قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن عقاب اليهود في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ﴾ [البقرة: 59]
أوامر الله تعالى لعباده سهلةٌ يسيرة، ولكنَّ دأبَ أهل الضلال والريبة التلاعبُ بها، وتغييرُ أسمائها، وردُّها بشتَّى الحِيَل.
مع كلِّ أمر إلهيٍّ هنالك طائفةٌ تمتثل فتسلمَ وتنجو، وطائفةٌ تأبى وتتمرَّد وتبدِّل وتحرِّف؛ استخفافًا بما حقُّه التعظيم، فتستحقُّ سخَط الله وعذابه الأليم.
لم يقبلوا الخير الذي جاءهم من السماء، فنزل عليهم العذابُ منها، فلنعتبِر بمصير الظالمين، ولنحذَر سبيلَ الفاسقين.
سورة: البقرة - آية: 59  - جزء: 1 - صفحة: 9
﴿وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٖ وَٰحِدٖ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرٗا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61]
للكرامة ثمنٌ، وللعزَّة تكاليفُ، وبعض الناس لا يريد أن يضحِّيَ بشيء لينالَ كرامته وعزَّته، ولو بتَرك مألوفٍ من مألوفات حياته الرَّتيبة! نظرُ العبد قاصر، واختياره مهما قويَ ضعيف، ولو عرَف اللهَ حقَّ معرفته لعلم أن خِيَرة الله له خيرٌ من خِيَرته لنفسه، لكنه ظلومٌ جهول.
لا يزال بعضُ العِباد كذلك في كلِّ زمان ومكان، يؤثرون الأدنى ويستبدلونه بالذي هو خير، بسببٍ من طول الأمَل، والغفلة عن قُرب الأجل.
الإصرار على الكفر والتمادي في الفسوق جزاؤه الذلَّة والمسكنة، ومن أراد الخروجَ من خيمة الذلِّ التي نصبها بذنوبه فليُصلح حاله مع ربِّه.
سيبقى اليهود في جميع الأزمنة أذلَّ الأمم، وأكثرَهم صَغارًا، مهما جمعوا من المال وبلغوا من الدنيا.
هكذا هي الذنوبُ يجرُّ بعضُها بعضًا حتى يتمرَّغَ صاحبُها في أوحال الكفران، وهل حمل اليهودَ على قتل أنبيائهم إلا تماديهم في العِصيان، ومضيِّهم في طرقِ الغَيِّ والطغيان؟! هلَّا اعتبرنا بحال مَن لم يرضَ بقضاء الله ولم يشكره على نَعمائه، ولم يصبِر على بلوائه، كيف ألبسَه الله حبَّ الدنيا، وأهبطه من الدرجة العُليا؟
سورة: البقرة - آية: 61  - جزء: 1 - صفحة: 9
﴿وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ ﴾ [البقرة: 65]
مَن قرأ التاريخ عرَف هوانَ الخلق على الله إن هم خالفوا أمرَه، وجعل مِن عِلمه بأحوال الأمم الماضية طريقًا لإصلاح الأحوال الحاضرة.
سورة: البقرة - آية: 65  - جزء: 1 - صفحة: 10
﴿فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 66]
سنَّة الله ماضية في خلقه، من استمر في غيِّه جعله الله عبرة لغيره، ومن اتَّقاه هداه ووقاه، ولن تجدَ لسنَّة الله تبديلًا.
إهلاك ذوي العصيان والفساد، عِبرةٌ لمَن كان بحضرتهم من العباد، وموعظةٌ لمَن جاء بعدهم وبلغه خبرُهم، فطوبى للمعتبِرين بعقوبات العاصين.
كما تعصِمك التقوى من الوقوع في المحظور، فإنها تحميك من عقاب الله، وتفتح عينيك على مآلات المُعرضين عنها؛ لتعتبرَ ، فتنجوَ وتَسْلَم.
إيَّاك أن تهوِّنَ من شأن الاعتبار بهلاك العاصين الماضين؛ فإنهم أقوامٌ من جنسك، وإن لم تعتبِر بما نزل بهم فيوشك أن يصيبَك بعض ما أصابهم.
سورة: البقرة - آية: 66  - جزء: 1 - صفحة: 10
﴿۞ أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75]
هكذا هو المسلم، شغوفٌ بهداية الناس إلى طريق الإيمان، طامعٌ في نجاتهم، حريصٌ على تحقيق الخير لهم.
النفوس السَّمحة الهيِّنة هي التي يُرجى إيمانها وصلاحها، لما فيها من نداوةٍ وصفاء، واستقامة وتقوى؛ تمنعها أن تحرِّفَ كلام الله من بعد أن عقَلَته وأدركت عظمتَه.
مع أن المحرِّفين لكلام الله هم فريقٌ من اليهود، إلا أن العقوبة الشديدة عمَّتهم جميعًا؛ فمَن رضي بالمنكر فهو وفاعلُه في الوِزر سواء.
ليس المانع للإنسان من الإيمان هو الجهل به فحسب، ولكن قد يمنعُه منه العِناد وغلبة الشهوة، فمِن هاهنا كان العالم المعاند أبعدَ عن الرَّشَد من الجاهل.
ما أسوأَ حالَ من يعلم الحقَّ ثم يسعى إلى تحريفه بصَرفه إلى غير معناه؛ ليُضلَّ به غيرَه، بعد أن ضلَّ هو عنه!
سورة: البقرة - آية: 75  - جزء: 1 - صفحة: 11
﴿بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 81]
أجل إن السيِّئات لتُحيط بأصحابها إحاطةَ القيود بالأسير، فلا يزال يتعثَّر فيها كلَّما أراد المسير، فكيف بأشنعها وأخطرها؛ الشِّرك بالله العليِّ القدير؟! لكلِّ صاحب معصيةٍ رجاءٌ في رحمة الله تعالى، ما لم يُحِط به الشِّرك، فإذا أحاط به فقد هلك وخسر.
سورة: البقرة - آية: 81  - جزء: 1 - صفحة: 12
﴿ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85]
قد جنى على نفسه، واستجلب سخَطَ الله ومَقتَه، مَن أقام الله الحجَّةَ عليه من نفسه بإقراره، ثم خالف أمرَه وارتكب ما حرَّمه عليه.
في ذمِّ القرآن لهؤلاء القوم عِظةٌ بليغة؛ إن من يسعى في حرب إخوانه والتنكيل بهم لا يرفع عنه الإثمَ ولا يغسل العارَ دعوتُه لإغاثة من تبقَّى منهم! مَن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه من هذه الأمَّة فليس بمنأى عن عاقبة اليهود، خزيٌ في الحياة، وعذابٌ بعد الممات، ومَن عَقَل ذلك تجنَّب أسبابه.
اعلم أنك مهما غفَلت عن الله فإنه سبحانه ليس بغافلٍ عنك طَرفةَ عين، فاستحضِر اطِّلاعَه عليك، ومراقبته إيَّاك، لتكونَ من المفلحين.
سورة: البقرة - آية: 85  - جزء: 1 - صفحة: 13
﴿۞ وَلَقَدۡ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ ﴾ [البقرة: 92]
هي صورة شنيعةٌ للظلم حين يبلغ مداه؛ أنقذهم الله من العبوديَّة، وأراهم من المعجزات والآيات ما لا يقبل الشكَّ، ثم لم يلبثوا أن كفروا بأنعُمه واتَّخذوا من دونه إلهًا باطلًا.
سورة: البقرة - آية: 92  - جزء: 1 - صفحة: 14
﴿وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۖ وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [البقرة: 99]
على تباعد الأمصار، وتعاقب الأيام والأعصار، تجد المارقين من هَدي الله يتعامَون عن الآيات الظاهرات، ويردُّون الحُجَجَ الواضحات، استكبارًا وعِنادًا.
سورة: البقرة - آية: 99  - جزء: 1 - صفحة: 15
﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 103]
مَن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه وأثابه، وهذه المثوبة عامَّةٌ لخيرات الدنيا والآخرة.
قليلٌ من ثواب الله تعالى في الآخرة الدائمة خيرٌ من ثوابٍ كثير في الدنيا الفانية، فكيف وثوابُ الله تعالى كثيرٌ دائم؟!
سورة: البقرة - آية: 103  - جزء: 1 - صفحة: 16
﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 103]
مَن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه وأثابه، وهذه المثوبة عامَّةٌ لخيرات الدنيا والآخرة.
قليلٌ من ثواب الله تعالى في الآخرة الدائمة خيرٌ من ثوابٍ كثير في الدنيا الفانية، فكيف وثوابُ الله تعالى كثيرٌ دائم؟!
سورة: البقرة - آية: 103  - جزء: 1 - صفحة: 16
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 119]
في معنى كلمة الحقِّ تثبيتٌ يقضي على شبهات المضلِّلين، ومحاولات الكائدين، وتلبيس الملفِّقين، وفي لفظها صَرامةٌ توحي بالجزم واليقين.
أيها الداعية، إذا بلَّغتَ الحقَّ البلاغَ المبين، فلستَ مسؤولًا بعد ذلك عن ضلال الضالِّين، الواردين نارَ الجحيم.
سورة: البقرة - آية: 119  - جزء: 1 - صفحة: 18
﴿أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 140]
ليس كلُّ مَن انتسب إلى شريفٍ شريفًا، فما أكثرَ المدَّعين! والحُجَّة وحدَها من يؤيِّد الدعوى أو يفضحها، ويكشف الصادقَ من المدَّعي.
إن عبدًا علَّمه الله الحقَّ وامتنَّ به عليه، فكتمَه وقتَ الحاجة إليه، وأظهر للناس ضدَّه؛ لهو عبدٌ ظلوم قد بلغ في الظلم مبلغًا.
لو كان على أحدنا رقيبٌ من جهة سلطان يعُدُّ عليه ما يصنع، لكان دائمَ الحذر، فكيف بالرقيب سبحانه الذي يعلم السرَّ وأخفى؟!
سورة: البقرة - آية: 140  - جزء: 1 - صفحة: 21
﴿وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٖ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٖ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعٖ قِبۡلَةَ بَعۡضٖۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ إِنَّكَ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [البقرة: 145]
ليتفطَّن المسلم إلى سبب مخالفة الناس لدعوته، حتى لا يَجهَدَ نفسَه في طريقٍ غير مُجدية، وليقابِل كلًّا بما يستحق.
يتوجَّه الوعيد إلى أهل العلم أكثرَ من غيرهم، فآفة العالم غالبًا ما تكون من جهة الهوى، والانسياق إليه تساهلًا أو تأوُّلًا.
أعظِم بالعلم شرفًا ومرتبةً أن سمَّى الله تعالى أمر النبوَّات والدلائل والمعجزات باسم العلم!
سورة: البقرة - آية: 145  - جزء: 2 - صفحة: 22
﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]
لا تحسَب أن ما يصدُّ أكثرَ اليهود والنصارى عن الإسلام جهلُهم به، أو أنه لم يقدَّم إليهم بصورة مقنعة، إن بعضهم يأبَونه؛ لأنهم يعرفونه حقَّ المعرفة، ويخشَونه على مصالحهم.
يا لخسارة من عرف الحقَّ ثم أخفاه فحُرم منفعته في دنياه وأخراه! وهل أغنت معرفةُ أهل الكتاب بنبينا ﷺ وصدق رسالته شيئًا؟!
سورة: البقرة - آية: 146  - جزء: 2 - صفحة: 23
﴿سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةٖۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [البقرة: 211]
آيات الله تعالى حجَّةٌ على العبد؛ إن لم يَستَجِب لها؛ يُبكَّت بها في الدنيا ويُعنَّف، ويُعاقَب على مخالفتها في الآخرة ويُعذَّب.
ليست البيِّنات ما ينقص كثيرًا من الناس حتى يهتدوا ويُذعنوا، فها هم أولاءِ بنو إسرائيل؛ ماذا صنعوا بآياتهم البيِّنات الكثيرة؟! الكفر بنِعَم الله الدينيَّة أو الدنيويَّة مؤذنٌ بزوالها، وحلول النقمة مكانها، ولهذا كان كفرُ النعمة تبديلًا.
(إذا كنتَ في نعمةٍ فارعَها / فإنَّ المعاصي تُزيل النِّعَمْ، وحُطْها بطاعةِ ربِّ العبادِ / فربُّ العبادِ سريعُ النِّقَمْ).
سورة: البقرة - آية: 211  - جزء: 2 - صفحة: 33
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيّٖ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [البقرة: 246]
لا تتمنَّ لقاء العدو، ولا تعرِّض نفسك لمواطن الفتن، وسَل الله دومًا السلامةَ والعافية؛ فإنك لا تدري لعلَّك لا تقوى على مواجهة الأعداء، ولا تثبُت في أرض الابتلاء.
إيَّاك والاعتمادَ على وعود الرَّخاء، والاكتراثَ بأحاديث المجالس، وانتظر ساعةَ الجِدِّ، لتُنبئَك الأحداث بالحقائق، فعلى المِحَكِّ تُعرَف المعادن.
تلك حال الأشراف وعِلية القوم من اليهود مع نبيِّهم؛ لا يوفون بالعهد، ولا يحترمون الميثاق، فكيف حالُهم مع غيره؟! فتأمَّل.
من مكاسب المُلكِ اجتماع الكلمة ووحدة الصَّفِّ في سبيل الله، وقيادة الجماعة لإقامة حُكم الله في الأرض.
حذارِ أن تكونَ من الذين يُبرمون عقودًا ثم يخلفونها، ويطلبون أمورًا ثم إذا تحقَّقت يَنكُلون عنها، فإن ذلك من سِيما الظالمين.
لا تيئسَنَّ من قومٍ غلب فيهم الفاسدون أن تخرجَ منهم ثُلَّة تقوم بالحقِّ وتنصرُه، ويكتبَ الله على يديها الخيرَ الكثير.
شأن بني إسرائيلَ عجيبٌ غريب؛ لا يذَرون سبيلًا للاحتيال على الشرع إلا سلكوه، ولا طريقًا للنُّكوص عن الحقِّ إلا قصدوه! ألا إنهم هم الظالمون، فلنُخالف عن أمرهم، ولنُباعد عن سَمتهم.
هذا شأن اليهود في المخاتلة عن شرع الله، والنُّكوص عن أمره وحُكمه، فما الظنُّ بهم في تعاملهم مع المسلمين؟ إنهم لن يرعَوا فيهم إلًّا ولا ذمَّة.
سورة: البقرة - آية: 246  - جزء: 2 - صفحة: 40
﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19]
لا دينَ يقبله الله إلا الإسلام، ولا إسلامَ بغير استسلامٍ لله تعالى وطاعةٍ لرسوله، واتِّباعٍ لمنهجه، وتحكيمٍ لكتابه في كلِّ أمور الحياة.
الإسلام دينُ أنبياء الله ورسُله جميعًا من أوَّلهم إلى آخرهم، لم يكن للبشر قطُّ دينٌ غيرُه.
يا حسرةً على مَن جاءه العلمُ فلم يزدَد بالعلم إلا بغيًا وضلالا، ولم يكن العلمُ إلا حُجَّةً عليه ووَبالا.
مرتَعُ البغي وَخيم، وجزاء صاحبه معجَّلٌ أليم.
سورة: آل عمران - آية: 19  - جزء: 3 - صفحة: 52
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ ﴾ [آل عمران: 23]
إنما استحقَّ أهل الكتاب الذمَّ لإعراضهم عن حُكم القرآن الذي جاء مصدِّقًا لكتابهم، ومَن أعرض عن القرآن من هذه الأمَّة فهو أولى منهم في استحقاق الذمِّ.
مَن أُوتيَ حظًّا من العلم فليتمسَّك به، وليُذعن لما فيه من حقٍّ، وما يدعو إليه من صدق، فإن تولَّى وأعرض كان مكذِّبًا بالعلم الذي عَلِمَه، جاحدًا بالحقِّ الذي بَلَغَه.
سورة: آل عمران - آية: 23  - جزء: 3 - صفحة: 53
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [آل عمران: 24]
هيهاتَ أن يجتمعَ في قلبٍ واحد الخوفُ من الآخرة مع الإعراضِ عن الاحتكام إلى كتاب الله وتحكيمه في كلِّ شأنٍ من شؤون الحياة.
في المنتسبين إلى العلم أو الدِّين مَن ينطِق لسانُ حاله أو مقاله بدَعوى الخصوصيَّة؛ اغترارًا بما عنده واتِّباعًا لهواه، فيأبى الخضوعَ للحقِّ، وكم من طائفةٍ هلكت بهذا الداء!
سورة: آل عمران - آية: 24  - جزء: 3 - صفحة: 53
﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]
فلتُدرك الأمَّة المسلمة هذه الحقيقةَ الناصعة، لتعرفَ قيمتها، وتعلمَ أنها أُخرجت لتكونَ طليعةً للناس، تقودهم للخير، وتنأى بهم عن الشرِّ.
لا بدَّ من الإيمان بالله وحدَه؛ ليوضعَ الميزان الصحيح للقيم، ويظهرَ التعريف الصريح للمعروف والمنكر.
شرط خيريَّة الأمَّة أن تقومَ بهذا الواجب العظيم، فاجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واحذر أن تُؤتى الأمَّة من قِبَلك.
حريٌّ بمَن تفضَّل الله عليه بنعمةٍ أن يرعاها، ويقومَ بواجب شُكرها، حتى لا يسلبَها منه، ويستبدلَ به غيرَه.
سورة: آل عمران - آية: 110  - جزء: 4 - صفحة: 64
﴿لَن يَضُرُّوكُمۡ إِلَّآ أَذٗىۖ وَإِن يُقَٰتِلُوكُمۡ يُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111]
متى ما تحقَّقت الأمَّة بالخيريَّة فلن يستطيعَ أعداؤها اجتثاثها، ولن ينالوا منها إلا ألمًا يسيرًا يذهب مع الأيَّام، وتبقى الأمَّة شامخةً ظاهرةً على الدوام.
ليس لليهود من غلبةٍ على أهل الإيمان، حين تلتقي الصفوفُ في المَيدان، فأقصى ما يصلون به إليهم إنما هو الإضرارُ بالأذى.
سورة: آل عمران - آية: 111  - جزء: 4 - صفحة: 64
﴿ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَسۡكَنَةُۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112]
لتحذر الأمَّة من الكفر بآيات الله، وترك الاحتكام إليها، والعصيان والعدوان؛ فإنها أسبابٌ لغضب الله، وطريقٌ إلى الهزيمة والهَوان.
الإقدام على المعاصي، والاستهانة بمجاوزة الحدود قد تكون بريدًا إلى الكفر، فلا تزال السيِّئة تستدعي أخواتِها حتى تُوردَ صاحبَها المهالك.
كم من معصيةٍ أحاطت بأمَّةٍ أو مجتمع أو فردٍ حتى ألقَت بهم في مهاوي الرَّدى!
سورة: آل عمران - آية: 112  - جزء: 4 - صفحة: 64
﴿لَّقَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتۡلَهُمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ﴾ [آل عمران: 181]
ليس أحدٌ أصبرَ على أذًى سمعه من الله؛ إنه لقادرٌ على أن يبادرَهم بعقابه، غير أنه يُمهلهم فيرزقهم دون أن يناجزَهم بعذابه؛ عساهم يرجعون إلى بابه، فيسلَموا من أليم حسابه.
هذه صفحةٌ من تاريخ اليهود المظلم، وها هم أولاءِ أبناؤهم على دربهم سائرون؛ محاربةً لله تعالى، وعَداءً لأوليائه.
سورة: آل عمران - آية: 181  - جزء: 4 - صفحة: 74
﴿ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّامٖ لِّلۡعَبِيدِ ﴾ [آل عمران: 182]
هي إشارةٌ إلى منع عقاب الشخص بذنب غيره، فمَن كان متَّقيًا ربَّه لم يأخذ الناسَ بغير جِنايتهم، ولم يؤاخذهم بغير ما كسَبَت أيديهم.
سورة: آل عمران - آية: 182  - جزء: 4 - صفحة: 74
﴿ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيۡنَآ أَلَّا نُؤۡمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأۡتِيَنَا بِقُرۡبَانٖ تَأۡكُلُهُ ٱلنَّارُۗ قُلۡ قَدۡ جَآءَكُمۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِي بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلَّذِي قُلۡتُمۡ فَلِمَ قَتَلۡتُمُوهُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [آل عمران: 183]
مَن أعرضَ عن الحقِّ واتَّبع هواه وأُقيمَت عليه الحُجَج، فليس أهلًا لأن تمهَّدَ له الأعذار ويجابَ إلى ما أراد؛ فإن ذلك لن يزيدَه إلا تماديًا ومَطلًا، وجدالًا وعِنادًا.
إفحام المعاند بما يدَّعيه، وإقامةُ الحُجَّة عليه من فِيه، أسلوبٌ جَدليٌّ ناجح؛ لأن مَن خُوصِم بما يقول لم تبقَ له حُجَّة ولا عذر.
تسويغ الجريمة والدفاعُ عن أهلها اشتراكٌ فيها، وإن وقعَت قبل مئات السنين؛ ألا ترى كيف نُسِب القتلُ إلى الأحفاد مع أنَّ القتلةَ هم الأجداد؟!
سورة: آل عمران - آية: 183  - جزء: 4 - صفحة: 74
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 51]
ويلٌ لعلماء السوء والغَواة؛ لم تكفِهم سَفاهةُ أحلامهم حتى نصَبوا أنفسَهم حكَّامًا، يحكمون على المهتدين بالضلال، وعلى الضالِّين بالهُدى! أهل الباطل أمام أهل الحقِّ ملَّةٌ واحدة، وإن تعدَّدَت مشاربُ ضلالهم، حتى يشهدَ بعضُهم لبعض، لا صدقًا فيما شهدوا، ولكن نِكايةً بمَن اتَّفقوا على عداوته.
سورة: النساء - آية: 51  - جزء: 5 - صفحة: 86
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَمَن يَلۡعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 52]
إن رحم اللهُ تعالى أحدًا فلا رادَّ لرحمته، وإن لعن شيئًا فلا مانعَ من لعنته، فاحذر أن تكونَ مستوجبَ سخَطه؛ لأنه لا نصيرَ ينصر على الله.
إن الله هو وحدَه الوليُّ الناصر، لا الأفرادُ ولا الجماعات ولا الدول، وهو جلَّ جلاله لا ينصر إلا من ينصُره، فكيف بمَن استحقَّ أن يلعنَه ويطردَه؟!
سورة: النساء - آية: 52  - جزء: 5 - صفحة: 87
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا ﴾ [النساء: 60]
الدَّعاوى تفتقر إلى البيِّنات، فإذا كذَّبتها الأعمال كانت ضلالًا لا يستحقُّ أن يُلقى له بال.
إذا كانت إرادةُ التحاكُم إلى الطاغوت ضلالًا بعيدًا عن سبيل الإيمان، فكيف بالتحاكُم إليه فعلًا؟! لا يكفي لتحقيق الإيمان التحاكمُ إلى الكتاب حتى يجتمعَ إليه الكفرُ بكلِّ ما يخالفه؛ إذ لا بدَّ من التخلية مع التحلية.
الشيطان هو أكثرُ المنتفعين بعدم تطبيق الأحكام؛ فإنه إذا صالَ بين المؤمنين، ولا شِرعةَ تحكمُهم، وجد في القوانين الأرضيَّة ما يُغري الناسَ بالانتقال من سماع وساوسه إلى اتِّباعها.
سورة: النساء - آية: 60  - جزء: 5 - صفحة: 88
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا ﴾ [النساء: 61]
كراهية التحاكُم إلى الكتاب والسنَّة دليلُ نفاق، والإقبال عليهما عِصمةٌ منه، وكيف تنتصر أمَّةٌ غلب عليها النفاق؟! التحاكُم إلى الكتاب والسنَّة تعالٍ على أحكام الطاغوت، وهو وسامُ شرف يوجب العزَّة، لا الضَّعة ولا الذلَّة.
حال المنافقين مع السنَّة لا تخفى على ذي بصيرة؛ فإن نفورهم منها، وتنفيرهم غيرَهم كالشمس في رائعة الضُّحى.
سورة: النساء - آية: 61  - جزء: 5 - صفحة: 88
﴿وَلَوۡ أَنَّا كَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَنِ ٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ أَوِ ٱخۡرُجُواْ مِن دِيَٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٞ مِّنۡهُمۡۖ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا ﴾ [النساء: 66]
المؤمن يوقنُ بحكمة الله في تشريعه، وينظر إلى أوامر الشارع الحكيم على أنها تكاليفُ إلهيَّة، وإن لم يُحِط بتفاصيل حِكَم تشريعها.
لو أراد الله عنَتَ الناس لأعنتَهم، ولكنَّه لطَفَ بهم ورحمهم، فتأمَّل ما في أوامر الله تعالى من يُسرٍ وسماحة تخِفَّ على نفسك تكاليفُها، وتزدَد لربِّك حمدًا وشكرًا.
الأوامر الشرعيَّة مِحَكُّ اختبار، يُعرف به صادقُ الإيمان من كاذبه، فالصادق يعمل، والكاذب يكسَل.
إذا استثقل المرء الطاعةَ فليعلم أن هناك من عباد الله مَن لو أمرَهم سبحانه بقتلِ أنفسهم ما تَوانَوا عن ذلك، أفيَليقُ به أن يتثاقلَ عن تكاليفَ شرعيَّةٍ خفيفة؟! ثباتك على الحقِّ على قدر استجابتك للعِظات، ولا ينفعك سماعُ العِظات حتى تكونَ من العاملين بها.
سورة: النساء - آية: 66  - جزء: 5 - صفحة: 89
﴿يَسۡـَٔلُكَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيۡهِمۡ كِتَٰبٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ فَقَدۡ سَأَلُواْ مُوسَىٰٓ أَكۡبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوٓاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ بِظُلۡمِهِمۡۚ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَعَفَوۡنَا عَن ذَٰلِكَۚ وَءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينٗا ﴾ [النساء: 153]
يُستدَلُّ بأخلاق سلف الأمم والقبائل على أحوال الخَلَف منهم، ألا تراه يذكِّر الأبناءَ تاريخَ الآباء، وما الذي صنعوه بالأنبياء؟ سؤال السائل قد يكون للاستعلام والاستفادة، وطلب المعرفة والدراية، وقد يكون للتعجيز والاختبار، وللسُّخريَّة والاستهزاء.
أمَّا الأوَّل فهو ما ينبغي أن يسألَه طالبُ الحق، وأمَّا الثاني فليس من أدب التعلُّم ولا صدق الديانة.
مَن لقيَ من الدعاة عِنادًا من مَدعُوِّيه، وإعراضًا عن الحقِّ الذي يدعوهم إليه، فليتأسَّ بالرسُل الكرام؛ كموسى عليه الصلاةُ والسلام؛ فقد لقيَ من تعنُّت بني إسرائيل ما لقي! ضلالُ الإنسان بعد حصول العلم لديه، ورؤيته بيِّناتِ الاهتداء إلى الحقِّ؛ يدلُّ على رسوخ الانحراف في نفسه، إذ لم تجد أنوارُ البراهين طريقًا إلى قلبه لتستقرَّ فيه.
سلوك طريق الحقِّ على مركب الهوى لا يوصل إلى النجاة، فالعِنادُ والتعنُّت والاختيار في التكليف دون تسليم وانقياد من علامات الهوى، وهي عقَباتٌ تؤخِّر المسيرَ أو تنحرفُ به عن الصِّراط المستقيم.
كلمَّا كانت الأدلة واضحة وبيِّنة كان تأثيرها على النفوس أكبر وسلطانها على المخالفين أقوى؛ ولذلك سمَّى الله الحجَّة البيِّنة سلطانًا.
سورة: النساء - آية: 153  - جزء: 6 - صفحة: 102
﴿وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا ﴾ [النساء: 157]
تكذيب البشر للإنسان في الملأ شديدُ الوقع على النفس، فكيف بمَن يكذِّبه ربُّ البشر؟! غيرَ أن تلك النفوسَ الكذوبة يهون وقعُ الخَطْب عليها؛ لكون الكذبِ يجري فيها مجرى دمها.
إذا حفظك الله بحِفظه، وتولَّاك بلطفه، فلن يبلغَ أعداؤك غايتَهم منك، فأيُّ مَكيدةٍ تؤذيك، وحِصنُ الحفيظ يُؤويك؟! العقائد لا تُبنى إلا على اليقين، وإن عقيدةً تُبنى على الظنِّ لهي أحقُّ بالتَّرك.
إبطالُ دعاوى أهل الباطل وإظهارُ كذبهم وتناقضهم واختلافهم وبيانُ جهلهم؛ أصلٌ عظيم من أصول الدعوة إلى الحقِّ.
سورة: النساء - آية: 157  - جزء: 6 - صفحة: 103
﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا لَيُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا ﴾ [النساء: 159]
الحقائق قد تنجلي للعيون في اللحظات الأخيرة بعد رحيل الظلمات المتكاثفة، وقد تنفع أحيانًا وقد لا تنفع.
أيُّ موقفٍ أشقُّ على المرء من أن يشهدَ عليه رسولُه بالكذب يوم القيامة؟!
سورة: النساء - آية: 159  - جزء: 6 - صفحة: 103
﴿فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرٗا ﴾ [النساء: 160]
الظلم على اختلاف أنواعه وألوانه هو من أسباب حرمانِ النِّعَم، فمَن زاد ظلمُه زاد حرمانُه.
لو ذاقت يهودُ طعمَ الإيمان لأذاقها الله حلاوةَ الطيِّبات، ولكنَّها منعَت نفسَها لذَّتَه، فمنعَها الله بعضَ ما كان أحلَّه لها.
سورة: النساء - آية: 160  - جزء: 6 - صفحة: 103
﴿يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21]
لا يُزيل قدسيةَ أرضٍ حُكمُ جبَّارٍ عليها، ولا انتشارُ الفسادِ فيها، وكلَّما كانت عند الله أقدسَ كانت الجرأةُ بمعصية الله فيها أفحش.
طلب السلامة في المخالفة هلاك، والرغبةُ في ربح الحياة تحت ظلال المعصية خسارة.
سورة: المائدة - آية: 21  - جزء: 6 - صفحة: 111
﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ ﴾ [المائدة: 32]
المتورِّع عن سفك الدم الحرام حافظٌ لحرُمات الأنفُس كلِّها، فهو أهلٌ للتبجيل من الأحياء، والسلامة من الاعتداء.
يحبُّ الله تعالى الإعذارَ إلى خَلقه، وإقامةَ الحجَّة على عباده؛ ولذا جعل مع كلِّ رسول آيةً يؤمن على مثلها البشر؛ لئلا يقولوا: أين بيِّنةُ صدقه، وبرهانُ دعوته؟ الأرض لا تصلُح بالإسراف؛ لأنه طريقُ الإتلاف، وهادم سُورِ الألفة بين الناس، سواءٌ أكان ذلك بمجاوزة المباح إلى الفُضول، أم بعبور الحلال إلى الحرام في الأموال أو النفوس.
سورة: المائدة - آية: 32  - جزء: 6 - صفحة: 113
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [المائدة: 41]
على داعي الحقِّ أن يحرِصَ على تبليغه، ولا يحزنَ على مَن لم يستجب له، فما عليه سوى التبليغ، أما الاستجابةُ فبيد الله وحدَه.
أهل الزيغ والضلال لا يسارعون إلى الكفر؛ بل هم متوغِّلون فيه ومتلبِّسون به، ويتنافسون في الهبوط إلى درَكاته حتى يبلغوا قَعرَه.
أقوال اللسان لا تعبِّر دائمًا عما في الفؤاد مما عليه مدارُ الأحكام، فإن الإيمان لا يكون حقًّا إلا إذا أقرَّ به الجَنان، وصدَّقته الأعمال.
مَن استطاب رَضاعَ الباطل عسُر فِطامُه، فإن جاءه الحقُّ ردَّه أو حرَّفه عن مواضعه؛ لأنه لم يذُق لَذاته، ولا وجد فيه قضاءَ شهواته.
لما كانت الألفاظ إنما تُراد لمعانٍ معلومة، كان تحريفُها بتأويل معانيها على غير مُراد الله منها صِنوَ تحريفها بتغيير ألفاظها التي أُنزلت عليها.
خطر المحرِّفين للنصوص أشدُّ من خطر مكذِّبيها؛ لأن المكذِّب واضحُ الضلال، أما المحرِّفُ فقد كسا ضلالَه بلباس حقٍّ لكي يُقبَل.
حين يغلِب ظلامُ الهوى نورَ البصيرة يصبح الحقُّ هو ما وافق الهوى، والباطلُ ما خالفه.
كيف لك أن تهديَ مَن لا يقبلُ من الحقِّ إلا ما يعجبُه، ولا يجلس إلا حيثُ يسمع ما يوافق هواه، فإن كان الحقُّ يخالفه كان أبعدَ الناس عنه؟! عنوان طهارة القلب إقبالُه على كلام الشرع إقبالَ الظامئ على مَورِد الماء الزُّلال، وإصغاؤه لحديثه بكلِّ توقير وإجلال.
سورة: المائدة - آية: 41  - جزء: 6 - صفحة: 114
﴿وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [المائدة: 43]
إذا كان الإيمانُ بالله تعالى يعني قَبولَ شريعته، والاحتكامَ إليها، فما موقعُ الذين يتولَّون عنها من الإيمان؟
سورة: المائدة - آية: 43  - جزء: 6 - صفحة: 115
﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلُ وَأَنَّ أَكۡثَرَكُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾ [المائدة: 59]
المؤمن المخلصُ يعمل ويَمضي غيرَ ملتفتٍ إلى ذمِّ الذامِّين، وتثبيطِ المثبِّطين، فأمامَه وِجهةٌ يسعى إليها، وربٌّ يطلب رضاه، فلا يبالي حينئذٍ بقطاع السبيل، فإن الله غايتُه.
لا ينفكُّ الفاسق ينقِمُ على المستقيم استقامتَه؛ لأنه كلَّما رآه ذكر فسوقَه، فلم يَرُق له النظرُ إلى مَن أبان عن قصوره، وكشف للناس عن شروره.
سورة: المائدة - آية: 59  - جزء: 6 - صفحة: 118
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘ بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيۡفَ يَشَآءُۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۚ وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارٗا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادٗاۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]
الشغَف بالحياة الدنيا يولِّد في الطبع البخلَ والجشع، والحرصَ والطمع، ولليهود في ذلك القِدحُ المُعلَّى، والحظُّ الأوفى، ولقد كانوا من أغنى الناس؛ لكن غُلَّت أيديهم عن البذل.
سبحان ربِّنا من إلهٍ كريم، يجود على عباده بما لا يُحصى، ويتفضَّل عليهم بما لا يُعدُّ، فمَن ذا الذي يستطيع حصرَ ما أعطى، أو إحصاءَ ما أولى؟! إنفاق اللهِ تابعٌ لمشيئته المبنيَّةِ على حكمته، فمتى شاء أعطى، ومتى شاء منع، فله الفضلُ في العطاء، والحكمةُ في المنع.
النفوس التي مَرَدت على العصيان، وطُبعَت على الخبث والطغيان، لا يزيدها الوحيُ إلا شرًّا إلى شرِّها، ومرضًا إلى مرضها.
ببُغض أهل الكتاب للمؤمنين عُوقبوا بزرع الكراهية المتأصِّلة فيما بينهم، ولولا المصالحُ الدنيوية التي تجمعهم، وعداوتُهم المشتركة للمسلمين لطالت حربُهم، وامتدَّ اقتتالهم.
لو استطاع اليهود القضاءَ على المسلمين لفعلوا، غير أنهم يجتهدون في مشاريع الإفساد اجتهادَ الساعي، لا تريُّثَ الماشي، ولكنَّ الله مطفئٌ نارَ كلِّ حربٍ أضرموها، ومصلحٌ ما أفسدوه.
سورة: المائدة - آية: 64  - جزء: 6 - صفحة: 118
﴿لَقَدۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ رُسُلٗاۖ كُلَّمَا جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ ﴾ [المائدة: 70]
من أشدِّ الناس غدرًا وخيانة قومٌ أخذ اللهُ عليهم الميثاقَ وأرسل إليهم الرسُلَ رحمةً بهم، فكذَّبوهم وقتلوهم.
أيُّ قلوبٍ يحملها هؤلاء وهذا صنيعُهم بميثاق الله وأنبيائه؟!
سورة: المائدة - آية: 70  - جزء: 6 - صفحة: 119
﴿وَحَسِبُوٓاْ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةٞ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٞ مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ ﴾ [المائدة: 71]
لا يأمننَّ أحدٌ مكرَ الله تعالى إذا هو عصاه، كما فعلت يهود، فيوشك أن ينزلَ به عقابُه وهو غافلٌ معرِض.
أيتمادى في فنون الغَيِّ والفساد مَن استبانَ له المنهجُ القويم؟! إنه لا يخالفه إلا فاقدُ البصيرة، الذي يأنفُ من استماع صوت الحقِّ والنظر إلى براهينه.
سبحان مَن حَلُم على عبده وهو يعصيه، وأمهلَه وهو قادرٌ على عقابه! فيا ليت الجانيَ على نفسه بخطيئته يستثمر فرصةَ الإمهال، في عَقد التوبة وإصلاح الأعمال.
سورة: المائدة - آية: 71  - جزء: 6 - صفحة: 120
﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِي عَلَيۡكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗاۖ وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَۖ وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ بِإِذۡنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِيۖ وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ كَفَفۡتُ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَنكَ إِذۡ جِئۡتَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ﴾ [المائدة: 110]
إذا ما أنعمَ اللهُ على والدَيك بنعمةٍ فاشكرها؛ فإنها من نِعَمِ الله عليك، وليكن شكرُك قولًا وفعلًا واعتقادًا.
نعمةُ الله على العبد قد تكون بالأصالة، وقد تكون بالتَّبَع، فما أنعمَ الله على أحدٍ نعمةً يصلك من تلك النعمة شيءٌ فهي نعمةٌ عليك بالتَّبع تستحقُّ الشكر أيضًا.
إذا رضيَ اللهُ تعالى عن العبد أنعمَ عليه بالتأييد والحماية، ومدَّ إليه يدَ الإكرام والرعاية.
الدعـوة إلى الله وهدايـةُ الخلـق إليه من أعظم النِّعَم على العبد، فمَن كان داعيةً في صغره وكبره فقد نال من هذه النعمة حظًّا وافرًا.
يا مَن امتنَّ الله عليه بالعلم بدينه، قد خصَّك سبحانه بشيءٍ ممَّا جادَ به على أنبيائه، فاشكره على هذه النعمة، سائلًا إيَّاه أن يزيدك علمًا وينفعك بما علَّمك.
إذا ما أتقنتَ صناعةً أو فنًّا نافعًا فاشكرِ الله سبحانه عليه بتسخيره في خدمة الحقِّ.
لكلِّ قومٍ لغةٌ من البراهين يقتنعون بها، والحكيمُ مَن اختار أقربَ البراهين إلى قلوبِ المخاطَبين.
ليـتَ الغُـلاةَ في عيسـى عليـه السـلام يدركون أن معجزاتِه ما كان لها أن تكونَ لولا إذنُ الله جلَّ جلاله، أفبعدَ هذا يكون إلهًا يعبدونه، أو ربًّا يخضعون له؟! كفُّ شـرِّ الأعـداء من أعظـم النَّعماء، وتسلُّطُهم على الإنسان من غير حمايةٍ من الله من أعظم البلاء.
سورة: المائدة - آية: 110  - جزء: 7 - صفحة: 126
﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظۡلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 162]
الإيغالُ في الظلم والفسوق أسرعُ الطرق لتعجيل العقوبات، وإحلال النقمات.
سورة: الأعراف - آية: 162  - جزء: 9 - صفحة: 171
﴿وَسۡـَٔلۡهُمۡ عَنِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَتۡ حَاضِرَةَ ٱلۡبَحۡرِ إِذۡ يَعۡدُونَ فِي ٱلسَّبۡتِ إِذۡ تَأۡتِيهِمۡ حِيتَانُهُمۡ يَوۡمَ سَبۡتِهِمۡ شُرَّعٗا وَيَوۡمَ لَا يَسۡبِتُونَ لَا تَأۡتِيهِمۡۚ كَذَٰلِكَ نَبۡلُوهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 163]
الوحيُ هو طريقُ النبيِّ ﷺ إلى الإخبار الصادق بما لا يَعلم عن الماضي والمستقبل، فلولاه لم يكن ليَعلمَ ذلك، ولا وحيَ بعد خاتم الأنبياء.
ما أكثرَ الحِيلَ الباطلة عندما يفسُد القلب، وتَقِلُّ التقوى، ويصبح التعامل مع النصوص بالهوى لا بالهدى، ويُرادُ الانصرافُ عن ظواهرها بكلِّ طريق! ليحذَر مَن يحتال على المناهي الشرعيَّة ممَّن يتلبَّس بالعلم وهو غيرُ عالم في الحقيقة؛ إذ العالم مَن يخشى اللهَ تعالى بحفظ حدوده، وتعظيم حرُماته، والوقوف عند أحكامه.
تتزيَّنُ المعاصي للعبد في أبهى الصور، وتصل إليه بأسهل الطرق، وفي ذلك ابتلاءٌ يُعرف فيه قويُّ الإيمان بإعراضه، وضعيفُ الإيمان باستجابته.
أمَّةٌ احتالت على دينها وتلاعبت به، وجنحَت إلى المراوغة والتفلُّت منه بالتأويلات الفاسدة، ماذا تنتظر من الله سوى العقوبات العاجلة؟ أعطى اللهُ تبارك وتعالى عبادَه منافعَ الكون تفضُّلًا عليهم، ورحمةً منه بهم، فلينتفعوا بها كما شرَع لهم، وليشكروه على نعمه السابغة.
مَن فسقَ ابتلاه اللهُ بأنواع المِحَن، وصرَّفه بين أصناف الفتن، ومَن استقامَ عافاه الله من عقابه، وسلَّمه من شرِّ بلائه.
سورة: الأعراف - آية: 163  - جزء: 9 - صفحة: 171
﴿وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الجاثية: 17]
لم يترك الله عزَّ وجلَّ عباده يتخبَّطون في دياجير الحَيرة والشكِّ، بل أنار لهم طريقهم بما أنزل عليهم من الآيات المبيِّنات التي فيها رشادُهم وهداهم.
لا يزال العلم رافعًا لطالبه، جامعًا لقلوب الخلق حول هدايته، ما لم تَطمِسه شهواتُ النفس، فإن طمسَته فقد دبَّ الخلافُ والشِّقاق.
كمال النصر والفوز إنما هو في الآخرة، أمَّا في الدنيا فلا، وسيعلم الكفَّار لمَن عُقبى الدار .
سورة: الجاثية - آية: 17  - جزء: 25 - صفحة: 500
﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾ [الصف: 5]
أحقُّ الناس بالبِرِّ والتعظيم، رسُلُ الله صلواتُ الله عليهم أجمعين، وأَمارةُ بِرِّهم الانقيادُ لما أتَوا به من شرعٍ قويم، والابتدارُ إلى حُكمهم بالرضا والتسليم.
الجزاء من جنس العمل، فلمَّا مالوا عن الحقِّ علوًّا واستكبارًا، صرفَ الله قلوبَهم عن الحقِّ عقوبةً وإذلالًا، ولم يوفِّقهم إلى الهداية بعدُ.
إيذاءُ الرسول ﷺ أمرٌ عظيم يُودي بصاحبه إلى هاوية الكفر، وأعظمُ الإيذاء هَجرُ الشريعة، وإعلانُ الحرب عليها.
مهما علا قدرُك وسمَت منزلتُك فوطِّن نفسَك على الصبر على الأذى، فلك في رسُل الله أسوةٌ حسنة.
سورة: الصف - آية: 5  - جزء: 28 - صفحة: 551


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


عليون اليقين بالآخرة أحوال الإنسان الصدقة البغض ذو رحمة واسعة طريقة الصلاة الهجرة اللمز الغنى الحقيقي


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب