قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الندم والحسرة في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 27]
أيُّ صورةٍ سيكون عليها أهلُ النار وهم موقوفون عليها؟ لقد تسابقَت إليهم ظلماتُ الهوان والانكسار فكسَتهم الذلَّ والحزَن. للعـاقل الحيِّ فُسحـةٌ من الوقت للاعتبار بمَن مضى؛ بألا يفعلَ أفعالهم، حتى لا يَرِدَ مواردَهم. |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ﴾ [الأنعام: 30]
لو عرَف الإنسانُ عِظَمَ الوقفة يوم الحساب لما وقفَ عن طاعة ربِّه، ولما كَلَّ عن طلب ما يُرضي مولاه؛ ليسلمَ من هول ذلك المقام بين يديه. أشدُّ الحسَراتِ وجعًا حسرةٌ لا تُعقِبُ فرجًا، ولا تخفِّف وجعًا، فاجعل لنفسك وقايةً من ذلك المصير، بطاعةِ ربِّك العليِّ القدير. زراعة اليوم حصادُ الغد، فمَن زرع الكفرَ حصد العذاب، واللهُ غنيٌّ عن تعذيب مَن لا يستحقُّ. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الأعراف: 36]
ما أبعدَ المكذِّبين المستكبرين عن أن يكونوا وِجهةً للمقتدين! وما أقربَهم من كونهم قدوةً للضالِّين والمعرِضين! نار جهنَّمَ هي السجنُ المؤبَّد الذي حُكم به على المكذِّبين بآيات ربِّ العالمين، أما إنهم لو آمنوا وصدَّقوا لما صدرَ هذا الحكمُ في حقِّهم. |
﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ يَنَالُهُمۡ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوۡنَهُمۡ قَالُوٓاْ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ ﴾ [الأعراف: 37]
الكذب على الله تعالى والكفرُ به صِنوان، وهما أشدُّ صنوف الظلم والعصيان. لقد جعل اللهُ للكفَّار في الدنيا نصيبًا؛ يقيمُ به عليهم الحجَّةَ على عدله وإمهاله، فإذا وردوا الآخرةَ فما لهم فيها من نصيبٍ غير العذاب. سؤالٌ لا بدَّ أن يطرقَ سمعَ كلِّ كافر، ما كان يومًا يدورُ في خَلَده أنه سيلاقيه، وفي وداع الدنيا سيوافيه: ﴿أينَ ما كُنتُم تَدعُونَ من دُون الله﴾ . من على فراش الموت يبدأ عذابُ المشرك، فيصُكُّ سمعَه تقريعُ ملَك الموت بالسؤال عن إشراكه، فيا ويلَه يوم المآل بعد هذا السؤال! ما أضيعَ عبادًا لا تهتدي إليهم آلهتُهم، ولا تسعفُهم في مثل هذه اللحظة! وما أخيبَ آلهةً لا تهتدي إلى عبادها في مثل هذا الأوان الشديد! |
﴿قَالَ ٱدۡخُلُواْ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ فِي ٱلنَّارِۖ كُلَّمَا دَخَلَتۡ أُمَّةٞ لَّعَنَتۡ أُخۡتَهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعٗا قَالَتۡ أُخۡرَىٰهُمۡ لِأُولَىٰهُمۡ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمۡ عَذَابٗا ضِعۡفٗا مِّنَ ٱلنَّارِۖ قَالَ لِكُلّٖ ضِعۡفٞ وَلَٰكِن لَّا تَعۡلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 38]
كم الفرقُ بين مَن يُقال لهم: ﴿ادخُلُوا في أُمَمٍ قد خَلَت من قَبلِكُم منَ الجِنِّ والإنسِ في النَّار﴾ ومَن يُقال لهم: ﴿ادخُلوها بسلامٍ آمنين﴾ ! الضالُّون والمضلُّون في النار معًا سيلتقون، وسيلعن الضالُّون من كانوا لهم يتعصَّبون، ويزعمون أنهم على آثارهم مهتدون! احرِص على حبٍّ يجمع المحبِّين عاجلًا وآجلًا، فيا بُشرى المتَّقين المتحابِّين يوم القيامة! إيَّاك وعلماءَ السوء أن يضلُّوك عن سوء السبيل؛ فإنهم لا يُغنون مَن يُضِلُّونه من عذاب الله شيئًا، فخذ ما وافقَ الحقَّ، ودَع ما خالفه. كلُّ المكذِّبين بآيات الله في العذاب مخلَّدون، وهم في أصله مشتركون، وإن تفاوتوا في مقداره بحسب أعمالهم وعنادِهم، وظُلمهم وافترائهم. |
﴿وَلَقَدۡ جِئۡنَٰهُم بِكِتَٰبٖ فَصَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 52]
أحكام كتاب الله مبناها على علمٍ تامٍّ، ليس فيه من خطأ، فمَن استند إليه استند إلى برهانٍ قاطع، وحجَّةٍ ما لها من دافع. بمقدار ابتعاد المرء عن آيات القرآن، يكونُ ابتعادُه عن الهدى والرحمة والإيمان. |
﴿وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 54]
ألا يستثمرُ العبدُ ساعاتِ حياته وما أنعمَ اللهُ عليه بما يدفعُ عنه عذابَ يومِ القيامة؟ فإنه لا يدري أيَّ عملٍ سينجيه يومَ يَرخُصُ كلُّ غالٍ في سبيل تلك النجاة. كم من حالةٍ من العذاب النفسي يتقلَّبُ فيها الكافرُ، فتارةً يُسِرُّ الندامةَ، وتارةً يُعلنُها! ربَّنا، لا يكونُ منك إلا العدلُ والفضل، لكننا نطمعُ في رحمتك وفضلِك، وجودك وإحسانك، فبلِّغنا ما نطمعُ، وأمِّنَّا ممَّا نخاف. |
﴿يَتَخَٰفَتُونَ بَيۡنَهُمۡ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا عَشۡرٗا ﴾ [طه: 103]
اغتنم أوقاتك قبل أن ينزل القضاء، ويحضر يوم الجزاء، فحينها يندم مَن ضيَّع ذلك العمر القصير عن الخير ساهيًا، وعن الآخرة لاهيًا. |
﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذۡ يَقُولُ أَمۡثَلُهُمۡ طَرِيقَةً إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا يَوۡمٗا ﴾ [طه: 104]
ما أطولَ الدنيا عند المجرمين اليوم، ولكن ما أقصرها عندهم يوم القيامة! فهل من عبرة؟ |
﴿وَلَئِن مَّسَّتۡهُمۡ نَفۡحَةٞ مِّنۡ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 46]
انهمك قومٌ في غفلاتهم، ولم يكترثوا بإنذار ربهم، فلما أصابهم أدنى عذاب أظهروا سرعة تأثرهم به وخوفهم منه، أما لو حضرهم هذا الخوف عند الوعيد به لنجَوا مما صاروا إليه. آلآن تفتَّحت العيون، وزالت عن القلوب الغِشاوات؟! ولكن هيهات الإقرار والانتفاع بعد فوات الأوان، وتقحم العذاب. |
﴿وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 97]
إذا دنا يوم القيامة وبدَت أهواله ترى أبصارَ الكفَّار من شدَّة الفزع مفتوحةً لا تكاد تَطرِف، يدعون على أنفسهم بالويل، ويعترفون عليها بالغفلة والظلم، ففي هذا تحفيزٌ للصالحين بالاستعداد للثواب، وإنذار للمعرضين بدنوِّ العقاب. حين تكونُ الغفلة ناشئةً عن ظلم وإعراض ومكابرة وعدمِ اكتراث بالعواقب، فالويلُ حين ذاك لصاحبها. |
﴿إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 98]
ما يتعلَّق به العبد من دون الله تعالى من الجمادات عبادةً وتقرُّبًا سيلاقي معه المصيرَ نفسه، لا لذنب جناه ذلك المعبود الباطل، ولكن لبيان كذب عبادته ليزداد عذاب عابده. |
﴿لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كـَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100]
قال قَتادةُ رحمه الله: (طلبَ الرجوعَ ليعمل صالحًا، لا ليجمعَ الدنيا ويقضي الشهوات، فرحم الله امرءًا عمل فيما يتمنَّاه الكافر إذا رأى العذاب). كلمة الموقف الرهيب ليست ككلمة الإخلاص المنيب، وإنما هي كلمةٌ تقال في لحظة الضيق، حتى وإن كان لها في القلب رصيدٌ من الصدق، فلن تقبل؛ لانقضاء وقت الإيمان وانقطاع التكليف. |
﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101]
الأنسابُ كلُّها يوم القيامة منقطعة، إلا مَن كان يحظى بولاءٍ صحيح إلى العبودية، فذاك امرؤٌ تُرجى نجاته وينفعه ولاؤه، وليس مَن افتخر بمَن ولده أو مَن وُلد منه. |
﴿قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتۡ عَلَيۡنَا شِقۡوَتُنَا وَكُنَّا قَوۡمٗا ضَآلِّينَ ﴾ [المؤمنون: 106]
يومَ القيامة يعتذرون بغلبة الأهواء والشهوات عليهم، وبانحرافهم عن الرشاد والهدى، غير أن ذلك الاعتذار لن يفيدهم في دار القرار، فطوبى لمَن سلك الصراط المستقيم الذي ينجيه من مآل أهل الندم والحسرة. |
﴿فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 116]
تأبى حكمةُ الله وعدلُه ورحمته ولطفه أن يكونَ خلقه للناس عبثًا، بل قضى بأن يكونَ هنالك يومٌ يرجِع فيه الخلائق جميعًا إليه سبحانه، ليُحِقَّ الحقَّ ويُبطِلَ الباطل. لا يدَع الملِك العظيم سبحانه وتعالى عباده همَلًا دون حساب وجزاء، فملكُه جل وعلا قد قام على الحقِّ والرحمة، والعدل والحكمة. العرش أعظم المخلوقات، والله تعالى هو ربه ومالكه، فمَن الإنسانُ أمام ذلك المخلوق حتى يظن أنه سيُعجز اللهَ أو ينجو من حسابه؟! |
﴿وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ﴾ [الفرقان: 27]
ما أشدَّ ندمَ الكافر في اليوم الآخر! إنه لا يعَضُّ على إصبعه ولا يده، بل يجمع في عضِّه كلتا يديه حسرةً وندمًا، وتأوُّهًا وألمًا. |
﴿يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا ﴾ [الفرقان: 28]
صاحب في الدنيا مَن لا تندم على صحبته في الآخرة؛ فإن أصحاب التقوى يوم القيامة أولياء، وأصدقاءَ العصيان فيها أعداء. |
﴿لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا ﴾ [الفرقان: 29]
أيُّ حال من الندامة سيكون عليها مَن عرَف القرآن فأغواه خليله عنه، حتى تمكن الضلالُ من قلبه؟! يبالغ الشيطان في خِذلان مَن يواليه؛ إذ يدَعه أحوجَ ما يكون إلى نصرته، وهو الذي كان قد حمله على مخالفة ربَّه! مَن لم يعتبر بالخبر في الدنيا عن خذلان الشيطان، سيعتبر في الآخرة بالعيان، ولكنه اعتبار غير نافع، لفوات محله وذهاب وقته. |
﴿قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ ﴾ [الشعراء: 96]
اجتمعوا في النار على العَداء والمنازعة بعدما كانوا يجتمعون في الدنيا على الولاء والمتابعة، حتى وردوا جميعًا دار الندامة. |
﴿فَلَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 102]
أنت في بُحبوحةٍ من الوقت والإمهال، فكم من أُناس يتمنَّون بعد الموت لو يعودون إلى الدنيا فيعيشوها ويتداركوا تقصيرهم فيها! |
﴿فَيَقُولُواْ هَلۡ نَحۡنُ مُنظَرُونَ ﴾ [الشعراء: 203]
الآن يطلبون التأجيل والإنظار، وقد جاءتهم الرسل فقابلوهم بالإعراض والاستهتار! فهيهات هيهات النجاة بعد ذهاب وقتها! |
﴿وَقِيلَ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُمۡ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۚ لَوۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ يَهۡتَدُونَ ﴾ [القصص: 64]
إن الرجاء بالمعبود الباطل ينقشع سَحابُه الكاذب عن عابده يوم القيامة، فلا يرى منه نصرًا ولا شفاعة، فماذا جنى المشرك بربه من جعلِ شريكٍ لله من خلقه غيرَ الخسارة والندامة؟ ما كان أغنى أهلَ الشركِ عن عذاب القيامة لو أنهم اتبعوا أسباب الهدى، وتبرؤوا من الشرك والشركاء! |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 12]
إذا أردتَّ النجاةَ من خزي يوم القيامة فبادر بالعمل الصالح، وتُب إلى ربِّك من العمل الطالح. عن قَتادةَ رحمه الله قال: (أبصَروا حين لم ينفعهم البصر، وسمعوا حين لم ينفعهم السمع). طوبى لعبد أبصر الحقَّ وسمعه، فاعتنقه واتَّبعه، قبل أن يحاسَبَ عليه: هل أخذه أو ضيَّعه؟ |
﴿يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠ ﴾ [الأحزاب: 66]
لو أن الكافر أمكنه أن يقيَ شيئًا من جسده من النار لوقى وجهه؛ فإنه أكرمُ أعضائه وأشرفها، وأجمعها لأرق حواسِّه وألطفها. |
﴿وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ ﴾ [الأحزاب: 67]
لا ينفع التابعَ الضالَّ إلقاءُ الملامة على المتبوع يوم القيامة؛ فإنه لولا التابعون الضالون ما كان هناك متبوعون مضلُّون. |
﴿رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 68]
كما ذهب أولئك السادة والكبراء بالنَّصيب الأوفر من متاع الدنيا، فقد ذهبوا كذلك بالنَّصيب الأكبر من العذاب واللعنة في الآخرة. |
﴿وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37]
ماذا ينفع الصراخُ والاستغاثة في دار الندامة، وأهلهما كانوا في غفلة عمَّا ينتظرهم يوم القيامة؟! مَن لم يُورِّثه التعمير وطول البقاء إصلاحَ معائبه واغتنامَ بقية أنفاسه، فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم؛ فلا خير له في حياته. لديك عُمرٌ واحد فقط، فاستغله بما يسعدك في دار المقامة، قبل الصراخ والندامة، فها أنت قد جاءك المذكِّر والنذير قبل أن تستنصر ولا تجد النصير. |
﴿وَقَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا هَٰذَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ﴾ [الصافات: 20]
ما أبعدَ البَون بين أقوال الكفَّار في الدنيا؛ يستسخرون ويكذِّبون ويستهزئون، وأقوالهم في الآخرة؛ يدعون على أنفسهم بالويل والثبور! |
﴿أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56]
قال قَتادة: (لم يَكفِه أن ضيَّعَ طاعةَ الله حتى سَخِرَ من أهلها) فاستحقَّ أن تتمزَّقَ نفسُه ندمًا وحسرة على سوء فعله الذي حرَمه من الخيرات، وأوجب له العذاب. |
﴿أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الزمر: 57]
لم يتحسَّروا على شيء من الدينا فاتهم، لكن تحسَّروا على الهداية، وفوات صحبة المتَّقين، فهما أعظمُ كنوز الحياة، وأنفس شيء في العمر. |
﴿أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [الزمر: 58]
لمَّا كنَّا في دار العمل فما أحرانا أن نعملَ عملًا طيِّبًا قبل أن نصيرَ إلى دار ليس فيها إلا الحسابُ والجزاء الذي لا مفرَّ منه. |
﴿بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الزمر: 59]
لا عذرَ لكافرٍ أو جاحدٍ جاءته الآياتُ واضحاتٍ مبيِّنات، فكذَّب بها مستكبرًا؛ أفلا يكون من الهالكين؟ البشر الذين قامت عليهم الحُجَّة نالوا فرصتهم كاملة للتوبة والإنابة، ولكنَّ النفوس الخبيثة مهما تكرَّرت الفرصُ لا تنتفع بها. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ ﴾ [غافر: 10]
المفلح مَن زكَّى نفسه، والخائب مَن دسَّاها، فالأوَّل يفوز بالنعيم والرضوان، والآخَر تحت مقتٍ شديد من الله في الدنيا، وسوف يَمقُت هو نفسَه في الآخرة. هذا أعظمُ عقاب عند أولي الألباب؛ لأن مَن علمَ أن مولاه عليه غضبان، علم أنه لا ينفعُه ندم ولا أحزان، ولا يُغني عنه شفاعةُ إنس ولا جان. |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ يُخَفِّفۡ عَنَّا يَوۡمٗا مِّنَ ٱلۡعَذَابِ ﴾ [غافر: 49]
انظروا إلى غاية آمال الظالمين لأنفسهم؛ من الكُبراء المتبوعين، ومن الضعفاء التابعين، فلو وقَوا أنفسَهم العذابَ بتقوى الله في الدنيا لنجَوا جميعًا في الآخرة. |
﴿قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ ﴾ [غافر: 50]
كما أعرضتُم أيُّها الكافرون عن الرسُل استبدادًا بآرائكم، وأضعتُم أوقات الدعاء استهانةً بربِّكم، تولَّوا اليومَ أمرَ أنفسكم، فادعُوا إن شئتم، وليس بنافعكم. كيف لا يكون دعاء الكافرين في الآخرة في ضلال، وقد عاشوا حياتهم يخبِطون خبطًا في الضلال؟! وهل الدنيا إلا مزرعةُ الآخرة؟ |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيۡنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ نَجۡعَلۡهُمَا تَحۡتَ أَقۡدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلۡأَسۡفَلِينَ ﴾ [فصلت: 29]
يرجو الكفَّار أن ينتقموا لأنفسهم ويَشُفوا صدورهم برؤية مَن أوردهم هذا الموردَ الوخيم ذليلًا صاغرًا مُحتقَرًا، فأولى لهم أن يتبرَّؤوا منهم الآن ولا يجعلوهم فوق رؤوسهم ويرفعوا مكانتهم. |
﴿وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ ﴾ [الشورى: 44]
كما ترى الظالمين في الدنيا مستعلين على عباد الله قهرًا وعَسفًا، ستراهم في الآخرة أذلَّاء صاغرين، يودُّون لو يجدون إلى الفِرار سبيلا. |
﴿وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ ﴾ [الشورى: 45]
وصفَ الله ما يتلبَّس المستكبرين الظالمين يوم القيامة من ذلٍّ وصَغار أبلغَ وصف؛ ليكونوا عبرةً لأمثالهم في الدنيا قبل أن يصيروا إلى ما صاروا إليه. قيل قديمًا: (ما فائدةُ أن تربحَ الدنيا وتخسرَ نفسك؟)، وهل أشدُّ على المرء من خسران نفسه، ومَن كانوا سكنًا لقلبه؟! يُبدل الله المؤمنين في الآخرة أهلًا خيرًا من أهلهم، ودارًا خيرًا من دارهم، أمَّا الظالمون فما لهم من حميم ولا شفيع يُطاع. |
﴿وَمَا كَانَ لَهُم مِّنۡ أَوۡلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 46]
أوَّل مَن ينفضُّ عن الظالم يوم القيامة مَن كانوا أنصاره وأولياءه، تقطَّعت بينهم الأسباب، ولا يجدون وليًّا ولا نصيرا. اللهم إنه لا يعِزُّ مَن عاديتَ، ولا يهتدي للحقِّ مَن أضللتَ، ولا يُوفَّق للصواب مَن خذلتَ، فاهدِنا اللهم فيمَن هَدَيت. |
﴿يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ قِيلَ ٱرۡجِعُواْ وَرَآءَكُمۡ فَٱلۡتَمِسُواْ نُورٗاۖ فَضُرِبَ بَيۡنَهُم بِسُورٖ لَّهُۥ بَابُۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحۡمَةُ وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلۡعَذَابُ ﴾ [الحديد: 13]
إذا فاتت الفرصةُ فلن تُعوَّض؛ فاحرِص أن يستنيرَ قلبُك بنور الإيمان والهداية في الدنيا، قبل أن تتخبَّطَ في ظلُمات الجحود والكُفران يوم القيامة. أشدُّ ما يكونُ من الحسرة والبلاء حين يُفتَح للعبد طريقُ النجاة، حتى إذا ظنَّ أنه ناجٍ ورأى منازلَ السعداء حُجزَ عنهم وضُربت عليه الشِّقوة! استهانَ المنافقون بأنوار الهدى في الدنيا فافتقروا إليها حين أظلمت دروبُهم في الآخرة، ولكن هيهاتَ أن يكونَ لهم ولو قليلٌ منها. |
﴿يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ﴾ [الحديد: 14]
أعظمُ عوائق الهداية أن يفتنَ الإنسان نفسَه حتى يُفسدَ قلبَه، فإنه إذا زاغَ أزاغَ الله قلبَه وأضلَّ سبيلَه. هما طريقان لا ثالثَ لهما؛ طريقُ الهداية بالخضوع لله وصُحبة الأخيار، وطريقُ الضَّلال باتِّباع الشيطان وصُحبة الأشرار، فاختَر لنفسك ما تحبُّ. |
﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [الحديد: 15]
أيها المغرورُ المستكبِر، لئن اتخذتَ مالكَ فديةً لرفع ذنب اقترفتَه في الدنيا، ليوشك ألَّا يُقبلَ منك درهمٌ ولا دينارٌ تفتدي به من عذاب الجحيم! الأموالُ التي كانت تُزوَّر بها الحقائقُ وتُشترى بها الذِّممُ ستكون على أصحابها وَبالا، ولن تُغنيَ عنهم كثيرًا ولا قليلا. من لم يكُن الله مولاه يلجأُ إليه ويُقبل عليه؛ طاعةً وبِرًّا، كانت النارُ هي مَولاه؛ منزلًا ومستقرًّا، ويا بئسَ المصير. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [التحريم: 7]
كما تَدينُ تُدان، فلا تشكُ أيها المستكبرُ من عمل يديك، ولا تبكِ من جناية نفسك عليك، فإنما هي أعمالُك توفَّى إليك. ليس بعد الإنذار والإعذار، قَبولٌ لندم أو لاعتذار، فلنرجع عن الضَّلال والعصيان، قبل أن نبوءَ بالخزي والخُسران. |
﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ ﴾ [الملك: 8]
يا له من تهديد ووعيد! إن النار تكاد تتقطَّع حَنَقًا وغيظًا من الكفَّار المتكبِّرين، فإيَّاكم أن تكونوا من المُمتَرين. بلى ﴿إنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّة﴾ ومن تمام عدله سبحانه أنه لا يعذِّب أحدًا إلا بعد إقامة الحُجَج الواضحات، والنذُر البيِّنات، وقد أَعذرَ من أنذَر. قد تَكذِبُ نفسَك وتخدعُها ما شئتَ أن تخدعَها، ولكن لا بدَّ من أن تحينَ ساعةُ الحقيقة التي لا مجالَ فيها لكذبٍ أو خديعة، وإنما هي حسرةُ الأبد! حريٌّ بمَن يصون عِرضَه في الدنيا ويَربَأُ به عن اللوم والتأنيب، أن يكونَ أشدَّ احترازًا وتوقِّيًا من أن يعرِّضَه في الآخرة للتوبيخ والتعذيب. |
﴿قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ ﴾ [الملك: 9]
يا له من تهديد ووعيد! إن النار تكاد تتقطَّع حَنَقًا وغيظًا من الكفَّار المتكبِّرين، فإيَّاكم أن تكونوا من المُمتَرين. بلى ﴿إنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّة﴾ ومن تمام عدله سبحانه أنه لا يعذِّب أحدًا إلا بعد إقامة الحُجَج الواضحات، والنذُر البيِّنات، وقد أَعذرَ من أنذَر. قد تَكذِبُ نفسَك وتخدعُها ما شئتَ أن تخدعَها، ولكن لا بدَّ من أن تحينَ ساعةُ الحقيقة التي لا مجالَ فيها لكذبٍ أو خديعة، وإنما هي حسرةُ الأبد! حريٌّ بمَن يصون عِرضَه في الدنيا ويَربَأُ به عن اللوم والتأنيب، أن يكونَ أشدَّ احترازًا وتوقِّيًا من أن يعرِّضَه في الآخرة للتوبيخ والتعذيب. |
﴿وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10]
احرِص أن تمنحَ سمعَك لكلِّ صوتِ حق، ولكلِّ واعظِ صدق؛ فإنَّ الأذنَ مفتاحُ العقل والقلب، وعساك أن تكونَ من المهتدين. بادر بالتوبة واعترف بذنوبك عسى أن يغفرَها الله لك، فيوشك أن يأتيَ يومٌ لا تُقبَل فيه توبة، ولا ينفع ندمٌ ولا اعتذار؛ ﴿هذا يَومُ لا يَنطِقُون، ولا يُؤذَنُ لهُم فيَعتَذِرُون﴾ . أعظم الجناية جنايةُ المرء على نفسه؛ حين يختار بمِلء إرادته تعطيلَ سمعه عن الحق، وتعطيلَ عقله عن الصدق! |
﴿فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ فَسُحۡقٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [الملك: 11]
احرِص أن تمنحَ سمعَك لكلِّ صوتِ حق، ولكلِّ واعظِ صدق؛ فإنَّ الأذنَ مفتاحُ العقل والقلب، وعساك أن تكونَ من المهتدين. بادر بالتوبة واعترف بذنوبك عسى أن يغفرَها الله لك، فيوشك أن يأتيَ يومٌ لا تُقبَل فيه توبة، ولا ينفع ندمٌ ولا اعتذار؛ ﴿هذا يَومُ لا يَنطِقُون، ولا يُؤذَنُ لهُم فيَعتَذِرُون﴾ . أعظم الجناية جنايةُ المرء على نفسه؛ حين يختار بمِلء إرادته تعطيلَ سمعه عن الحق، وتعطيلَ عقله عن الصدق! |
﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ﴾ [المدثر: 42]
من كمال نعيم أهل الجنَّة أنهم يتساءلون عن حال أهل النار، وهذا سببٌ في زيادة طُمَأنينة قلوبهِم، وارتياح نفوسهِم. |
﴿حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلۡيَقِينُ ﴾ [المدثر: 47]
الموت يقطع كلَّ شكٍّ ويُنهي كلَّ رَيب، إنه هاذمُ اللذَّات، ومفرِّق الجماعات، الذي لا يدَعُ مجالًا لتوبةٍ ولا ندَم، فيا فوزَ مَن أصلح قبل أن يأتيَه اليقين. |
﴿إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا ﴾ [النبأ: 40]
ما من ذرَّة عملٍ صالح إلا وستراها غدًا في صحيفتك، فاجتهد في أعمال البِرِّ؛ لتفرحَ بها يوم تُعرَض الأعمال وتُكشَف الصحُف. |
﴿يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 24]
الحياة الحقيقيَّة هي حياةُ الآخرة، والعاقل مَن عمل لها لا لسواها؛ فإن استقام على شَرع الله فقد فاز بخيرَي الدَّارَين، ويا له من فوز! |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
دار القرار البحر يغني من يشاء القصاص حب الله أصحاب مَديَن (قوم شعيب) نظام القضاء حد السرقة الرياء متى يؤخذ الأسرى
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب