حديث: ابن آدم إذا قرأ السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: أمرت بالسجود فأبيت فلي النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سجود التلاوة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قرأ ابن آدم السَجْدةَ فسجد، اعتزل الشيطانُ يبكي، يقول: يا وَيْلَه أُمِر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرتُ بالسجود فأبيتُ فَلِي النارُ!».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٨١) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث وفي رواية «يا ويلي».

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قرأ ابن آدم السَجْدةَ فسجد، اعتزل الشيطانُ يبكي، يقول: يا وَيْلَه أُمِر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرتُ بالسجود فأبيتُ فَلِي النارُ!».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه بيان لعظمة السجود وفضله، ومكانة الطاعة والامتثال لأمر الله تعالى. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● السجدة: المقصود بها سجود التلاوة، وهو السجود الذي يؤدى عند تلاوة آية سجدة في القرآن الكريم.
● اعتزل الشيطان: أي انفرد وابتعد حزينًا.
● يا ويله: كلمة تقال للتحسر والندم، وتعني "يا هلاكه" أو "يا حسرته".
● أبيت: أي رفضت واستكبرت.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ أن الإنسان عندما يقرأ آية سجدة في القرآن ويطيع الله تعالى بالسجود، فإن الشيطان يبتعد عنه حزينًا متحسرًا، ويقول لنفسه: "يا حسرتي! لقد أُمر ابن آدم بالسجود فامتثل وأطاع، فجزاؤه الجنة، وأنا أُمرت بالسجود فرفضت واستكبرت، فجزائي النار".

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة السجود لله تعالى: السجود هو أعلى مقامات العبودية والخضوع لله، وفيه يتجلى كمال الطاعة والانقياد.
● فضل سجود التلاوة: إنه سبب للفوز بالجنة والنجاة من النار، كما يدل على ذلك قول الشيطان: "فله الجنة".
● ذم الاستكبار: رفض الشيطان السجود كان بسبب الكبر والعصيان، وهو سبب هلاكه، ففي ذلك تحذير للإنسان من الاستكبار عن طاعة الله.
● حسد الشيطان وبغضه للإنسان: يتحسر الشيطان على ما فاته من الخير، ويغتم لطاعة العبد وثوابه، مما يظهر عداوته للإنسان وحسده له.
● الحث على الامتثال لأوامر الله: الطاعة والانقياد لله سبب للفوز، كما أن المعصية والاستكبار سبب للخسران.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- سجود التلاوة سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، سواء كان القارء في الصلاة أو خارجها.
- يُشرع فيه ما يُشرع في سجود الصلاة من التكبير عند السجود والرفع منه، والدعاء بما ورد عن النبي ﷺ، مثل: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» (رواه الترمذي وحسنه).
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على سجود التلاوة عند المرور بآية سجدة، تأسيًا بأمر النبي ﷺ وامتثالًا لربه، وإظهارًا للخضوع والعبودية.
فالحديث يحثنا على المسارعة إلى الطاعات، والانقياد لأوامر الله، والبعد عن الكبر والعصيان، حتى ننال رضا الله ونجاة من النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٨١) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث وفي رواية «يا ويلي».
قوله: «يا ويلَه» أصله «يا ويلي» والمنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه خمسة أوجه، وهي كما قال ابن مالك ﵀: كعبدِ، عبدِي، عبدَ، عبدَا، عبدِيَ.
ويقال في «يا وَيَّلي»: يا وَيْلِ، ويا وَيْلَ، ويا وَيْلا، ويا وَيْلِيَ، والصيغة الواردة في الحديث هي: «يا ويلَ» وقد اقترن بها هاء السكت فصار «يا ويلَه» كما في قوله «يا أُمَّهْ» الوارد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٥) على لسان غلام الراهب.
وأما قول النووي ﵀ في شرح مسلم فَيُفهم منه أن الهاء في «يا ويله» ضمير الغائب، وهي ليست كذلك، هذا ما أفادنا به الدكتور ف. عبد الرحيم.
فقه الحديث:
اختلف أهل العلم في سجود التلاوة. فقال أبو حنيفة وأصحابه واجبٌ، وقال مالك والشافعي والأوزاعي والليث بأنه مسنونٌ وليس بواجبٍ.
وقد ثبت من الآثار أن عمر بن الخطاب قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدةَ نزل، فسجد، وسجد الناسُ، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيُّها الناس، إنَّا نَمُرُّ بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمر رضي الله عنه.
رواه البخاري في سجود القرآن (١٠٧٧) من طريق ابن جُريج قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مليكة، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير أنه حضر عمر بن الخطاب يوم الجمعة فذكره.
وزاد نافع عن ابن عمر: إن الله لم يفرِض السجود إلا أن نَشاءَ.
ورواه عبد الرزاق، عن ابن جريج به مثله: «مصنف عبد الرزاق» (٣/ ٣٤١).
قال ابن عبد البر: هذا عمر وابن عمر ولا مخالف لهما من الصحابة. فلا وجه لقول من أوجب سجود التلاوة فرضًا، لأن الله لم يوجبه ولا رسوله، ولا اتفق العلماء على وجوبه، والفرائض لا تثبت إلا من الوجوه التي ذكرنا، أو ما كان في معناه «الاستذكار» (٨/ ١٠٩).
وأما عدد السجود في القرآن الكريم فممَّا لا خلاف فيه هي عشرة: الأعراف، والرعد، والنحل، وبنو إسرائيل، ومرْيم، وأول سجدة في الحج، والفرقان، والنمل، والسجدة، وفُصلت.
واختلفوا في ﴿ص﴾ فقالوا: إنها توبة نَبِي، فسجد النبي ﷺ شكرًا لله.
كما اختلفوا أيضًا في السجدة الثانية في الحج والسجدات في المفصل (النجم والإنشاق والعلق) فذهب جمهور أهل العلم إلى أن فيها سجدة. واستدلوا بالأحاديث التي سوف تأتي
وأما من قال: ليس في المفصل سجود فاستدل بحديث ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحوَّل إلى المدينة.
رواه أبو داود (١٤٠٣) عن محمد بن رافع، حدثنا أزهر بن القاسم، قال محمد: رأيتُه بمكة، حدثنا أبو قدامة، عن مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده ضعيف، أبو قُدامة اسمه: الحارث بن عبيد أيادي بصري لا يحتج بحديثه.
قال البيهقي (٢/ ٣١٢، ٣١٣): «هذا الحديث يدور على الحارث بن عبيد أبي قدامة الأيادي البصري، وقد ضعَّفه يحيى بن معين».
قال الأعظمي: وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بذاك القوي وقال ابن حبان: كان ممن كثُر وهمُه.
وفيه أيضًا مطر الوراق وهو: ابن طهمان تكلم فيه النسائي وابن سعد، وقال ابن حبان: ربما أخطأ، ومشاه ابن معين والعجلي فالظاهر أنه أو الراوي عنه أخطأ في هذه الرواية، لأن أبا هريرة ممن أسلم عام خيبر، ويخبر أنه سجد مع النبي ﷺ في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ و﴿اقْرَأْ﴾.
قال ابن خزيمة: «وتوهم بعض من لم يتبحَّر العلم أن خبر الحارث بن عبيد، عن مطر، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحوَّل إلى المدينة حجة من زعم أن لا سجود في المفصَّل، وهذا من الجنس الذي أَعلمت أن الشاهد من يشهد برؤية الشيء أو سماعه، لا من ينكره ويدفعه، وأبو هريرة قد أعلم أنَّه قد رأى النبي ﷺ قد سجد في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ بعد تحوله إلى المدينة، إذ كانت صحبتُه إياه إنما كان بعد تحول النبي ﷺ إلى المدينة لا غير» انتهى.
وقال ابن عبد البر في «الاستذكار» (٨/ ١٠٠): هذا حديث منكر، لأن أبا هريرة لم يصحبه إلا بالمدينة، وقد رآه يسجد في ﴿إِذَا السَّمَاءُ﴾ و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ وحديث مطر لم يرو عنه إلا أبو قدامة وليس بشيء.
وأما السجدة الثانية مع الأولى في سورة الحج فذهب إليه كثير من السلف منهم عمر بن الخطاب، روى مالك -ما جاء في سجود القرآن (١٣) - عن نافع مولى ابن عمر أن رجلًا من أهل مصر أخبره أن عمر بن الخطاب قرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فُضِّلت بسجدتين.
قال الحاكم (٢/ ٣٩٠): وقد صحت الرواية فيه من قول عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وعمار ﵃». انتهى.
وبه قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود، قال أبو إسحاق السبيعي: «أردكت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين»، وبهذا يكون عدد السجدات عند الجمهور أربع عشرة سجدة، عشر كما سبق وثلاث في المفصل والسجدة الثانية في الحج.
وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما ليس في الحج إلا سجدة واحدة وهي الأُولى. وبه قال بعض التابعين مثل سعيد بن جبير والحسن البصري فيكون عندهم ثلاث عشرة سجدة إلا أن مالكًا لا يرى السجود أيضًا في المفصل فيكون عنده عشر سجدات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1225 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابن آدم إذا قرأ السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: أمرت بالسجود فأبيت فلي النار

  • 📜 حديث: ابن آدم إذا قرأ السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: أمرت بالسجود فأبيت فلي النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابن آدم إذا قرأ السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: أمرت بالسجود فأبيت فلي النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابن آدم إذا قرأ السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: أمرت بالسجود فأبيت فلي النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابن آدم إذا قرأ السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: أمرت بالسجود فأبيت فلي النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب