صلاة الرغائب - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب صلاة الرغائب
والعشاء ثنتي عشرة ركعة بستّ تسليمات، كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، والقدر ثلاثًا، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ثنتي عشرة مرة، فإذا فرغ من صلاته قال: «اللهم صَلِّ على محمد النبي الأمي وعلى آله«-بعد ما يُسلم- سبعين مرة، ثم يسجد سجدة ويقول في سجوده: «سُبُّوح قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والروح«، سبعين مرة، ثم يرفع رأسه ويقول: «رب اغفر لي وارحم وتجاوزْ عما تعلم، إنك أنت العلي الأعظم«- وفي أخرى- الأعز الأكرم- سبعين مرة، ثم يسجد ويقول مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله -وهو ساجد- حاجته، فإن الله لا يرد سائله» فهو حديث موضوع.
قال ابن الأثير في «جامع الأصول» (٦/ ١٥٤): «هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين، ولم أجده في أحد من الكتب الستة، والحديث مطعون فيه» انتهى.
قال الأعظمي: رزين هو: أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار الأندلسي المتوفي (سنة ٥٣٥ هـ) له تصانيف منها: كتاب «تجريد الصحاح» جمع فيه ما في «الخمسة» و«الموطأ» من الأحاديث الصحيحة، واستفاد منه ابن الأثير عند تأليفه «جامع الأصول في أحاديث الرسول» وذكر الزيادات التي وجدها في كتاب رزين. والحديث المذكور باسم «صلاة الرغائب» لم يكن معروفًا في القرون الثلاثة.
ويدل عليه ما قال العز بن عبد السلام: «ومما يدل على ابتداء هذه الصلاة، أن العلماء الذين هم أعلام الدين، وأئمة المسلمين، من الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين، وغيرهم ممن دوَّن الكتب في الشريعة، مع شدة حرصهم على تعليم الناس الفرائض والسنن، لم ينقل عن أحد منهم أنه ذكر هذه الصلاة، ولا دوَّنها في كتابه، ولا تعرض لها في مجالسه، والعادة تُحيل أن تكون مثل هذه سنة، وتغيب عن هؤلاء الذين هم أعلام الدين، وقدوة المؤمنين، وهم الذين إليهم الرجوع في جميع الأحكام من الفرائض والسنن، والحلال والحرام، وهذه الصلاة لا يصليها أهل المغرب الذين شهد رسول الله ﷺ لطائفة منهم أنهم لا يزالون على الحق حتي تقوم الساعة، ولذلك لا تُفعل بالإسكندرية لتمسكهم بالسنة، ولما صحَّ عند السلطان الملك الكامل ﵀ أنها من البدع المفتراة على رسول الله ﷺ أبطلها من الديار المصرية، فطوبى لمن تولي شيئًا من أمور المسلمين فأعان على إماتة البدع، وإحياء السنن» «المساجلة العلمية» (ص ٩، ١٠).
وقال النووي في «المجموع» (٤/ ٥٦): «الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتي عشرة ركعة تصلي بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكرتان قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: قوت القلوب (لأبي طالب مكي) و إحياء علوم الدين (للغزالي المتوفى سنة ٥٠٥ هـ) ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل. ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة، فصنف ورقات في استحبابها، فإنه غالط في ذلك، وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابًا
نفيسًا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد ﵀» انتهى.
وقال نحو ذلك في: الخلاصة (١/ ٢١٥ - ٢١٧) وزاد: «وقد قال النبي ﷺ: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة»، وقال ﷺ: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» وهاتان محدثتان لا أصل لهما» انتهى.
وقال الحافظ ابن الصلاح: «هذه الصلاة شاعت بين الناس بعد المائة الرابعة، ولم تكن تعرف، وقد قيل: إن منشأها من بيت المقدس -صانها الله تبارك وتعالى والحديث الوارد بها بعينها وخصوصها ضعيف، ساقط الاسناد عند أهل الحديث، ثم منهم من يقول: هو موضوع، وذلك الذي نظنه. ومنهم من يقتصر على وصفه بالضعف، ولا يستفاد له صحة من ذكر رزين بن معاوية إياه في كتابه في «تجريد الصحاح»، ولا من ذكر صاحب كتاب «الإحياء» له فيه، واعتماده عليه، لكثرة ما فيهما من الحديث الضعيف، وإيراد رزين مثله في مثل كتابه من العجب» انتهى.
وقد جرتْ مساجلةٌ علميةٌ بين العِزّ بن عبد السلام وبين ابن الصلاح، فإن الأخير بعد ما ذكر بأن الصلاة المذكورة لم تشتهر إلا في القرن الرابع، وإن الحديث الوارد فيها موضوع قال: «ثم إنه لا يلزم من ضعف الحديث بطلان صلاة الرغائب والمنع منها، لأنها داخلة تحت مطلق الأمر الوارد في الكتاب والسنة بمطلق الصلاة، فهي إذا مستحبة بعمومات نصوص الشريعة الكثيرة الناطقة باستحباب مطلق الصلاة ... ثم ذكر بعض هذه الأحاديث.
وقد فَنَّد العز بن عبد اللام أدلة ابن الصلاح واحدة تلو أخرى ومما قال فيه: «أن تعاطي صلاة الرغائب يوقع العامة في أن يكذبوا على رسول الله ﷺ، وينسبوه إلى أنه سنَّها بخصوصياتها فيكون متسببًا إلى الكذب على رسول الله ﷺ بخلاف الصلاة التي مثَّل بها». «المساجلة» (ص ٣٣).
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: هل صلاةُ الرغائب مستحبة أم لا؟ فأجاب: «هذه الصلاة لم يصلها النبي ﷺ ولا أحد من السلف، ولا الأئمة. ولا ذكروا لهذه الليلة فضيلة تخصها -والحديث المروي في ذلك عن النبي ﷺ كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بذلك، ولهذا قال المحققون: إنها مكروهة غير مستحبة» مجموع الفتاوي (١/ ١٤٩).
انظر للمزيد «مساجلة علمية بين الإمامَين الجليلين العز بن عبد السلام وابن الصلاح حول صلاة الرغائب المبتدعة».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 413 من أصل 423 باباً
- 374 باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف
- 375 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
- 376 باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات
- 377 باب ما جاء في عدم مواظبة النبي ﷺ على صلاة الضُّحي خشية أن تُفرض على أمته
- 378 باب من رأى أنَّ صلاة الضُّحي إذا رجع من السَّفر
- 379 باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
- 380 باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
- 381 باب ما جاء في أداء ركعتين بعد طلوع الشمس والتي يسميها البعض صلاة الإشراق وهي الضحي
- 382 باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
- 383 باب ما جاء أن الصلاة قبل الخطبة:
- 384 باب الخطبة قبل الصلاة والجهر بالقراءة فيها
- 385 باب من أدعية الاستسقاء
- 386 باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا
- 387 باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:
- 388 باب رفع الأيدي في الاستسقاء مع الإمام
- 389 باب جعل ظهر الكفين إلى السماء في دعاء الاستسقاء
- 390 باب دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة من غير استقبال القبلة
- 391 باب ما جاء في تحويل الرّداء للإمام والمأمومين وصفته
- 392 باب استحباب الاستسقاء ببعض قرابة النبي ﷺ من ذوي الصلاح
- 393 باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
- 394 باب الأمر بالصّلاة عند الكسوف وأنَّها سنة مؤكدة
- 395 باب النداء: «الصلاة جامعة» في الكسوف
- 396 باب أربع ركعات في ركعتين
- 397 باب ما جاء أن صلاة الكسوف ركعتان كسائر النوافل
- 398 باب ست ركعات في ركعتين
- 399 باب ثمان ركعات في ركعتين
- 400 باب الجهر بالقراءة في الكسوف
- 401 باب من قال لا يجهر في صلاة الكسوف
- 402 باب طول القيام في الكسوف
- 403 باب ما عُرِض على النبي ﷺ، في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
- 404 باب استحباب العِتاقة في كسوف الشمس
- 405 باب التّعوذ من عذاب القبر في الكسوف
- 406 باب خطبة الإمام في الكسوف
- 407 صلاة الاستخارة
- 408 باب صلاة المريض
- 409 باب الرجل يعتمد على عمود وغيره في الصلاة
- 410 باب الصلاة في السفينة
- 411 باب ما جاء في صلاة الحاجة
- 412 باب ما روي في صلاة التسبيح
- 413 باب صلاة الرغائب
- 414 باب ما روي في تحية البيت
- 415 باب سجود التلاوة
- 416 باب من قال: لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ
- 417 باب السجود في ﴿وَالنَّجْمِ﴾
- 418 باب السجود في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وفي ﴿اقْرَأْ﴾
- 419 باب قراءة آية السجدة في الفريضة
- 420 باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة
- 421 باب ما يقول في سجود القرآن
- 422 باب سجود الشكر
- 423 باب السجود عند رؤية الآيات
معلومات عن حديث: صلاة الرغائب
📜 حديث عن صلاة الرغائب
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ صلاة الرغائب من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث صلاة الرغائب
تحقق من درجة أحاديث صلاة الرغائب (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث صلاة الرغائب
تخريج علمي لأسانيد أحاديث صلاة الرغائب ومصادرها.
📚 أحاديث عن صلاة الرغائب
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع صلاة الرغائب.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب