صلاة المريض - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب صلاة المريض
متفق عليه: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١١٤)، ومسلم في الصلاة (٤١١) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك فذكره ولفظهما سواء، وسبق الحديث في جموع أبواب صلاة الجماعة، وفيه أحاديث أخرى.
حسن: رواه ابن ماجه (١٢٣٠)، والنسائي في «الكبرى» (١٣٦٤)، والإمام أحمد (١٣٢٣٦، ١٣٥١٧)، وأبو يعلى (٤٣٣٦) كلهم من حديث عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن أنس بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن جعفر وهو ابن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ليس به بأس، وهو من رجال مسلم.
وله إسناد آخر رواه الإمام أحمد (١٢٣٩٥)، وأبو يعلى (٣٥٨٢)، وعبد الرزاق (٤١٢١) كلهم من حديث ابن جريج، قال: قال ابن شهاب، أخبرني أنس بن مالك، قال: «قدم النبي ﷺ المدينة ...» فذكر الحديث. وفيه متابعة للإسناد الأول.
وفي رواية قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي ﷺ عن الصلاة فقال: «صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب».
صحيح: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١١٦، ١١١٧) من طرق عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين فذكره.
قال البخاري: نائمًا عندي مضطجعًا هاهنا.
وقوله: سألت النبي ﷺ عن الصلاة -يقصد به صلاة المريض-، لأنه كان مبسورًا، وقد جاء تصريح ذلك في رواية الترمذي (٣٧٢) قال: سألت رسول الله ﷺ عن صلاة المريض فذكر الحديث.
قوله: «إن صلى قائمًا فهو أفضل«محمول على صلاة التطوع، لأن أداء الفرائض قاعدًا مع القدرة على القيام لا يجوز.
وقوله: «فإن لم يستطع فعلى جنب«محمول على صلاة المريض غير القادر على القيام، وهذا لا نقصان لأجره إن شاء الله تعالي.
قال سفيان الثوري في هذا الحديث: «من صلى جالسًا فله نصف أجر القائم«قال: هذا للصحيح، ولمن ليس له عذر»يعني في النوافل«فأما من كان له عذر من مرض أو غيره فصلي جالسًا فله مثل أجر القائم». انظر: الترمذي (٢/ ٢١٠).
قال الأعظمي: ويشهد له ما ثبت في صحيح البخاري (٢٩٩٦) من حديث أبي موسى مرفوعًا: «إذا مرض العبد، أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا». انظر للمزيد: «المنة الكبري» (٢/ ١٥٩ - ١٦٣).
قال الحافظ في الفتح (٢/ ٥٨٨): «استدل به من قال: لا ينتقل المريض إلى القعود إلا بعد عدم القدرة على القيام. وقد حكاه عياض عن الشافعي. وعن مالك وأحمد وإسحاق: لا يشترط العدم، بل وجود المشقة. والمعروف عند الشافعية أن المراد بنفي الاستطاعة وجود المشقة الشديدة بالقيام، أو خوف زيادة المرض، أو الهلاك، ولا يكتفي بأدني مشقة. ومن المشقة الشديدة دوران الرأس في حق راكب السفينة، وخوف الغرق إن صلى قائمًا فيها» انتهى.
وقال: «ويدل للجمهور حديث ابن عباس عند الطبراني بلفظ: «يصلي قائمًا، فإن نالته مشقة فجالسًا، فإن نالته مشقة صلي نائمًا«الحديث فاعتبر في الحالين وجود المشقة ولم يفرق» انتهي.
قال الأعظمي: حديث الطبراني في «الأوسط» (٤٠٠٩) عن علي بن سعيد الرازي، قال: حدثنا محمد ابن يحيى بن فياض الزماني، قال: حدثنا حُليس بن محمد الضُّبعي، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء ونافع، عن ابن عباس مرفوعًا.
وتتمة الحديث: «يومئُ برأسه، فإن نالته مشقة سبَّح».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا جليس، تفرد به محمد بن يحيى بن فياض».
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٤٩) بعد أن نقل كلام الطبراني: ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات».
قال الحافظ في: التلخيص (١/ ٢٢٧): «في إسناده ضعف» وسكت عليه في الفتح.
صحيح: رواه النسائي (١٦٦٢) عن هارون بن عبد الله قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن
حفص، عن حُميد، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة فذكرته.
قال النسائي: «لا أعلم أحدًا روي هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ» انتهي.
قال الأعظمي: ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه (٩٧٨، ١٢٣٨).
فلا يجوز تخطئة الثقات بالظن، فإن أبا داود الحفري هو: عمر بن سعد بن عبيد الحَفري ثقة عابد، وثَّقَه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وقد تابعه محمد بن سعيد بن الأصبهاني عند البيهقي (٢/ ٣٠٥) فرواه عن حفص وهو: ابن غياث به مثله.
وأما قول الحافظ ابن حجر: «قد رواه ابن خزيمة والبيهقي من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني متابعة أبي داود، فظهر أنه لا خطأ فيه».
فالظّاهر أنه وقع وهم من الحافظ، فإن ابن خزيمة رواه من طريق أبي داود الحفري وهو عمر بن سعد، وإنما الذي رواه من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني هو البيهقي وحده، فتنبه، وسبق تخريجه بالتفصيل في جموع أبواب صلاة الليل.
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٧٠٨٥) عن محمد بن عبد الله بن بكر، قال: حدثنا سُريج بن يُونس، قال: حدثنا قُرَّان بن تَمام، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع فذكره.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عبيدالله بن عمر إلا قُرَّان بن تمَّام، تفرد به سُريج بن يونس».
قال الأعظمي: قُرَّان -بضم أوله، وتشديد الراء- ابن تمَّام الأسدي الكوفي وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات فمثله يحسن حديثه.
ولا يضر تفرد سُريج بن يونس، وهو أبو الحارث البغدادي فإنه ثقة عابد من رجال الشيخين، ولذا قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٤٩): «ورجاله موثقون، ليس فيهم كلام يضر».
ولا يُعل هذا ما جاء عن ابن عمر موقوفًا، رواه مالك وجماعة عن نافع، لأن هذا لا يمنع من صحة الرفع، لأن رواته ثقات.
حسن: رواه الطبراني في «الكبير» (١٢/ ٢٦٩، ٢٧٠) عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني شباب
العصفري، ثنا سهل أبو عتاب، ثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شباب -وهو خليفة بن خياط العصفري أبو عمرو البصريّ- وشباب لقبه، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وشيخه سهل هو ابن حماد البصري أبو عتّاب «صدوق» كما في «التقريب».
وحفص بن سليمان هو المنقري التميمي البصريّ، «ثقة» كما في «التقريب».
لكن خلّط الهيثمي بينه وبين غيره فقال في «المجمع» (٢/ ١٤٨): «هو متروك، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، والصحيح أنه ضعّفه».
والصواب أنه لم يضعّف المنقري، بل قال: «هو صالح» وإنما اختلفت روايته في حفص بن سليمان الأسدي الغاضري وهو ضعيف باتفاق أهل العلم. وقال في «التقريب»: «متروك الحديث مع إمامته في القراءة».
وأمَّا ما رُوي عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ أنه قال: «يُصلي المريض قائمًا إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدًا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ، وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يُصلي قاعدًا صلَّى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يُصلي على جنبه الأيمن صلي مستلقيًا رجلاه مما تلى القبلة».
فهو ضعيف، رواه الدارقطني (٢/ ٤٢) من طريق الحسين بن زيد بن الحكم الجبري، ثنا حسن ابن حسين العُرني، ثنا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب فذكره.
وفيه حسن بن حسين العُرني قال ابن عدي: «له أحاديث مناكير، ولا يُشبه حديثه حديث الثقات»، وقال ابن كثير: «هو شيعي ضعيف». «إرشاد الفقيه» (١/ ١٨٠).
وفيه أيضًا حسين بن زيد ضعَّفه ابن معين وغيره، يقول ابن عدي: «وأرجو أنه لا بأس به، إلا أني وجدتُ في حديثه النكرةَ».
وقال النووي: «هذا حديث ضعيف».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جابر أن النبي ﷺ عاد مريضًا، فرآه يصلي على وسادة، فأخذها فرمي بها، وأخذ عودًا ليصلي عليه فأخذه فرمي به، وقال: «صلِّ على الأرض إن استطعت وإلا فأومئ إيماءً، واجعل سجودَك أخفض من ركوعك» رواه البزار «كشف الأستار» (٥٦٨) والبيهقي (٢/ ٣٠٦) من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر الحديث.
وقد سُئل أبو حاتم عن هذا الحديث فقال: الصواب عن جابر موقوف، ورفعه خطأ، قيل له: فإن أبا أسامة قد روي عن الثوري هذا الحديث مرفوعًا، فقال: ليس بشيء».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 408 من أصل 423 باباً
- 374 باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف
- 375 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
- 376 باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات
- 377 باب ما جاء في عدم مواظبة النبي ﷺ على صلاة الضُّحي خشية أن تُفرض على أمته
- 378 باب من رأى أنَّ صلاة الضُّحي إذا رجع من السَّفر
- 379 باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
- 380 باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
- 381 باب ما جاء في أداء ركعتين بعد طلوع الشمس والتي يسميها البعض صلاة الإشراق وهي الضحي
- 382 باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
- 383 باب ما جاء أن الصلاة قبل الخطبة:
- 384 باب الخطبة قبل الصلاة والجهر بالقراءة فيها
- 385 باب من أدعية الاستسقاء
- 386 باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا
- 387 باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:
- 388 باب رفع الأيدي في الاستسقاء مع الإمام
- 389 باب جعل ظهر الكفين إلى السماء في دعاء الاستسقاء
- 390 باب دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة من غير استقبال القبلة
- 391 باب ما جاء في تحويل الرّداء للإمام والمأمومين وصفته
- 392 باب استحباب الاستسقاء ببعض قرابة النبي ﷺ من ذوي الصلاح
- 393 باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
- 394 باب الأمر بالصّلاة عند الكسوف وأنَّها سنة مؤكدة
- 395 باب النداء: «الصلاة جامعة» في الكسوف
- 396 باب أربع ركعات في ركعتين
- 397 باب ما جاء أن صلاة الكسوف ركعتان كسائر النوافل
- 398 باب ست ركعات في ركعتين
- 399 باب ثمان ركعات في ركعتين
- 400 باب الجهر بالقراءة في الكسوف
- 401 باب من قال لا يجهر في صلاة الكسوف
- 402 باب طول القيام في الكسوف
- 403 باب ما عُرِض على النبي ﷺ، في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
- 404 باب استحباب العِتاقة في كسوف الشمس
- 405 باب التّعوذ من عذاب القبر في الكسوف
- 406 باب خطبة الإمام في الكسوف
- 407 صلاة الاستخارة
- 408 باب صلاة المريض
- 409 باب الرجل يعتمد على عمود وغيره في الصلاة
- 410 باب الصلاة في السفينة
- 411 باب ما جاء في صلاة الحاجة
- 412 باب ما روي في صلاة التسبيح
- 413 باب صلاة الرغائب
- 414 باب ما روي في تحية البيت
- 415 باب سجود التلاوة
- 416 باب من قال: لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ
- 417 باب السجود في ﴿وَالنَّجْمِ﴾
- 418 باب السجود في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وفي ﴿اقْرَأْ﴾
- 419 باب قراءة آية السجدة في الفريضة
- 420 باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة
- 421 باب ما يقول في سجود القرآن
- 422 باب سجود الشكر
- 423 باب السجود عند رؤية الآيات
معلومات عن حديث: صلاة المريض
📜 حديث عن صلاة المريض
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ صلاة المريض من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث صلاة المريض
تحقق من درجة أحاديث صلاة المريض (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث صلاة المريض
تخريج علمي لأسانيد أحاديث صلاة المريض ومصادرها.
📚 أحاديث عن صلاة المريض
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع صلاة المريض.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب