ما روي في صلاة التسبيح - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما روي في صلاة التسبيح
حسن: رواه أبو داود (١٢٩٧) وابن ماجه (١٣٨٧) كلاهما وأخرجه ابن خزيمة (١٢١٦)، والحاكم (١/ ٣١٨) من هذا الوجه وقال ابن خزيمة: «إن صحَّ الخبر فإنَّ في القلب من هذا الإسناد شيئًا». وقد رويت صلاة التسبيح عن عدة من الصحابة منهم ابن عباس وأبو رافع وعبد الله بن عمرو والفضل بن عباس وغيرهم ولكن لا يثبت منها شيء.
قال الإمام أحمد: ما تعجبني، قيل له: لم؟ قال: ليس فيها شيء يصح. ونفض يده كالمنكر. المغني (٢/ ٥٥١) وقال أبو جعفر العُقيلي: «ليس في صلاة التسبيح حديث يثبتُ». وقال ابن العربي: «ليس فيها حديث صحيح، ولا حسن». وبالغ ابن الجوزي فذكره في الموضوعات (٢/ ١٤٣).
قال الأعظمي: في الإسناد موسي بن عبد العزيز وهو العَدَني أبو شُعيب القِنْباري «صدوق سيء الحفظ» كما في التقريب، وشيخه الحكم بن أبان «صدوق عابد له أوهام».
ثم اختلف في وصله وإرساله فرواه إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة مرسلًا ولم يقل فيه عن ابن عباس.
قال ابن خزيمة، حدثناه محمد بن رافع، نا إبراهيم بن الحكم به مرسلًا.
قال البيهقي (٣/ ٥٢): «وكذلك رواه جماعة من المشهورين عن محمد بن رافع».
والمرسل أيضًا ضعيف فإن إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف ثم اختلف عليه فرواه عنه محمد ابن رافع مرسلًا، ورواه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عنه موصولًا ومن طريقه رواه الحاكم وقوَّاه.
والخلاصة: أنَّ إسناد هذا الحديث لا يزال في حاجة إلى عاضد وهو مع ضعفه أحسن شيء في هذا الباب كما سبق.
قال الحافظ في التلخيص (٢/ ٧): «والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، وموسي بن عبد العزيز وإن كان صادقًا صالحًا فلا. يُحتمل منه هذا التفرد. وقد ضعَّفها ابن تيمية، والمزي، وتوقف الذهبي، حكاه ابن الهادي عنهم في أحكامه»، انتهى.
وحديث أبي رافع رواه الترمذي (٤٨٢)، وابن ماجه (١٣٨٦) كلاهما من طريق زيد بن حُباب العُكْلِي، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثني سعيد بن أبي سعيد مولى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبي رافع قال: قال رسول الله ﷺ للعباس: «يا عم! ألا أصِلُك، ألا أحْبُوك، ألا أنفعُك؟» قال: بلى يا رسول الله! قال: «يا عم!» فذكر نحوه إلا أنه لم يذكر فيه «فإن لم تفعل ففي عمرك مرة».
قال الترمذي: «حديث غريب من حديث أبي رافع» وقال قبله في حديث أنس: «وقد روي عن النبي ﷺ غير واحد في صلاة التسبيح ولا يصح منه كبير شيء».
قال الأعظمي: وأما في الإسناد المذكور فزيد بن حُباب «صدوق يخطئ» وشيخه موسي بن عبيدة «ضعيف» وشيخه سعيد بن أبي سعيد «مجهول».
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فروي مرفوعًا وموقوفًا، فأما المرفوع فرواه أبو داود (١٢٩٨) وعنه البيهقي (٣/ ٥٢) عن رجل كانت له صحبة -يرون أنه عبد الله بن عمرو، قال: قال النبي ﷺ: «ائتِني غدًا أَحْبُوك وأُثيبك وأُعطيك» حتى ظننتُ أنه يُعطيني عطية، قال: «إذا زال النهار فقُم فصلُ أربع ركعات» فذكر نحوه (أي نحو حديث ابن عباس) قال: «ثم ترفع رأسك -يعني من السجدة الثانية- فاستوِ جالسًا، ولا تقم حتى تصبح عشرًا، وتحمد عشرًا، وتكبر عشرًا، وتهلل عشرًا، ثم تصنع ذلك في الأربع الركعات» قال: «فإنك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنبًا غُفر لك بذلك» قلت: فإن لم أستطع أن أصليها تلك الساعة؟ قال: «صَلِّها من الليل والنهار».
رواه عن محمد بن سفيان الأبلي، حدثنا حبان بن هلال أبي حبيب، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء قال: حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنه عبد الله بن عمرو فذكره.
وفيه عمرو بن مالك وهو: النُكري الراوي عن أبي الجوزاء ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٢٢٨) وقال: «يعتبر حديثُه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويغرب».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنه أخطأ فيه، لأن غيره يرويه عن أبي الجوزاء موقوفًا، قال أبو داود: «رواه المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، ورواه رَوح بن المسيب وجعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك النُكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قوله، وقال في حديث روح فقال: حديث النبي ﷺ»، انتهى.
وهذا كله من أوهام النكري، والمستمر بن الريان الأيادي من رجال مسلم وهو أوثق من النُكري، فلا تُقبل مخالفته له، ولذا وصفه الحافظ في التقريب بأنه «صدوق له أوهام». ووصف المستمر بن الريان بأنه «ثقة عابد».
ولكن ذكر البيهقي (٣/ ٥٢) فقال: رواه أبو جناب عن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ مرفوعًا غير أنه جعل التسبيح خمس عشرة مرة قبل القراءة وجعل ما بعد السجدة الثانية بعد القراءة.
قال الأعظمي: أبو جناب هو: يحيى بن أبي حية ضعيف مدلس. قال الحافظ في التقريب: «ضعَّفوه لكثرة تدليسه» فلا تُقبل متابعته.
وفي الباب أحاديث أخرى لا يسلم منها شيء كما قال الترمذي وغيره، وعلى فرض صحة إسناد بعض هذه الأحاديث ففيها نكارة لاختلاف هيئتها كما قال الحافظ بن حجر وغيره.
وقد كثر الكلام في صلاة التسبيح فذهب أكثر المحققين إلى أنها بدعة، لم يثبت قولًا ولا فعلًا عن النبي ﷺ ولا عنِ الخلفاء الراشدين، ولا عن أحدٍ من الصحابة والتابعين، وإنما صلى بها بعض أتابع التابعين كما ذكره الحاكم (١/ ٣٢٩) منهم عبد الله بن المبارك كما ذكره البيهقي في «شعب الإيمان» وقال: «وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع».
قال الأعظمي: كذا قال رحمه الله تعالى. وفيه نظر، فإن عمل الصالحين لا يُقَوِّي الحديثَ الضعيفَ ولا يَشْرَعُ شيئًا جديدًا في الدين، والله المستعان، انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (٢/ ٤٢١).
وقد سئل الشيخ ابن باز ﵀ تعالي عن حديث صلاة التسبيح، فقال: «والصواب أنه ليس بصحيح؛ لأنه شاذ، ومنكر المتن، ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي ﷺ في صلاة النافلة، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك؛ ولهذا الصواب: قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا؛ ولأنّ أسانيدها كلها ضعيفة» «مجموع فتاويه» (١١/ ٤٢٦).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 412 من أصل 423 باباً
- 374 باب ما جاء للإمام أربع ركعات وللمأموم ركعتان ركعتان
- 375 باب من قال: وفي الخوف ركعة
- 376 باب صلاة الخوف رجالًا وركبانًا
- 377 باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف
- 378 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
- 379 باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات
- 380 باب ما جاء في عدم مواظبة النبي ﷺ على صلاة الضُّحي خشية أن تُفرض على أمته
- 381 باب من رأى أنَّ صلاة الضُّحي إذا رجع من السَّفر
- 382 باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
- 383 باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
- 384 باب ما جاء في أداء ركعتين بعد طلوع الشمس والتي يسميها البعض صلاة الإشراق وهي الضحي
- 385 باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
- 386 باب ما جاء أن الصلاة قبل الخطبة:
- 387 باب الخطبة قبل الصلاة والجهر بالقراءة فيها
- 388 باب من أدعية الاستسقاء
- 389 باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا
- 390 باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:
- 391 باب رفع الأيدي في الاستسقاء مع الإمام
- 392 باب جعل ظهر الكفين إلى السماء في دعاء الاستسقاء
- 393 باب دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة من غير استقبال القبلة
- 394 باب ما جاء في تحويل الرّداء للإمام والمأمومين وصفته
- 395 باب استحباب الاستسقاء ببعض قرابة النبي ﷺ من ذوي الصلاح
- 396 باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
- 397 باب الأمر بالصّلاة عند الكسوف وأنَّها سنة مؤكدة
- 398 باب النداء: «الصلاة جامعة» في الكسوف
- 399 باب أربع ركعات في ركعتين
- 400 باب ما جاء أن صلاة الكسوف ركعتان كسائر النوافل
- 401 باب ست ركعات في ركعتين
- 402 باب ثمان ركعات في ركعتين
- 403 باب الجهر بالقراءة في الكسوف
- 404 باب من قال لا يجهر في صلاة الكسوف
- 405 باب طول القيام في الكسوف
- 406 باب ما عُرِض على النبي ﷺ، في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
- 407 باب استحباب العِتاقة في كسوف الشمس
- 408 باب التّعوذ من عذاب القبر في الكسوف
- 409 باب خطبة الإمام في الكسوف
- 410 صلاة الاستخارة
- 411 باب صلاة المريض
- 412 باب الرجل يعتمد على عمود وغيره في الصلاة
- 413 باب الصلاة في السفينة
- 414 باب ما جاء في صلاة الحاجة
- 415 باب ما روي في صلاة التسبيح
- 416 باب صلاة الرغائب
- 417 باب ما روي في تحية البيت
- 418 باب سجود التلاوة
- 419 باب من قال: لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ
- 420 باب السجود في ﴿وَالنَّجْمِ﴾
- 421 باب السجود في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وفي ﴿اقْرَأْ﴾
- 422 باب قراءة آية السجدة في الفريضة
- 423 باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة
معلومات عن حديث: ما روي في صلاة التسبيح
📜 حديث عن ما روي في صلاة التسبيح
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ما روي في صلاة التسبيح من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث ما روي في صلاة التسبيح
تحقق من درجة أحاديث ما روي في صلاة التسبيح (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث ما روي في صلاة التسبيح
تخريج علمي لأسانيد أحاديث ما روي في صلاة التسبيح ومصادرها.
📚 أحاديث عن ما روي في صلاة التسبيح
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ما روي في صلاة التسبيح.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, September 13, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب