتمعت له كلُّ أسباب الحماية. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ ﴾ [محمد: 11]
هكذا يسير المؤمنُ في دروب الحياة، متأمِّلًا ما يعرض أمامه، مستلهمًا الدروسَ من كلِّ حادثة، فيجد عِبرًا تثبِّته على الطريق المستقيم. إذا أظلم القلبُ عن مشاهدة ضياء الآيات، وما فيها من عظات، لجَّ في ظلمات المعاصي. وعدٌ صادق -ولا يُخلِف الله وعده- لكلِّ مَن كفر به وحارب رسُله، أن سُنَّته فيهم ماضية كما أهلكَ مَن كان قبلهم. مَن كان اللهُ مولاه فهو في كَنَف القويِّ يدفع عنه، فلا قلقَ يساوره، ولا مَخاوفَ تلاحقه. إذا قطع الله حبله عن عبد فإنه لن تنفعَه الإنس والجنُّ ولو اجتمعوا لنفعه، فهو مُضيَّع عاجز خاسر ولو اجتمعت له كلُّ أسباب الحماية. |
﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ لِتُؤۡمِنُواْ بِرَبِّكُمۡ وَقَدۡ أَخَذَ مِيثَٰقَكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [الحديد: 8]
لا عُذرَ بترك الإيمان لمن بلغَته الحُجَجُ القاطعة، وأتته البراهينُ الساطعة، كيف وقد أخذ الله علينا الميثاقَ بما آتانا من فطرة وعقل، وقدرة على تمييز الحقِّ من الباطل؟! إذا استشعرتَ فتورًا في إيمانك فتذكَّر ما عاناه رسولُ الله ﷺ في تبليغ الرسالة إليك، وشدَّة حِرصه على تمسُّك المسلمين بأهداب الإيمان والشَّرع المطهَّر. |
﴿هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦٓ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الحديد: 9]
ما أعظمَ رأفةَ الله بعباده ورحمتَه بهم! فقد أرسل إليهم من الأدلَّة ما يهديهم بها إلى سعادة دنياهم وآخرتهم، فله الحمدُ على واسع فضله. يؤتى الإنسانُ من البصيرة، وتُشرق نفسُه بأنوار الإيمان بمقدار ما يتدبَّرُ من آيات ربِّه، وما يتبصَّرُ بهداياتها، والعمل بها. |
﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [التغابن: 5]
مَن لم يعتبر بأخبار مَن مضى من الأمَم، وبما حلَّ بها من العذاب والنِّقَم، يوشك أن يصيبَه ما أصابهم، ويبيتَ لغيره عِظةً يجري بها القلَم. مَن تمادى في الاستكبار ولم يعبأ بالنذُر، أذاقه الله من العقاب في الدنيا ما يكونُ به لغيره عبرة، وله في الآخرة مزيدٌ ومزيد. إذا كانت النفسُ تَعافُ طعمَ الصَّبِر المرِّ وأثرَه الكريهَ في الفم، فإن الكفَّار ليتجرَّعون من صنوف العذاب المرِّ أضعافًا وأضعافًا. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ ﴾ [التغابن: 6]
لمَّا كانت الرسالةُ السماويَّة منهجًا إلهيًّا للبشَر، كان لا بدَّ أن تتمثَّل واقعيًّا في فردٍ منهم، يكون بشخصه تَرجُمانًا لسموِّها، وأسوةً للآخَرين. آفةُ الآفات الكِبْر، فإنه يصدُّ صاحبه عن الإذعان للحقِّ والبيِّنات، ويُعميه عن إبصار الحُجَج الواضحات، ويهوي به في الجحيم أسفلَ الدَّرَكات. أيها المسلمُ، إن الله غنيٌّ عنك وعن عبادتك، ولكنْ من تمام فضله أنه يحمَدُ لعباده إحسانَهم ويكافئُهم عنه بأحسنَ منه. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [التغابن: 10]
قال رسولُ الله ﷺ: «لا يدخلُ النَّارَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من الجنَّة لو أحسن؛ ليكونَ عليه حسرة»، فهل من غَبْنٍ أبيَنُ من هذا؟! مهما حقَّقتَ في الدنيا من فوز ونجاح، فإنَّ الفوز الأبلغَ هو أن تُزحزَحَ عن النار بمغفرة ذنوبك، وتدخلَ الجنَّةَ بفضل الله ورحمته. يا خسارةَ أهل الكفر والضَّلال؛ يخسرون النجاةَ ابتداءً، ويُغبَنون ما كان يمكنُ أن يفوزوا به؛ بذهابه إلى المؤمنين الصادقين انتهاء. |
﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [الملك: 6]
من زيادة العقوبة للمستكبرين أنَّ حواسَّهم كلَّها تشترك في العذاب؛ فجلودهم تتذوَّق لذَعات اللهب، وألسنتهم تتجرَّع غُصَصَ الغِسلين، وآذانهم تُصَكُّ بصوت النار تغلي وتفور. حُقَّ لمَن يتصوَّر مشهدَ النار وهي تفور وتغلي، وصوتها الرهيبُ يزلزل القلوبَ بهوله وشدَّته أن يتَّقيَها ويسعى إلى الفِرار منها. |
﴿إِذَآ أُلۡقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقٗا وَهِيَ تَفُورُ ﴾ [الملك: 7]
من زيادة العقوبة للمستكبرين أنَّ حواسَّهم كلَّها تشترك في العذاب؛ فجلودهم تتذوَّق لذَعات اللهب، وألسنتهم تتجرَّع غُصَصَ الغِسلين، وآذانهم تُصَكُّ بصوت النار تغلي وتفور. حُقَّ لمَن يتصوَّر مشهدَ النار وهي تفور وتغلي، وصوتها الرهيبُ يزلزل القلوبَ بهوله وشدَّته أن يتَّقيَها ويسعى إلى الفِرار منها. |
﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ﴾ [الغاشية: 17]
دعاهم الله إلى تأمُّل ألصقِ الكائنات ببيئتهم؛ ليقفوا على ما فيها من بديع صُنعِه، وفي هذا لفتٌ للمربِّين والدعاة إلى أهميَّة ضرب الأمثال المحسوسة في تقريب المعاني. |
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا حِسَابَهُم ﴾ [الغاشية: 26]
اعملوا ليوم الإياب، فما منكم من أحدٍ إلا وسيكلِّمُه اللهُ يومَ الحساب، ليس بين الله وبينه تَرجُمان، فمَن استطاع أن يتَّقيَ النارَ ولو بكلمةٍ طيِّبة فليفعل. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
السحاب الضمير الفضول كنز الذهب والفضة الحض على الصلاة في وقتها الصدقة السماء شهادة الرسل على الأمم اسم الله المصوّر فالق الحب والنوى
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب