ثمان ركعات في ركعتين - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ثمان ركعات في ركعتين
وفي رواية: صلى رسول الله ﷺ حين كسفتِ الشمسُ ثمان ركعات في أربع سجدات، وعن علي مثل ذلك.
صحيح: رواه مسلم في الكسوف (٩٠٩) من طريق يحيى، عن سفيان، قال: حدثنا حبيب، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.
والرواية الثانية رواها (٩٠٨) من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن سفيان.
وهذا حديث صحيح رواه أيضًا أبو داود (١١٨٣)، والترمذي (٥٦٠)، والنسائي (١٤٦٨) كلهم من طريق يحيي به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وسكت عليه أبو داود والمنذري، وتكلم البيهقي (٣/ ٣٢٧) بما لا يشفي وهذا لفظه: «وأما محمد بن إسماعيل ﵀ فإنَّه أعرض عن هذه الروايات التي فيها خلاف رواية الجماعة، وقد رُوِينا عن عطاء بن يسار وكثير بن عباس، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنَّه صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعان، وحبيب بن أبي ثابت وإن كان من الثقات فقد كان يدلِّس، ولم أجده ذكر سماعه في هذا الحديث عن طاوس، ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوقٍ به عن طاوس» انتهى.
وكون الرواة رووا عن ابن عباس عن النبي ﷺ أنَّه صلى ركعتين في كل ركعة ركوعان لا يمنع من صحة حديث حبيب بن أبي ثابت لإمكان التعدد، فإنه إذا جُمعت أحاديث الكسوف كما ستري فإنها تدل على أنها تكررت وتعددت صفاتها.
وقول مسلم: وعن علي مثل ذلك. هو الحديث الآتي: عن رجل يُدعى حنشًا قال: كسفتِ الشمسُ فصلَّى عَلِيٌّ للناس، فقرأ: ﴿يس﴾ أو نحوها. ثم ركع نحوًا من قدر سورة، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ثم قام قدر السورة يدعو ويُكبر، ثم ركع قدر قراءته أيضًا، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام أيضًا قدر السورة، ثم ركع قدر ذلك أيضًا حتى صلي أربع ركعات، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد، ثم قام إلى الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى، ثم جلس يدعو ويَرْغَبُ، حتى انكشفتِ الشمس، ثم حدثهم أن رسول الله ﷺ كذلك فعل.
حسن لغيره: رواه الإمام أحمد (١٢١٦) عن يحيى بن آدم، حدثنا زهير، حدثنا الحسن بن الحُرّ، حدثنا الحكم بن عُتيبة، عن رجل يُدعى حنشا فذكره.
وصححه ابن خزيمة (١٣٨٨) ورواه من طريق زهير إلا أنه لم يسق لفظه كاملًا وإنما قال في آخر الحديث: «في هذا الخبر إنه ركع أربع ركعات في كل ركعة مثل خبر طاوس عن ابن عباس».
قال الأعظمي: رجاله ثقات غير حنش وهو: ابن المعتمر الكوفي، مختلف فيه فقال أبو داود: ثقة.
وقال أبو حاتم: هو عندي صالح، وقال العجلي: تابعي ثقة.
وتكلم فيه النسائي وابن حبان وغيرهما والخلاصة فيه كما قال الحافظ في التقريب: «صدوق له أوهام» أي: هو صدوق إلا إذا ثبت أنه وهم فتُضعَّفُ روايته تلك. ولم أجد هنا ما يُضعَّف بسببه غير أنَّه انفرد برواية هذا الحديث عن علي بن أبي طالب ولا يَروِي عنه غيرُه، ولكن لا يمنع هذا من تحسين حديثه في الشواهد، ولذا أشار إليه مسلم ولم يخرجه لأنه ليس على شرطه.
ولا يُعل بما رواه البيهقي (٣/ ٣٣٠) من طريق سليمان الشيباني، عن الحكم بن عُتيبة موقوفًا، ومن طريق الحسين بن الحر مرفوعًا. والحسن بن الحر ثقة فاضل فزيادته مقبولة.
يرى البيهقي رحمه الله تعالى بناء على توحيد القصة بأن النبي ﷺ صلى الكسوف يوم توفي ابنه إبراهيم ركعتين في كل ركعة ركوعين فقال: «من نظر إلى هذه القصة وفي القصة التي رواها أبو الزبير، عن جابر علم أنها قصة واحدة، وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها يوم توفي إبراهيم بن رسول الله ﷺ. وقد اتفقت رواية عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء ابن يسار، وكثير بن عباس، عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، ورواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، عن النبي ﷺ إنما صلَّاها ركعتين في كل ركعة ركوعين، وفي حكاية أكثرهم قوله ﷺ يومئذ أن الشمسُ والقمر آيتان من آيات الله، لا تنخسفان الموت أحد، ولا لحياته دلالة على انه إنما صلاها يوم توفي ابنه، فخطب، وقال هذه المقالة ردًّا القولهم: إنما كسفتْ لموته. وفي اتفاق هؤلاء العدد مع فضل حفظهم دلالة على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين، كما ذهب إليه الشافعي ومحمد بن إسماعيل البخاري رحمهما الله تعالي» انتهى. انظر: «السنن الكبرى» (٣/ ٣٢٦).
قال الأعظمي: يرى البيهقي رحمه الله تعالى، وقبله ابن عبد البر أنَّ الصّحيح من صلاة الكسوف ركعتان، في كل ركعة ركوعان كما في حديث عائشة وغيرها.
وهو أصح ما في هذا الباب، والروايات التي تُخالفه مثل: في كل ركعة ثلاث ركوعات، أو أربع ركوعات، أو خمس ركوعات فكلها شاذة ومعلولة. وفيه نظر؛ فإن الروايات الصحيحة التي فيها الزيادات لا يحكم عليها بالشذوذ؛ لاحتمال أنَّ الذي ذكر الزيادة حضر من بداية الصلاة، والذي ذكر ركعتين في ركعة لعله حضر في وسط الصّلاة، أو أنها صلاة صلاها في وقت آخر، فإن البعض من هذه الصلوات لم يذكر فيها قوله ﷺ: إن الشّمس والقمر آيتان من آيات الله ... إلخ«والله تعالى أعلم.
وإلى بعض هذه التأويلات يشير البيهقي (٣/ ٣٣١) قائلًا: «ومِن أصحابنا من ذهب إلى تصحيح الأخبار الواردة في هذه الأعداد، وأن النبي ﷺ فعلها مرَّاتٍ، مرة ركوعين في كل ركعة، ومرة ثلاث ركوعات في كل ركعة، ومرة أربع ركوعات في كل ركعة، فأدَّى كل منهم ما حفظ، وإن الجميع جائز، وكأنه ﷺ كان يزيد في الركوع إذا لم ير الشمس قد تجلت. ذهب إلى هذا إسحاق ابن راهويه، ومِن بعدِه محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي، وأبو سليمان الخطابي، واستحسنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر صاحب الخلافيات، والذي أشار إليه الشافعي من الترجيح أصح, انتهى.
قال الأعظمي: ذهب الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم إلى ترجيح الروايات بأن النبي ﷺ لم يُصل إلا مرة واحدة، يوم توفي ابنه إبراهيم، في كل ركعة ركوعان وسجودان. وهو اختيار شيخ
الإسلام ابن تيمية ﵀. انظر: «زاد المعاد» (١/ ٤٥٦).
وهو الذي نقله الترمذي في «العلل الكبير» (١/ ٢٩٩) عن البخاري رحمه الله تعالى فإنَّه قال: «أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 399 من أصل 423 باباً
- 374 باب ما جاء للإمام أربع ركعات وللمأموم ركعتان ركعتان
- 375 باب من قال: وفي الخوف ركعة
- 376 باب صلاة الخوف رجالًا وركبانًا
- 377 باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف
- 378 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
- 379 باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات
- 380 باب ما جاء في عدم مواظبة النبي ﷺ على صلاة الضُّحي خشية أن تُفرض على أمته
- 381 باب من رأى أنَّ صلاة الضُّحي إذا رجع من السَّفر
- 382 باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
- 383 باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
- 384 باب ما جاء في أداء ركعتين بعد طلوع الشمس والتي يسميها البعض صلاة الإشراق وهي الضحي
- 385 باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
- 386 باب ما جاء أن الصلاة قبل الخطبة:
- 387 باب الخطبة قبل الصلاة والجهر بالقراءة فيها
- 388 باب من أدعية الاستسقاء
- 389 باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا
- 390 باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:
- 391 باب رفع الأيدي في الاستسقاء مع الإمام
- 392 باب جعل ظهر الكفين إلى السماء في دعاء الاستسقاء
- 393 باب دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة من غير استقبال القبلة
- 394 باب ما جاء في تحويل الرّداء للإمام والمأمومين وصفته
- 395 باب استحباب الاستسقاء ببعض قرابة النبي ﷺ من ذوي الصلاح
- 396 باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
- 397 باب الأمر بالصّلاة عند الكسوف وأنَّها سنة مؤكدة
- 398 باب النداء: «الصلاة جامعة» في الكسوف
- 399 باب أربع ركعات في ركعتين
- 400 باب ما جاء أن صلاة الكسوف ركعتان كسائر النوافل
- 401 باب ست ركعات في ركعتين
- 402 باب ثمان ركعات في ركعتين
- 403 باب الجهر بالقراءة في الكسوف
- 404 باب من قال لا يجهر في صلاة الكسوف
- 405 باب طول القيام في الكسوف
- 406 باب ما عُرِض على النبي ﷺ، في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
- 407 باب استحباب العِتاقة في كسوف الشمس
- 408 باب التّعوذ من عذاب القبر في الكسوف
- 409 باب خطبة الإمام في الكسوف
- 410 صلاة الاستخارة
- 411 باب صلاة المريض
- 412 باب الرجل يعتمد على عمود وغيره في الصلاة
- 413 باب الصلاة في السفينة
- 414 باب ما جاء في صلاة الحاجة
- 415 باب ما روي في صلاة التسبيح
- 416 باب صلاة الرغائب
- 417 باب ما روي في تحية البيت
- 418 باب سجود التلاوة
- 419 باب من قال: لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ
- 420 باب السجود في ﴿وَالنَّجْمِ﴾
- 421 باب السجود في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وفي ﴿اقْرَأْ﴾
- 422 باب قراءة آية السجدة في الفريضة
- 423 باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة
معلومات عن حديث: ثمان ركعات في ركعتين
📜 حديث عن ثمان ركعات في ركعتين
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ثمان ركعات في ركعتين من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث ثمان ركعات في ركعتين
تحقق من درجة أحاديث ثمان ركعات في ركعتين (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث ثمان ركعات في ركعتين
تخريج علمي لأسانيد أحاديث ثمان ركعات في ركعتين ومصادرها.
📚 أحاديث عن ثمان ركعات في ركعتين
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ثمان ركعات في ركعتين.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, September 13, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب