عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن اللَّه ﷾
الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام معصومون فيما يخبرون عن اللَّه ﷾، وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمّة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما أتوه.
وقال تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [سورة البقرة: ٢٨٥].
والأنبياء معصومون من الإقرار على المعصية، وإن وقع منهم ذلك سارعوا إلى التوبة ولا يؤخِّرونها، ولذلك لم يذكر في القرآن شيئًا من ذلك عن نبيٍّ من الأنبياء إِلَّا مقرونًا بالتوبة والاستغفار، كقول آدم وزوجته: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [سورة الأعراف: ٢٣]، وقول نوح: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [سورة هود: ٤٧]، وقول الخليل ﵇: ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ [سورة الشعراء: ٨٢]، وقول موسى: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ﴾ [سورة القصص: ١٦]، وقوله: ﴿فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سورة الأعراف: ١٤٣]، وقوله تعالى عن داود: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [سورة ص: ٣٤]، وقوله تعالى عن سليمان ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [سورة ص: ٣٥].
صحيح: رواه أبو داود (٣٤٤٦) عن مسدّد وأبي بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد اللَّه بن الأخنس، عن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال (فذكره).
قال أبو داود: حدّثنا مؤمّل بن الفضل، حدّثنا الوليد، قال: قلت لأبي عمرو.
وإسناده صحيح، ويحيى هو ابن سعيد القطّان، وعنه رواه الإمام أحمد (٦٥١٠)، والحاكم (١/ ١٠٥ - ١٠٦) وقال: «رواة هذا الحديث قد احتجّا بهم عن آخرهم غير الوليد هذا، وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشّاميّ، فإنّه الوليد بن عبد اللَّه، وقد غلبت على أبيه الكنية، فإن كان كذلك فقد احتجّ به مسلم» انتهى.
وقال الذّهبيّ في: تلخيصه«: «إنّ كان الوليد هو ابن أبي الوليد الشّامي فهو على شرط مسلم».
قال الأعظمي: كذا قالا، والصّحيح أنه الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث العبدريّ مولاهم المكيّ كما ساق نسبه أبو داود، ومن روانه. ورواه ابن ماجه غير أنه ثقة، وثّقه ابنُ معين وغيره.
وأمّا الوليد بن أبي الوليد الشّاميّ فلا يوجد من يسمّي بهذا الاسم فضلا عن أن يكون من رواة مسلم، والذي روى له مسلم هو الوليد بن أبي الوليد المدني لا الشّاميّ كما قال الحاكم، إِلَّا أن يكون أحد الرواة نسبه إلى الشّام خطأ، واسم أبيه عثمان لا عبد اللَّه.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦١) من طرق عن أبي عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال (فذكره).
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦٢) من طرق عن النّضر بن محمد: حدّثنا عكرمة (وهو ابن عمّار): حدثنا أبو النجاشيّ: حدّثني رافع بن خديج، فذكره.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦٢) من طرق عن الأسود بن عامر: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وعن ثابت عن أنس، فذكراه.
وقوله: «فخرج شيصًا» هو البسر الرديء الذي إذا يبس صار حشفًا.
من خصائص الأنبياء والمرسلين صلوات اللَّه عليهم أجمعين أنّهم معصومون فيما يخبرون به عن اللَّه تعالى، وفيما عداه فللنّاس فيه نزاع، والذي عليه جمهور أهل العلم أنّ الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى: «وهو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمديّ أنّ هذا قول أكثر الأشعريّة، وهو أيضًا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقه، بل لم ينقل عن السّلف والأئمة، والصّحابة والتابعين وتابعيهم إِلَّا ما يوافق هذا القول». «مجموع الفتاوى» (٤/ ٣١٩).
وقال رحمه اللَّه تعالى أيضًا: «أهل السنة متفقون على أنهم لا يقرّون على خطأ في الدين أصلًا، ولا فسوق، ولا كذب. ففي الجملة: كل ما يقدح في نبوتهم وتبيلغهم عن اللَّه فهم متفقون على تنزيههم عنه. وعامة الجمهور الذين يجوزون عليهم الصّغائر يقولون إنّهم معصومون من الإقرار عليها. فلا يصدر عنهم ما يضرّهم كما جاء في الأثر: «كان داود بعد التوبة خيرًا منه قبل الخطيئة».»منهاج السنة (١/ ٤٧٢).
وخلاصة القول في عصمة الأنبياء:
١ - إنّ أهل السنة وجمهور المسلمين متفقون على أن الأنبياء ﵈ معصومون فيما يخبرون عن اللَّه تعالى، وفي تبليغ رسالته لأنّ العصمة هي التي يحصل بها مقصود الرسالة والنبوة.
٢ - اتفق أهل السنة أيضًا على وقوع الصّغائر منهم دون الكبائر في الأفعال، بدليل ما ورد في القرآن والأخبار الصحيحة، ولكنّهم لا يصرون عليها بل يبادرون إلى التوبة والاستغفار، فيكونون في هذه الحال معصومين من الإصرار عليها، ويكون الاقتداء بهم في التوبة منها، بحيث إننا أمرنا بالتأسي بهم، وباللَّه التوفيق.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 249 من أصل 361 باباً
- 224 باب ما جاء في ذكر ميكائيل
- 225 باب ما جاء في ذكر إسرافيل وما كُلِّف به
- 226 باب ما جاء من ذكر منكر ونكير من الملائكة
- 227 باب ما جاء في السّفرة الكرام البررة
- 228 باب ما جاء في خزنة الجنة
- 229 باب إنّ خازن الجنّة أولُ من يفتح بابَ الجنة، لنبيّنا ﷺ-
- 230 باب ما جاء في مالك خازن النّار
- 231 باب ذكر ما جاء في ملك الموت
- 232 باب ما جاء في التوراة بأنّ اللَّه تعالى كتبها بيده وأنزلها على نبيّه وكليمه موسى ﵇-
- 233 باب ما جاء في أنّ موسى ﵇ ألقى الألواح فانكسرت
- 234 باب ترجمة كتاب اللَّه إلى اللّغات الأخرى
- 235 باب الإيمان بأنّ القرآن كلام اللَّه أنزله اللَّه تعالى بواسطة جبريل
- 236 باب إن القرآن أحدث الكتب عهدًا باللَّه ﷿
- 237 باب ما جاء في أوّل ما نزل من القرآن
- 238 باب ما جاء في آخر ما نزل من القرآن
- 239 باب نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا
- 240 باب مدّة نزول القرآن على النبيّ ﷺ-
- 241 باب استذكار القرآن وتعاهده
- 242 باب إنّ القرآن نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين وبلسان قريش
- 243 باب القرّاء من أصحاب النبيّ ﷺ-
- 244 باب إذا استعجم القرآن على اللّسان في قيام اللّيل فليضطجع
- 245 باب كراهية السّفر بالقرآن إلى أرض العدو
- 246 باب ما جاء في عدّة الأنبياء والمرسلين
- 247 باب ما من نبيِّ إِلَّا وقد أُعطي من المعجزات ما آمن عليها البشر
- 248 باب من الأنبياء من لم يصدِّقْه من أمّته إِلَّا رجل واحد، ومنهم من لم يصدّقه أحد
- 249 باب أن اللَّه إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها
- 250 باب في الأنبياء أنهم أحياء في قبورهم يصلّون
- 251 باب إنّ اللَّه حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
- 252 باب من خصائص الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم
- 253 باب ما جاء في نبوة آدم ﵇
- 254 باب ما جاء في كراهية المفاضلة بين الأنبياء
- 255 باب أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتله نبيٌّ، أو قتل نبيا
- 256 باب عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن اللَّه ﷾
- 257 باب وجوب الإيمان بنبوّة عيسى ﵇ وأنّه عبد اللَّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم
- 258 باب وجوب الإيمان بنزول عيسى ﵇ وقتله الدّجال
- 259 باب إن عيسى ﵇ يقتل الدجال بباب لُدّ
- 260 باب سلام النبيّ ﷺ على عيسى ﵇
- 261 باب قول النبيّ ﷺ: أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم ﵍
- 262 باب ما جاء أن عيسى ابن مريم ﵇ يحج البيت بعد قتله الدجال
- 263 وجوب الإيمان بعموم رسالة النبيّ ﷺ-
- 264 باب ما جاء في بعثة النبي ﷺ إلى الجن
- 265 باب عن نبوة محمد ﷺ وآدم بين الرّوح والجسد
- 266 وجوب الإيمان بالنّبيّ ﷺ ومحبته
- 267 باب من أحبّ رسول اللَّه ﷺ يكون معه في الجنة
- 268 باب فيمن يودّ رؤية النبي ﷺ بأهله وماله
- 269 باب فضل من آمن بالنّبيّ ولم يره
- 270 باب دعاء النبيّ ﷺ لمن شهد له بالرّسالة
- 271 باب وجوب الإيمان بأنّ النّبيّ ﷺ خاتم النّبيين ولا نبيَّ بعده
- 272 باب قول النبيّ ﷺ لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي
- 273 باب ما جاء في خاتم النّبوة وصفته
معلومات عن حديث: عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله
📜 حديث عن عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله
تحقق من درجة أحاديث عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله
تخريج علمي لأسانيد أحاديث عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله ومصادرها.
📚 أحاديث عن عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن الله .
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, September 12, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب