سجود التلاوة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب سجود التلاوة
متفق عليه: رواه البخاري في سجود القرآن (١٠٧٥)، ومسلم في المساجد (٥٧٥) كلاهما من حديث يحيي بن سعيد، عن عبيدالله، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر فذكره واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه. ورواه مسلم من طريق محمد بن بشر، عن عبيد الله وزاد فيه: «في غير صلاة».
ورواه أبو داود (١٤١٣) من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن نافع وزاد فيه:
«كبَّر وسجد وسجدنا معه».
قال عبد الرزاق: وكان الثوري يُعجبه هذا الحديث. قال أبو داود: يُعجبه لأنَّه كبَّر.
قال الأعظمي: في إسناده عبد الله بن عمر وهو: ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال المنذري: «وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة. وأخرج له مسلم مقرونًا بأخيه عبيدالله بن عمر».
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٨١) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث وفي رواية «يا ويلي».
قوله: «يا ويلَه» أصله «يا ويلي» والمنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه خمسة أوجه، وهي كما قال ابن مالك ﵀: كعبدِ، عبدِي، عبدَ، عبدَا، عبدِيَ.
ويقال في «يا وَيَّلي»: يا وَيْلِ، ويا وَيْلَ، ويا وَيْلا، ويا وَيْلِيَ، والصيغة الواردة في الحديث هي: «يا ويلَ» وقد اقترن بها هاء السكت فصار «يا ويلَه» كما في قوله «يا أُمَّهْ» الوارد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٥) على لسان غلام الراهب.
وأما قول النووي ﵀ في شرح مسلم فَيُفهم منه أن الهاء في «يا ويله» ضمير الغائب، وهي ليست كذلك، هذا ما أفادنا به الدكتور ف. عبد الرحيم.
فقه الحديث:
اختلف أهل العلم في سجود التلاوة. فقال أبو حنيفة وأصحابه واجبٌ، وقال مالك والشافعي والأوزاعي والليث بأنه مسنونٌ وليس بواجبٍ.
وقد ثبت من الآثار أن عمر بن الخطاب قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدةَ نزل، فسجد، وسجد الناسُ، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيُّها الناس، إنَّا نَمُرُّ بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمر رضي الله عنه.
رواه البخاري في سجود القرآن (١٠٧٧) من طريق ابن جُريج قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مليكة، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير أنه حضر عمر بن الخطاب يوم الجمعة فذكره.
وزاد نافع عن ابن عمر: إن الله لم يفرِض السجود إلا أن نَشاءَ.
ورواه عبد الرزاق، عن ابن جريج به مثله: «مصنف عبد الرزاق» (٣/ ٣٤١).
قال ابن عبد البر: هذا عمر وابن عمر ولا مخالف لهما من الصحابة. فلا وجه لقول من أوجب سجود التلاوة فرضًا، لأن الله لم يوجبه ولا رسوله، ولا اتفق العلماء على وجوبه، والفرائض لا تثبت إلا من الوجوه التي ذكرنا، أو ما كان في معناه «الاستذكار» (٨/ ١٠٩).
وأما عدد السجود في القرآن الكريم فممَّا لا خلاف فيه هي عشرة: الأعراف، والرعد، والنحل، وبنو إسرائيل، ومرْيم، وأول سجدة في الحج، والفرقان، والنمل، والسجدة، وفُصلت.
واختلفوا في ﴿ص﴾ فقالوا: إنها توبة نَبِي، فسجد النبي ﷺ شكرًا لله.
كما اختلفوا أيضًا في السجدة الثانية في الحج والسجدات في المفصل (النجم والإنشاق والعلق) فذهب جمهور أهل العلم إلى أن فيها سجدة. واستدلوا بالأحاديث التي سوف تأتي
وأما من قال: ليس في المفصل سجود فاستدل بحديث ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحوَّل إلى المدينة.
رواه أبو داود (١٤٠٣) عن محمد بن رافع، حدثنا أزهر بن القاسم، قال محمد: رأيتُه بمكة، حدثنا أبو قدامة، عن مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده ضعيف، أبو قُدامة اسمه: الحارث بن عبيد أيادي بصري لا يحتج بحديثه.
قال البيهقي (٢/ ٣١٢، ٣١٣): «هذا الحديث يدور على الحارث بن عبيد أبي قدامة الأيادي البصري، وقد ضعَّفه يحيى بن معين».
قال الأعظمي: وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بذاك القوي وقال ابن حبان: كان ممن كثُر وهمُه.
وفيه أيضًا مطر الوراق وهو: ابن طهمان تكلم فيه النسائي وابن سعد، وقال ابن حبان: ربما أخطأ، ومشاه ابن معين والعجلي فالظاهر أنه أو الراوي عنه أخطأ في هذه الرواية، لأن أبا هريرة ممن أسلم عام خيبر، ويخبر أنه سجد مع النبي ﷺ في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ و﴿اقْرَأْ﴾.
قال ابن خزيمة: «وتوهم بعض من لم يتبحَّر العلم أن خبر الحارث بن عبيد، عن مطر، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحوَّل إلى المدينة حجة من زعم أن لا سجود في المفصَّل، وهذا من الجنس الذي أَعلمت أن الشاهد من يشهد برؤية الشيء أو سماعه، لا من ينكره ويدفعه، وأبو هريرة قد أعلم أنَّه قد رأى النبي ﷺ قد سجد في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ بعد تحوله إلى المدينة، إذ كانت صحبتُه إياه إنما كان بعد تحول النبي ﷺ إلى المدينة لا غير» انتهى.
وقال ابن عبد البر في «الاستذكار» (٨/ ١٠٠): هذا حديث منكر، لأن أبا هريرة لم يصحبه إلا بالمدينة، وقد رآه يسجد في ﴿إِذَا السَّمَاءُ﴾ و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ وحديث مطر لم يرو عنه إلا أبو قدامة وليس بشيء.
وأما السجدة الثانية مع الأولى في سورة الحج فذهب إليه كثير من السلف منهم عمر بن الخطاب، روى مالك -ما جاء في سجود القرآن (١٣) - عن نافع مولى ابن عمر أن رجلًا من أهل مصر أخبره أن عمر بن الخطاب قرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فُضِّلت بسجدتين.
قال الحاكم (٢/ ٣٩٠): وقد صحت الرواية فيه من قول عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وعمار ﵃». انتهى.
وبه قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود، قال أبو إسحاق السبيعي: «أردكت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين»، وبهذا يكون عدد السجدات عند الجمهور أربع عشرة سجدة، عشر كما سبق وثلاث في المفصل والسجدة الثانية في الحج.
وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما ليس في الحج إلا سجدة واحدة وهي الأُولى. وبه قال بعض التابعين مثل سعيد بن جبير والحسن البصري فيكون عندهم ثلاث عشرة سجدة إلا أن مالكًا لا يرى السجود أيضًا في المفصل فيكون عنده عشر سجدات.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 415 من أصل 423 باباً
- 374 باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف
- 375 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
- 376 باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات
- 377 باب ما جاء في عدم مواظبة النبي ﷺ على صلاة الضُّحي خشية أن تُفرض على أمته
- 378 باب من رأى أنَّ صلاة الضُّحي إذا رجع من السَّفر
- 379 باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
- 380 باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
- 381 باب ما جاء في أداء ركعتين بعد طلوع الشمس والتي يسميها البعض صلاة الإشراق وهي الضحي
- 382 باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
- 383 باب ما جاء أن الصلاة قبل الخطبة:
- 384 باب الخطبة قبل الصلاة والجهر بالقراءة فيها
- 385 باب من أدعية الاستسقاء
- 386 باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا
- 387 باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:
- 388 باب رفع الأيدي في الاستسقاء مع الإمام
- 389 باب جعل ظهر الكفين إلى السماء في دعاء الاستسقاء
- 390 باب دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة من غير استقبال القبلة
- 391 باب ما جاء في تحويل الرّداء للإمام والمأمومين وصفته
- 392 باب استحباب الاستسقاء ببعض قرابة النبي ﷺ من ذوي الصلاح
- 393 باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
- 394 باب الأمر بالصّلاة عند الكسوف وأنَّها سنة مؤكدة
- 395 باب النداء: «الصلاة جامعة» في الكسوف
- 396 باب أربع ركعات في ركعتين
- 397 باب ما جاء أن صلاة الكسوف ركعتان كسائر النوافل
- 398 باب ست ركعات في ركعتين
- 399 باب ثمان ركعات في ركعتين
- 400 باب الجهر بالقراءة في الكسوف
- 401 باب من قال لا يجهر في صلاة الكسوف
- 402 باب طول القيام في الكسوف
- 403 باب ما عُرِض على النبي ﷺ، في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
- 404 باب استحباب العِتاقة في كسوف الشمس
- 405 باب التّعوذ من عذاب القبر في الكسوف
- 406 باب خطبة الإمام في الكسوف
- 407 صلاة الاستخارة
- 408 باب صلاة المريض
- 409 باب الرجل يعتمد على عمود وغيره في الصلاة
- 410 باب الصلاة في السفينة
- 411 باب ما جاء في صلاة الحاجة
- 412 باب ما روي في صلاة التسبيح
- 413 باب صلاة الرغائب
- 414 باب ما روي في تحية البيت
- 415 باب سجود التلاوة
- 416 باب من قال: لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ
- 417 باب السجود في ﴿وَالنَّجْمِ﴾
- 418 باب السجود في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وفي ﴿اقْرَأْ﴾
- 419 باب قراءة آية السجدة في الفريضة
- 420 باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة
- 421 باب ما يقول في سجود القرآن
- 422 باب سجود الشكر
- 423 باب السجود عند رؤية الآيات
معلومات عن حديث: سجود التلاوة
📜 حديث عن سجود التلاوة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ سجود التلاوة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث سجود التلاوة
تحقق من درجة أحاديث سجود التلاوة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث سجود التلاوة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث سجود التلاوة ومصادرها.
📚 أحاديث عن سجود التلاوة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع سجود التلاوة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب