خرص الثمار - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب خرص الثّمار
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٨١) عن سهل بن بكّار، حدّثنا وُهيب، عن عمرو بن يحيى، عن عبّاس السّاعديّ، عن أبي حميد السّاعديّ، قال (فذكره) واللّفظ له.
ورواه مسلم في الموضعين في الحجّ (١٣٩٢) عن عبد الله بن مسلمة القعنبيّ، حدّثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، بإسناده مختصرًا، ولم يذكر فيه قصة الخرص. ثم رواه في كتاب الفضائل (١٣٩٢: ١١) بالإسناد نفسه نحو رواية البخاريّ.
وقوله: «أحصي» أي احفظي عدد كيلها. وفي رواية مسلم: «أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله».
حسن: رواه أبو داود (٣٤١٠)، وابن ماجه (١٨٢٠) كلاهما من حديث عمر بن أيوب، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن مِقْسم، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمر بن أيوب العبديّ الموصليّ «صدوق له أوهام»، وشيخه جعفر بن برقان أبو عبد الله الرّقيّ «صدوق يهم في حديث الزّهريّ» وقد وثقه ابن معين وابن سعد، وتكلّم فيه النّسائيّ.
والخرص: من خَرَص يخرص كنصر ينصر، وخرصَ النّخلة إذا خمّن ما عليها من الرّطب تمرًا، ليعرف مقدار ما يؤخذ منه وقت الجداد في العشر أو غيره.
صحيح: رواه أبو داود (٣٤١٥) عن أحمد -وهو في مسنده (١٤١٦١) -، عن عبد الرزّاق -وهو في مصنفه (٢٧٠٥) - ومحمد بن بكر قالا: أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، فذكره. وإسناده صحيح.
حسن: رواه البخاريّ في «التاريخ الكبير» (٤/ ٩٧) عن إبراهيم بن المنذر، نا محمد بن صدقة، قال: حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه، عن جدّه، أنّ النّبيّ ﷺ بعث أبا حثمة خارصًا، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن صدقة، فإنه حسن الحديث.
والحديث أخرجه الطبرانيّ في «الأوسط» (مجمع البحرين ١٣٥٧) عن مسعدة بن سعد، ثنا إبراهيم بن المنذر، بإسناده مثله.
ولكن قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٧٦) بعد أن عزاه إلى الأوسط: «فيه محمد بن صدقة، وهو ضعيف».
قال الأعظمي: إن كان محمد بن صدقة هو الجبلانيّ أبو عبد الله الحمصيّ من رجال «تهذيب الكمال» فلم أجد من ضعّفه، بل قال فيه النسائيّ: «لا بأس به». وقال أبو حاتم: «صدوق». وإن كان غيره فلم أهتد إليه، ولم يترجمه ابن حبان لا في «الضعفاء» ولا في «الثقات»، وكذلك لم يذكره العقيليّ في «الضعفاء» فالغالب أنه التبس على الحافظ الهيثميّ، والله تعالى أعلم.
وأمّا ما رواه أبو داود (١٦٠٥)، والترمذيّ (٦٤٣)، والنّسائيّ (٢٤٩١)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٣١٩، ٢٣٢٠)، وابن حبان (٣٢٨٠)، والحاكم (١/ ٤٠٢) كلّهم من طريق شعبة، قال: سمعت خبيب بن عبد الرحمن يحدّث عن عبد الرحمن بن مسعود بن نيار، قال: جاء سهل بن أبي حثمة إلى مجلسنا قال: أمرنا رسول الله ﷺ فقال: «إذا خرصتم فجذّوا ودعوا الثّلث، فإن لم تدعوا أو تجذّوا الثلث فدعوا الرّبع».
فالظاهر أنّ فيه خطأ؛ لأنّ حديث الخرص لأبيه أبي حثمة الذي بعثه النبيّ ﷺ خارصًا، وأمّا سهل فولد سنة ثلاث من الهجرة وكان عمره عند وفاة النبيّ ﷺ بين سبع سنوات إلى ثمان، وإن كان روى عنه أحاديث.
ومن أهل العلم من جعل هذا الحديث من مسند سهل بن أبي حثمة، ولكن فيه عبد الرحمن بن مسعود بن نيار لم يوثقه أحد، وإنّما ذكره ابن حبان في «الثقات». وقال الذهبيّ: تفرّد عنه خبيب ابن عبد الرحمن، وقال ابن القطّان: «لا يعرف» يعني أنّه مجهول. انظر أيضًا: «بيان الوهم والإيهام» (٤/ ٢١٥).
وأمّا التّرمذي فسكت عليه ولم يتعرّض له بقول: لا بتصحيح ولا تحسين ولا تضعيف.
قال الترمذيّ عقب حديث سهل بن أبي حثمة: «والعمل على حديث سهل بن أبي حثمة عند أكثر أهل العلم في الخرص. وبحديث سهل بن أبي حثمة يقول أحمد وإسحاق. والخرص إذا أدركتِ الثّمار من الرّطب والعنب مما فيه الزّكاة، بعث السّلطان خارصًا يخرص عليهم. والخرص أن ينظر من يُبْصر ذلك فيقول: يخرج من هذا الزبيب كذا وكذا، ومن التمر كذا وكذا، فيحصي عليهم، وينظر مبلغ العُشر من ذلك، فيُثْبتُ عليهم، ثم يُخلِّي بينهم وبين الثمار، فيصنعون ما أحبّوا، فإذا أدركت الثمار أُخذ منهم العُشر.
هكذا فسّره بعضُ أهل العلم، وبهذا يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق». انتهى.
قال الأعظمي: الخرص والحزر بمعنى واحد وهو التقدير. انظر للمزيد: «المنّة الكبرى» (٣/ ١٧٧ - ١٧٨).
وفي الباب ما رُوي عن عائشة أنها قالت -وهي تذكر شأن خيبر-: كان النبيّ ﷺ يبعث عبد الله بن رواحة إلى يهود فيخرص النّخل حتّى يطيب قبل أن يؤكل منه».
رواه أبو داود (١٦٠٦) عن يحيى بن معين، حدّثنا حجّاج، عن ابن جريج قال: أُخبرتُ عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
وفيه رجل مجهول، فإنّ ابن جريج لم يسمع من الزّهريّ لأنه يقول: أُخبرتُ عن ابن شهاب، ثم هو مدلِّس ولو عنعن لم يقبل حتى يصرِّح فكيف وقد قال: أُخبرتُ.
وحجّاج هو ابن محمد المصيصيّ وهو من أثبت أصحاب ابن جريج فمن رواه عنه بالعنعنة دون قوله: «أخبرتُ«فكأنه مشى على الجادّة، أو لم يضبط صيغة الأداء، أو المدوّن مصنف عبد الرزّاق نفسه (٧٢١٩) وعنه ابن خزيمة (٢٣١٥)، وقد ضبطه الإمام أحمد (٢٥٣٠٥)، فرواه عن عبد الرزّاق، أخبرنا ابن جريج قال: أُخبرت عن ابن شهاب، بإسناده مثله.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عتّاب بن أسيد: أنّ النبيّ ﷺ كان يبعث على النّاس مَنْ يَخْرص عليهم كرومهم وثمارهم».
رواه أبو داود (١٦٠٣)، (١٦٠٤)، والترمذيّ (٦٤٤)، وابن ماجه (١٨١٩) كلّهم من طريق محمد بن صالح التمار، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن عتّاب بن أسيد، فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن غريب». وصحّحه ابن حبان (٣٢٧٨)، وابن خزيمة (٢٣١٦)، والحاكم (٣/ ٥٩٥).
قال الأعظمي: إنّ فيه انقطاعًا؛ فإنّ سعيد بن المسيب لم يسمع من عتّاب شيئًا كما قال أبو داود.
ونقل الحافظ ابن حجر في «الإصابة» في ترجمة عتاب بن أسيد عن أبي حاتم الرازي مثله.
إلا أننا لم نجد كلامه هذا في كتب ابنه «كالمراسيل»، «والجرح والتعديل»، و«العلل»، فانظر أين قاله؟ لأنّ عتاب بن أسيد توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر الصّديق رضي الله عنه. كما قاله الواقديّ.
وقيل: تأخّرت وفاته حتى عينه عمر بن الخطاب على مكة، كما في «تهذيب التهذيب» (٧/ ٩٠).
ومولد سعيد بن المسيب في خلافة عمر سنة خمس عشرة على المشهور، وقيل كان مولده بعده. ذكره المنذريّ في تعليقه على سنن أبي داود، ومع ذلك حسّنه الترمذيّ، ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.
وثمّة علة أخرى، وهي الاختلاف في إسناده، كما في «سنن الدارقطني» (٣/ ٤٨ - ٥٣)، وقد أعلّه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان بالإرسال. انظر: «العلل» (١/ ٢١٣).
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عمر: «أنّ النبيّ ﷺ بعث ابن رواحة إلى خيبر يخرص عليهم، ثم خيّرهم أن يأخذوا أو يردّوا، فقالوا: هذا الحقّ، بهذا قامت السماوات والأرض».
رواه الإمام أحمد (٤٧٦٨) عن وكيع، حدّثنا العمريّ، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
والعمريّ هو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب فإنّه ضعيف، وأخوه
عبيدالله ثقة. فالصّحيح في هذه القصة من طريق عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر: «أنّ النّبيّ ﷺ عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج ...»، وهو في الصحيحين البخاري (٢٣٢٨، ٢٣٢٩)، ومسلم (١٥٥١). وسيأتي في موضعه إن شاء الله.
ومن الخرَّاصين الذين ذكروا في كتب التراجم: فروة بن عمرو الأنصاريّ.
حدّث عبد الرزاق في مصنفه (٧٢٠٠) عن معمر، عن حرام بن عثمان، عن ابني جابر، عن النبيّ ﷺ أنه كان يبعث رجلًا من الأنصار من بني بياضة يقال له: فروة بن عمرو، فيخرص تمر أهل المدينة. قال معمر: وما سمعت بالخرص إلا في النّخل والعنب.
وإسناده ضعيف جدًّا، فيه حرام بن عثمان متروك، وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٧٦) وعزاه إلى الطبرانيّ في «الكبير» (١٨/ ٣٢٧).
قال الأعظمي: وفيه علّة أخرى وهي إبراهيم بن أبي يحيى هو الأسلميّ وهو متروك.
ورُوي أيضًا عن رافع بن خديج: أنّ النبيّ ﷺ كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النّخل، فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأقناء، ثم ضرب بعضها على بعض على ما يرى فيها، وكان لا يخطئ.
رواه عبد الرزاق في مصنفه (٧٢٠٩) عن إبراهيم بن أبي يحيى، قال: حدّثني إسحاق، عن سليمان بن سهل، عن رافع بن خديح، فذكره.
وإسحاق هو ابن عبد الله بن أبي فروة ضعيف جدًا، وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٧٦) وعزاه إلى الطبراني في «الكبير» (١٨/ ٣٢٨).
ومن الخرّاصين الذين يبعثهم النبيّ ﷺ جبّار بن صخر بن خنساء الأنصاريّ السّلميّ.
عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: «إنّما خرم عبد الله بن رواحة على أهل خيبر عامًا واحدًا، فأُصيب يوم مؤتة، ثم إنّ جبّار بن صخر بن خنساء كان يبعثه رسول الله ﷺ بعد ابن رواحة فيخرص عليهم».
رواه الطبرانيّ في «الكبير» (٢/ ٣٠٣) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فذكره.
وهذا مرسل كما قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٧٦): «رواه الطبرانيّ في: الكبير«وهو مرسل، وإسناده صحيح».
وفي المغازي لابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن مكنف، حدثني حارثة، قال: لما أخرج عمر يهود خيبر ركب في المهاجرين والأنصار، وخرج معه جبار بن صخر، وكان خارصَ أهل المدينة، وحاسبهم. ذكره الحافظ في «الإصابة» (١/ ٢٢٠).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 32 من أصل 133 باباً
- 7 باب الكانزين للأموال والتغليظ عليهم
- 8 باب ما أُدّي زكاته فليس بكنز
- 9 باب لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول
- 10 باب إباحة المال من طرق الحلال
- 11 باب المال المستفاد لا زكاة فيه حتّى يحول عليه الحول
- 12 باب ما جاء أن الصدقة تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء
- 13 باب ما جاء في زكاة مال اليتيم
- 14 باب زكاة الإبل
- 15 باب زكاة البقر
- 16 باب زكاة الغنم
- 17 باب الزّجر عن الجمع بين المتفق والتفريق بين المجتمع في السوائم خيفة الصدقة
- 18 باب ليس على المسلم في فرسه ولا في عبده صدقة إلا إن أراد أصحابُها
- 19 باب من قال: إنّ في الخيل صدقة
- 20 باب النّهي عن الجلب عند أخذ الصّدقة من المواشي
- 21 باب وسم الأنعام من الصّدقة والجزية
- 22 باب ما جاء فيما يعتدّ به من السَّخْل في الصّدقة
- 23 باب ما جاء في نصاب الزّكاة في الفضة
- 24 باب ما جاء في نصاب الذّهب
- 25 باب زكاة الرّكاز
- 26 باب ليس في الحلي زكاة
- 27 باب من قال: في الحلي زكاة ٌ
- 28 باب العروض التي للتجارة فيها الزكاة
- 29 باب زكاة الحرث والزّرع
- 30 باب ليس في الخضروات والفواكه زكاة
- 31 باب زكاة العسل
- 32 باب خرص الثّمار
- 33 باب نصاب الزّروع والثّمار
- 34 باب ما لا يجوز من الثمرة في الصّدقة
- 35 باب فضل العامل على الصدقة بالحق
- 36 باب الترهيب من قبول العمّال الهدايا
- 37 باب الغلول في الصّدقة
- 38 باب التغليظ في الاعتداء في الصّدقة
- 39 باب في أخذ الزكاة من الأوسط، والزّجر عن أخذ المصدِّق خيار المال إلّا إذا طابتْ نفسُ معطيها
- 40 باب ما جاء في رضا المصدِّق
- 41 باب إذن الإمام للعامل على الصّدقة أن يتزوّج ويتخذ خادمًا، ويبني مسكنًا من الصّدقة
- 42 باب للعامل على الصّدقة رزق لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ [التوبة: ٦٠]
- 43 باب التغليظ على الساعي الماكس
- 44 باب الغبطة في إكثار المال للإنفاق
- 45 باب تمني الخير
- 46 باب فضل صدقة المرء بأحبّ ماله لله ﷿
- 47 باب إنّ الله لا يقبل الصّدقة إلّا من الكسب الطّيّب
- 48 باب مضاعفة ثواب الصّدقة
- 49 باب من تصدَّق بحرام كان إصره عليه
- 50 باب ما جاء في إهداء غير مرغوب فيه
- 51 باب الترغيب في الصّدقة
- 52 باب أن الصدقة تطفئ الخطيئة
- 53 باب ما نقص مالٌ من صدقة
- 54 باب حثّ الإمام على الإنفاق في سبيل الله إذا رأى المصلحة في ذلك
- 55 كراهة الإحصاء في الصّدقة
- 56 باب إظلال الصدقة صاحبها يوم القيامة
معلومات عن حديث: خرص الثمار
📜 حديث عن خرص الثمار
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ خرص الثمار من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث خرص الثمار
تحقق من درجة أحاديث خرص الثمار (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث خرص الثمار
تخريج علمي لأسانيد أحاديث خرص الثمار ومصادرها.
📚 أحاديث عن خرص الثمار
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع خرص الثمار.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب