الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء من الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك (وهو ابن أبي نمر) عن عطاء بن يسار، عن عائشة فذكرته.
الله المستقيمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لَلَاحقون».
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤: ١٠٣) عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس فذكره.
وقولها: «ثم أجافه» بالجيم - أي أغلقه.
وقوله: «ما لك يا عائش! حَشْيًا رابية؟» عائش فيه ترخيم وهو حذف الحرف الأخير من المنادى.
و«حَشْيًا» - بفتح الحاء وإسكان الشين، معناه: وقد وقع عليك الحشا وهو الربو، والتهيج الذي يعرض للمُسْرع في مشيه، والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتواتره، يقال: امرأة حشياء وحشية، ورجل حشيان وحشش، قيل: أصله من أصاب الربو حشاء.
وقوله: «رابية» أي مرتفعة البطن.
وقولها: «فلَهَدني» بفتح الهاء والدال، ورُوي «فلهزني» - بالزاي وهما متقاربان، ويقرب منهما «لكزه» و«وكزه»، فاللهد الدفع، واللهز الضرب بالكف على الصدر.
حسن: رواه أحمد (٢٤١٦٢) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن علقمة ابن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة قالت: فذكرته.
وإسناده حسن من أجل أم علقمة واسمها مرجانة، وهي مختلفة فيها فلم يرو عنها إلا ابنها وشخص آخر، وذكرها ابن حبان في «الثقات»، وقال العجلي: «مدنية تابعية ثقة»، واضطرب فيها قول الذهبي فذكرها في «الميزان» في «المجهولات» وقال في الكاشف: «وثِّقَت».
ورواه النسائي (٢٠٣٨) وابن حبان (٣٧٤٨)، والحاكم (١/ ٤٨٨) كلهم من طريق مالك -وهو في الموطأ- الجنائز (٥٥) عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه مرجانة، إلا أنه لم يذكر فيه رفع اليدين، فلعله اختصره.
وأما ابن حجر فقال فيها: «مقبولة» على قاعدته فيمن وثقه ابن حبان، وهو كما قال، فإنها تقبل عند المتابعة، وإلا فهي لينة الحديث، ولكن لا بأس بقبول حديثها لوجود شواهد له.
وأما ما رُوي عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة أن النبي ﷺ كان يخرج إلى البقيع فيدعو لهم، فسألته عائشة عن ذلك فقال: «إني أُمرت أن أدعو لهم»، فلم يثبت.
رواه الإمام أحمد (٢٦١٤٨) عن عبد الله بن عمرو، عن زهير، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه فذكره.
وأبو بكر هو: ابن محمد بن عمرو بن حزم ولد سنة (٣٦ هـ) ولم يذكروا له سماعًا من عائشة مع أنه كان ممكنًا إذ ماتت عائشة ﵂ سنة (٥٧ هـ) على الصحيح.
ولكن اختلف على عبد الله بن أبي بكر، فيقال: ما رواه زهير وهو: ابن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر لا يثبت فيه قوله: «عن أبيه«كما قال الدارقطني فإن صحَّ هذا فلقاء عبد الله بن أبي بكر عن عائشة أبعد، والله تعالى أعلم.
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن علقمة بن مَرْثَدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه فذكره.
وزاد النسائي (٢٠٤٠) بعد قوله: «بكم لاحقون»: «أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله العافية لنا ولكم».
صحيح: رواه مالك في الطهارة (٢٨) عن العلاء بن عبد الرحمن، ومن طريقه مسلم (٢٤٩) في حديث طويل مضى في الطّهارة، باب فضل الوضوء والغرّ المحجلين من آثار الوضوء.
قال الخطابي في معالم السنن: «فيه من العلم أن السلام على الموتَى كهو على الأحياء في تقديم الدعاء على الاسم، ولا يقدم الاسم على الدعاء كما تفعله العامة، وكذلك هو في كل دعاء الخير كقوله تعالى: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [هود: ٧٣] وكقوله عز وجل: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ [الصافات: ١٣٠] وقال في خلاف ذلك: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ [ص: ٧٨] فقدم الاسم على الدعاء، وفيه أنه سمي المقابر دارًا، فدل على أن اسم النار قد يقع من جهة اللغة على الربع العامر المسكون، وعلى الخراب غير المأهول كقول الشاعر:
يا دار مَيّة بالعلياء فالسند
ثم قال:
أقْوات وطال عليها سالف الأمد
وأما قوله: «وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» فقد قيل إن ذلك ليس على معنى الاستثناء الذي يدخل الكلام لشكّ وارتياب، ولكنه عادةُ المتكلِم يُحسِّن بذلك كلامه ويُزينه، كما يقول الرجل
لصاحبه: «إنك إن أحسنتَ إليّ شكرتك إن شاء الله، وإن ائتمنتني لم أخنك إن شاء الله«في نحو ذلك من الكلام، وهو لا يريد به الشك في كلامه. وقد قبل: أنه دخل المقبرة، ومعه قوم مؤمنون محققون بالإيمان، والآخرون يظن بهم النفاق، فكان استثناؤه منصرفًا إليهم دون المؤمنين، فمعناه اللحوق بهم في الإيمان، وقيل إن الاستثناء إنما وقع في استصحاب الإيمان إلى الموت لا في نفس الموت» انتهى كلامه.
وقد رُوي عن أبي مُويهبة مولى رسول الله ﷺ الاستغفار لأهل بقيع، قال: بعثني رسولُ الله ﷺ من جوف الليل، فقال: «يا أبا مُوَيْهِبة!، إنّي قد أُمرتُ أن أستغفِرَ لأهلِ البقيعِ، فانطلقْ معي» فانطلقتُ معه، فلما وقف بين أظهرهم، قال: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهل المقابر!، ليَهْنِ لكم ما أَصْبَحْتُم فيه مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ الناسُ، لَو تَعْلَمُونَ ما نَجَّاكُمُ اللهُ مِنْهُ، أَقبَلَتِ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ أَوَّلَهَا آخِرُها، الآخرَةُ شَرٌّ مِنَ الأولَى»، قال: ثم أقبل عليّ، فقال: «يا أبا مُوَيْهِبة! إني قد أوتيتُ مَفاتيحَ خَزائن الدُّنْيا والخُلْدَ فيها ثُمَّ الجَنَّةَ، وخُيِّرْتُ بينَ ذلك وبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي عز وجل والجنة» قال: قلتُ: بأبي وأمِّي، فخُذْ مفاتيح الدنيا والخُلد فيها، ثم الجنة، قال: «لا والله يا أبا مُويْهِبة!، لقد اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي والجَنَّة» ثم استغفَرَ لأهل البقيع، ثم انصرف، فبُدئَ رسولُ الله ﷺ في وجعه الذي قبضه الله عز وجل فيه حين أصبح.
رواه الإمام أحمد (١٥٩٩٦، ١٥٩٩٧) من وجهين: أحدهما: من طريق يعلى بن عبيد، عن عبيد بن جبير، عن أبي مُوَيهِبة مولى رسول الله ﷺ، والوجه الثاني: من طريق عبد الله بن عمر العبلي، قال: حدثني عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي مُوَيهِبة واللفظ للطريق الثاني.
وفي الإسنادين عبيد بن جبير لم يوثقه أحد، ذكره ابن حبان في «الثقات»، فهو «مقبول» حسب تعريف ابن حجر، إلا أنه لم يترجم له في «التقريب»، لأنه من رجال «التعجيل» وفي الإسنادين أيضًا بعض المجاهيل.
وأما قول الحاكم (٣/ ٥٥ - ٥٦): «صحيح على شرط مسلم» فهو ليس كما قال، فإن عبد الله بن عمر العبلي ليس من رجال مسلم، لعله وقع له وهم فظن أنه عبيد الله بن عمر بن حفص فقال ما قال. والصحيح أنه عبد الله بن عمر العبلي كما في المصادر الأخرى.
وأما ما رُوي عن ابن عباس قال: مرَّ رسول الله ﷺ بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه فقال: «السلام عليكم يا أهل القبور! يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر» فهو ضعيف.
رواه الترمذي (١٠٥٣) عن أبي كريب، حدثنا محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، عن قابوس ابن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
قال الترمذي: «حسن غريب، وأبو كدينة اسمه يحيى بن المهلب، وأبو ظبيان اسمه حصين بن
جندب» انتهى.
وقاموس أبو ظبيان تكلم فيه جمهور أهل العلم فقال الإمام أحمد: «ليس بذاك»، وقال النسائي: «ليس بالقوي ضعيف»، وقال ابن سعد: «فيه ضعف ولا يحتج به»، وقال ابن حبان: «كان رديء الحفظ ينفرد عن أبيه بما لا أصل له».
قال الأعظمي: ولعل قوله: «فأقبل عليهم بوجهه» مما انفرد به، وليس له أصل، لأن من المستحب أن يتوجه إلى القبلة عند الدعاء.
وكذلك ما رُوي عن بشير بن الخصاصية قال: أتيتُ رسول الله ﷺ فلحقته بالبقيع، فسمعتُه يقول: «السلام على أهل الديار من المؤمنين» فانقطع شِسْعِي فقال لي: «أتَعِسَ قدمُك؟» قلت: يا رسول الله! طالت عُزوبتي، ونأيْتُ عن دار قومي، فقال: «يا بشير! ألا تحمدِ الله الذي أخذ بناصيتِك للإسلام من بين ربيعة، قوم يَرَون أن لولاهم لائُتَفَكَتِ الأرضُ بمن عليها» فهو منكر.
رواه الطبراني في «الأوسط» (٢٨٧٠) واللفظ منه، وفي «الكبير» (٢/ ٣٣) عن إبراهيم بن هاشم البغوي، وعبيد العجلي، قالا: حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، ثنا عقبة بن المغيرة الشيباني، قال: ثنا إسحاق بن أبي إسحاق الثياني، عن أبيه، عن بشير بن الخصاصية فذكره.
قال الطبراني في «الأوسط»: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا ابنه، تفرد به عقبة، ولا يُروى عن بشير إلا بهذا الإسناد.
قال الأعظمي: عقبة بن المغيرة وشيخه إسحاق بن أبي إسحاق ترجمهما البخاري، وابن أبي حاتم ولم يقولا فيهما شيئًا، فهما في عداد المجهولين، ولذا لا يحتمل تفردهما، وفي بعض لفظ الحديث نكارة.
وأما قول الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٦٠): «رواه الطبراني في: الكبير و الأوسط,ورجاله ثقات» فهو اعتمادًا على ذكر ابن حبان عقبة وإسحاق في «الثقات».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 213 من أصل 215 باباً
- 166 باب ماذا يقال إذا أدخل الميت في القبر
- 167 باب ما جاء في حثو التراب في القبر ثلاثا
- 168 باب الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه
- 169 باب في دفن الكافر والمشرك في مقابرهم الخاصة، وأنهم لا يُدفنون في مقابر المسلمين
- 170 باب ما جاء في دفن المشرك
- 171 باب ما جاء في احترام الميت والنهي عن كسر عظامه
- 172 باب كراهية الذبح عند القبر
- 173 باب النهي عن بناء المسجد على القبر
- 174 باب النهي عن تجصيص القبور والكتابة عليها
- 175 باب الأمر بتسوية القبور
- 176 باب النهي عن الجلوس على القبر ووطئه والصلاة عليه
- 177 باب كراهية المشي في النّعال بين القبور
- 178 باب من قال بجواز المشي بالنعال بين القبور
- 179 باب ما جاء في إعماق القبر وتوسيعه
- 180 باب ما جاء في اللحد ونصب اللبن على الميت
- 181 باب دفن الجماعة في قبر واحد ويقدم من هو أكثر قرآنا وقصة حمزة عم النبي ﷺ -
- 182 باب جواز إخراجِ الميتِ من القبرِ للضرورةِ
- 183 باب وضع العَلَم على القبر
- 184 باب ما جاء في طرح الإذْخِر في القبر وبسطه فيه
- 185 باب ما جاء في الثوب الذي يُلْقي تحت الميت في القبر
- 186 باب الجلوس عند القبر أثناء الدفن للتذكير والموعظة
- 187 باب ما جاء في قبر النبي ﷺ وأبي بكر وعمر ﵄
- 188 باب إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
- 189 باب ما جاء في الأنبياء أنهم أحياء في قبورهم يصلون
- 190 باب إنَّ القبر أول منازل الآخرة
- 191 باب إن الميت يسمع خفق النعال
- 192 باب ما جاء في سماع الموتي
- 193 باب ما جاء من إنكار عائشة على سماع الموتي
- 194 باب إثبات عذاب القبر
- 195 باب أن أهل الجاهلية يُعذَّبون في قبورهم
- 196 باب ما جاء أن أكثر عذاب القبر من البول والنميمة
- 197 باب ما يخاف من عذاب القبر في الغلول
- 198 باب ما جاء إن للقبر ضغطة ً
- 199 باب ما يكون على من أعرض عن ذكر الله تعالى من العذاب في القبر قبل عذاب يوم القيامة
- 200 باب ما روي في الجلد في القبر
- 201 باب إن المؤمن والكافر جميعًا يُسْألان وإن أهل القبور تعرض عليهم مقاعدهم في كل يوم مرّتين
- 202 باب إن الله يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في القبر، ويُضل الله الظالمين في القبر
- 203 باب ما جاء أنَّ الشهيد لا يُفْتتن في قبره
- 204 باب من قتله بطنُه لا يُعَذَّب في قبره
- 205 الرباط في سبيل الله وقاية من عذاب القبر
- 206 باب إن الطاعات وقاية من عذاب القبر
- 207 باب إن أرواح المؤمنين يستخبرون عن معارفهم من أهل الأرض
- 208 باب إن المسلم في قبره يمثل له الشمس عند غروبها فيقول: دعوني أصلي
- 209 باب تمني من غفر له أن يُعلم أهلَه بما أكرمه الله تعالي به
- 210 باب ما جاء في عَجْب الذَنَبِ
- 211 باب استحباب زيارة القبور
- 212 باب ما جاء من النهي عن زيارة القبور للنساء
- 213 باب ما جاء من الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع
- 214 باب رفع اليدين عند الدعاء لأصحاب القبور
- 215 باب من زار قبر الكافر فلا يدعو له، بل يبشره بالنار
معلومات عن حديث: الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع
📜 حديث عن الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع
تحقق من درجة أحاديث الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع ومصادرها.
📚 أحاديث عن الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب