حديث: بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع

عن عائشة قالت: خرج رسول الله ﷺ ذات ليلة، فأَرسلتُ بريرة في أثره لتنظر أين ذهب، قالت: فسلك نحو بقيع الغرقد، فوقف في أدنى البقيع، ثم رفع يديه، ثم انصرف، فرجعت إليّ بريرة، فأخبرتْني، فلما أصبحت، سألتُه فقلت: يا رسول الله!، أين خرجت الليلة؟ قال: «بعثْتُ إلى أهل البقيع لأُصَلِّي عليهم».

حسن: رواه أحمد (٢٤١٦٢) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن علقمة ابن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: خرج رسول الله ﷺ ذات ليلة، فأَرسلتُ بريرة في أثره لتنظر أين ذهب، قالت: فسلك نحو بقيع الغرقد، فوقف في أدنى البقيع، ثم رفع يديه، ثم انصرف، فرجعت إليّ بريرة، فأخبرتْني، فلما أصبحت، سألتُه فقلت: يا رسول الله!، أين خرجت الليلة؟ قال: «بعثْتُ إلى أهل البقيع لأُصَلِّي عليهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله ﷺ ذات ليلة، فأَرسلتُ بريرة في أثره لتنظر أين ذهب، قالت: فسلك نحو بقيع الغرقد، فوقف في أدنى البقيع، ثم رفع يديه، ثم انصرف، فرجعت إليّ بريرة، فأخبرتْني، فلما أصبحت، سألتُه فقلت: يا رسول الله!، أين خرجت الليلة؟ قال: «بعثْتُ إلى أهل البقيع لأُصَلِّي عليهم».


1. شرح المفردات:


● بريرة: هي جارية لعائشة رضي الله عنها، كانت أمة ثم أعتقتها عائشة.
● بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة المنورة في عهد النبي ﷺ، وكانت بها شجرة الغرقد (نوع من الشجر).
● أدنى البقيع: أقرب جزء من البقيع.
● بعثت: أي أُرسلتُ وأُمِرْتُ.
● لأصلي عليهم: أي لأدعو لهم بالمغفرة والرحمة.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث تحكي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ خرج ليلاً من بيته، فبعثت خلفه جاريتها بريرة لتعرف أين يذهب، فتبعته حتى رأته يتجه نحو مقبرة البقيع، فوقف عند طرفها ورفع يديه للدعاء، ثم عاد. فلما أخبرتها بريرة بما رأت، سألته عائشة في الصباح عن سبب خروجه، فأخبرها أنه أُمر بالخروج إلى أهل البقيع ليدعو لهم ويستغفر لهم.
وهذا الفعل من النبي ﷺ يدل على:
- اهتمامه بأهل القبور والدعاء لهم.
- أنه قد يُبعث لأمر خاص في الليل للعبادة أو الدعاء لأهل القبور.
- جواز زيارة القبور والدعاء لأهلها، وهو من السنة.


3. الدروس المستفادة:


1- استحباب زيارة القبور والدعاء لأهلها: وهذا من هديه ﷺ، حيث خرج specially ليدعو لهم.
2- رفع اليدين في الدعاء عند القبور: وهو من آداب الدعاء عموماً، وفعل ذلك النبي ﷺ عند القبور يدل على جوازه فيها.
3- حرص الصحابة على معرفة أحوال النبي ﷺ: كما فعلت عائشة بإرسال بريرة، مما يدل على محبتهم واهتمامهم باتباع سنته.
4- أن الدعاء للموتى نافع لهم: كما أخبر النبي ﷺ.
5- جواز خروج المرأة ليلاً لأمر مباح: إذا أمنت الفتنة، كما خرجت بريرة لتتبع النبي ﷺ.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الدعاء للموتى يصل إليهم وينفعهم، وهو من حقوق المسلمين على إخوانهم.
- ليس في الحديث دليل على الاستغاثة بالموتى أو طلب شيء منهم، بل هو دعاء *لهم* لا *بهم*، وهذا فرق عقدي مهم.
- زيارة القبور تذكّر بالآخرة وتزهد في الدنيا، كما قال النبي ﷺ: «زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة» (رواه مسلم).

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعله حجة لنا لا علينا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤١٦٢) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن علقمة ابن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة قالت: فذكرته.
وإسناده حسن من أجل أم علقمة واسمها مرجانة، وهي مختلفة فيها فلم يرو عنها إلا ابنها وشخص آخر، وذكرها ابن حبان في «الثقات»، وقال العجلي: «مدنية تابعية ثقة»، واضطرب فيها قول الذهبي فذكرها في «الميزان» في «المجهولات» وقال في الكاشف: «وثِّقَت».
ورواه النسائي (٢٠٣٨) وابن حبان (٣٧٤٨)، والحاكم (١/ ٤٨٨) كلهم من طريق مالك -وهو في الموطأ- الجنائز (٥٥) عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه مرجانة، إلا أنه لم يذكر فيه رفع اليدين، فلعله اختصره.
وأما ابن حجر فقال فيها: «مقبولة» على قاعدته فيمن وثقه ابن حبان، وهو كما قال، فإنها تقبل عند المتابعة، وإلا فهي لينة الحديث، ولكن لا بأس بقبول حديثها لوجود شواهد له.
وأما ما رُوي عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة أن النبي ﷺ كان يخرج إلى البقيع فيدعو لهم، فسألته عائشة عن ذلك فقال: «إني أُمرت أن أدعو لهم»، فلم يثبت.
رواه الإمام أحمد (٢٦١٤٨) عن عبد الله بن عمرو، عن زهير، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه فذكره.
وأبو بكر هو: ابن محمد بن عمرو بن حزم ولد سنة (٣٦ هـ) ولم يذكروا له سماعًا من عائشة مع أنه كان ممكنًا إذ ماتت عائشة ﵂ سنة (٥٧ هـ) على الصحيح.
ولكن اختلف على عبد الله بن أبي بكر، فيقال: ما رواه زهير وهو: ابن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر لا يثبت فيه قوله: «عن أبيه«كما قال الدارقطني فإن صحَّ هذا فلقاء عبد الله بن أبي بكر عن عائشة أبعد، والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 536 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم

  • 📜 حديث: بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب