حديث: أخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الأدعية لأصحاب القبور والاستغفار لأهل البقيع

عن محمد بن قيس قال: سمعتُ عائشة تحدث فقالت: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله ﷺ؟ قلنا: بلى، قالت: لمَّا كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي انقلب فَوَضَعَ رداءَه، وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظَنَّ أن قد رَقَدْتُ، فأخذ رداءَهُ رُوَيْدًا، وانتعلَ رُوَيدًا، وفتحَ البابَ رُوَيْدًا فخرج، ثم أجافَهُ رُوَيْدًا، فجعلتُ دِرْعي في رأْسي، واخْتَمَرْتُ، وتقنَّعْتُ إزاري، ثم انْطَلقْتُ على إثْرِهِ، حتَّى جاءَ البَقِيعَ فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرَّات، ثم انحرفَ فانحرفتُ، فأَسرع وأسرعتُ، فهرْوَلَ فَهَرْوَلتُ، فأحضرَ فأحضرْتُ، فسَبَقتُه فدخلتُ، فليسَ إلا أنِ اضْطَجَعْتُ، فدخل فقال: «ما لكِ يا عائشُ! حشْيًا رابيةً؟ قالت: قلتُ: لا شيء، قال: «لتُخبريني أو ليُخْبِرَنِّي اللَّطيفُ الخبيرُ» قالتْ: قلتُ: يا رسولَ الله! بأبي أنتَ وأُمِّي، فأَخْبرتُه، قال: «فأنتِ السَّوَادُ الذي رأيتُه أَمَامي؟» قلتُ: نعم، فلَهَدَني في صَدْرِي لَهْدَةً أوجَعَتْنِي، ثم قال: «أظنَنْتِ أنْ يَحيفَ اللهُ عليكِ ورسولُه؟» قالت: مهما يَكْتُم الناسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، قال رسول الله ﷺ: «فإنَّ جبريل عليه السلام -أتَاني حينَ رأيتِ فنَادَاني، فأَخْفَاهُ منكِ، فأجَبتُه، فأَخْفَيْتُهُ منكِ، ولم يكن يَدْخُلُ عَليكِ وقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، وظَنَنْتُ أنْ قَدْ رَقَدْتِ، فكرهتُ أن أُوقِظَكِ، وَخَشيتُ أن تَسْتَوحِشي، فقال: إنَّ رَبَّكَ يَأمُرُكَ أنْ تأتيَ أهلَ البَقيع فتَسْتَغْفِرَ لَهُم» قالت: قلتُ: كيف أقولُ لهم؟ يا رسول الله قال: قولي: «السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم
الله المستقيمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لَلَاحقون».

صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤: ١٠٣) عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس فذكره.

عن محمد بن قيس قال: سمعتُ عائشة تحدث فقالت: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله ﷺ؟ قلنا: بلى، قالت: لمَّا كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي انقلب فَوَضَعَ رداءَه، وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظَنَّ أن قد رَقَدْتُ، فأخذ رداءَهُ رُوَيْدًا، وانتعلَ رُوَيدًا، وفتحَ البابَ رُوَيْدًا فخرج، ثم أجافَهُ رُوَيْدًا، فجعلتُ دِرْعي في رأْسي، واخْتَمَرْتُ، وتقنَّعْتُ إزاري، ثم انْطَلقْتُ على إثْرِهِ، حتَّى جاءَ البَقِيعَ فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرَّات، ثم انحرفَ فانحرفتُ، فأَسرع وأسرعتُ، فهرْوَلَ فَهَرْوَلتُ، فأحضرَ فأحضرْتُ، فسَبَقتُه فدخلتُ، فليسَ إلا أنِ اضْطَجَعْتُ، فدخل فقال: «ما لكِ يا عائشُ! حشْيًا رابيةً؟ قالت: قلتُ: لا شيء، قال: «لتُخبريني أو ليُخْبِرَنِّي اللَّطيفُ الخبيرُ» قالتْ: قلتُ: يا رسولَ الله! بأبي أنتَ وأُمِّي، فأَخْبرتُه، قال: «فأنتِ السَّوَادُ الذي رأيتُه أَمَامي؟» قلتُ: نعم، فلَهَدَني في صَدْرِي لَهْدَةً أوجَعَتْنِي، ثم قال: «أظنَنْتِ أنْ يَحيفَ اللهُ عليكِ ورسولُه؟» قالت: مهما يَكْتُم الناسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، قال رسول الله ﷺ: «فإنَّ جبريل ﵇ -أتَاني حينَ رأيتِ فنَادَاني، فأَخْفَاهُ منكِ، فأجَبتُه، فأَخْفَيْتُهُ منكِ، ولم يكن يَدْخُلُ عَليكِ وقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، وظَنَنْتُ أنْ قَدْ رَقَدْتِ، فكرهتُ أن أُوقِظَكِ، وَخَشيتُ أن تَسْتَوحِشي، فقال: إنَّ رَبَّكَ يَأمُرُكَ أنْ تأتيَ أهلَ البَقيع فتَسْتَغْفِرَ لَهُم» قالت: قلتُ: كيف أقولُ لهم؟ يا رسول الله قال: قولي: «السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم
الله المستقيمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لَلَاحقون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها:

أولاً. شرح المفردات:


● انقلب: أي انصرف وذهب إلى بيته.
● فوضَع رداءَه: خلع رداءه (ثوبه).
● بسط طرف إزاره: مد طرف ثوبه على الفراش.
● رُوَيْدًا: ببطء وتأنٍ شديد.
● أجافَهُ: أغلقه بلطف.
● دِرْعي: خماري (غطاء الرأس).
● اخْتَمَرْتُ: تغطيت بغطاء الرأس.
● تَقنَّعْتُ: تغطيت بشكل كامل.
● حشْيًا رابيةً: كناية عن سرعة تنفسها من شدة الجري.
● لَهَدَني: دفَعني بدفعٍ ليس بشديد.
● يَحيفَ: يظلم أو يجور.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث موقفًا حدث مع السيدة عائشة حين خرج النبي ﷺ ليلاً إلى البقيع (مقبرة المدينة)، فتبعته لتكتشف أين يذهب. وقد حرص النبي ﷺ على الخروج بهدوء شديد حتى لا يوقظها، لكنها انتبهت وتبعته.
وصل النبي ﷺ إلى البقيع وقام يدعو للموتى ويستغفر لهم، ثم عاد مسرعًا فجريا معًا، ودخلت قبله وأظهرت أنها نائمة. وعندما دخل عليها لاحظ علامات التعب عليها، فسألها عن سبب ذلك، وأخبرها أن الله يعلم ما تخفيه الصدور، ثم أخبرها أنه التقى مع جبريل عليه السلام، وأن الله أمره أن يزور أهل البقيع ويستغفر لهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحرص على عدم إزعاج الآخرين: حرص النبي ﷺ على الخروج بهدوء لئلا يوقظ السيدة عائشة.
2- استغفار الأموات والدعاء لهم: من السنة زيارة المقابر والدعاء لأهلها، كما فعل النبي ﷺ.
3- الصدق وعدم الكتمان: علمنا النبي ﷺ أن الصدق أساس التعامل، وأن الله يعلم كل شيء.
4- التأني في الحركات: حرص النبي ﷺ على التروي وعدم الإسراع في خطواته إلا عند الحاجة.
5- الرفق بالزوجة: كان النبي ﷺ حريصًا على مشاعر السيدة عائشة، وخاف أن تستوحش لو استيقظت ولم تجده.

رابعًا. معلومات إضافية:


● الدعاء لأهل القبور: علمنا النبي ﷺ دعاءً خاصًا عند زيارة المقابر: "السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقيمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
● الوحي ينزل في أي وقت: كان الوحي ينزل على النبي ﷺ في أي وقت، حتى أثناء الليل.
● مكانة البقيع: مقبرة البقيع في المدينة المنورة هي من أهم المقابر في الإسلام، حيث دُفن الكثير من الصحابة والصالحين.
نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء برسول الله ﷺ في حسن خلقه وحرصه على طاعة ربه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤: ١٠٣) عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس فذكره.
وقولها: «ثم أجافه» بالجيم - أي أغلقه.
وقوله: «ما لك يا عائش! حَشْيًا رابية؟» عائش فيه ترخيم وهو حذف الحرف الأخير من المنادى.
و«حَشْيًا» - بفتح الحاء وإسكان الشين، معناه: وقد وقع عليك الحشا وهو الربو، والتهيج الذي يعرض للمُسْرع في مشيه، والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتواتره، يقال: امرأة حشياء وحشية، ورجل حشيان وحشش، قيل: أصله من أصاب الربو حشاء.
وقوله: «رابية» أي مرتفعة البطن.
وقولها: «فلَهَدني» بفتح الهاء والدال، ورُوي «فلهزني» - بالزاي وهما متقاربان، ويقرب منهما «لكزه» و«وكزه»، فاللهد الدفع، واللهز الضرب بالكف على الصدر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 535 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.

  • 📜 حديث: أخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب